في شهر يوليو من العام 1559 ، وبعد وفاة زوجها ( هنري الثاني ) ، قررت الملكة ( كاثرين دو ميديسيز ) الإنتقال من مقر إقامتها في جادة ( تورنيليز ) قرب حصن الباستيل إلى قصر اللوفر مع ابنها ( فرانكوس الثاني) حيث اصبح الملك الجديد آنذاك . كانت الملكة ( كاثرين ) قد قررت في بناء قصر جديد لنفسها هناك يكون منفصلاً عن اللوفر يتضمن حديقة . وآنذاك .. كانت هناك مساحة شاغرة ما بين نهر السين جنوباً وشارع ( سانت هونور ) شمالاً وعن اللوفر شرقاً وعن أسوار المدينة والخنادق المائية العميقة غرباً .. ومنذ القرن الثالث عشر الميلادي كانت هذه المنطقة تحل محلها بعض الورش التي كانت تُسمّى ( التوليريز ) حيث يتم فيها صنع الطوب والأحجار المخصصة لسقوف المباني . وقد كان جزء من تلك الأرض قد تم اقتطاعه من قبل الملك ( فرانكوس الأول ) في القرن السادس عشر الميلادي. وقد استحوذت الملكة ( كاثرين ) على المزيد من مساحة الأرض حيث بدأت بعدها في بناءا قصرها والحديقة
الملحقة به . وقد قامت الملكة كاثرين باستقدام مهندس من فلورنس مختص في التجميل والفنون المدنية وهو المهندس ( برينارد دو كارنيسي ) لبناء حديقة على غرار النمط السائد في عهد النهضة الإيطالية آنذاك . تتضمن الحديقة نوافير ومغارة و متاهة وتكون الحديقة مزينة ببعض التصاميم الهندسية الخزفية التي تحمل صوراً للحيوانات والنباتات .
تعتبر حديقة التوليريز Tuileries والمشتقة من كلمة Tile الطوب الذي كان يتم إنتاجه من ورش الطوب في هذا الموقع سابقاً ، تعتبر من أكبر وأجمل الحدائق في باريس ذلك الوقت وقد كانت تقيم فيها الملكة الإحتفالات الملكية ولتكريم سفراء الملكة اليزابيث الأولى لبريطانيا ، وكذلك لزواج ابنتها ( مارغريت دو فالويس ) من ( هنري الرابع)
توالى استحواذ الحديقة من بعدها إلى الملك هنري الثالث والذي أمر ببناء قصر فيها وتوالت الأعوام على الحديقة وبحلول القرن التاسع عشر أصبحت الحديقة النهاية منتزهاً وتنفساً لأهالي باريس ، واستمر تطوير الحديقة وتحسينها بالمجسمات والتصاميم الأخرى حتى وقتنا هذا .
البوابة التي تفصل بين متحف اللوفر وحدائق التوليريز
مسار رئيسي يمتد مخترقاً الحديقة في المنتصف لينتهي في ميدان الكونكورد
منطقة مخصصة للألعب الترفيهية تقع خلف الحديقة
لقطة من حدائق تويليريز أثناء التواجد في منتصفها وتبدو البوابة التي تؤدي إلى متحف اللوفر في الصورة
هذه الحديقة بمثابة واحة جميلة ظليلة لزائر باريس لأخذ قسط من الراحة وتأمل جمالياتها حيث الأشجار الوارفة والتنسيق البديع فضلاً عن كونها متنفساً لأهالي المدينة أنفسهم.
تقع الحديقة في المنطقة الفاصلة مابين متحف اللوفر وميدان الكونكورد .
وقد كان في الماضي هنا قصر التوليريز الذي تحمل الحديقة اسمه حيث شب حريق في القصر في القرن التاسع عشر قضى عليه بالكامل. حيث كان القصر في السابق مقراً للعديد من ملوك فرنسا . اختفى القصر .. وبقيت الحديقة التي أضحت في يومنا هذا منتزهاً مفتوحاً للعامة .
لقطات متفرقة للحديقة
العجلة الدوارة المطلة على الحديقة كجزء من منتزه ترفيهي صغير يقع إلى جوار الحديقة ، وهذه العجلة قد لعبت أحد أدوار البطولة في فلم السنافر 2 الذي عرض في صالات السينما العالمية لهذا الموسم.
ا
نافورة كبيرة تقع في طرف الحديقة ومحاطة ببعض المقاعد
منظر للنافورة ومن خلفها العجلة
توجد العديد من المجسمات متوزعة في أطراف الحديقة
كافيتيريا داخل الحديقة
أحد الأشكال الجمالية داخل الحديقة
أحد الأكشاك الصغيرة داخل الحديقة
لقطة من نهاية الحديقة من جهة ميدان الكونكورد حيث تشاهد المسلة المصرية
الحديقة تعتبر واحة واستراحة لزوار باريس خاصة بعد قضاء وقتهم في متحف اللوفر أو قدوماً من شارع الشانز ووصولهم لميدان الكونكورد
أنتهى ،،