“لبنان بلد سياحة الفصول الأربعة”، جملة قد تبدو مكررة لكنها حقيقة هذه الأيام؛ إذ غطت الثلوج الجبال في لبنان مبكرا هذا العام، مما وفّر موسما جاذبا لرياضة التزلج وغيرها من الرياضات الشتوية التي تشهد إقبالا متزايدا ممن يقصدونها من اللبنانيين والأجانب.
تعود أولى محاولات التزلج في لبنان إلى عام 1913، وعرفت الرياضة تطورا كبيرا في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، وصولا إلى افتتاح ستة مراكزِ تزلج موجودة حاليا في أعلى قمم الجبال بالبلاد، من بينها مركز في منطقة “المزار كفرذبيان” بارتفاع يزيد على 2500 متر عن الساحل، ويعد من أكبر المراكز في الشرق الأوسط.
فإلى كفرذبيان يتقاطر محبو الرياضات الشتوية، ويتجمهرون أمام المقاعد المتحركة، وينتظرون وصولها لتنقلهم من أسفل الجبل إلى أعلى قمة فيه، حيث تبدأ رحلة التزلج نزولاً.
تتيح محطات ومراكز التزلج في لبنان لزوارها التمتع بأنواع مختلفة من الرياضات الشتوية؛ فإلى جانب التزلج يمكن ركوب ما يسمى “الإسكيدو” التي تشبه الدراجات المائية (جيت سكي) لكنها مخصصة للثلج، وهي تمنح من لا يعرف التزلج فرصة أيضا للاستمتاع بالثلوج، والتجول في الجبال بعيداً عن التزلج.
يعطي الثلج في الكثير من المناطق اللبنانية دفعاً لدورة الحياة، ويتوافر قوت الناس في عشرات القرى المحيطة بالمنتجعات التي تغزو الجبال اللبنانية، بفعل الرداء الأبيض، الجاذب للزوار والسياح.
في محيط المنتجعات تنتشر المتاجر المخصصة لتأجير أدوات وألبسة التزلج، وتوفر مصدر كسب لأبناء القرى لأربعة إلى خمسة أشهر في السنة، طول “موسم الثلج”.
كذلك تنتشر المطاعم والمقاهي الفاخرة والصغيرة التي توظف أيضاً سكانا محليين، إلى جانب المطاعم والأفران التي تبيع المعجنات والمناقيش اللبنانية الشهيرة، مما يسمح للقرى التي توجد على مقربة من منتجعات التزلج أن تنتعش اقتصادياً في هذا الموسم.
وازداد في السنوات الأخيرة عدد الفنادق والشاليهات في مناطق التزلج التي تتيح استئجار وحدات لموسم كامل أو بضعة أيام للتمتع برياضات الثلج المختلفة.
سكان البلدة ينتظرون الموسم كل عام، وهو يبدأ في شهري ديسمبر ويناير، ويستمر نحو خمسة أشهر. فالمنطقة تعتمد على الموسم الشتوي وقوامه التزلج والسياحة.
ينتظر سكان الجبال موسم سياحة شتوية واعد في منتجعات التزلج اللبنانية، أسهمت في إنعاشه كثافة الثلوج المتساقطة، وسط آمال أهالي المناطق الجبلية بأن تتجدد العواصف ليطول الموسم.