المبتعث والإيدز..!! غدير الشمري مبتعث ـ بريطانيا كلما يتقدم العالم تطوراً...

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Awadh Alanazi
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
A

Awadh Alanazi

:: مسافر ::
المبتعث والإيدز..!!

غدير الشمري
مبتعث ـ بريطانيا

كلما يتقدم العالم تطوراً يزداد عند بعضنا معدل الإحساس السيئ تجاه مسار حياة الفرد بشكلها العام، بل يزداد ذلك المعدل سوءاً في جوانب معينة مهمة جداً، سواء معنوياً أو مادياً، ومن أهمها الجانب الصحي وما يصاحبه من انتشار للأمراض دون العمل بإخلاص على تقليل معدلاتها، وربما هناك جوانب لا تنقرض أبداً، أهمها الإهمال الإداري وما يترتب عليه من إشكاليات عديدة، قد تفرز لنا أجيالاً من الفيروسات البشرية التي لا تزال تتكاثر بشتى أنواع التكاثر؛ لتصبح مقاومة للتقدم الحياتي ومتغذية على انتهاك حقوق الآخرين جهراً أو سِرًّا.

ينشغل العالم بتقييم برامجه الصحية بإعداد منظومة عمل متعددة، تشمل العديد من الجوانب المحيطة بالإنسان؛ ليؤدي كل جزء من هذه المنظومة دوره بالشكل المطلوب، الذي يساعد الجزء الآخر على إتمام العمل المؤدي للهدف الأساسي. وقبل أيام شهدنا يوم الإيدز العالمي؛ ففي الغرب تجد منظومة العمل من جوانب عديدة "صحة وتعليم" مع العديد من جمعيات تطوعية ودراسات استراتيجية، الكل في عمل مُحْكم لإيجاد مخارج معينة؛ للحد من خطورة المرض؛ فعلى سبيل المثال هناك في بريطانيا وحدها 90000 مريض بالإيدز، ويُتوقَّع أن يصل إلى 100000 العام المقبل، ولندن نصيبها أكبر، يتلوها "برايتون" ثم "هوف" و"مانشستر". ونشر هذه الإحصائيات وأسباب ازدياد الإصابة بشكل دوري وشفاف يساعدهم على إعادة تقييم البرامج التوعوية ونشر أهم المسببات وطرق الوقاية منها؛ ففي كل مرة تستخدم فيها القطار هناك ما يقارب ثلاثة أشخاص حولك حاملون لهذا المرض، ولا تزال الجهات المسؤولة تلقي اللوم بأن ما قاموا به لا يرتقي لطموحاتهم في التصدي للإيدز، وتجد عمليات النقد مباحة، بل هي ما تأخذ نصيب الأسد في التقارير الصحفية، ويخرج عليك بكل أريحية من يقول لنفسه "أخطأنا في كذا وكذا وكذا، ومستعد لتحمل ما يترتب على ذلك!!".

أما ثقافاتنا الإدارية فمن أهم مقوماتها ألا نتحرك إلا بعد أن يسقط الفأس في الرأس، وفي أغلب الحالات ينتج من ذلك تهشم الرأس والعينين والأنف، وتتناثر الأسنان، ويموت الشخص، ثم نسعى لإيجاد لجان عديدة، ونرمي باللوم على هذا وذاك، ولا عجب أن اللوم يصب على من ليس له ناقة ولا جَمَل في الموضوع.. هذه هي الدائرة المغلقة التي ندور بها، ونرجع من حيث درنا، ولا نعترف باستباق حدوث المصائب أو أن نعمل على عدم وقوعها قبل أن نفكر في إجراءات الإنشاء، وقضية مدرسة "براعم الوطن" وشبكة طرق حائل خير ما يمثل غيرهما في كل بقعة من بقاع الوطن.

ولهذا غاب عن الكثير منا توعية الطلاب والطالبات المبتعثين للخارج بتوخي الحذر ونشر الإرشادات الخاصة، التي تكفل سلامة طلابنا من بعض الأمراض - حماهم الله ورعاهم -. ونشر معدل إصابة السعوديين بالأرقام من أهم رسائل التوعية الكفيلة بحماس الآخرين؛ لتجنب وسائل انتشار الأمراض. ورغم نشاطات الملحقيات الثقافية في جوانب عديدة إلا أننا ننتظر المزيد، كما أن دور الطلبة المسؤولين في اللجان والأندية لا يزال مختفياً، سواء في النشاطات الدورية أو حتى على صفحات الصحف وخلف الشاشات وعلى المواقع الإلكترونية، وكأننا نتوارث ثقافة مللنا منها، وانكشف مفعولها العكسي. نريد الإخلاص والتفاني في العمل فقط لا غير.