دلهـي وإن بـدت مكفهـرة ومنشغلة عن الاعتنـاءِ بنفسهـا إلا أنهـا لا تخفـي انحيـازهـا للعشّـاق وإن كـان ذلـك تلميحـا لا تصريحـا.. ففي دلهـي للحـب مقامـات وأوليـاء ومعابـد وحكايـات وأقاصيـص مخفية.!
هـل سمعتـم بالحاجـةِ بيجـوم .؟!
لا أظنكـم سمعتـم بهـا .. ولا أنـا كذلـك.!
هـي زوجـة الإمبراطـور المغولي همايـون .. والمـرأة التي خلدت ذكراه .. وجنّبته أن يكـون مجرد حاشية صغيرة ورقم عابـر .. وحرّمته على النسيان.!
وحين مـات نقلـت رفاتـه معهـا للمنافـي البعيـدة .. تخيلوهـا وهـي تحمـل جثة زوجهـا معهـا .. وتدفنه حيـث تحـط رحالهـا .!
وبعـد 14 عامـا عـادتِ الأميـرة العاشقـة إلى المدينة التي طردتهـا وطاردتهـا.. مكللـة بالنصـرِ .!
اطمـأنت الأميـرة للمدينة التي خانـت عهدهـا يومـا.! وسلمتهـا جثة حبيبهـا التـي أنهكهـا الترحـال .. ستكون دلهـي هـي مستقـرها الأرضـي الأخيـر.!
وعاودتِ الأميـرة فكـرة قديمـة .. فكـرة حالمـة ومجنونـة .. ستبنـي لزوجهـا ضريحـا يضاهـي ضريـح جدّه جنكيـز خـان .! ضريـح ملكـي مبهـر تحفـه الحدائـق الغنّـاء .. وتعلـوه قبّـة بيضـاء .!
فكـان لهـا مـا أرادت.!