ستكـون البدايـة مـع أشهـر مئذنة فـي كـلِ بلادِ الهنـد .. يسمونهـا " قطـب منـار ".!
اسمهـا مفعم بالعاطفةِ والشجـن ..في كلمـة منار تحديـدا .. أمـا الاسم الملكـي الذي يصاحبهـا فلا يعنيني بـشيء .! من الناحيةِ التاريخية فإنّ عمر هـذه المئذنـة تسعة قرون وأكـثر.!
تخيـلوا معـي ذلـك.. ظـلت صامـدة فـي وجـه محيطـها المتغيّـر والمتلـون.! تبدلـتِ الو لاءات وتصـدعت الممـالك وتهـاوت.. أظـن لأنهـا لم تكـن رمـزا دينيـا خالصـا .! بـل كـانت تحفة فنية إنسانيـة .. كـانت أشبه بالرسـالة .. ربما أكـونُ مبالغـا لكـنّ قساة القـلب لا يمكنهـم إلا أن يتوقفـوا عنـدهـا.! ستتفتـح أحاسيسهـم المغطـاة بطبقـة من الأحقاد والضغائـن.. سيلقـون بمعاولهـم جانـبا.. لم لا نسمـو معهـا وهـي ترتقـي نحـو السمـاء.! كـانت صدمـة إيجابية.. لقـد فوجـئتُ بارتفاعهـا .. 72 متـرا .!
توقعتهـا أقـل إبهـارا مـن ذلـك.! فـي محيطهـا مسجدٌ متهـدم ولم يبق منـه إلا أعمـدة متصدعـة وعليهـا نقـوش هندوسيـة.. الأمـرانِ لا يستويـان ..! لاحقا فهمـتُ السر حول ذلـك .. فالحـاكم المملوكـي قطـب الديـن أيبـك قام بتهـديم 27 معبـدا هندوسيا لإقامـةِ هـذا المسـجد .. أقامـه ببقايـا تلـك المعابـدِ المهدّمـة .. وسمّـاه قـوة الإسـلام.!