وادي الريان .. بحيرتان و “شلال” هو الوحيد في مصر
وادي الريان، الواقع على بعد 65 كم من مدينة الفيوم جنوب غرب مصر، هو موطن لبحيرتين اصطناعيتين تم إنشاءهما لتحويل فائض مياه الصرف الزراعي من واحات الفيوم كما أنها موطن للشلالات الوحيدة في البلاد.
يقع هذا الوادي ضمن نطاق محافظة الفيوم وهي المحافظة الوحيدة التى تلتقي على أرضها البحيرات والمساحات الخضراء والصحراء فى مشاهد فريدة تتنوع فيها المناظر الطبيعية.
هاتان البحيرتان هما بحيرة قارون ذات المياه المالحة والتي تعتبر من أقدم الآثار الطبيعية في العالم، وبحيرة وادى الريان ذات المياه العذبة، والتى تمثل واحدة من أحدث البحيرات الكبرى.
كانت واحة الفيوم تصرف مياهها أصلا في بحيرة قارون في الشمال. ولكن البحيرة لا تتحمل سوى حجم معين من مياه الصرف، وكانت المياه الإضافية تؤدي إلى ارتفاع مستوى البحيرة وتغرق الأراضي المحيطة، وتسبب أضرارا لا يمكن إصلاحها بسبب ارتفاع مستوى الأملاح في هذه المياه.
في عام 1974، تم حفر قناة مفتوحة بطول 9 كم ونفق بطول 8 كيلومترات عبر الصحراء من الجانب الغربي لمنخفض الفيوم، إلى المنخفض الجاف الكبير لوادي الريان، فبدأت مياه الصرف تتدفق في وادي الريان لتشكل بحيرتين كبيرتين، تبلغ مساحة الأولى 35 ألف فدان والثانية 25 ألف فدان بينهم شلال تكون نتيجة فرق الارتفاع بينهم ونتيجة لاستمرار الصرف.
إلى ذلك تكونت العديد من الشلالات على مسار القناة، لا يزيد ارتفاعها عن 2 إلى 4 متر، وجذبت العديد من الزوار المحليين الذين لم يسبق لهم وأن شاهدوا شلالات في البلد، كما ظهرت هذه الشلالات في العديد من الأفلام والأغاني المصورة.
إلى جانب ذلك، باتت ضفاف البحيرة مكانا خصبا لنمو النباتات مما جعلها مكانا مثاليا لهجرة الطيور في موسم الشتاء لا سيما مع تكاثر الأسماك في البحيرة.
والمنطقة هي حالياً محمية طبيعية وتعد موطنا للنوع الوحيد في العالم من الغزلان نحيلة القرن، فضلا عن 15 نوعاً من الحيوانات البرية أهمها الغزال الأبيض – الغزال المصرى – ثعلب الفنك – ثعلب الرمل – الذئب، كما توجد بها عدة أنواع من الصقور.