زهور الربيع الجميله في مدينة لاندودنو

[بسنت]

السلام عليكم ...

أسباب السفر كثيره ... وقد كان الهروب هو الدافع الأول لي للإتجاه غرباً نحو مدن ويلز .... وكان الهدف ... مدينة بالقرب من البحر ... تكون هادئة وجميلة ...

بحثت في المواقع عن مدينة تساعدني في رحلة الهروب ....

ووجدت لاندودنو ...

اتجهت الى محطة القطارات إيوستن في لندن ... وحجزت اول قطار يتجه الى لاندودنو ... تلك الوجهه المجهوله والبعيده نوعاً ما...

اخبرني الموظف في المحطه بأنني يجب ان ابدل القطار في محطتينن الأولى في كرو Crew و ثم لاندودنو جنكشن ...

حملت حقيبة ظهري و اسرعت المشي نحو القطار الي سينطلق بعد عشر دقائق ....


في القطار بحثت كعادتي عن المقعد الذي يحتوي على مكان لشحن الجوال ... لم اجد .. فجلست في احد المقاعد وكعادتي اغمضت عيني وقلت "ان شاء الله محد يملغ ويقعد جمبي "

وبدأت رحلت الهروب ...

السبب من الهروب غير مهم ...

المهم هو الهروب ....

كنت دائما استمتع بالرحلات على متن القطار ... ليست هذه الرحلة ... فكل شيء بدا ساكناً و خالياً وجافاً ... حتى زهور الربيع الجميله التي طالما شدتني لها كانت كأنها اشباحاً صفراء تكتسح بحيرة خضراء مظلمه ..

في هذا اليوم فقط ... ادركت ان الجمال .... ينعكس منا .... فنحن من نرى الشيء جميل .... وقد لايكون كذلك ... ونحن من نراه قبيح ... وقد لايكون كذلك ...

وها أنا اصل لمحطتي الأولى ... كرو Crew

نزلت في المحطه واتجهت لابحث عن مكان لشحن جوالي فقد قارب الشحن على الانتهاء ... جلست بقرب الشاحن نصف ساعه وثم اتجهت الى المنصه رقم 9 لاركب القطار المتجه الى لاندودنو جانكشن ..

تحرك القطار و مازالت المناظر رغم المروج الخضراء والسماء الزرقاء والغيوم البيضاء ... كئيبه في عيني ... إلى ان ظهر البحر ... و شد انتباهي له ومشاعري ...

ليس البحر فقط من شد انتباهي ... بل الافتات في المحطات التي مررنا بها ... فقد أصبحت اللغه الانجليزيه هي اللغه الثانيه ... كيف ذلك رغم اننا في بريطانيا ؟؟؟؟ اووه نعم ... اعتقد ان لغة اهل ويلز تختلف عن اللغه الانجليزيه ومازالت متداوله ...

ويستمر القطار ....

إلى ان وصلت الى لندودنو جانكشن ... او تقاطع لندودنو .... وغيرت القطار ...

يا ترا بما تفكر هذه الطفله .... اكيد ... في شيء اخر غير الهروب ...

يتبع ..​

​

 

[بسنت]

مرت الثلاث ساعات تقريباً ....

ووصلت الى وجهتي ... Llandudno

خرجت من محطة القطار ... التفت يميناً ويساراً باقة الانترنت قد انتهت ... كيف عساني اصل لموقع الفندق الذي حجته وانا في القطار ؟؟؟؟؟

شاهدت هذا التمثال ... فتاه جميله ... لا انها فتاه مرعبه ....

أووووه كم انا محظوظه فالحانه التي خلف هذه الفتاه بها شبكة انترنت مجانيه .... تمكنت من معرفة مكان الفندق و اشتغل غوغل ماب ...

شكرا ايتها الفتاه المجهوله ... فالتأمل في ملامح وجهك مكنني من إيجاد طريقي للهروب ...

أكملت طريقي ...

كم هي هادئه هذه المدينة ... بالضبط كما اردت ... هادئة وجميله ... نوعاً ما

ستاربكس ... نعم احتاج للقهوه وبشده ... دخلت ... وكانت المفاجئة كل الكتابات عالجدران بلغة اهل ويلز ... لغه لا افهمها ...

يتبع ...​

 

[بسنت]

اين تقع لاندودنو ؟؟؟ تقع غرب بريطانيا شمال غرب لندن .... كما في الخريطه ..​

​

اتجهت للفندق وكان اول شروطي للفندق ، ان يكون مقابل البحر ، فهاربتاً مثلي يملؤها شعور ورغبه بالابحار بعيداً .... بنظرها .... فالبحر له طاقه عجيبه في اجلاء الهموم و تعديل المزاج .. وهذا هو اسم الفندق ..​

دخلت الاستقبال وانا احمل حقيبة ظهري ... وتوجهت للموظفه وكأن لسان حالها يقول عرفتك انتي الهاربة ... فقليل من يأتون لهذه المنطقه من أبناء ملتك ...​

كانت الإجراءات اسرع من ماتوقعت ... استلم الكرت وتوجهت للغرفة ...​

يوجد اسنصير لاكني فظلت ان اصعد الدرج ..​

هاهي غرفتي الكبيره .. الهادئه ... و التي بعثت في نفسي حاله من الانشراح ..​

المنظر من الشباك جميل جداً ... جلست طويلا امام النافذه اتأمل البحر والشارع ... والمكان​

نعم ... انا من من يبحثون عن الاستجمام في دورات المياه ... يعجبني الحمام الواسع المريح والنظيف ...​

وبينما انا جالسه امام النافذه انتظر شحن هاتفي المحمول ... شدتني هذه الكتب الارشاديه عن المنطقة ..​

شدتني نعم ... لكني كنت في مزاج لايسمح لي بأن اتصفحها ... فبالي مشغول بما هو اهم ...​

كنت جائعة جداً ... تذكرت انني لم اتناول شيء منذ الصباح ... فكرت بأن كوب القهوه مع قطعة البسكوت المجانيه قد تكون فكرة ممتازه ..​

المكان في الخارج يغريني ... هل اترك هاتفي على الشحن وانا اخرج ... ام من الأفضل الانتظار واخذ الهاتف تحسباً للظروف ..​

وأخيرا وصل الشحن الى 50% عندها قررت الخروج من الفندق لاتجه الى البحر واهرب هناك ...​

كم هو انيق هذا الفندق على الطراز الفكتوري​

عند اقترابي من باب الخروج ... بدأت اشعر بنسمات البحر ... خرجت من الفندق وعبر التراس الخارجي ... شاهدت البحر ... كم هو قريب ... وبعيد​

عبرت الشارع العام بسهوله .. فالسيارات قليله والشارع هادئ​

ووصلت الى الكورنيش في دقيقتين​

الكتابات تلفت نظري أحاول اقرأها ... فهي بلغه جديده لغة اهل ويلز​

... يتبع ....​

 

[بسنت]

كنت فقط ابحث عن البحر .. والمشي على شاطئ البحر ... رغم برودته ... ​

بدأت المشي على الكورنيش ... ابحث عن مدخل للشاطئ​

​

الافتات مازالت تثير اهتمامي بهذه اللغه الجديده​

وان كانت الرفقه ممتعه ... لكني احتاج للوحده​

وأخيرا منفذ للشاطئ يبدو انه اقل وعوره من غيره​

ونزلت للبحر​

نزعت حذائي وتركته دون اهتمام على المرسى واخذت امشي وامشي طويلا على هذا الشاطئ الغريب .... وعر أحيانا واحيانا مالس وناعم​

حتى ظلي كان مشتاقاً لمياه البحر​

.... تذكرت غريد الشاطئ المطرب الكويتي وكأني اسمعه يشدو بصوته ويقول ... يمشي على الدانه ( القبقب) يمشي على الدانه ( القبقب)​

النورس يشبهني ... يحب التحليق ويحب البحر​

بعد مرور مايزيد عن الثلاث ساعات على شاطئ البحر رجعت لحذائي الذي كان ينتظرني بهدوء ، ارتديته ، وتوجهت الى جهة الاكشاك لابحث لي عن طعام اسد به جوعي ...​

طالما شدني الوقف الكائن على شكل كرسي في الأماكن العموميه وأتمنى فعلا تطبيقه في بلادنا​

وصلت للاكشاك​

رغم تأخر الوقت الا انني تمكنت من شراء اخر سندويج برجر من احد الاكشاك ... وواصلت المشي​

لاحظت عيون النوارس وحركاتها فوقي وكأنها تهم بسرقة سندويجي ... خفت جداً منهم​

فقررت الهرب بعيداً عن الشاطئ ...​

وخرجت خارج الميناء​

اعتقدت انني أصبحت بأمان الى ان ادركت ان النوارس تراقبني من كل جهه وقد أرسلت احد الجواسيس فوق ذلك الكوخ لمراقبتي​

أكملت السندويج سريعاً ... ورجعت امشي على الميناء ..​

إلى ان نال التعب مني ... فرجعت للفندق .... ونمت بسلام ....​

 

[بسنت]

كانت نومه عميقة ... لو ما ان الجوع ايقظني فجراً ... لم اكن اعرف بمذا اسد جوعي ... لكن البسكويت المجاني دائما هو المنقذ... وعدت للنوم مرة أخرى لأستيقظ الساعة الواحدة ظهراً .... اخذت حقيبتي و سجلت خروج من الفندق ... وبدأت مشواري لليوم بتردد ... هل امدد الاقامه ام انهي رحلة الهرب ...

أي اتجاه أأخذ ... اريد ان اكتشف هذه المدينة اكثر ...

حتى التفكير بالمكان الأنسب للذهاب اليه يعتبر قيد ... قررت ان اهرب من هذا القيد واترك الحريه لاقدامي تأخذني حيث تشاء ...

ثقتي بأقدامي كبيره .... فقد اخذتني الى ستاربكس ... نعم القهوة هي اجمل ما أبدء به يومي ...

بعد القهوة ... أعطيت الحرية لاقدامي مرة أخرى .... الحرية لاقدامي و لعيناي تلك تسوق الأخرى ..

كم هي مريحة هذه المدينة ... هادئة بسيطه وجميلة .... واصوات العصافير ... مع أصوات طيور النورس ممزوجه بصوت الموج ... كونت اجمل موسيقى ...

الهواء العليل ورائحة البحر ... إحساس اخر ... يداعب القلب قبل الوجه ...

بساطة المكان سر جماله ... وجمال المكان في بساطته

بدأت عيناي تقود اقدامي ...للبحث عن مطعم يقدم شي مناسب فالجوع وصل اشده ...

وكانت وجبة غداء لذيذه جدا جدا جدا

أكملت وجبتي ... واكملت رحلت الهروب

كثير من البيوت خصص أصحابها بعض الغرف للسياح ..

وجدت نفسي امام موقف الباصات السياحيه على الكورنيش .. هناك نوعاً واحد ذو السقف المفتوح للتجوال في المدينه وحدود المدينة الخارجيه ... والأخر لجوله حول المنطقة المسمى بالأورم العظيم وهي منطقة تشبه الهضبه يحيط بها الماء من ثلاث جهات و هذا الباص شكله قديم ومميز .. و أيضا يوجد قطار سياحي صغير ...

ذهبت امشي باتجاههم وتركت الصدفه تختار لي احد الخيارين

الحياه تدب في المكان

والامواج جامحه على الصخور

يوجد تلفريك في المدينة .. لكنه اليوم مغلق بسبب الرياح ...

يتبع ..​

 

[بسنت]

قررت ان اتجه باتجاه التلفريك لمشهادة المدينة من الأعلى ... والاورم العظيم كذالك ...

​

كان الجو منعشاً​

للأسف التلفريك مغلق بسبب الرياح ... فقررت ان استقل الباص السياحي القديم الذي يأخذ السياح بجوله حول الاورم العظيم ... لقد قرأت في احد البروشورات الموجوده في الفندق ان به كهوف فكان حماسي شديد لمشاهدة هذا الاورم ...​

سألت ما اذا الباص المكشوف الذي ياخذنا جوله حول المدينة وضواحيها الجوله تشمل الاورم العظيم ام لا .. فأجاب السائق لا ... الجوله لاتشمل الاورم العظيم ... فقررت ركوب باص الاورم العظيم​

والسعر 6 باوند للشخص​

الباص مغلق من الداخل و النوافذ لايمكن فتحها ... وهذا الشيء يضايقني ، يشعرني اني سجينه ...​

بدأت الرحلة ...​

كانت بالنسبه لي جولة الباص غير ممتعه ... ربما بسبب النوافذ المغلقة .... وربما لأننا كنا نمشي بمحاذاة الاورم فلم اشعر بجمال الكهوف والبحر معاً ... فأعتقد من الأفضل التجول يا إما بالقوارب السياحيه المتوفره بكثره هناك حول الاورم او ان كنتم من المحظوظين ركوب التلفريك .. وبينما كنت داخل الباص .... هتف السائق ... على يمينكم سيدة القلوب ...​

سيدة القلوب ؟؟؟؟؟ أرنب ؟؟؟؟؟ فتاه .؟؟؟؟؟؟ نعم انها اليس في بلاد العجائب .... شخصيات اليس في بلاد العجائب ....​

كم هو امر مثير للاهتمام ... مالحكايه وماسبب وجود الشخصيات هنا ؟؟؟​

وتحول هدف الهروب الى هدف كشف سر شخصيات اليس في بلاد العجائب ... وللعلم شاهدة أيضا القط الكسول لكني لم أتمكن من تصويره ..​

مر الوقت ... وقاربت الساعة ان تتعدى الثامنة مساءاً ... فقلت في نفسي لاذهب لمحطة القطار ... قد تغلق المحطة وانا لم احجز فندق لليله أخرى ..​

وظهرت الفتاه ... نعم انا اعرفكي انتي اليس و اقتربت اتفقدها ... اووووه انها ضخمة وتحتها منزل صغير وابواب صغيره ...​

الموضوع اصبح ممتعاً فقد شاهدت شخص اعرفه ... انها اليس​

اقتربت لاقرأ ما كتب تحتها ... اوه كم هيه فكره جميله لاكتشاف المدينة ليتني عرفتها مسبقاً وليتني قرأت بالأمس ماكتب هنا ... اعتقد لم اكن بمزاج يسمح لي بالتمعن بشيء غير الهروب ... تقول اللوحه بما معناه ... قم بتحميل برنامج خاص على الهاتف الجوال واتبع شخصيات اليس في بلاد العجائب لاكتشاف المدينة ... كم هي فكره عبقريه وجميله ... و كتب بجانب اليس جزء من قصتها قبل تناولها الشراب الذي سيحولها الى قزمه وتتمكن من دخول الأبواب ...​

كم هو جميل هذا الخيال ... فجأه اسمع صوت ثقيل يقول لي مرحبا انا اعرفك ... شاهدتك بالأمس في القطار كنا في نفس المقطوره (( باللغه الانجليزيه )) إلتفت ... اوه نعم تذكرته ... هذا الرجل كان يجلس قريبا مني وكان ثمل ورائحته تفوح من الكحول ... و هاهو أيضا يكلمني وبيده كأساً ويجلس في الحانه .... ليتني اعلم ماهو السر في شرب الكحول المستمر ؟؟؟ عتقد لو انني قارنته بشراب معين فلنفرض عصير برتقال .. فأن قلبي سيرفض العصير وسيمل منه ... لايهم ... ابتسمت له ورددت عليه السلام وقلت له مرحباً ... نعم تذكرتك كنا في القطار ... هو : هل اعجبتك المدينة ؟ انا : جداً ، هو : اتنوين الرحيل اليوم ، انا : نعم ، هو : اذا يجدر بك اللحاق بالقطار فأخر قطار سينطلق بعد خمس دقائق ... انا : اوه شكرا لاخباري انا احب مدينتكم ، هو:

وصلت المحطه متأخره دقيقه عن موعد القطار ... ولحسن حظي ... تأخر القطار عشر دقائق عن موعد الوصول .... فتمكنت من ركوبه .... و انطلق بي القطار عائداً الى لندن ... عبر 3 محطات للتبديل ... و انتهت رحلة الهروب ...​

وأدركت ان الهروب هو الحل ... ولكن ليس دائماً​

انتهى ..​

​