أصبحت مدينة العقبة الأردنية واحدة من الوجهات المفضلة بالنسبة لأعداد متزايدة من السياح القادمين من روسيا وأوكرانيا ودول شرق أوروبا المختلفة، حيث نجحت السلطات المحلية هناك في الترويج لها واستقطاب أعداد كبيرة من سياح المناطق الباردة الذين يجدون في العقبة مقصداً مهماً على مدار العام بفضل حرارتها المرتفعة وجوها الجذاب على مدار العام.
والعقبة هي المدينة الساحلية الوحيدة في الأردن، إلا أن موقعها يُعتبر استراتيجياً حيث تُطل على البحر الأحمر، وتتوسط كلاً من مصر والسعودية والأراضي الفلسطينية، كما أن أجواءها هي الأكثر حرارة على مستوى الأردن، وتظل الحرارة في العقبة معتدلة حتى خلال فصل الشتاء.
وكشف عضو مجلس مفوضي منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة شرحبيل ماضي في تصريحات خاصة للزميلة قناة “العربية” أن عدد الغرف الفندقية ارتفع في المدينة من 500 غرفة إلى 4600 خلال مدة 15 عاماً فقط، وذلك بعد أن أصبحت المدينة متنفساً مهماً للسياح القادمين من روسيا وأوكرانيا ودول شرق أوروبا التي تعاني من البرد الشديد في الشتاء.
ولفت ماضي إلى أن نسبة الإشغال في الغرف الفندقية بمدينة العقبة الأردنية ارتفعت من 20% في العام 2015 إلى ما بين 65% و70% خلال العام الحالي، بعد أن نجحت السلطات في تسويق المدينة عالمياً، وأصبحت تستقطب أعداداً متزايدة من السياح من مختلف دول العالم وخاصة من الدول ذات الأجواء الباردة.
وكان مدير عام هيئة تنشيط السياحة الأردنية عبدالرزاق عربيّات قال لقناة العربية إن مدينة العقبة الأردنية جنوب البلاد تشهد حركة سياحية غير مسبوقة، مؤكداً أن السلطات اتخذت إجراءات لتسهيل التدفق السياحي على البلاد من أبرزها الإعفاءات الضريبية على المطارات.
وأوضح أن السياحة الأردنية تشكل 14% من الناتج المحلي الإجمالي، لافتاً الى وجود خطة ترويجية طموحة سيتم تنفيذها خلال السنوات الثلاث المقبلة من أجل استقطاب مزيد من السياح إلى الأردن، مؤكداً أيضاً أن السوق الخليجية لم تغب عن الأسواق المستهدفة ضمن الخطة الترويجية.
وقال ماضي أنه يوجد في العقبة حالياً سبعة فنادق من فئة 5 نجوم، كاشفاً أن المدينة بانتظار ثلاثة فنادق جديدة من فئة الخمس نجوم أحدها “جميرا” والآخر “جراند حياة”، كما لفت إلى عدد من المشاريع الطموحة التي يتوقع أن تحدث نقلة نوعية في منطقة العقبة، ومن بينها مشروع “مرسى زايد” العقاري الذي تنفذه شركة “إيجيل هيلز” الإماراتية.
وتحدث ماضي عن نوع جديد من السياحة بات يزدهر في مدينة العقبة، وهو “سياحة البواخر”، مشيراً الى أن مدينة العقبة استقبلت العام الماضي أكثر من 35 ألف سائح عبر البواخر فقط، كما يؤكد ماضي بأن مدينة العقبة أصبحت واحدة من المحطات المهمة التي تمر بها البواخر السياحية التي عادة ما تمضي أوقاتاً طويلة في البحر تتنقل من دولة إلى أخرى، وهي سياحة بدأت تلقى رواجاً متزايداً في السنوات الأخيرة.
ويقول ماضي إن السلطات المختصة في الأردن تجري اتصالاتها حالياً لتنشيط مطار العقبة وتسيير رحلات مباشرة من العديد من الدول والمدن المهمة من وإلى العقبة مباشرة، لافتاً إلى أنه سيتم تسيير رحلات مباشرة الى العقبة من دبي والرياض وعدد من المدن الأوروبية الأخرى قريباً.
يشار إلى أن الأردن تمكن من استقطاب 2.990 مليون سائح خلال الشهور التسعة من العام الحالي 2016 مقارنة مع 2.940 مليون سائح خلال الفترة نفسها من العام الماضي، فيما يُعتبر القطاع السياحي واحداً من أهم الروافد الاقتصادية للبلاد، كما أنه مصدر مهم للعملة الصعبة.