اسطنبول الساحرة في الربيع

سندريلا

:: مسافر ::
10 أكتوبر 2018
1,000
5
0
41
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...و صباح الخير ومساء الورد كلّ بتوقيته
smile.gif


بدون مناسبة او مبررر خطر ببالي اكتب تقرير بسيط جدا وسريع (قولوا يا رب يكون سريع) عن زيارة قصيرة لاسطنبول الساحرة في الربيع الماضي..
سأحاول الاختصار قدر الإمكان باستثناء ما أشعر بأنه مفيد .. فاسطنبول لها خبراؤها وعشاقها ممن أسهبوا في إبراز معالمها وتوضيح جمالها .. اما أنا فبعد عبور مطارها عدة مرات أدركت بأنني لم أزر اسطنبول ولا مرة واحدة .. فقررت -فجأة- زيارتها في موسم أزهار التوليب الساحرة ..

وهكذا بالضبط بدأت الحكاية.. ففي إحدى أمسيات مارس الماضي خطر ببالي أن أزور اسطنبول لثلاثة أيام قبل أن يداهمني ضغط العمل والارتباطات الاجتماعية من جديد.. كانت هناك مهمة بسيطة عليّ القيام بها هناك لمدة ساعتين فقط، وبإمكاني أن أطلب من أي شخص هناك القيام بها ولكن .. حجة للسفر، ومين يقول لأ؟

اتصلت على الفور بصديقة العمر .. وبدون مقدمات ..
- جواز سفرك لسه "شغّال" ؟
- مممم .. قصدك صالح ,, أيوة ..
-صالح أو سليمان .. المهم، جاهزة للسفر يوم الأربعا؟ اسطنبول.. تلات أيام والرابع راجعين؟
- أوكي
-سلام


رتبت الحجوزات على عجالة وكان السفر بعد أسبوع .. حجزت في فندق Azade الواقع بمنطقة السلطان احمد مع تذكرتي سفر على متن الخطوط التركية.

ميزة الرحلات بين اسطنبول وعمّان هي انطلاقها في ساعات مبكرة جدا في الصباح (7 صباحاً) وعودتها بعد منتصف الليل. طبعا كانت هذه ميزة في تلك السفرة، فحجزنا للمغادرة صباح الأربعاء والعودة يوم السبت، وبالتالي حصلنا على أربعة أيام كاملة في مدينة الجمال ..

أما السفرات الأخرى فكنت اندب حظي عندما أضطر للسفر للعمل عبر اسطنبول .. أزمة ضمير
7.png


لم يكن لدي أي وقت للتخطيط الفعلي .. كل ما فعلته هو صرف العملة وقراءة تقرير واحد على منتداي الحبيب .. اخذت فكرة سريعة عن المدينة واكتفيت .. وأنا بكل صدق لم أكن يوماً قد فكرت في زيارة اسطنبول ولهذا لم اقرأ عنها ما يكفي ..

في اليوم الموعود غادرت المنزل في الرابعة صباحاً، مررت بمنزل صديقتي على طريق المطار وأنهينا الإجراءات بسلاسة قبل الصعود إلى الطائرة .. الرحلة جيدة تستمر حوالي 3 ساعات (على متن الخطوط التركية - أطول من رحلات شركات الطيران الأخرى ) ..

طبعا النعاس كان سيد الموقف في الرحلة ولكني التقطت بعض الصور السريعة لقمم لا زالت الثلوح تكسوها ..

picture.jpg



قبل أن نصل إلى مشارف اسطنبول الجميلة ..

wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1032x581.
picture.jpg




قبل الرحلة ببضع أيام وقع حادث الطائرة المنكوبة التي قادها الطيار عمداً للاصطدام بجبل.. وبالطبع كان الحادث محور المزاح قبل السفر ولكن الحال اختلف على متن الطائرة ..فكل حركة كانت تسبب لي
8.png


ورغم ان الرحلة سلسة جدا، قام الطيار بحركة "ولدنة" عجيبة لم تعجبني هههه كما قام بدورة فوق اسطنبول على غير المعتاد بانتظار تمكنه من الهبوط .. طبعا هذا التغيير سبب لي بعض التوتر حاولت تخفيفه بالتقاط الصور ..


wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1032x581.
picture.jpg



wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1032x581.
picture.jpg



wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1032x581.
picture.jpg




wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1032x581.
picture.jpg







هبطنا بسلام ودبّ فينا الحماس والانتعاش فجأة.. كانت الساعة تقارب العاشرة والمطار هادئ بشكل غريب.. طبعا الوصول إلى مطار أتاتورك وليس صبيحة، ولا حاجة لحملة الجواز الأردني لأية تأشيرات. ختمنا الجوازات واستلمنا الحقائب سريعاً، وحاولت شراء شريحة هاتف تركية ولكن التفاهم مع الموظف كان صعباً.. وللأمانة كان هذا الشخص الوحيييد الذي استأت من تعامله معي في تركيا (زرت بودروم وأنتاليا قبل اسطنبول وكان الجميع في كل مكان في غاية التعاون والاحترام) ... المهم أنني لم أحاول إضاعة وقتي معه وفكرت في أنني لن احتاجها كثيراً، وإلا اشتريتها من خارج المطار..


اخترنا ركوب تاكسي إلى الفندق وطلب 60 ليرة تركية (كانت تساوي 20 دينار أردني وقتها أي حوالي 30 دولار) .. وهنا بدأت حالة العشق الفوري المباغت .. ! لا أقصد مع التاكسي ولكن شوارع المدينة والطريق على البحر وألوان الورود على جوانب الطريق.. كلها كانت أشبه بموسيقى ترحيبية داعبت مشاعرنا وأخبرتنا بأننا أحسنّا صنعاً بزيارة الجميلة اسطنبول مع أول أيام أبريل.. بشائر الربيع وموعد ظهور ازهار التوليب وبداية الأجواء اللطيفة ..


wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg



ما في وقت .. تصوير من أول لحظة



wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg




wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg






وصلنا للفندق الهاديء بسهولة، وكنت قد قرات تحذيرات كثيرة حول تغيير ورقة العملة فحرصت على أن أبين للسائق أنها 60 ليرة صحيحة .. ربما لم يكن ينوي النصب ولكن من باب الاحتياط ..

وصلنا الفندق مبكرا، فتسليم الغرف بحسب موقعهم يبدأ في الثانية بعد الظهر ولكنني فكرت أن نجرب الوصول باكراً ونحاول استلام الغرفة في الحادية عشرة .. وإلا تركنا الحقائب وتجولنا في المكان ..

أبدى الموظفون ترحيبا كبيرا وطلبوا الانتظار نصف ساعة لتجهيز الغرف.. فانتظرنا في بهو الفندق المتواضع الدافئ بلمسات تراثية جميلة .. وفي هذه الأثناء تصفحت بعض النشرات حول الرحلات السياحية والمناطق الهامة في اسطنبول إلى أن صعدنا للغرفة ..


الغرفة بسريرين ليست كبيرة جدا ولكنها تفي بالغرض وتسمح بوجود شخصين بحرية كاملة

wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg



أصعب مرحلة عندي تصوير مكان فيه مرايا
biggrin.gif



picture.jpg





جلسة صغيرة، ومعها مكتب أمام الشباك

picture.jpg



إطلالة ساحرة

wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg




حسنا .. ربما ليست ساحرة ولكنها كانت مريحة جدا للنفس والعين
smile.gif
..



picture.jpg



الحمام نظيف وفيه شطاف ويفي بالغرض بدون رفاهيات

picture.jpg





وضعنا حقائبنا، أخبرنا أسرنا بوصولنا الميمون..
7.png
ثم انطلقنا لاستكشاف اسطنبول ..

 
المنطقة المحيطة بالفندق كلها صعود ونزول.. نزولا باتجاه البحر وصعوداً باتجاه مسجد السلطان أحمد ومحطة المترو ..

مبهجة جدا أشكال المباني الملونة الصغيرة
e022.png


wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg




تجولنا لحوالي الساعة في الأزقة المؤدية إلى طريق البحر (طبعا بالإمكان النزول مباشرة في غضون عشر دقائق) ...



picture.jpg




انت من وين...
أنا من بلد الشبابيك المجروحة بالحب...ومفتوحة عالصدفة
....وانت من وين
...أنا من بلد الحكايات
المحكية عالمجد ...المبنية عالألفة....



picture.jpg



لأصدقكم القول.. كان يكفيني أن أمشي في تلك الأزقة واتمتع بجمال المباني والألوان ووجوه الناس وأصواتهم ..

ولكننا واصلنا المسير باتجاه البحر .. دون أن نحدد طريقاً معينة .. الهدف فقط معروف:: البحر


لفتني هذا المسنّ الواقف كما لو كان يحرس بوابة تفتح على زمن آخر ..

wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg





هنا انتهت الأزقة الضيقة وخرجنا إلى الشارع الرئيسي الواسع وعبرناه وصولاً إلى البحر ..

wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg


كان الجو مثالياً.. لا برودة شديدة ولا حرارة .. بعض الطيور المحلقة في المكان وحركة المرور هادئة ..


picture.jpg




ربما صورت البحر ألف صورة ..


wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg





المنظر المقابل ..

wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg


بدا لي وكأنه مطعم ولكن لم استفسر ,,,


wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg



عبرنا الشارع مجددا للعودة باتجاه الفندق بعد حوالي ساعتين من التجول. ..



مساكين، كنا نعتقد ان هذا هو الورد الموعود
smile.gif



wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg



اخبرتكم قبلاً عن "عقدة" تصوير المقاعد الخشبية؟
biggrin.gif





wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg







 
الطريق صعوداً متعب نوعاً لكن ممتع .. تعرفنا فيما بعد إلى طرق أسهل ولكنها أطول بالمسافة ..

تيوليب في كل مكان
e304.png


wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg




قرأت في أحد التقارير أن بلدية اسطنبول تزرع أعداداً هائلة من أزهار التوليب يبدأ تفتحها بنهاية شهر مارس وبداية أبريل .. وبالفعل تزامن وصولنا مع تفتح الكثير منها في منظر مبهج ولوحة تسر الناظرين

وصلنا إلى الفندق، وهناك قضيت ساعتين في بعض شؤون العمل التي رتبت لها مسبقاً، وهي السبب "المعلن" لزيارتي السريعة لاسطنبول..
24.png



بعدها خرجنا باتجاه مسجد السلطان أحمد للصلاة هناك، والغداء والتجول ..

المسجد من جهة الفندق

wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg



picture.jpg



صلينا الظهر والعصر جمعا وقصراً في المسجد .. وتجولت قليلاً في المنطقة المتاحة للتجول والتصوير.. لكن كان المسجد مليئاً بالمصلين ولم يكن من المناسب التصوير وخاصة في منطقة مصلى الرجال الكبيرة..

خرجنا ونحن نشعر بجوع شديد ونمنّي النفس بطبق من البطاطس التركية الشهيرة (كمبير) .. فتوجهنا إلى إحدى العربات في الساحة بين المسجد وآيا صوفيا، ولكن نفد الكمبير من عنده ولم تتبق إلا شاورما الدجاج .. فتناولناها على مضض
24.png
..


شاهدنا شاباً يوزع منشورات لرحلة بحرية في البوسفور.. فاخترنا أن يكون هذا نشاطنا لبقية اليوم... اخذنا منه التذاكر وللأسف لا أذكر سعرها ولكنها لم تكن غالية .. وأخبرنا بالتواجد في المكان في تمام الرابعة والنصف .. فبقينا نتجول في المنطقة الجميلة حول المسجد ... نلتقط الصور ونحاول .. محاولات فاشلة .. إطعام الحمام في المكان ...

wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg




wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg





wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg






في الموعد المحدد قابلنا الشاب ومجموعة كبيرة من السياح واتجهنا نزولاً من جديد باتجاه البحر لركوب القارب ..


مررنا بطريقنا على منطقة لطيفة لألعاب الاطفال .. بسيطة ونظيفة ودمها خفيف
24.png


wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg






ركبنا عبارة من طابقين وكان الطابق الأعلى ممتلئاً والجو يميل إلى البرودة، ففضلنا النزول إلى الأسفل ووقفنا على الحافة الخلفية للقارب واستمتعنا برحلة جميلة وهادئة .. فلم يكن يصل إلينا شيء من أصوات الناس وضجيجهم .. فقط صوت محرك القارب وحركة الأمواج من خلفه ...

اترككم مع صور الجولة لا أعتقد ان بإمكاني أن أشرح شيئاً منها .. لكن معظم المعالم مذكورة بإسهاب في تقارير الخبراء
13.png



wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg



wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg





رفاق الرحلة


wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg





wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg


wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg



picture.jpg






picture.jpg




picture.jpg







picture.jpg




picture.jpg





picture.jpg





picture.jpg





picture.jpg





في طريق العودة ...



picture.jpg



picture.jpg



picture.jpg





الشمس على وشك المغيب


picture.jpg



picture.jpg





picture.jpg







انتهت الرحلة بحوالي ساعة ونصف .. وعدنا أدراجنا إلى منطقة المسجد حيث الشمس على وشك الغروب ..


picture.jpg




picture.jpg





تجولنا في المنطقة وسوقها الصغير واشترينا بعض النثريات .. وبقينا نمشي بمحاذاة السوق دون انتباه إلى أن وصلنا لمنطقة فيها مطاعم فدخلنا للعشاء.. طلبنا طبق مشاوي مشكّلة .. وأخيرا صوّرت صديقتي الطعام (كل المطاعم لحسن الحظ.. لأنني لا أتذكر تصوير الطعام نهائياً) ... فكانت هذه الصورة التاريخية..

picture.jpg




اكواب العصير شبهة !!

حساب الأكل كان أعلى مما توقعت (حوالي 85 ليرة) ... وعندما خرجنا من المطعم فوجئنا بأمطار غزيرة، ولكنها لم تكن المفاجأة الوحيدة... فالظلام في المكان شديد ولم نتمكن من معرفة طريقنا نهائياً..
دخلنا في شارع صغير اعتماداً على حاسة الاتجاه ولكن سرعان ما اكتشفنا أنه ليس الطريق الصحيح .. ثم سألنا عن كيفية الوصول إلى مسجد السلطان أحمد .. وهو في الواقع ظاهر لنا ولكن لم نتمكن من الوصول إليه .. وفي النهاية وصلنا ولكن الطريق التي جئنا منها -والتي تفضي إلى ساحة المسجد- مغلقة ببوابة.. فاضطررنا للدوران حول المسجد للوصول إلى الفندق بعد عناء .. وسط هطول المطر والضحك على آثار الجوع التي جعلتنا ننسى أهمية تتبع طريقنا ومعرفة طريق العودة ..
24.png
..


انتهى يومنا الأول في اسطنبول ونمنا سريعا بعد يوم شاق.. بانتظار يوم أجمل في مدينة الجمال ..







 
صباح الورد
e304.png


اليوم الثاني لنا في اسطنبول بدأ ماطراً.. طبعا القادمون من أرض تجمع البرد والجفاف معاً يرحبون بالمطر ما لم يكن مصحوباً بالرياح والحمدلله أن مطر اسطنبول كان خفيفاً علينا..

صعدنا إلى بوفيه الإفطار الواقع على سطح الفندق .. وهي بنظري من أجمل مزايا الفندق البسيط لأن الإطلالة جميلة والأجواء منعشة حتى مع وجود غطاء شفاف (شادر) للمناطق المكشوفة..

إطلالة المطعم من إحدى الجهات .. عجزت أعدّلها صراحة ..

picture.jpg


من الجهة الأخرى



picture.jpg



للأسف لم أصور بوفيه الإفطار - عادتي ولا رح اشتريها
34.png
... لكنه متنوع بشكل جيد وربما من أكثر بوفيهات الإفطار اللي "حللتها" في حياتي ..


- على وين اليوم يا دينا؟
- هــآآآاااا؟ انت راكنة عليّ...؟
- طبعا انت مش بتعرفي اسطنبول.. ؟؟
- انا ابعد ما وصلته في حياتي مطار اسطنبول وهذا لا يؤهلني لمعرفة شي فيها ...
- وقعنا في الفخ. طيب انا حابة اتسوّق .. و..
- وصلتي .. قرأت عن مول جواهر وانا اصلا حابة اشوفه .. يلا؟
- أوكي.. وراكي والله يستر ..


طبعا لا بد أن أوضح لكم أنه لم تكن لدي أي فكرة عن مترو اسطنبول أو المولات .. تفقدت العم غوغل لمعرفة كيفية الوصول من السلطان أحمد إلى المول وتوكلت على الله ..


المشي إلى المحطة يستغرق 5 دقائق تقريبا من الفندق ..
الطريق عبر ساحات المسجد وما حوله جميل والجو رائع ..

picture.jpg



picture.jpg



مقابلها تماما مادو الشهير ومجموعة من المطاعم والفنادق .. والصورة نايمة ما عرفت أصحيها ...

picture.jpg




ركبنا المترو إلى كبتاش.. ومنها إلى ميدان تقسيم الشهير حيث يجب أن نستقل مترو آخر إلى محطتنا المنشودة .. ولكننا نزلنا للتجوال في الميدان قليلاً...

كان الجو مبكراً والأجواء ماطرة وأعداد الناس قليلة .. جو مثالي للاستمتاع بالمكان بالنسبة لي ..

picture.jpg


أخيرا عرفت السر في إطعام الحمام .. الجماعة بدهم أكل معيّن مو أي كلام ..
33.png


قضينا حوالي الساعة نتصور مع الحمام ونطارده .. ويطاردنا الباعة المتجولين.. سلسلة بيولوجية متكاملة ههههه

picture.jpg



الترام ما احلاااه

picture.jpg






أكثر ما لفتني محلات بيع الورد وأطوق الورد ...
واستوقفني كثيرا الورد متعدد الألوان .. روعة

picture.jpg



picture.jpg






طبعا ذهبت إلى تقسيم مسلّحة بالعديد من الأفكار المسبقة - المخيفة والخاطئة ربما .. مما دفعني إلى الاستغناء عن شارع الاستقلال والعودة إلى محطة المترو نحو مول جواهر. ربما معظم ما سمعته حقيقي فعلا لكن شعرت بعد زيارتي للمكان ولاسطنبول عموما بأن هناك الكثير من المبالغات في الحديث عن الأتراك وتعاملهم مع العرب ..


وصلنا المول بسهولة وتسوقنا بشراسة ... اخطأت كثيراً بأن أنفقت معظم وقتي ونقودي في محل C&A المفضل لدي .. وتجاهلت المحلات التركية لأنني كنت أعتقد أن ثمن بضائعها مبالغ فيه .. طبعا الفضل في ذلك يعود لأسعارها في الأردن.. خاصة محل LCW الذي يبيع قطعه بأسعار مبالغ فيها جدا في الأردن فلم أدخله عند زيارتي لمول جواهر .. الزيارة الأولى طبعا ..

picture.jpg




تغدينا في ردهة المطاعم - تناولنا شاورما دجاج لم تكن رائعة وحلينا بأروع كريب بالنوتيلا ذقته في حياتي ... وأكملنا الجولة للعصر قبل أن نعود أدراجنا إلى الفندق..

ارتحنا قليلاً وتوجهنا إلى المسجد للصلاة والمشي في المنطقة المحيطة به .. ثم قررنا الذهاب للتسوق من جديد ولكن في منطقة بايزيد الواقعة على بعد محطتين او ثلاثة من السلطان أحمد ..

للأسف لا أذكر أسماء المحلات ولكننا توقفنا لفترة طويلة وأنفقنا مبالغ كبيرة في محل لديه أغراض مميزة وخاصة الاواني والادوات المنزلية -هواية الحريم في كل مكان- وخرجت منه بالكثير من المشتريات التي أثقلت كاهل الميزانية ووزن الحقيبة في نفس الوقت


من مشترياتي المحببة من المحل

picture.jpg




في المساء قررنا شراء كرت اسطنبول للمواصلات نظرا لأننا اعتمدنا المترو تماماً في مشاويرنا.. ومن ثم تعشينا عند "كفتجي سلطان أحمد" ... تناولنا الكفتة والكبابب - يعني بلغتنا مشاوي مشكّلة .. الطعم جيد لكن التوابل زيادة لمن لا يحبها ..

كماااان أكل .. عيشوا
biggrin.gif


picture.jpg



picture.jpg



المطعم من الخارج




picture.jpg





وفي طريق عودتنا للفندق.. هذه المرة ونحن نعرف الطريق
1.png
جلسنا حول النافورة أمام مسجد السلطان أحمد وتمتعنا بالأجواء الصافية لبرهة ..

picture.jpg



عقدتي التصوير الليلي
2.png



picture.jpg







picture.jpg



وانهينا يومنا بالذرة المشوية من احد العربات ...


picture.jpg




وانتهي يوم آخر سريع جدا في اسطنبول الحالمة


 
وصلنا اليوم الثالث من الرحلة المكوكية الاسطنبولية .. وعلى عكس اليوم السابق فتحنا أعيننا على شمس ساطعة وأجواء دافئة مشرقة، فسارعنا لتناول الإفطار وأنا أدعو الله أن يفتح عليّ ببرنامج جيد لهذا اليوم بعد ان استنفدت كل ما أعرف عن هذه المدينة
10.png


أثناء الإفطار تذكرت فجاة أنني قرات في المنتدى عن مقهى وتلفريك ومقابر..

-أماني انت بعمرك طلعتي بتلفريك؟
- شو هالسؤال طبعا لأ
- شو رأيك تركبي تلفريك صغيير اليوم ؟
-
53.png

- .. في مشكلة صغيرة، يمكن التلفريك بيمر من جنب مقابر

-
53.png

- الله اعلم انه بعيد من هون، شو رأيك نجرب؟
-
53.png

-اماني الله يرضى عليك ركزي معي ..


صديقتي الغالية فيها صفة واحد تزعجني مؤقتاً.. وهي اعتمادها الكامل عليّ عندما نكون معاً.. يعني ممكن جدا أن أشير لها إلى حافة جبل وأطلب منها القفز فتقفز دون أن تسأل عن السبب.. في كل مرة أطلب منها أن تشاركني الرأي والتخطيط ولكن برأيها -ما في داعي-

المهم انني بحثت سريعاً عن طريقة الوصول إلى مقهى بييرلوتي وقرأت القليل على عجالة عن المسجد القريب... ثم اتخذت قرارا استراتيجياً بتغيير ملابسي وارتداء ما يناسب الأجواء الصيفية التي افتقدتها منذ أشهر ..

قررنا الذهاب بالطريقة الأرخص والأجمل وهي ما يشبه الباص البحري - ركوب عبارة تتوقف في عدة محطات منها محطة "أيوب" حيث المسجد .. وللوصول إليها طبعا كان لا بد من ركوب المترو أولاً إلى امينونو ... ومن هناك مشينا مسافة إلى مكان انطلاق العبارات ..

picture.jpg





نصب حجري لكتاب ..

picture.jpg



طبعا اي زهرة تيوليب لازم أصورها ...


picture.jpg



من مكان انطلاق العبارات

picture.jpg




طبعا دفعنا تكلفة العبارة باستخدام كرت اسطنبول .. وهي تأتي مرة كل نصف ساعة ولم تكن مزدحمة أبدا .. تناولنا الشاي خلال الرحلة التي استمرت 35 دقيقة توقفنا خلالها في أربع أو خمس محطات قبل الوصول إلى محطة أيوب ..

طبعا انا لم اكن اعرف اكثر من هاتين المعلومتين - اسم المحطة واسم المقهى ... فكنت على اعصابي طوال الوقت
32.png
لكن الحمدلله كانت هي المحطة الصحيحة ومشينا قليلاً قبل أن نصل إلى المسجد في بداية شارع طويل اصطفت فيه المحلات والبسطات. هاااد اللي ما حسبنا حسابه .. كمان سوق
32.png


قررنا السير باتجاه التلفريك أولاً ثم العودة لصلاة الجمعة في المسجد .. وكلما توقفنا عند المحلات لمعاينة المعروضات والأسعار فوجئنا بالفارق الهائل بينها وبين المحلات في المولات أو منطقة السلطان أحمد .. حتى وصلنا إلى محل يبيع العباءات والجلابيب بجودة مدهشة وموديلات جميلة جدا .. أما الأسعار فكانت بالفعل خرافية بالمقارنة مع بلدي الحبيب
biggrin.gif


اشترت صديقتي بعض العباءات وتركتها لديهم للتقصير وفي هذه الأثناء كان صاحب المحل قد جاء ليعطينا خصماً إضافيا على ما اعطتنا اياه البائعات! كان الرجل المسن في غاية اللطف حقيقة، لدرجة انني سألته .. هل أنت تركي فعلا؟ أفكاري تجاه الأتراك كانت مشوهة تماماً ..

واصلنا السير باتجاه التلفريك وهناك صارت المحلات أجمل وأرخص! يا رباااه شو هالورطة.. فاتفقنا على غض النظر عن أي محلات حتى ننتهي من أمر التلفريك ومن ثم نفكر بالأمر..

عندما وصلنا إلى محطة التلفريك كان قد مضى أكثر من ثلاث ساعات على وصولنا للمنطقة ولكننا لم نشعر أبدا بمرور الوقت ..


تجسيد آخر للكتاب .. في بداية صف انتظار التلفريك ..

picture.jpg


وقفنا حوالي نصف ساعة في الطابور ودفعنا باستخدام كرت اسطنبول أيضاً .. الرحلة طبعا متواضعة جدا جدا لمن جرب أي تلفريك آخر في العالم ولكن المنظر من الأعلى هو ما يستحق المشوار ..

قبل الصعود

picture.jpg




صحيح أن المكان في الأسفل مقابر لكن لم يكن الوضع مزعجاً او موحشاً ..

الإطلالة من الاعلى جميلة والجو كان بدأ يميل لبرودة خفيفة فأصبح مثالياً للجلسة

picture.jpg



picture.jpg




picture.jpg



picture.jpg





للأسف كان المقهى مزدحم جدا ولم نتمكن من الجلوس بشكل مطل مباشرة.. ولكن استمتعنا بالأجواء والإطلالة على اي حال.. والأهم أنني تلذذت بحبيب القلب .. الشاي ..

picture.jpg




قررنا تناول غداء خفيف في المقهى بما أن المكان جميل والقعدة احلوّت
biggrin.gif
...

picture.jpg




كوب الشاي فاضي؟؟؟ لا لا مش ممكن


طلبت غيره 3 على ما اذكر

picture.jpg





قضينا في المكان ما يقارب ساعة ونص .. طبعا ليس فيه شيء سوى المقهى ولكن بالنسبة لنا ممكن أن نجلس في أي مكان ونقضي الساعات قرقرقرقرقر ... عادي جدا ..

ثم قررنا النزول من جديد والتجول في السوق باتجاه المسجد ..

picture.jpg




picture.jpg




عدنا في البداية إلى محلات صغيرة أقرب إلى البسطات والأكشاك.. قريبة من مدخل التلفريك ولديهم الكثير من الأغراض المتنوعة من الحلويات إلى الملابس والاواني والإكسسوارات المميزة .. من هناك اشترينا استكانات الشاي والكثير من الإكسسوارات وفناجين القهوة وتذكارات اسطنبولية .. طبعا بأسعار اقل بكثير مما شاهدنا في منطقة بايزيد والسلطان أحمد ...


- اماني... يلا نمشي للمسجد مباشرة وبكفي أسواق؟
- على طول .. خلص هاي اخر محل ..
- اتفقنا .. يا معين
biggrin.gif




بالفعل وصلنا المسجد دون أي تحركات مشبوهة
biggrin.gif
.. طبعا مهمة صعبة جدا لكن وصلنا بنجاح مبدئياً...


picture.jpg



زحام شديد على موعد الصلاة


picture.jpg



طبعا تبين لنا انه الخطبة والصلاة فاتتنا فقررنا نصلي الظهر والعصر .. صلينا بصعوبة بسبب الزحام وصورنا بعض الصور ..













 
من داخل المسجد

picture.jpg



ترميم الجداريات في ساحة المسجد الخارجية

picture.jpg



picture.jpg



picture.jpg




في ساحة المسجد شجرة عملاقة قرأت لافتة عن تاريخها حيث يعتقد بأنها تعود إلى عهد الصحابي أبو أيوب الأنصاري.. لم اتمكن من تصويرها جيداً لان الزحام كان مزعجاً للغاية خاصة مع أعمال الترميم التي أغلقت مساحات كبيرة


picture.jpg






بعد الصلاة كان المخطط هو العودة إلى منطقة السلطان أحمد .... على أرضنا وبين جمهورنا
32.png
... ولكن على وجه كل منا كانت هناك علامة تساؤل كبيرة.. لماذا؟؟


قررنا دون كلام أن نبقى في منطقة أيوب .. واستدرنا عائدتين إلى حيث الأسواق والضجة والزحام..

وجدنا محلاً يبيع الحلويات والحلقوم والتوابل والزعتر والكثير من المواد التموينية .. خطر ببالي أن أسأل عن الحلقوم بعد أن فوجئت بارتفاع سعره في الأسواق التي زرناها قبلاً، فوجدت الأسعار معقولة جدا (24 ليرة بدلاً من 60 ..) ربما سعر حلقوم الرمان أعلى قليلاً ولكن البقية سعرها ممتاز .. تذوقنا بعض النكهات ..
72.png
عبي يا معلّم ..


اشترينا كمية كبيرة نسبياً .. هدايا ومخزون استراتيجي
biggrin.gif
وكان البائع في غاية اللطف فأخبرنا أن بإمكاننا ترك كل ما معنا من أغراض إلى حين انتهاء جولتنا في السوق ! طبعا تحررنا من وزن ثقيل وحمل كبير .. فانطلقنا من جديد لنتوغل في السوق .. كلها محلات تركية بعضها معروف والآخر غير معروف .. اشترينا ملابس بأسعار ممتازة وكل ما اشتريت قطعة ندمت على ما صرفته في مول جواهر ومحل C&A .. فالفرق في السعر والقطع كبير ..


وصلنا إلى محل LCW نهاية الشارع .. ترددت في الدخول ولكن .. بعد ما خربت مالطا ما عاد تفرق .. وهناك أدركت أن خراب مالطا كان من الممكن تفاديه أصلا قبل افتتاح المحل
32.png


أسعار بضاعته أقل منها في الأردن بنسبة كبييييرة .. وطبعا تشكيلة ضخمة لا يوجد ربعها لدينا.. قشيت بضمير بصراحة وشاركتني في الجريمة صديقتي بكل أمانة
biggrin.gif



صرفنا كل ما معنا من نقود فعدنا إلى محل الحلقوم
biggrin.gif
أخذنا الأمانات وانطلقنا إلى العبارة مع اقتراب الغروب .. وفي الطريق بدأ هطول المطر وشعرت حينها بخطئي عندما تخلصت من الملابس الدافئة في الصباح ..
31.png
هواء البحر في العبارة مع المطر الذي أغرق ملابسي أشعرني ببرد شديد لم يخفف منه إلا ظهور بائع الشاي الصباحي ولكن هذه المرة حاملاً صينية سحلب ! طبعا غريب أنني لم اجرب السحلب من قبل في حياتي ولكني تذوقته لأول مرة في حياتي وكان رائعاً جدا جدا
e32b.png


وصلنا الفندق منهكين .. وبدات بوادر المرض طبعا ومعها بوادر العشق للسحلب ولمنطقة أيوب .. وتسبقها بوادر الجوع
biggrin.gif
بعد حمام دافئ وكوب شاي سريع توجهنا إلى منطقة المطاعم مرة أخرى .. للأسف لم تصور صديقتي هذه المرة .. لكن العشاء يشبه نظام مطعم ايكيا
smile.gif
مجموعة أطباق تختار منها وتحاسب حسب نوع الطبق.. أذكر ان الاختيارات تضمنت البامية والكفتة والبطاطس المهروسة والسلطات .. والكثير من الشاي
smile.gif


وقبل أن نختم يومنا مررت على مكتب للرحلات السياحية قريب جدا من الفندق واتفقت معه على توصيلة للمطار عصر الغد بسعر 20 يورو لشخصين مع الحقائب.. بدلاً من استخدام المترو لمسافات وزحمة مع الحقائب خاصة انه يوم عطلة (السبت) ..

وبالطبع بعد كل هذا التعب والتسوق.. نمت خلال ثانية وحلمت حلماً نفذته فور استيقاظي في اليوم التالي
32.png






 
صباح الخير ..

السبت كان أخر يوم لنا في رحلتنا السريعة .. ولكن كما ذكرت لكم فإن ميزة الطيران بين الأردن وتركيا هي المواعيد التي تسمح بالاستفادة من يوم السفر كاملاً.

كان موعد رحلتنا هو منتصف الليل .. ورتبت في اليوم السابق أمر توصيلة المطار ولكن كان موعد الانطلاق في السادسة عصرا ..

السبب هو أن الموعد التالي لباصات المطار كان التاسعة ليلاً ولم أرغب بالمغامرة بتخصيص ساعة واحدة للطريق .. كما أن حجزنا في الفندق ينتهي اليوم - مما يعني ان علينا ترك الفندق في الثانية عشرة ..


استيقظت فجر السبت على صوت صديقتي وهي تفتح باب الخزانة وتقفله بكل قوتها لتصدر صوتاً في غاية الإزعاج
10.png


- خير يا بنتي شو في
- هو انت عايشة؟!!
- هاا؟
- صار لي ساعة براقبك وما عم تتنفسي ! خفت اصحيكي وما تصحي فقررت اجرب هالحركة..
- السفرة الجاي كل واحدة في غرفة
59.png

- طيب انت ليش ما بتتنفسي؟
- بخزّن أكسجين أنا .. برمائية.. خليني أنام ارجوكِ


طبعا طارت النومة من فجر الله خير ... رغم أنني كنت أفضل النوم لساعتين او ثلاثة إضافية كون موعد وصولنا إلى منازلنا سيكون بعد حوالي 22 ساعة ...

رتبت حقيبتي وراودني شعور غريب .. أنا بدّلت هذه الأكياس فلماذا هي هنا؟

تذكرت حينها أنني (حلمت) بأنني انتقمت من محل C&A في مول جواهر وقمت بإرجاع كل مشترياتي من هناك لأنها أغلى من البضائع التركية وليست في جمالها ..

وما المانع من تحقيق الحلم؟ في العاشرة سأكون على باب المحل وأعيد لهم كل المشتريات .. وأشتري بقيمتها من LCW
64.png


انتهينا من إعداد الحقائب مبكراً ونزلنا للإفطار .. صدقاً شعرت بحزن لمغادرة الفندق وهو شعور لا أحس به كثيراً.. فمعظم الفنادق لا تشعرك بالحميمية لضخامتها أو ديكوراتها مثلا، ولكن هذا الفندق بسيط وحميم وموظفوه في غاية اللطف والتعاون .. فتشعر وكأنك في منزل جميل ولست في فندق ..

توجهت للاستقبال وشرحت لهم أن مغادرتنا للمطار ستكون في السادسة، فرحبوا ببقائنا في الغرفة حتى السادسة دون أية رسوم إضافية ! ذلك رغم كثرة النزلاء في الفندق (كلهم تقريبا أوربيون) وكنت بالفعل أنتظر أن يطلب مني مبلغا للساعات الإضافية ولكنه اكتفى بابتسامة عريضة ..

توجهنا إلى محطة المترو حاملين معنا أكياس مشتريات اليوم الثاني .. وقررنا شحن البطاقات عند ماكينة التذاكر .. ولكن خيار اللغة الإنجليزية كان معطلا
10.png
.. حاولت من جديد ولم أفهم شيئاً فاقترب على الفور رجل تركي مع زوجته -كانوا من المارة وليسو واقفين في المحطة- واستأذنني بأن يقوم هو بالشحن .. قام بالخطوات سريعا وشحن البطاقة بالمبلغ الذي كان بيدي وغادر دون أن أشكره .. التفتت زوجته فقط وابتسمت لنا قبل أن يبتعدا !

كم ظلمت الشعب التركي بتصديق كل ما قرأت عنهم !


اخذنا المترو في الرحلة الطويلة إلى مول جواهر .. وهناك قمت بإرجاع كل مشترياتي من المحل المذكور واسترجاع حوالي 350 ليرة تركية .. طبعا كانت بمثابة الكنز بعد أن صرفت كل ما معي
biggrin.gif


بدون تفاصيل كثيرة، أنفقت المبلغ وفوقه القليل على مشتريات من المحلات التركية، وبالفعل كانت أجمل وأرخص بكثير مما توقعت ..

- دينا .. أظن اننا صرفنا كل الفلوس اللي معنا
- مو مشكلة .. بطاقة المترو مشحونة، توصيلة المطار مدفوعة، حساب الفندق خالص .. خلي معنا ثمن الغداء والباقي ممكن نصرفه .. أهم شي ما نضيع بطاقة المترو او إيصال الباص للمطار
- اوكي يلاا


ذكرت لكم أن صديقتي لن تناقشني في أي شيء.. وأحيانا أتمنى انا تناقشني وتقول لي انني مخطئة ..

المهم اننا عدنا محملين بالأكياس إلى الفندق حوالي الساعة الثانية .. وضعنا كل ما معنا في الحقائب وقررنا إخلاء الغرفة قبل أن نتجه للغداء، بحيث يتسع لنا الوقت للغداء ومشوار آخر فكرت فيه في طريق العودة ..

تركنا حقائبنا عند الاستقبال وخرجنا من جديد إلى منطقة السلطان أحمد ..سألتني أماني عن المخطط .. فقلت لها أنني سمعت في المترو اسم محطة مألوفة ... اظن انني قرأت عنها شيئا ولكن لا أذكر ما هو، ربما متحف او قصر. عموما المحطة قريبة جدا ما رأيك أن ننزل ونرى ما لديهم هناك ؟

طبعا يوم السبت كان الازدحام شديداً للغاية .. في الشوارع وعلى الأرصفة وفي المترو، ولكن محطتنا كانت الثانية فنزلنا سريعا إلى ... جولهانة ..

وهنا فقط بدأت ألوم نفسي لأنني لم أقرأ ولم أخطط جيدا قبل الرحلة .. فحديقة جولهانة كانت تحتاج إلى وقت أطول بكثير مما اتسع له المجال يومها.. والمتعة التي شعرنا بها هناك فاقت الوصف..

أعتقد أنني سأكتفي بالصور فالكلام لن ينقل روعة الحديقة .. خاصة في هذا الوقت من العام مع تفتح التيوليب وجمال الجو ..



مدخل الحديقة .. قبل أن أعرف ما ينتظرنا من جمال

picture.jpg



wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg




wol_error.gif
هذه الصورة تم تصغيرها . الحجم الافتراضي لها هو 1328x747.
picture.jpg






picture.jpg




picture.jpg

picture.jpg




picture.jpg





أيضاً كتب
e204.png



picture.jpg




picture.jpg



picture.jpg



picture.jpg



picture.jpg





picture.jpg



picture.jpg





picture.jpg




picture.jpg




هالصورة من أحب الصور لقلبي ...



picture.jpg




picture.jpg





في الحديقة الكثير من الصعود والنزول ..


picture.jpg



picture.jpg



picture.jpg



picture.jpg






picture.jpg





picture.jpg





البحر
e204.png




picture.jpg




picture.jpg




للأسف بدأ الوقت والجوع يداهماننا فقررنا العودة بدلا من مواصلة التجول ..


picture.jpg



picture.jpg




لمحت عروسين بيتصوروا .. وبالمرة عرفنا انه في منطقة لألعاب الأطفال



picture.jpg




وانتهت جولتنا في الحديقة الرائعة..

picture.jpg

 
خرجنا من الحديقة باتجاه السلطان أحمد... الطريق -نسبياً- ليست طويلة ويمكن قطعها مشيا على الأقدام لكن صعوداً باتجاه المسجد.. ولكن شعرنا بالتعب والجوع كما أن الوقت تجاوز الرابعة .. ففضلنا ركوب المترو رغم صعوبة العثور على مكان للوقوف في المترو بسبب الزحام ..

كان الزحام على أشده في محطة السلطان أحمد وما حولها، فالجو مشمس واليوم عطلة. قررنا تناول وجبات الغداء في أحد المطاعم المقابلة تماما للمحطة .. واخترنا وجبتي اسكندر دجاج وشيش طاووق .. لذيذة جدا وللأسف نسيت سعرها
27.png



picture.jpg




في الخامسة والنصف كنا في الفندق، ورغم أننا سلمنا الغرفة سابقاً إلا أننا استعملنا كل المرافق وتمكنّا من الوضوء والصلاة واستخدام الإنترنت والراحة وشرب الشاي في بهو الفندق الصغير .. إلى أن حان موعد وصول الباص في السادسة ..

خرجت إلى مدخل الفندق وبدأت أبحث عن الإيصال مقابل تذكرة الباص .. فتشت كل مكان ممكن ولم أجد الإيصال ! شعرت بتوتر وطلبت من صديقتي انتظار الباص إلى أن أذهب إلى المكتب وأخذ منهم إيصالا أو أية ورقة بدل الضائعة..

- اذا جاء باصنا خليه يستناني
- كيف رح اعرف انه باصنا
- اسألي ان كان من الشركة الفلانية ورايح للمطار .. او شوفي أسماءنا أن كانت معه..
- مممم بالانجليزي؟
- لا بالصيني .. أقول.. دقيقتين وبرجع بس أوعي يفوتنا الباص .. ما معنا فلوس لتذاكر تانية !
- .......


ركضت إلى المكتب وشرحت لهم الأمر فأعطاني -مشكورا- وصلاً بديلاً.. وعدت جريا لأنني رأيت باص المطار على باب الفندق، على وشك المغادرة، وصديقتي العزيزة تنظر إليه وتشاور نفسها إن كانت ستسأله أو لا ..

الحمدلله وصلت في الوقت المناسب وأعطيته الوصل وركبنا الباص .. بصراحة أنّبت صديقتي الغالية لأنني في كل مرة أحثها على تحسين لغتها الإنجليزية وفي كل مرة تعدني بذلك دون أي تقدم .. وهذه المرة كنا سنتورط فعلا لو ذهب الباص بدوننا ..

طبعا أنبت نفسي ولمتها أكثر بكثير من صديقتي .. فنحن صرفنا بالفعل كل ما نحمل من نقود، والمبلغ كان برأيي كبيراً جداً لأربعة أيام وتوقعت أن لا ألمس أكثر من نصفه.. هذا طبعا قبل أن أرى أسواقهم ..
biggrin.gif
وبالتالي لم أحمل معي حتى بطاقة ائتمان أو بطاقة البنك .. كانت غلطة تعلمت منها الكثير ولكن الحمدلله لم تسبب أية مشاكل فعلية ..


في الباص فهمت ماذا تعني "زحمة اسطنبول"... كان الزحام خيالياً في أزقة لم أتوقع أصلا أنها مفتوحة للسيارات .. فقد مرّ الباص في طريقه على مجموعة كبيرة من الفنادق -الصغيرة والكبيرة- في اماكن متباعدة وأزقة ضيقة صاعدة وهابطة ومتعرجة ... ووقف في إحدى المرات لنصف ساعة كاملة على "طلعة" تؤدي لفندق صغير ..

حينها هنّات نفسي على اختيار باص الساعة السادسة .. ولم يعكّر صفو تلك السعادة سوى سيدة دنماركية ملأت الباص صراخاً وضجيجاً لأن موعد طائرتها هو التاسعة .. والساعة بلغت السابعة ونحن لا زلنا في حواري اسطنبول الصغيرة وما حولنا لا يبشر بإمكانية الخروج منها قبل وقت طويل ...

وصلنا المطار قرابة الثامنة وسط عاصفة غضب من تلك السيدة.. والتي كان من دواعي سروري البالغ أن أدعها تمر قبل الجميع .. لم أدخل المطار إلا بعد أن اطمأننت إلى أنها تلاشت عن الأنظار
27.png
ومن حقها الغضب صراحة فطائرتها كانت على وشك الإقلاع ...


أما نحن فكان معنا من الوقت ما يزيد على ثلاث ساعات .. فأخذنا كل الوقت اللازم لإجراءاتنا والتجول -مفلسين- في المطار ..
biggrin.gif
.. قبل العودة إلى بلدنا حاملين معنا صورة تختلف اختلافاً كلياً عن تلك التي كانت في أذهاننا لاسطنبول .. الشوارع والناس والأمسيات، وكل ما فيها من جمال لم أصدق يوماً أنه بذلك السحر إلى أن وقعت تحت تأثيره بكل إرادتي ...


مُـــــذهــِـلَــة ..
مـَــا هــِي بَس قِصَّـــة حِسِن،
َرغمِ إِّن الحِسْـــنِ فِيهَا -بحدِّ ذآتَه- مُشـــكـِــلَـة!