الرد على الموضوع

هـذا هـو إذن نهر غانجـا .. أو الغانـج كمـا في ترجمته العربية المنقولـةِ عن الإنجليـزية ربمـا .! 

تصطـفُ على ضفتيـهِ المعابـد والفنـادق القديمـة الرثـة والجميـلة في آن واحـد .. والبيـوت الملونـة .! 

متـلاصقـة تتنافـس علـى بركـةِ القـربِ منه .. علـى الدرجـات الممتـدة يجـلس الآلاف يمارسـون طقوسهـم وعباداتهـم .! يغطسـون في النهـر متمسكيـن بسـلاسـل مثبـتة جيدا .. 

فالتيـار جارف والنهـر في عنفوانـه .. رحلـة طويـلة تلك التي تنتظـره ..! ما أجملهـا من مفـاجأة .!! 

قـررتُ فورا أن أمدّد بقائـي هنـا .. فهـذا الجمـال المتواري يستحـق التوقـف عنـده .! واكتشافـه بهدوء فلا داعي للعجلـة .! الشمـس توشـكُ على الغـروب .. والحـجاج يتوافـدون لحضـورِ تراتيـل المسـاء .! 

الشحاذيـن والمعاقين يصـطفون على الجسـر المؤدي للمعابـدِ المقامـة في وسطِ النهـر .! 

لكنـهم لا يلاحقـون أحـدا .! 

عالـم ثـري فعـلا .. ترمقـني بعض الوجوه لكنهم سرعـان ما ينشغلـون عنّي .. تدق الأجـراس فيقتـرب المتعبـدون من حافـةِ النهر .. يحتفـي الحضور ببدايـةِ الصـلاة .. يردد الكـاهن الذي ربمـا يكـون جالسـا في المعبـدِ الأوسـط تراتيـل بصـوت أجش .! يقولهـا بسـرعة من تعـوّد عليهـا .. يحمـل الكهنـة النيـران التـي باركها الكاهـن المستتـر ويمررونهـا علـى المتعبّديـن .. الذيـن يتلقونهـا بكـل الاحترام والتبجيـل .! فيمـا يقـوم آخرون بإشعـال العيـدانِ المثبتة فـي القرابيـن المصنوعةِ من لحـاء الشجـر .. والتي تشبـه القوارب الصغيـرة .! يضعـونها في النهـر بحـرص ويحمّلونهـا أمانيهـم وصلواتهـم .! يتابعـونها بنظـراتهـم وهـي تخـوض في النهرِ المضطـرب ناحيـة المجهـول .!