R
Rania Aboalela
:: مسافر ::
إحياء الحياة
RANIA ABOALELA·THURSDAY, JANUARY 12, 2017
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد
واللهم بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك وفي كل نفس ولمحة وحين
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كلما ذكرك وذكره الذاكرون وكلما غفل عنك وعنه الغافلون صلاة تكون لقلوبنا سكناً وتقربنا بها منك وترحمنا
تكلمنا عن النفوس الطيبة وأنها شرط لقبول الأعمال ولتُحسب الأعمال صالحات يجب على من يقدمها أن يكون مؤمن طيب ذو قلب سليم وأن يسأل الله القبول وأن تكون نيته لله عز وجل
أخبرنا عن صفات النفس الطيبة وضربنا لها مثال في أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام وذكرنا ما فيه من صفات تدل على تللك النفس المؤمنه الطيبة المستجابة السوآل والتي تحيا الحياة الطيبة
واليوم سأتحدث عن الحب في إحياء الحياة الطيبة
حين تكون مؤمن ذو قلب سليم
تكون صادق الحب قوي المشاعر
يشعر بك من تحبهم!!
وهو ينعكس عليك لأن حبك الصادق يمنحك الدفء والسعادة
هو شعور محسوس من نوع خاص
يسمون مسببه بصورته الفيزيائية الكيميائيه العلمية هرمون الدوبامين!!
أكثر من ينتجونه بكميات كبيره هم الأحياء الذين يحييون غيرهم
هو يمنح طاقة من الحياة لكلا الطرفين سواء المحب أو من شعر بالحب!
ولا تدوم تلك الطاقة ولا يتحقق الإحياء بها إلا إن كان الحب في الله ولله وبالله
( المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء )
وهذا هو حب المؤمنين حب ذو طاقة فعالة تحيي وتنير كل الكون وتنشر السعادة في المكان!!
ولهذا لا يكتمل الإيمان إلا بذلك الحب
ولن يحب الإنسان الآخر إن لم يكن يحب نفسه
وذلك الحب يبدأ بفطرة الإنسان أن يولد وهو محبٌ لنفسه ولغيره وينشأ علي ذلك مالم تغيره ذنوبه ومالم يضلاه والداه
نعم
هي حقيقة (كل مولودٌ يولد على الفطرة فأبواه إما يهودانه أو يمجسانه)
الوالدان مسؤؤلان بإيفاء الإبن حقة لينشأ سليم في ثقة وعطاء وحب لنفسه و للآخر وسلام أو أن ينشأ في فساد وكره ومنع وحرب مع نفسه و مع الآخر
يحدث
أن يضل الآباء ولا يفهمان أهمية المبادئ والقيم والأخلاق والإيمان وقراءة قصص الأنبياء وآيات القرآن فلا يثبتان فيه تلك المفاهيم فإن لم يفهم معنى تلك القيم فهو سيستسهل العمل بنقيضها من القيم الضالة كالعنصرية وخيانة الآمانات والكذب والغش والتفرقة ما بين البشر بدل الترابط وقد تصل أحياناً إلى التفرقة ما بين الأخوان وكذلك زراعة حب الأشياء بدلاً من تلك القيم التي تحييهم الحياة الطيبة فيظنون أن الحياة الطيبة في ملبس ومأكل وزينة وفي التجميع من تلك الأشياء فيفرقون ما بين من يرافقون ولا يرافقون وما يقدمون وما لا يقدمون بناءاً على تلك الأشياء الدنيوية فيتفشى الظلم ومنه يبدأ الكره والمنع والفساد
أحييوهم حياة معقدة صعبة وشاقة وعسيره مع أن حقيقة دورهم وحياتهم الحقيقية هو الحياة اليسيرة ااتي تتوافق مع فطرتهم وتحييهم حياة سعيدة راضية مطمئنة
صعبوا عليهم الحياة رغم سهولتها فما عادوا منسجمون وما عادوا يسيرون في دائرة ما يسير عليه الكون تسبيحاً لله عز وجل فساروا متضاربون ومتحاربون حتى مع فطرتهم السوية فأني لهم أن تكون لهم الحياة طيبة يسيرة؟؟
أصبح سعيهم في نفسهم لنفسهم
مع أن حقيقة إحياء الحياة الطيبة والفطرة السليمة تكون في التحلي بخلق القرآن و في الإحسان وفي حب كل الناس وفي التقديم من النفس وما فيها لكل الناس وليس من النفس للنفس
ومن رحمة الله عزوجل أن عامل تأثير الوالدين أولي لكنه ليس وحده وليس هو الباقي والثابت
فالثابت هو الأصل وهو الفطرة السليمة
لأن الإنسان إن حرم الوالدان الصالحان أو إن لم يقيما دورهما الدور الصحيح أو إن كان يتيم الوالدين تولته رحمة الله عز وجل ليستحق أن يكون مسؤؤل عن نفسه فكل محاسب بما قدم أوقصر بعدل الله ورحمته
وكم من فاقد لوالدين ينشأ بمعية الله خيرٌ بكثير ممن ينشأ مع والدين في ضلال
و في مسيرة الحياة مع توالي الزمان ومحدثات الحياة يلاقي الإنسان ما يلاقي ويواجه التجارب فيتلقى ويتعلم من الحياة فينجو بفطرته السويه وبحفظ الله و بهدى الله وتوليه وبتذكيره بآياته ورسائله وهو من عند الله عز وجل لجميع عباده ومن هنا يكون عذاب الدنيا للتعليم من الله عز وجل لهؤلاء العباد ولتصويب أثر الفساد والظلم و الضلال على ذلك الإنسان فيعود اليه مطهرا طاهرا
ولهذا كان للدعاء وذكر الله والقرب منه جل الأهمية في دعاء الآباء لأنفسهم ولآبناءهم
وهذا ما أجده في الآية القرآنية
(ووَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الآية ١٥ الأحقاف
ولماذا وصي الله الإنسان بوالديه ؟؟
لأنهما أول سبل الإحياء في الحياة
هما سبب لحياة إنسان بولادته ووجوده أو لمماته بعدم إحيائه الحياة التي يحتاجها
بطيببهما وطيب أعمالهما أخرجاه وأنشآآه طيباً أو إن خبثا و خبثت أعمالهما أخرجاه وأنشآاه نكداً (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا)
هما أول معنى للعطاء وأول رابطة تدلل الإبن على الحب ولأنهما تحملا مسؤولية إنشاؤه وهما أصل وسبب صلاح حاله وحياته وتوفيقه (وكان أبوهما صالحاً)
دوره أن يحسن لهما مهما كانا أو فعلا من هذا التوصية بالإحسان لهما وهو من رحمة الله عز وجل ولطفه ومما يدخل ذلك الإنسان في دائرة الصالحين
فإن أخذته رحمة الله ووصل لذلك السن الأربعين عاماً وهو سن كمال النفس وثباتها و اكتمال العلم والإستقامة أخذ والديه بإحسانه ودعا لهما ولنفسه وشكر الله له ولهما، فإذا ما كانا سبباً في ضلاله كان فعله زيادة وإحسان و حفظ لوصية الله وهذا دوره من الإحسان أما إن كانا في صلاح وهداية وأديا دورهما في أتم وجه فهو أيضا محسن لأنهما وصلا لمرحلة الضعف في حين وصل هو لمرحلة القوة وهو من فضل الله عز وجل وحكمته وعلمه أن سماه إحساناً
ومن هنا تظهر النفس المحبة الطيبة الداعية التي تحيا الحياة الطيبة وتدعو بقلبها وجوارحها وأعمالها في محراب الحياة
هي نفس مؤدية لحق الله شاكره صالحة تعلم دورها وما عليها تحسن و تدعو لنفسها ولوالديها ولذريتها و تسأل العمل الصالح وتتحرى منه رضا الله عز وجل (أن أعمل صالحاً ترضاه)
هي نفس غالبها الحب لله وفي الله وبالله فتحقق في نفسها معنى
أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك
في أن تكون تعاملاتك مع أخيك المسلم و كأنه نفسك تضع نفسك مكانه وتلتمس له العذر إن وجدت منه ما يسيئك وتنصحه وتبصره إن رأيته على خطأ وجهل
تخاف عليه وتحزن لحزنه وتتفقد أحواله عن حب لا عن فضول
و لتقدم له ما يحتاج لا لتشمت
ولو كنا محبين لكان أول حبنا لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
لكن أكثرهم غير صادقين!!
ولوصدقنا لكانت حياتنا مطبقة لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ولكان خلقنا خلق القرآن أسوة برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
لكن حتى أبسط الأحاديث في التعاملات فنحن لا نعلمها
ولا نعرف في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم لكننا نعرف في سيرة المشاهير
والأكثر لاتوجد قلوب تشعر أنها في ضلال أو حتى تهتز وتتعظ حين تأتيها تذكره ونذير
والبعض من شدة سواد نفسه فهو يستثقل الوقت الذي يقرأ فيه ما ينيره فلا يكلف نفسه الوقت ليستزيد أو ليستنير
لا تأخذه نفسه لكماله ولكن لنقصانه
هي نفوس فاسدة
و قلوب ميته
ثم تأتي وتتساءل وتقول أنا لا أري أثر جواب الدعاء ولا أرى أثر أعمالي الصالحات وتظن أنها تقدم الصالحات!!
وتظن نفسها طيبة
لا
أصلح قلبك لتنصلح نفسك فيتقدم عملك ويدخلك في دائرة الحياة الطيبة
أحيي نفسك
أبداً لا تظلم
أكثر من ذكر الله وأكثر من الإستغفار
وحتى في أبسط البسيط من حقوق المسلمين لبعضهم البعض الكثير لا يعلمها أو يؤديها كواجب روتيني ولا يعلم أنها عبادة يطيع بها الرسول صلى الله عليه وسلم وفي علمه أنها من دينه وتأديته لها على ذلك الأساس تنصلح نيته وترتفع قيمة تلك الأعمال
عن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ ) قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ : قَالَ ( إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ )
ولو علمها المسلمون وكانوا صدقاً مسلمون
-لما وجدنا من يتكبر عن السلام على أخيه لمجرد كبر نفسه و صغر عقله و حساسيات أو أحساد أو أحقاد ليس ذات أهمية بجانب أنها تجعلك من المسلمين الصادقين وتدخلك في دائرة السامعين العاملين لما أمربه الله ورسوله!!
بل أنها ترفعك لتصبح في قائمة المحسنين إن فعلتها لله حين تتواجد الخلافات ولآثرنا الصلح و الإصلاح ولسهل علينا التواصل والترابط والحفاظ على وحده الإنسان
-ولأكبرنا حق كل من دعانا لزيارته
لنهضنا ولما تكاسلنا لأنه حق يدخلك في قائمة المسلمين الصادقين وليس لمزاجك وأهواءك ومن هو ذلك الذي دعاك وما هي مكانته الإجتماعيه!!
بل أنك أرقى إن كان من دعاك أقل منك وأنت أجبته لله عز وجل ومحبه له لأنه مثلك إنسان
-أخاك إن طلبك النصيحة فأنت تقدمها بصدق لا تتأخر ولا تخفي الحقيقة أو تضلل
تنصح بصدق وتحتسبها لله عز وجل
-وإن عطس فأنت تشمته
سبحان الله كم هي صغيره ولكنها كبيره لرقي نفسك وسلامة إسلامك ولتتعلم منها أن العمل ليس بمقداره ولكن بفضله ونيته
-وحين تسمع عن صديق مرض فواجب عليك أن تزوره لا تتأخر فهو واجب يدل على صدق إسلامك وليس كما اعتاده الناس لمجاملات ومن أجل سمعتك وشهرتك وعلاقاتك الإجتماعية بين الناس
هو لنفسك ودليل صدقك مع ربك وليس لبحثك عن رأي البشر فيك
وإن كانت أعمال صغيره فهي في أصلها كبيره في أصل الإسلام ووحدة المسلمين
لأنها تشعر بترابط الحياة وأن ذلك الإنسان المسلم لا يعيش وحده بل أنها شبكة مترابطه متكامله متواصلة ومتراحمة
وكل هذه الأعمال إن لم تكن في حقوق المسلم لأخيه المسلم فهي بالفطرة تصدر من القلب للقلب
من محبتك تفعلها وإن كنت في خصام فأنت في فضل الإحسان أنك جئت على نفسك ففعلتها لله عز وجل
أتعجب
كيف يبقى في قلب مسلم غل على أخيه إن وجده مريض لا يزوره ؟؟ إن مات لا يمشي في جنازته
للأسف أحياناً تجد حتى ما بين الأرحام و الأقرباء والأخوان يكون الأخ مريض وعنه لا يسألون!!
طغى كبر النفس والحقد والحسد على سلامة القلب
كيف لا يرى ضعف الإنسان فيصفح ويعفو ويؤدي حق الله ويقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم
لا
إن الله يرى ويعلم لماذا أنت فعلت ولماذا أنت لم تفعل
فلتكن في إحسان ولترقب في قلبك عين الله
من إختيارك لم ستعمل راقب قلبك وتعرف على مدى سلامته
!!!
لتحيا حياة طيبة تغير
غير نفسك
قدم من نفسك من حبك
تحرك لتبدأ بقراءة القرآن لتتدبر وتتوقف وتقارن وتلاحظ وترتقي
أنظر في النفوس الصالحات وأنظر لماذا هي ارتقت وبماذا تميزت وبماذا انشغلت وماذا نالت
هذا الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى حبيب بن موسى النجار
ولماذا جاء ولماذا سعى؟؟
جاء ناصحا لهم ليهتدوا لأنه رأي الحق حين آتاه وهم لم يرون
كانوا في عمى وبعد وضلال وقد يكونوا كانوا في نعيم من زينة الحياة وقوة أعمتهم وأضلتهم
هو بادر وقدم ولم يكن في قلبه السليم إلا نور
لم يدر في خلده ماذا مصيره إن كذبوه لكن كل ما كان في قلبه حديث قلب ناصح مهتدي " وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( 22 ) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ ( 23 ) إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ( 24 ) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ( 25 )يس
فلما قتلوه كانت خاتمة حديثه تمنيه لهم الخير قال ياليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين
كانت له الحياة الطيبة الدائمة
وهم أُهلكوا في الدنيا والآخره
إسأل نفسك
ماذا يدور في قلبك حين تقدم العمل؟؟على ماذا سعيك؟؟
كل من يدخلون في قائمة الحياة الطيبة هم من تكون أعمالهم وسعيهم لله من أبسط البسيط لأكبره
تقرأ قصصهم وترى مافي قلوبهم ونفوسهم التي أراد الله لنا أن نراها لنفهم الحقيقة
حقيقة الحياة الطيبة ولماذا هي حياتنا ولماذا هو عطاءنا ولمن تقديمنا
وكيف هي نفوسنا
!!!!
ومما تتوقف فيه النفس مما تقرأ من الآيات قصص الرسل والأنبياء والصالحين التي فيها من العبر الكثير و التي تتضح للمؤمنين الذين لا زالوا يحييون بقلوب حية ونفوس طيبة تسمع وترى
كمثال في سورة مريم وآل عمران
قصة إمرأه عمران و مريم وزكريا عليهم السلام فيها من العبر الظاهرة والمخفية الكثير التي تدلل على كيفية تحقق الحياة الطيبة
وهذا ما سأتحدث عنه في الحديث القادم بإذن الله
وأنت إلى حين فلتقرأ الآيات التي تتحدث عن القصتين ولترى من نفسك ماذا سترى ولتقدم من نفسك لنفسك
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
لن نتغير ولن نفهم ولن نحيا الحياة الطيبة إن لم نقرأ ونستخرج ونقارن الحياة الطيبة للنفوس الطيبة ونأخذ منها العبر و الآيات التي تغيرنا وتحييناالحياة الطيبة
إسأل الله الهدى والحياة الطيبة
وقل الحمدلله رب العالمين
إلي حين ليريك الله
إقرأ ولترى ماذا تستخرج ولماذا هم مستجابين وماذا تفهم أم أن على قلوبٌ أقفالها؟؟
من سورة مريم
كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا (7) قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9) قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۚ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (10) فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (11)مريم
!!
من سورة آل عمران
إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (41)آل عمران
#رانية أبوالعلا
RANIA ABOALELA·THURSDAY, JANUARY 12, 2017
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد
واللهم بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك وفي كل نفس ولمحة وحين
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كلما ذكرك وذكره الذاكرون وكلما غفل عنك وعنه الغافلون صلاة تكون لقلوبنا سكناً وتقربنا بها منك وترحمنا
تكلمنا عن النفوس الطيبة وأنها شرط لقبول الأعمال ولتُحسب الأعمال صالحات يجب على من يقدمها أن يكون مؤمن طيب ذو قلب سليم وأن يسأل الله القبول وأن تكون نيته لله عز وجل
أخبرنا عن صفات النفس الطيبة وضربنا لها مثال في أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام وذكرنا ما فيه من صفات تدل على تللك النفس المؤمنه الطيبة المستجابة السوآل والتي تحيا الحياة الطيبة
واليوم سأتحدث عن الحب في إحياء الحياة الطيبة
حين تكون مؤمن ذو قلب سليم
تكون صادق الحب قوي المشاعر
يشعر بك من تحبهم!!
وهو ينعكس عليك لأن حبك الصادق يمنحك الدفء والسعادة
هو شعور محسوس من نوع خاص
يسمون مسببه بصورته الفيزيائية الكيميائيه العلمية هرمون الدوبامين!!
أكثر من ينتجونه بكميات كبيره هم الأحياء الذين يحييون غيرهم
هو يمنح طاقة من الحياة لكلا الطرفين سواء المحب أو من شعر بالحب!
ولا تدوم تلك الطاقة ولا يتحقق الإحياء بها إلا إن كان الحب في الله ولله وبالله
( المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء )
وهذا هو حب المؤمنين حب ذو طاقة فعالة تحيي وتنير كل الكون وتنشر السعادة في المكان!!
ولهذا لا يكتمل الإيمان إلا بذلك الحب
ولن يحب الإنسان الآخر إن لم يكن يحب نفسه
وذلك الحب يبدأ بفطرة الإنسان أن يولد وهو محبٌ لنفسه ولغيره وينشأ علي ذلك مالم تغيره ذنوبه ومالم يضلاه والداه
نعم
هي حقيقة (كل مولودٌ يولد على الفطرة فأبواه إما يهودانه أو يمجسانه)
الوالدان مسؤؤلان بإيفاء الإبن حقة لينشأ سليم في ثقة وعطاء وحب لنفسه و للآخر وسلام أو أن ينشأ في فساد وكره ومنع وحرب مع نفسه و مع الآخر
يحدث
أن يضل الآباء ولا يفهمان أهمية المبادئ والقيم والأخلاق والإيمان وقراءة قصص الأنبياء وآيات القرآن فلا يثبتان فيه تلك المفاهيم فإن لم يفهم معنى تلك القيم فهو سيستسهل العمل بنقيضها من القيم الضالة كالعنصرية وخيانة الآمانات والكذب والغش والتفرقة ما بين البشر بدل الترابط وقد تصل أحياناً إلى التفرقة ما بين الأخوان وكذلك زراعة حب الأشياء بدلاً من تلك القيم التي تحييهم الحياة الطيبة فيظنون أن الحياة الطيبة في ملبس ومأكل وزينة وفي التجميع من تلك الأشياء فيفرقون ما بين من يرافقون ولا يرافقون وما يقدمون وما لا يقدمون بناءاً على تلك الأشياء الدنيوية فيتفشى الظلم ومنه يبدأ الكره والمنع والفساد
أحييوهم حياة معقدة صعبة وشاقة وعسيره مع أن حقيقة دورهم وحياتهم الحقيقية هو الحياة اليسيرة ااتي تتوافق مع فطرتهم وتحييهم حياة سعيدة راضية مطمئنة
صعبوا عليهم الحياة رغم سهولتها فما عادوا منسجمون وما عادوا يسيرون في دائرة ما يسير عليه الكون تسبيحاً لله عز وجل فساروا متضاربون ومتحاربون حتى مع فطرتهم السوية فأني لهم أن تكون لهم الحياة طيبة يسيرة؟؟
أصبح سعيهم في نفسهم لنفسهم
مع أن حقيقة إحياء الحياة الطيبة والفطرة السليمة تكون في التحلي بخلق القرآن و في الإحسان وفي حب كل الناس وفي التقديم من النفس وما فيها لكل الناس وليس من النفس للنفس
ومن رحمة الله عزوجل أن عامل تأثير الوالدين أولي لكنه ليس وحده وليس هو الباقي والثابت
فالثابت هو الأصل وهو الفطرة السليمة
لأن الإنسان إن حرم الوالدان الصالحان أو إن لم يقيما دورهما الدور الصحيح أو إن كان يتيم الوالدين تولته رحمة الله عز وجل ليستحق أن يكون مسؤؤل عن نفسه فكل محاسب بما قدم أوقصر بعدل الله ورحمته
وكم من فاقد لوالدين ينشأ بمعية الله خيرٌ بكثير ممن ينشأ مع والدين في ضلال
و في مسيرة الحياة مع توالي الزمان ومحدثات الحياة يلاقي الإنسان ما يلاقي ويواجه التجارب فيتلقى ويتعلم من الحياة فينجو بفطرته السويه وبحفظ الله و بهدى الله وتوليه وبتذكيره بآياته ورسائله وهو من عند الله عز وجل لجميع عباده ومن هنا يكون عذاب الدنيا للتعليم من الله عز وجل لهؤلاء العباد ولتصويب أثر الفساد والظلم و الضلال على ذلك الإنسان فيعود اليه مطهرا طاهرا
ولهذا كان للدعاء وذكر الله والقرب منه جل الأهمية في دعاء الآباء لأنفسهم ولآبناءهم
وهذا ما أجده في الآية القرآنية
(ووَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الآية ١٥ الأحقاف
ولماذا وصي الله الإنسان بوالديه ؟؟
لأنهما أول سبل الإحياء في الحياة
هما سبب لحياة إنسان بولادته ووجوده أو لمماته بعدم إحيائه الحياة التي يحتاجها
بطيببهما وطيب أعمالهما أخرجاه وأنشآآه طيباً أو إن خبثا و خبثت أعمالهما أخرجاه وأنشآاه نكداً (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا)
هما أول معنى للعطاء وأول رابطة تدلل الإبن على الحب ولأنهما تحملا مسؤولية إنشاؤه وهما أصل وسبب صلاح حاله وحياته وتوفيقه (وكان أبوهما صالحاً)
دوره أن يحسن لهما مهما كانا أو فعلا من هذا التوصية بالإحسان لهما وهو من رحمة الله عز وجل ولطفه ومما يدخل ذلك الإنسان في دائرة الصالحين
فإن أخذته رحمة الله ووصل لذلك السن الأربعين عاماً وهو سن كمال النفس وثباتها و اكتمال العلم والإستقامة أخذ والديه بإحسانه ودعا لهما ولنفسه وشكر الله له ولهما، فإذا ما كانا سبباً في ضلاله كان فعله زيادة وإحسان و حفظ لوصية الله وهذا دوره من الإحسان أما إن كانا في صلاح وهداية وأديا دورهما في أتم وجه فهو أيضا محسن لأنهما وصلا لمرحلة الضعف في حين وصل هو لمرحلة القوة وهو من فضل الله عز وجل وحكمته وعلمه أن سماه إحساناً
ومن هنا تظهر النفس المحبة الطيبة الداعية التي تحيا الحياة الطيبة وتدعو بقلبها وجوارحها وأعمالها في محراب الحياة
هي نفس مؤدية لحق الله شاكره صالحة تعلم دورها وما عليها تحسن و تدعو لنفسها ولوالديها ولذريتها و تسأل العمل الصالح وتتحرى منه رضا الله عز وجل (أن أعمل صالحاً ترضاه)
هي نفس غالبها الحب لله وفي الله وبالله فتحقق في نفسها معنى
أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك
في أن تكون تعاملاتك مع أخيك المسلم و كأنه نفسك تضع نفسك مكانه وتلتمس له العذر إن وجدت منه ما يسيئك وتنصحه وتبصره إن رأيته على خطأ وجهل
تخاف عليه وتحزن لحزنه وتتفقد أحواله عن حب لا عن فضول
و لتقدم له ما يحتاج لا لتشمت
ولو كنا محبين لكان أول حبنا لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
لكن أكثرهم غير صادقين!!
ولوصدقنا لكانت حياتنا مطبقة لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ولكان خلقنا خلق القرآن أسوة برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
لكن حتى أبسط الأحاديث في التعاملات فنحن لا نعلمها
ولا نعرف في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم لكننا نعرف في سيرة المشاهير
والأكثر لاتوجد قلوب تشعر أنها في ضلال أو حتى تهتز وتتعظ حين تأتيها تذكره ونذير
والبعض من شدة سواد نفسه فهو يستثقل الوقت الذي يقرأ فيه ما ينيره فلا يكلف نفسه الوقت ليستزيد أو ليستنير
لا تأخذه نفسه لكماله ولكن لنقصانه
هي نفوس فاسدة
و قلوب ميته
ثم تأتي وتتساءل وتقول أنا لا أري أثر جواب الدعاء ولا أرى أثر أعمالي الصالحات وتظن أنها تقدم الصالحات!!
وتظن نفسها طيبة
لا
أصلح قلبك لتنصلح نفسك فيتقدم عملك ويدخلك في دائرة الحياة الطيبة
أحيي نفسك
أبداً لا تظلم
أكثر من ذكر الله وأكثر من الإستغفار
وحتى في أبسط البسيط من حقوق المسلمين لبعضهم البعض الكثير لا يعلمها أو يؤديها كواجب روتيني ولا يعلم أنها عبادة يطيع بها الرسول صلى الله عليه وسلم وفي علمه أنها من دينه وتأديته لها على ذلك الأساس تنصلح نيته وترتفع قيمة تلك الأعمال
عن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ ) قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ : قَالَ ( إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ )
ولو علمها المسلمون وكانوا صدقاً مسلمون
-لما وجدنا من يتكبر عن السلام على أخيه لمجرد كبر نفسه و صغر عقله و حساسيات أو أحساد أو أحقاد ليس ذات أهمية بجانب أنها تجعلك من المسلمين الصادقين وتدخلك في دائرة السامعين العاملين لما أمربه الله ورسوله!!
بل أنها ترفعك لتصبح في قائمة المحسنين إن فعلتها لله حين تتواجد الخلافات ولآثرنا الصلح و الإصلاح ولسهل علينا التواصل والترابط والحفاظ على وحده الإنسان
-ولأكبرنا حق كل من دعانا لزيارته
لنهضنا ولما تكاسلنا لأنه حق يدخلك في قائمة المسلمين الصادقين وليس لمزاجك وأهواءك ومن هو ذلك الذي دعاك وما هي مكانته الإجتماعيه!!
بل أنك أرقى إن كان من دعاك أقل منك وأنت أجبته لله عز وجل ومحبه له لأنه مثلك إنسان
-أخاك إن طلبك النصيحة فأنت تقدمها بصدق لا تتأخر ولا تخفي الحقيقة أو تضلل
تنصح بصدق وتحتسبها لله عز وجل
-وإن عطس فأنت تشمته
سبحان الله كم هي صغيره ولكنها كبيره لرقي نفسك وسلامة إسلامك ولتتعلم منها أن العمل ليس بمقداره ولكن بفضله ونيته
-وحين تسمع عن صديق مرض فواجب عليك أن تزوره لا تتأخر فهو واجب يدل على صدق إسلامك وليس كما اعتاده الناس لمجاملات ومن أجل سمعتك وشهرتك وعلاقاتك الإجتماعية بين الناس
هو لنفسك ودليل صدقك مع ربك وليس لبحثك عن رأي البشر فيك
وإن كانت أعمال صغيره فهي في أصلها كبيره في أصل الإسلام ووحدة المسلمين
لأنها تشعر بترابط الحياة وأن ذلك الإنسان المسلم لا يعيش وحده بل أنها شبكة مترابطه متكامله متواصلة ومتراحمة
وكل هذه الأعمال إن لم تكن في حقوق المسلم لأخيه المسلم فهي بالفطرة تصدر من القلب للقلب
من محبتك تفعلها وإن كنت في خصام فأنت في فضل الإحسان أنك جئت على نفسك ففعلتها لله عز وجل
أتعجب
كيف يبقى في قلب مسلم غل على أخيه إن وجده مريض لا يزوره ؟؟ إن مات لا يمشي في جنازته
للأسف أحياناً تجد حتى ما بين الأرحام و الأقرباء والأخوان يكون الأخ مريض وعنه لا يسألون!!
طغى كبر النفس والحقد والحسد على سلامة القلب
كيف لا يرى ضعف الإنسان فيصفح ويعفو ويؤدي حق الله ويقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم
لا
إن الله يرى ويعلم لماذا أنت فعلت ولماذا أنت لم تفعل
فلتكن في إحسان ولترقب في قلبك عين الله
من إختيارك لم ستعمل راقب قلبك وتعرف على مدى سلامته
!!!
لتحيا حياة طيبة تغير
غير نفسك
قدم من نفسك من حبك
تحرك لتبدأ بقراءة القرآن لتتدبر وتتوقف وتقارن وتلاحظ وترتقي
أنظر في النفوس الصالحات وأنظر لماذا هي ارتقت وبماذا تميزت وبماذا انشغلت وماذا نالت
هذا الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى حبيب بن موسى النجار
ولماذا جاء ولماذا سعى؟؟
جاء ناصحا لهم ليهتدوا لأنه رأي الحق حين آتاه وهم لم يرون
كانوا في عمى وبعد وضلال وقد يكونوا كانوا في نعيم من زينة الحياة وقوة أعمتهم وأضلتهم
هو بادر وقدم ولم يكن في قلبه السليم إلا نور
لم يدر في خلده ماذا مصيره إن كذبوه لكن كل ما كان في قلبه حديث قلب ناصح مهتدي " وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( 22 ) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ ( 23 ) إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ( 24 ) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ( 25 )يس
فلما قتلوه كانت خاتمة حديثه تمنيه لهم الخير قال ياليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين
كانت له الحياة الطيبة الدائمة
وهم أُهلكوا في الدنيا والآخره
إسأل نفسك
ماذا يدور في قلبك حين تقدم العمل؟؟على ماذا سعيك؟؟
كل من يدخلون في قائمة الحياة الطيبة هم من تكون أعمالهم وسعيهم لله من أبسط البسيط لأكبره
تقرأ قصصهم وترى مافي قلوبهم ونفوسهم التي أراد الله لنا أن نراها لنفهم الحقيقة
حقيقة الحياة الطيبة ولماذا هي حياتنا ولماذا هو عطاءنا ولمن تقديمنا
وكيف هي نفوسنا
!!!!
ومما تتوقف فيه النفس مما تقرأ من الآيات قصص الرسل والأنبياء والصالحين التي فيها من العبر الكثير و التي تتضح للمؤمنين الذين لا زالوا يحييون بقلوب حية ونفوس طيبة تسمع وترى
كمثال في سورة مريم وآل عمران
قصة إمرأه عمران و مريم وزكريا عليهم السلام فيها من العبر الظاهرة والمخفية الكثير التي تدلل على كيفية تحقق الحياة الطيبة
وهذا ما سأتحدث عنه في الحديث القادم بإذن الله
وأنت إلى حين فلتقرأ الآيات التي تتحدث عن القصتين ولترى من نفسك ماذا سترى ولتقدم من نفسك لنفسك
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
لن نتغير ولن نفهم ولن نحيا الحياة الطيبة إن لم نقرأ ونستخرج ونقارن الحياة الطيبة للنفوس الطيبة ونأخذ منها العبر و الآيات التي تغيرنا وتحييناالحياة الطيبة
إسأل الله الهدى والحياة الطيبة
وقل الحمدلله رب العالمين
إلي حين ليريك الله
إقرأ ولترى ماذا تستخرج ولماذا هم مستجابين وماذا تفهم أم أن على قلوبٌ أقفالها؟؟
من سورة مريم
كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا (7) قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9) قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۚ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (10) فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (11)مريم
!!
من سورة آل عمران
إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (41)آل عمران
#رانية أبوالعلا