الرد على الموضوع

دخـلتُ من البوابةِ الصغيـرة .. ما بعد البوابة لا يشبـه ما قبلهـا .. فهنـا الأشجـار أنيقة والطرقـات منظمـة ومرصوفـة .. حتى اللوحـات الإرشاديّـة من النوع الغالـي.! يبـدو أنهـم لم يسترخصـوا حين فكـروا في الترويـج لهـذه المقبـرةِ الملكيّـة .! 

والتـي تحـولـت لمقبـرة جماعية للأمراء المغـول.! اللغة العربية هـي اللغـة الرسمية في المقبـرة.! وعلـى غير الناطقيـن بهـا مراعـاة ذلـك.! 

أستعرض مهاراتي في قراءةِ الآيات الكريمةِ والأدعيةِ حين يمر بي الهنـود الذيـن باتـوا غربـاء في وطنهـم.. بودّي لو أفضفـض فلا يفهمنـي سواهـا .! 

الزوار يتقدمون مستعجلـين ناحية البوابةِ الكبيـرة التي تفصلنا عـن الضريـح .. صاحـبِ الحكاية .! 

وقـد تأكـدوا من جاهزية كاميراتهـم .. فعلـت مثلهم بحركـة غير إراديّـة.. يتزاحمـون عند القـوس الأوسـط!

هنـاك يرقـد الإمبراطـور همايـون .. وكل هـذهِ الحدائـق والبوابـات والنقوش والقبـاب مكتوبـةٌ باسمـه.. ممهـورة بختمـه ومنذورة لروحـه .. لكنه عاجـزٌ عن قطـفِ الزهـرةِ اليانعـةِ عند قدميـه.!

لا يمكنـه التجـول في الحديقـةِ ليـلا ومسامـرة النجـوم .. ولا الجـلوس تحـت الشجـرةِ المعمّـرة يسـار الضريـح .. لا يمكنـه حتى مطـاردة السناجـب.!

الضريح الملكـي يتوسـط القبة البيضـاء .. 

وحـوله عشراتُ الأضرحـة في الحجـرات المجـاورة .. وجميعهـا توصلُ إليـه.! هذه هي حدودك الطبيعية يا صاحـب القبـر .. تنتهـي حيـث ينتهي جسدك.! 

ومـا عدا ذلـك فهـو ملـكٌ للحياة.! 

ولـكن .. أين ترقـد الحاجة بيجـوم؟!

أيهـا ضريـح الأميـرة العاشقـة.؟! هل تكـون قد اختـارت لنفسهـا ضريحـا منزويـا .؟! أم أنّ من بعدهـا كـانوا أقل وفاءا منهـا .!! لا أدري .. يعجبني أن يكـون السؤال بلا إجابـة .! لتظـل القصة مفتوحـة وبلا نهاية .. قصـة حـب مجنونـة ومكلّفـة.!