بوغوينو.. النائمة بين الثلج الدافئ والحر البارد

دعاءء

:: مسافر ::
3 ديسمبر 2018
994
1
0
40
بوغوينو.. النائمة بين الثلج الدافئ والحر البارد
فيها جمال الريف البوسني ومتعة صيد الدببة والأرانب البرية وطعم لحوم الضأن المجففة


Bugojno.8.gif




اقتباس:
بوغوينو، مدينة صغيرة في شمال غرب البوسنة، يبلغ عدد سكانها 45 ألف نسمة، تقع بين سلسلة من الجبال والهضاب والغابات، تعتبر من مواطن الصيد الأشهر في شرق أوروبا. ففيها تكثر الأرانب البرية، والذئاب، والثعالب، والدببة، ويبدأ فصل الصيد في أغسطس (آب) وينتهي في ديسمبر (كانون الأول) من كل عام. ولهذا السبب وغيره من الأسباب بنى فيها الرئيس اليوغوسلافي الأسبق، جوزيف بروز تيتو، قصره العجيب، الذي احترق من جملة ما احترق أثناء الحرب. الطرق المؤدية إلى بوغوينو ممتعة جدا، فالقادم من سراييفو بإمكانه اختيار الطريق الذي يصل من خلاله إلى بوغوينو (140 كيلومترا)، فكل الطرق تؤدي إليها. ليست هذه المرة الأولى التي نزور فيها بوغوينو، من طرق مختلفة، فنحن نختار الطريق حسب الظروف، فإذا كنا مستعجلين نمر من طريق زينتسا، ثم نوفي ترافنيك، فبوغوينو. وإذا لم نكن في عجلة من أمرنا، نمر عبر كسيلياك، وفيتز، وترافنيك، فدوني فاكوف، ثم بوغوينو. وأي طريق يسلكه الزائر إلى بوغوينو، وذلك في الفصول كلها، لا سيما الصيف والشتاء، يسحره جمال الريف البوسني ببساطه الأخضر صيفا، وبساطه الأبيض شتاء. بدفء البرد، في أكتوبر (تشرين الأول)، ونوفمبر (تشرين الثاني)، وديسمبر (كانون الأول)، ويناير (كانون الثاني)، وفبراير (شباط)، ومارس (آذار)، وأبريل (نيسان)، وبرد الشمس في يونيو (حزيران)، ويوليو (تموز)، وأغسطس (آب)، وسبتمبر (أيلول). نذكر ذلك لأن الفصول تأخذ من بعضها في البوسنة، فكثيرا ما تستدين الشهور من بعضها؛ فترى يوما أو أياما دافئة حميمية في الشتاء، وأياما باردة ولاسعة، كما لو أنها تدلك جسدك في الصيف، وتذهب عنك السأم والعبوس والكسل، وتملأك نشاطا وحيوية ورجولة. هذه المرة قصدنا بوغوينو، عبر زينتسا، وكان المطر ينزل رذاذا، بينما كانت أوراق الأشجار على الأرصفة، والغابات التي يشقها الطريق، قد كساها الاصفرار، وتكاد تتحول من الكهولة، بعد ريعان الشباب الأخضر، إلى الشيخوخة، ومع ذلك كانت جميلة، فالفصول جميعها جميلة في البوسنة. وعندما كنا نمر إلى بوغوينو في فصل الشتاء، وقد أصبحت الأشجار صلعاء، لم تفقد كثيرا من جمالها، بل إن الأشجار كما هي البوسنة تجدد شكلها مع كل فصل جديد، تماما عندما تغير الحسناء ملابسها. هانحن نسلك الطريق الجبلي بعد اجتياز القرى الفاصلة بين ترافنيك وبوغوينو، والسيارة ترتفع حينا، وتنحدر حينا آخر بين هضبة ومنحدر، كما لو كانت تحاكي رقصات الفلاحين في قرى البوسنة، والتي يطلق عليها باللغة المحلية «إقرانكا» وهي رقصات عفوية يجتمع إليها الناس في المناسبات، ويؤديها جميع سكان القرية، كما لو كانوا أسرة واحدة. هاقد ظهر مطعم بريستوفا، وأعمدة التلفريك، الخاص بالمتزلجين في فصل الشتاء، وأخذت السيارة شكل الطائرة وهي تهم بالنزول في المطار، وذلك إيذانا بقرب الوصول إلى بوغوينو. في المدينة هناك الكثير من المعالم الثقافية والدينية، لا سيما الإسلامية والكاثوليكية. ولا يمكن للسائح أن يزور بوغوينو، من دون زيارة مركز الأميرة الجوهرة الثقافي، فهو من المعالم الثقافية والسياحية في شمال غرب البوسنة، والذي تم افتتاحه عام 2001، وهو الوحيد من نوعه في المنطقة كما قال لـ«الشرق الأوسط» مديره رحمة الله قاري: «الحمد لله، يعتبر المركز فريدا من نوعه في المنطقة بمبناه الشائق الجميل، وإطلالته الفريدة، وطابعه المعماري المميز». وتابع: «يأتي للمركز سياح من مختلف الدول الأوروبية، ومن كرواتيا وألمانيا، والنمسا، وتركيا، لا سيما في فصل الصيف». وأردف: «غالبا ما يكون المركز عامرا بالزوار؛ فالمدارس تنظم رحلات لزيارته، والمركز يستقبلهم ويقدم إليهم واجبات الضيافة والهدايا، كما يشارك الزوار والسائحون في بعض الأنشطة التي تقام داخل المركز؛ حيث يستضيف المتخصصين لإلقاء محاضرات، أو تنظيم ندوات، أو إقامة معارض ثقافية». إلى جانب ذلك، هناك جميع الخدمات الطبية والبنكية، والاتصالات، وملحق بفنادق ومطاعم بوغوينو أماكن لممارسة الرياضات المختلفة، والمشي، وركوب الدراجات، وركوب الخيل والتوغل في الغابات، كما هو الحال في الصحراء، وعبر طرق لا يمكن أن يضيع فيها السائح. وفي بوغوينو، يمكن زيارة منابع مياه دوبوكا، وفيافي بريشلانيتسا، وأماكن الصيد الواقعة على مساحة 360 كيلومترا مربعا. ويقول أهالي بوغوينو: إن مساحة غابات الصيد مثل أعداد أيام السنة 360 يوما مقابل 360 كيلومترا مربعا. ولأن بوغوينو من الأماكن التي يتوافر فيها الهواء النقي، فهي أفضل الأماكن للإقامة طلبا للراحة والاستجمام والهروب من المعاناة اليومية وضغوط العمل وغيرها. ففيها أماكن للعلاج الطبيعي، والعلاج بالمياه الكبريتية وهناك شركات سياحية، مثل شركة «لامبادا» وغيرها من الشركات السياحية التي لا تزال تتلمس طرق تنشيط السياحة في المنطقة الأعجوبة في شرق أوروبا. وعلى الرغم من صغر المدينة فإن السائح يمكنه أن يلاحظ شيئا مميزا، هو الروح الطاغية على المكان، التي تشعر الإنسان بالطمأنينة والراحة النفسية. وتمتاز بوغوينو وغيرها من القرى المجاورة بلحوم الضأن المجففة، وهي تختلف عن لحوم الأبقار المجففة في ترافنيك وفيسوكو، وغيرهما من مناطق البوسنة الأخرى. ويمكن للسائح زيارة قصر الرئيس اليوغوسلافي الأسبق جوزيف بروز تيتو، الذي أحرقه الكروات سنة 1993 حتى لا يكون في يد البوشناق. في بوغوينو يتحفك الناس بالحديث عن مزارع الأسماك في بوتشاني، التي تقع على مساحة تزيد على كيلومتر مربع واحد، وشلالاتها ومطاعمها التي تكاد تكون مجانية، فالأكل والنوم حتى الشبع بـ10 يوروات فقط، وهو أمر لم نصدقه في أول الأمر، وقد هالتنا الحقيقة أكثر من السماع عنها. في بوغوينو يتحفك الناس أيضا بالحديث عن الصيد في الغابات المجاورة، ويحثونك على زيارة نادي الصيادين في المنطقة، واستئجار بندقية وخوض غمار تجربة صيد قد تظفر خلالها بفرو دب أو أكثر، أو صيد ذئب أو الفوز بعشاء بمذاق وطعم لحوم الأرانب البرية.
اضافة من الاخ بوسناك

اقتباس:
السلام عليكم اخي فتحي الشافعي
اشكرك جزيل الشكر على هذا التقرير الرائع عن مدينة ومنطقة بوجوينو الرائعة واسمح لي بان اضيف بان هذه المدينة من اشهر المدن البوسنيه التي فيها القنص وكما اسلفت بان تزخر بالحيوانات البريه والغابات التي تعيش فيها الكثير من الغزلان وانواع من الوعل البري والدببه والثعالب والخنازير البريه والقط البري ( شومسكي ماتشكا)
2ompe.gif

كما تشتهر بوجوينو بالرحلات الراجله داخل غاباتها والتخييم للمجموعات السياحيه واسمح لي ان اضيف صورة لمسجد بوجوينو المبني حديثا


GetPicture.aspx



6299112-Countryside_between_Jablanica_and_Bugojno-0.jpg