العشق الإفريقي اليوم سأحكي بعض الشيئ عن...

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Yassine Ghallam
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
Y

Yassine Ghallam

:: مسافر ::
العشق الإفريقي

اليوم سأحكي بعض الشيئ عن إفريقيا ونقربكم من الواقع اليومي اللذي أعيشه منذ أن خرجت من المغرب إلى أن وصلت إلى الكامرون مدينة ياوندي.
في البداية ككل الشباب المغامر والطموح اللذي لا يهاب الصعاب واللذي يعشق حتى النخاع الطبيعة والمغامرة خرجت متوجها إلى أعلى قمة في القارة الإفريقية اللتي أنتمي إليها ,خرجت وأنا أحمل معي ماض جميل ومستقبل أجمل تركت خلفي كل الأصدقاء وذهبت كي ألتقي بأصدقاء جدد خرجت كي أتعرف على أغلب الثقافات والتقاليد والعادات والديانات المختبئة في الأدغال الإفريقية وفعلا كان لي ذالك ولما وقفت أمام البوابة المغربية اللتي تربط المغرب وإفريقيا وجذت أمامي دولة موريتانيا وبين الدولتين رأيت أفراد من المرتزقة اللذين يدعون أنهم من البوليزاريو تجاوزتهم متجاهلا ولما وطأة قدمي التراب الموريتاني بدأت ساعة الحقيقة الجميع يطلب الرشوة علنا من أول شخص صادفته قال لي إعطيني بعض من المال وسوف أحضر لك التأشيرة حالا ,ضحكت وقلت له لا أنا لدي التأشيرة حصلت عليها من العاصمة الرباط ودخلت وسط موريتانيا مدينة نواكشوط أكبر مدينة في البلاد مدينة تلتقي فيها كل الثقافات الإفريقية مدينة الشعراء في كل ركن تجد شاعرا أو زجالا ويغلب عليها طابع البساطة وتحس كأنك في حقبة الزير سالم أبوليلى المهلهل ,تجولت فيها بعض الشيئ ونمت بين رمالها على شاطئها الجميل رماله بيضاء لامعة براقة ومراكب تتمايل مع كل موجة قادمة من أعماق المحيط كي تنحني تحت أقدام الصيادين اللذين يلوحون بصناراتهم ويخرجو أسماك بها يقتاتون لأن أغلب الأطعمة الموريتانية تتكون من السمك والأرز ,وعند الحدود الموريتانية السنغالية يوجد نهر السنغال اللذي يسقي حقول الذرة والأرز والخضر واليقطين ومن هنا وصلت للعاصمة السنغالية داكار من أجمل المدن تحيط بها جزر خلابة وساحرة ولحد الساعة أعتبر هذه المدينة من أجمل المدن السياحية في إفريقيا وفي ضواحي المدينة توجد بحيرة تسمى بالبحيرة الوردية لأن لونها يتغير إلى الوردي في بعض الأوقات وقريبا منها توجد محمية طبيعية للسلاحف هنا ستجد العديد من الأنواع المختلفة وفي السنغال توجد محمية كبيرة جدا تسمى ب niokolokoba وهي غنية جدا بالحيوانات والحياة الطبيعية متنوعة ومتعددة قيل لي أن بها 142 أسد حسب آخر الإحصاءات وعندما تتوغل بين الحدود وجذت شلالا يسمى بشلال دينديفيلو dendifelo يقع وسط الغابة لاتوجد طريق معبدة تؤدي إليه لكن هناك طريق ترابية لابئس بها إذا لم تكن الأمطار تهطل وهذا الشلال من أروع ما رأته عيني في إفريقيا ومن هنا لاتوجد طريق تدخلني إلى غينيا كوناكري سوى طريق واحدة وهي تصعب حتى على الراجلين فما بالكم أنا ودراجتي عانيت الكثير كنت أدفعها مسافة 5 أمتار وأجلس كي أستريح لأن المنطقة هي عبارة عن جبال يبلغ إرتفاعها حوالي 1000 متر حتى وصلت لأول مدينة إسمها ليبيكيري لكن لاتسمعو إسم مدينة وتذهب مخيلتكم أنها مدينة بكل المقومات الأساسية للمدن ههههه إنها فقط إسم وليس على مايسمى تفتقد لكل شيئ لايوجد بها طرقات معبدة ولا إنارة إنها معزولة في أعالي الجبال وفقط الشاحنات الإفريقية وليس الشاحنات اللتي تعرفونها هههع هي اللتي تربط المدينة بباقي المدن المجاورة وبعد ذالك سلكت أصعب طريق في غينيا كوناكري نحو المعلمة الطبيعية جبل يبلغ إرتفاعه 1500 متر يتخذ شكل وجه إمرأة بكل تفاصيلها وتطل على مساحات شاسعة كأنها تحرسها وتراقب كل من هب ودب فيها وتسمى la dame de mali yameberi وهنا أخيرا وجذت طريقا ترابية تمتد حوالي 140 كلم نحو أقرب مدينة وبعدها وجذت طرق معبدة ومنحدرات شديدة حتى وصلت إلى نزيري كوري وهي تاني أكبر مدينة في البلاد ومنها دخلت الحدود الإفوارية وللعلم بين الحدود لاتوجد طرقات معبدة وقليلا ما أجد طرق ترابية بل في الأغلب هي طرق صعبة جدا.
دخلت للكوديفوار وبدأت الأمو تتحسن شيئ فشيئا كلما توغلت في البلاد تتحسن الأمور الكوديفوار بلد متقدم بعض الشيئ بالمقارنة مع الدول المجاورة له إلى أن وصلت إلى مدينة أبيدجان مدينة الخيال والسحر تأخدك لياليها وتسافر بك في أعماقها مدينة تتكون من جزر كل جزيرة تنسيك في الأخرى وهنا في هذه المدينة ستجد كل شيئ وكل ماتحتاج إليه وقريب منها توجد منطقة سياحية تابعة لمدينة grand bassame وهذه الأخيرة تبعد على أبيدجان حوالي 60 كلم وهي أول عاصمة للبلاد وبها مآثر تاريخية تحكي قصة حقبة كانت فيها هي البوابة الرئيسية للبلاد من خلال مينائها البحري اللذي صار مختبئ تحت أمواجها وفي ضواحي المدينة توجد الساحرة أسيني assini منطقة سياحية بإمتياز بها مرافق سياحية بالمستوى العالمي وبحيرة طبيعية وأشجار الكوكو تمتد على طول الشاطئ حتى مدينة نيوتاون الغانيةوبينهما كنت أدفع دراجتي مسافة 16 كلم وأنام وسط الغابة وحيدا بين الأشجار وأشرب ماء ثمار الجوز اللذيذة حتى وصلت الحدود الغانية عبر معبرها نيوتاون الواجهة الغانية وهي توحي لك بأن غانا ليست ككل الدول الإفريقية بل هي دولة حقيقية مكتملة وشعب يعي ماعليه من حقوق وواجبات ويحترم القوانين المنصوص عليها في البلاد لدرجة أنني لم أتعرض لأي مضايقة طيلة رحلتي داخل البلاد بل العكس كنت أصادف في كل يوم أشخاص يحاولون جاهدا مساعدتي بشتى الطرق ولما دخلت لأكرا وجدتها مدينة عالمية بمعنى الكلمة وهناك منطقة بين الحدود الغانية والطوغو هي منطقة سياحية وجميلة جدا تحس كأنك في مدينة من المدن السويسريا إلى أن دخلت للطوغو مدينة لومي وهي مدينة يجتمع فيها كل ساكنة البلاد وكل الشركات والمرافق سواء الصحية أو الخدماتية وأما باقي المدن فهي تعيش التهميش والعزلة ورغم ذالك توغلت داخل البلاد نحو الشمال كي أتعرف عن قرب على الثقافة الطوغولية وفعلا تعرفت على الكثير حتى أنني مكث في أحد الدواوير مدة أسبوع ووجدت أن سكان الدواوير يعانون بمنى الكلمة لا ماء يشربونه ولا مدارس ولا مستشفيات ولا طرق ولا إنارة فقط الله عز وجل والطبيعة هي الوحيدة اللتي تروف عنهم وتهبهم من خيراتها كي يتمكنو من العيش وكذالك البينين نفس الشيئ .
في البنين وفي اليوم الأول من رمضان إنهار جسدي لمرض الملاريا ومكث بها في مدينة كوطونو حتى أصبح جسدي يستطيع ركوب الدراجة ودخلت بها الجحيم إنها نيجيريا بلد صعب جدا وخصوصا الشعب النيجيري من أصعب الشعوب اللتي إلتقيت بها غياب تام لإحترام القانون والسرقة منتشرة وفقط ستجد بعد كل 5 كلم دورية تفتيش يرهقونك بكثرة الأسئلة حتى تمل وتشمئز من كثرتهم ولما دخلت مدينة لاغوس ذهلت صراحة مدينة جميلة وساحرة أذهلتني القناطر اللتي تربط الجزر لأن هي عبارة عن جزر ولما خرجت من المدينة تعرضت لحادث سير خطير صدمتني حافلة نقل الركاب وهربت وبقيت أنا مرميا وسط الطريق وكنت صائما والحرارة مرتفعة جدا حتى إستعذت الوعي ولما تحسست جسدي وجدت أنه يعاني من حروح كثيرة في كل مكان من جسدي ودراحتي مرمية على جانب الطريق فشمرت على عاتقي ووقفت وبعد أن أصلحت دراجتي الهوائية مؤقة ذهبت لأقرب مخفر للشرطة وهنا وجدة حقيقة إفريقيا الشرطي لديه كل الصلاحيات يقرر كل شيئ من نفسه هو الطبيب وهو اللذي يأمر هههههه قال لي أنت لم تمت فإذهب لحال سبيلك ولكم واسع النضر في كلامه معي ......وأخيرا وصلت الحدود النيجيرية الكامرونية مدينة كلابار مدينة ليست نيجيرية هههه لا بل أمزح معكم لكنها مدينة متطورة ونضيفة وحتى سكانها لايشبهون باقي سكان نيجيريا متسامحون لأقصى درجة ومتعاونون ومؤذبون هههههه أضحك لأنني عانيت جراء ذالك ومن هنا ركبت البحر مسافة 20 كلم من كلابار إلى مدينة لمبي في الكامرون وهنا بقيت 3 ساعات فقط كان علي أن أقدم رشوة لشرطة الميناء ولم أقدمها لهم فحبسوني عندهم حتى جاء رجل وقدمها عني فتركوني أذهب لحال سبيلي ولما دخلت المدينة وجدتها ميدنة سياحية بإمتياز وتوجد بها كل المرافق السياحية والطرق المعبدة إلى أن وصلت إلى العاصمة الإقتصادية دوالا مدينة الإكتضاض والإزدحام ولم ألبت حتى غادرتها في إتجاه ياوندي عاصمة البلاد وبين المدينتين توجد طريق تارة جيدة وتارة من أسوء الطرق وفي مدخل المدينة تعطلت دراجتي الهوائية بالكامل فدفعتها حتى وصلت إلى مسجد كبير قضيت ليتي به حتى الصباح ثم إنتقلت بعد ذالك بمعية مغربي مقيم بالمدينة إلى بيته إلى أن إشتريت دراجة هوائية وبعدما أكملت نصف رمضان مع أعز إنسانة عاملتني كأني من أسرتها كنا نتناقش ونتجادل ونتخاصم ونعود للضحك من جديد لاأجد كلمة أعير بها عن مدى حبي لهذه المغربية الأصيلة وأصفها بالأميرة حفيضة لأنها فعلا جميلة جدا حفضها الله ورعاها برحمته ، وبعدما إنتهى رمضان ودعت أميرتي وأنا أكفكف دموعي نحو بلد جديد وثقافة جديدة إنها الغابون وبعد أسبوع وطأت دراجتي هذه البلاد الجميلة وخضت مغامرة جديدة داخل أكبر غابة في الغابون لاطريق ولا ماء صالح للشرب وكثرة الحشرات وحتى السكان قليلون جدا وكلما وجدت تجمعا سكانيا داخل الغابة وجدت ثقافة متفردة وعادات ليس لها مثيل من يعبد آلة موسيقية ومن يؤمن ويعبد الجن ومن يستخدم السحر ووووو .....وأنا كنت منغمسا داخل كل هذه العادات والتقاليد وحتى أنني شاركت في بعضها ومارست بعضها لدرجة أنني نسيت لما أنا هنا وماذا أفعل في هذا المكان حتى أيقضني رجل مسن وقال لي يابني إنطلق في رحلتك من جديد وفعلا ركبت دراجتي ووضعت العاصمة الغابونية ليبروفيل هي الوجهة القادمة ولما دخلتها رحبت بي مغربية في بيتها وعاملتني معاملت الأم لإبنها وصراحة منحتني إحساس كنت أفتقده وأشتاق إليه كثيرا وهونت علي ويلات الغربة وساعدتني كثيرا بعلاقاتها الطيبة مع المسؤولين الغابونيين برنة هاتف كنت أجد مدير الإذاعة والتلفزة الغابونية يرحب بي ويقدمني للصحفيين ويقيم معي لقاءا صحفيا مباشرا وتنشر قصتي وتجربتي في أكبر الجرائد الغابونية وفي يوم واحد أحسست ببعض النجومية ههههه.
مكث في العاصمة مايتجاوز شهرين لعبت الكرة مع الجالية المغربية وحضرت عيد العرش المجيد وزرت جزيرة la pointe denis مرتين وعشت أجواء العيد مع الإخوة الطيف عثمان و زكرياء وتعرفت على العيدي المغربي الغابوني الجنسية وعشت أياما لاتوصف كأنني في حلم جميل إلى أن قررت أخيرا ركوب دراجتي من جديد وإنطلقت نحو الكونغو وفي الطريق مررت عبر مدن جميلة من بينها مدينة kango وهنا عشت طرائف فريدة من نوعها ومررت أيضا بالمدينة الساحرة Lambaréné هنا إستقبلوني مغاربة أحسن إستقبال وزرت المستشفى التاريخي اللذي بناه الطبيب الألماني chwintzerويعد هذا المستشفى من أقدم المستشفيات في القارة الإفريقية وأصبح الآن متحفا يحكي حقبة من الزمن وقصص المرضى آنداك وكذالك مدينة fougamou وmouila ومازال مايحكى في قادم الأيام .
أشكركم على صبركم معي ومشاركتكم لقصصي الإفريقية.
للمزيد من القصص ستجدونها هنا
/Sicherheitskontrolle erforderlich
b2Nzb1wDA5SJ-qDJUZr2yPqEQTkmrC7R.jpeg