2
الكثير من المآسي والمعاناة التاريخية حدثت للمسلمين في كل مكان منذ بدء عصر إنحطاط
الأمة وأفول نجمها لكنه .. مهما ساءت الظروف ، وإدلهمت الخطوب وتكالب الأعداء فإن
المسلمين يؤمنون إيمانآ راسخآ أن العاقبة للمتقين كون ذلك حكم صادرعن رب العالمين
لذا فنحن نحتاج فقط ... إلى العودة الجادة الصادقة إلى الله والإلتزام بشرعه والرضى
بحكمه والإمتثال لأمره والتوحد وإعداد مانستطيع من قوة وليس علينا بأن تتكافأ قوانا
المادية مع مالدى أعدائنا لأن الله القوي العزيز تكفل لنا بالنصر فقد كان كسرى يـُعد
ويجهز مع المناذرة وقيصر يحشد ويؤلب مع الغساسنة لغزو "يثرب"عاصمة دولة
الإسلام الأولى لإستئصال شأفة المسلمين من عند آخرهم وللأبد لكن الله أبى (جل
شأنه) إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون .. فوهب القوي العزيز تأييده ونصره
تبارك وتعالى لسلفنا الصالح على أعظم إمبراطوريتين بعصرهم في وقت واحد
في صدر الإسلام فلم يغن عتاد كسرى ولاعدة قيصر وجيوشهما عنهما من الله
شيئآ وساحت سنابك خيل جند التوحيد في أراضيهما وإنتزع الإسلام سلطانهما
وماظنا أنها ممتلكاتهما من الصين شرقآ إلى الأندلس غربآ .. في فترة قياسية
مذهلة تعد بحد ذاتها معجزة بحيثياتها ومعطياتها المتوفرة بكل المقاييس ومنٌ
الله بنصره على أمة عائلة جائعة قليلة العدد والعدة لم يكن يأبه بها أحد من
العالمين وبما أن الله حي لايموت وأنه تبارك وتعالى لايخلف الميعاد وأنه
قد وعدنا فإنا إن عدنا إلى الله - أعاد الله إلينا مجدنا - (الذي أضعناه)
بعون منه وتوفيق جل وتبارك في علاه .. وقد قال عز من قائل :
{إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم
مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} ... آل عمران (160)