في العديد من عواصم ودول العالم تقام مهرجانات سنوية باتت أوقات جذب لملايين السائحين من كل الفئات والأعمار.
من كندا إلى البرازيل ومن سويسرا إلى هولندا ومن الأرجنتين إلى الهند تتعدد المهرجانات الفلكلورية الفنية والثقافية التي تجمع الجمال والغرابة في نفس الوقت
للتوليب مهرجان في كندا
في مايو من كل عام يقام مهرجان خاص لزهرة التوليب في كندا وتتحول الطرق في مدينتي “أوتاوا” وجاتينو” إلى لوحة رائعة تتناغم فيها ألوان زهرة التوليب حيث يتم فرش أكثر من ثلاثة ملايين زهرة على الأرض وعلى امتداد عشرين موقعاً جذاباً وخصصت أماكن رسمية لهذا المهرجان أبرزها :
– منتزه “ماجورهيل” حيث يتاح للزوار على مدى 19 يوماً هي مدة إقامة المهرجان التمتع بنزهة بين أزهار التوليب المنتشرة كالسجاد بالإضافة إلى مساكب الأزهار التي تلون المنتزه .
وينصح الزوار بعدم تفويت فرصة مشاهدة أضخم 150 زهرة توليب،والتي يتم تلوينها على أيدي فناني” أوتاوا ” وجاتينو”،وكذلك الاطلاع على منتجات الخزف،والصور الفوتوغرافية والفنون التي تتمحور حول زهور التوليب .
كما تقام عروض موسيقية تجذب الآلاف من الحضور الذين يشاركون في المهرجان من أنحاء مختلفة من العالم .ويقدم منتزه”ماجورهيل”خلال الأيام الأخيرة من المهرجان نشاطات متنوعة ليس لها مثيل بمشاركة أجنحة دول مختلفة مثل هولندا،وتركيا،واليابان،هذا بالإضافة إلى نشاطات خاصة بالأطفال من مختلف الفئات العمرية،وأعمال فنية كندية رائعة .
كما يعد منتزه “لاك داو” المكان المثالي لعرض زهور التوليب حيث تقوم لجنة مختصة بزراعة 300 ألف زهرة في مساكب مختلفة من هذا المنتزه وتقدم معرضاً لأزهار الصداقة،وتروي هذه الأزهار قصة “هبة التوليب ” التي كانت وراء الصداقة القوية بين كندا وهولندا،ويعرض هذا المنتزه استعراضا مائياً حيث يتابع الحضور مشاهد مرور أسطول صغير من المراكب المزدانة بالأزهار الملونة على أيدي متخصصين عالميين .
أما خلال السبت الأخير من المهرجان،فيتحول هذا المنتزه إلى بحر يتلألأ بالأضواء ويشهد مرور سفن مضاءة بالكامل بطريقة راقية ومتميزة لتشكل عرضاً ساحراً على طوله مترافقاً مع الموسيقى والمؤثرات المختلفة والأسهم النارية
مائة ألف زهرة حب
وعلى “رابية البرلمان ” تطور الحب الذي تحمله كندا لزهرة “التوليب ” إذ تمت زراعة حوالي مئة ألف زهرة توليب عام1945 قدمتها الدولة الهولندية كعربون تقدير وعرفان لكندا على منحها حق اللجوء لأفراد العائلة المالكة الهولندية وللدور الذي لعبته كندا خلال الحرب العالمية الثانية،ويتاح للزوار والسائحين زيارة كازينو”لاك ليمي” الذي يضم خلال فترة المهرجان أندر وأجمل زهور “التوليب” المنتقاة من عدة مناطق في العالم ويسمح بدخول المهرجان مجاناً ضمن الفعاليات خلال الفترة من التاسعة صباحاً حتى الرابعة عصراً .
وقد أبدع المصممون في ديكور الكازينو الذي تغلب عليه روح “التوليب” حيث تصمم أزهار عملاقة ارتفاعها نحو سبعة أمتار . ويتضمن الكازينو وسائل ترفيه ومشاهد مسرحية وعروضاً مختلفة ومطاعم من فئة خمسة نجوم.
هذا إلى جانب عرض انفجار التوليب الذي يتضمن عروضاً للأزياء والاحتفالات المبهرة باستخدام الأزهار من مشاركين ومصممين مبدعين في عشرات الدول .
كرنفال بال
وإذا أردت الاستمتاع بهذا الكرنفال الفريد فعليك الحضور مبكراً لأن الازدحام يكون شديداً حيث يحتشد الآلاف من المشاركين في نشاطات خاصة بالأطفال،وأعمار مختلفة،وعروض فنية،ويتاح للسائحين عروض خاصة للإقامة والأكل والانتقال خلال فترة المهرجان، أما الهدايا التذكارية فتكون مرتفعة الأسعار في هذا التوقيت، وتتوفر أماكن عديدة للإقامة في فنادق”بال” .
ويحتفل بهذا الكرنفال كل عام عند نهاية فصل الشتاء بمشاركة جميع سكان المدينة لتبدو أيامه أنها “أجمل ثلاثة أيام” ويمكن للزائر أن يعيش الفرح بكافة أشكاله ويستمتع بكل الفنون بدءاً من الموسيقى وصولاً للألوان والرقص وتنقلب المدينة رأساً على عقب،فالازدحام والأفراح والفعاليات في كل مكان .
ففي نهار الاثنين ينطلق المهرجان عند الرابعة صباحاً وفي الواحدة والنصف ظهراً تبدأ المواكب بالتوافد ضمن خطوط محددة ترافقها أصوات الطبول والمزامير الرائعة،وعند المساء يبدأ المرور الحر للمجموعات مرتدين الأقنعة في أحياء وسط المدينة،وتعج بهم المطاعم والأسواق،كما تبدأ عروض الفوانيس الساحرة في أجواء ظلام تام إذ تطفأ أنوار المدينة بالكامل .
أما الطعام فيكاد يكون موحداً إذ يتناول الجميع الحساء التقليدي المكون من الدقيق وشطائر البصل والجبن، ويوم الثلاثاء يبدأ عرض خاص بالأطفال وفي المساء تنطلق الحفلات الموسيقية التي تحييها فرق تعزف على الآلات النحاسية ذات الضجيج .
أما اليوم الأخير فيجتمع فيه الأطفال والكبار في مواكب وتجمعات تتجول في أنحاء وسط المدينة.
وتترافق أيام المهرجان مع التحضير للعديد من الأطباق المحلية المميزة الخاصة ومنها( الفاستن) وهي عبارة عن قطع من الكيك بالكمون،ومجموعة من الحلويات الرائعة المذاق إلى جانب الحساء التقليدي .