E
Elexes Abdo Eglan
:: مسافر ::
الكويت ستكون على موعد مع المغني الأسطورة عمر أرناؤوط في فبراير المقبل!
خبر الحضور المرتقب لأرناؤوط أدلى به لـ «الراي»، في تصريح خاص، سفير رومانيا لدى الكويت فاسيلي سوفينيتي الذي كشف عن «ترتيبات تجري على قدم وساق لدعوة المغني الروماني - اللبناني عمر أرناؤوط (الطفل الذي أذهل الكبار) الروماني المعجزة، لكي يغني في الكويت، في حفل يقام له خصيصاً، لكي يسعد جماهير الكويت»، معرباً «أن هذا الحفل سيكون بمنزلة مشاركة رومانية في احتفالات الكويت بأعيادها في شهر فبراير، تجسيداً للعلاقات الجيدة بين البلدين».
الطفل أرناؤوط، الذي حاز لقب «نجم نجوم منطقة البلقان في الغناء»، متجاوزاً بقدراته حدود بلده رومانيا، كان له نصيب كبير من إطراء سفير بلاده، الذي واصل حديثه لـ «الراي» مفتخراً: «أهم ما يميز عمر أنه يغني باللغة العربية ببراعة، حيث ترجع أصول والده إلى لبنان، بالتألق والقدرة نفسهما اللذين يشدو بهما الأغاني الرومانية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية، ما سيجعل حفلته في الكويت ذات مذاق خاص»، حيث تعوَّد الطفل أن يضع جمهوره على حافة الذهول!
وأوضح السفير سوفينيتي «أن انتزاع أرناؤوط لقب (نجم نجوم البلقان) بعد فوزه بالمركز الأول في المسابقة التي أُجريت خلال الأسبوع الماضي في ألبانيا، حوَّل المغني الأعجوبة إلى مطرب عالمي بمعنى الكلمة، حيث تهافتت عليه كبريات القنوات التفزيونية المتخصصة في الموسيقى والغناء، وأيضاً المؤسسات الشهيرة بصناعة النجوم في مجال الفن من مختلف دول العالم، للتعاقد معه من أجل احتكار موهبته»، لافتاً إلى «حفل غنائي كبير أُقيم للطفل في العاصمة القطرية الدوحة قبل فترة غير قصيرة وشهد حضوراً لا يقل عما يحظى به المطربون العالميون، كما لقي المطرب الطفل تكريماً بجائزة قيمة تقديراً لموهبته التي لا تتكرر كثيراً».
«الراي» بادرت بالاتصال بوالد الطفل، وهو روماني من أصل لبناني، ويُدعى أحمد عبدالحميد أرناؤوط، فقال: «أُرحب بأي عرض جاد لدعوة نجلي عمر للغناء في أي بلد عربي»، نائياً بابنه عما سماه «مؤسسات النصب والاحتيال التي تحصر همها في استغلال موهبته وجني الأرباح من حنجرته الذهبية»!
وتابع الأب: «تلقيتُ، نيابةً عن ابني، العديد من العروض لاحتكار صوته منذ العام الماضي، عقب فوزه بالمركز الأول في النسخة الرومانية من البرنامج العالمي (ذا فويس)، وكانت العروض من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية وإنكلترا وألمانيا»، معقباً: «لكنني رفضتُ كل هذه العروض من أجل أن يعيش نجلي حياته الطبيعية - كصبيّ على أعتاب المراهقة - ويكمل مسيرته التعليمية»، مشيراً إلى أن «المطرب الأسطورة لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، ولا يزال يدرس في الصف التاسع».
أرناؤوط الكبير أضاف: «إن الرفض لم يقتصر على عروض الغناء فقط، بل امتد ليشمل التمثيل أيضاً»، كاشفاً عن أن ابنه تلقى عرضاً من شركة إنتاج عربية لتمثيل شخصية المطرب المصري عمرو دياب في مرحلة الطفولة، في مسلسل يحمل اسم النجم نفسه، كما اتصل به أحد المخرجين المصريين، للتعاقد معه من أجل القيام ببطولة فيلم يحكي وقائع مخالفة لواقع عمر، مؤكداً أنه رفض كل العروض لمصلحة أن يعيش ابنه مراحل حياته كبقية أقرانه.
وعن موهبة عمر، قال إنها منحة من الله، مبيناً أنه اكتشف ميله إلى الغناء والعزف منذ كان في السابعة من عمره، وعكفت الأسرة كلها على مساعدته لتطوير قدراته، لافتاً إلى أن جينات الميول الموسيقية حاضرة بقوة في أفراد العائلة. وأشاد الأب بدور المدرسة، مشيراً إلى أنها أسهمت في صقل مواهبه، حتى أصبح الآن يجيد العزف على خمس آلات موسيقية بشكل احترافي، وهي البيانو والكمان والطبلة والأكورديون والغيتار.
أرناؤوط الأب أفصح عن أنه هو الذي يضطلع بتأليف وتلحين الأغاني التي غناها عمر خلال الفترة الماضية، كما أن له بصماته في إعادة تفصيل بعض الجمل في أغاني عمرو دياب، الذي يعشقه نجله الموهوب، والذي غنى له أكثر من أغنية ومنها «حبيبي يا نور العين»، في الدور نصف النهائي من البرنامج العالمي الشهير «ذا فويس»، متابعاً: «أجريتُ تعديلاتٍ أيضاً على أغنية (العالم الله) في النهائي، لكي تتلاءم مع مساحة حنجرة ابني عمر التي تتفوق كثيراً على نظيرتها لدى النجم المصري دياب في الجواب والقرار» (وفقاً لتعبيره).
وزاد الأب: «من أجل هذا تجنب عمرو دياب نفسُه أن يصاحبه عمر في الغناء أثناء حفل رأس السنة الماضية الذي أحياه دياب في العاصمة الرومانية بوخارست، متحججاً بأنه لم يتدرب معه في بروفات قبل الحفلة، بالرغم من أن المغني المصري الكبير حرص قبل الحفل على الالتقاء به بعد غنائه لأغانيه بأسلوب بهر حكام ومتابعي برنامج (ذا فويس)، ولفت أنظار المجتمع العربي بعد انتشار مقاطع البرنامج على الوسائل الإعلامية»!
وكتب دياب بعدها في صفحته على «فيس بوك» أنه سعيد بلقاء الطفل عمر أرناؤوط خلال حفل رأس السنة الذي جمعهما في رومانيا، والذي حظي بتغطية إعلامية خاصة من القنوات الرسمية في رومانيا، وسط حضور عدد كبير من المصريين والجاليات العربية، وعدد كبير من أهل البلد الذين تفاعلوا مع دياب، الذي غنى في هذه الدولة للمرة الأولى.
يُذكر أن عمر أرناؤوط لم تقتصر شعبيته الطاغية على التجاوب الجماهيري معه في الحفلات العربية، فضلاً عن إحرازه الألقاب الغنائية الرفيعة من جراء إدهاشه لجان التحكيم في برامج المسابقات، بل إنه حقق تواصلاً واسعاً على الوسائل الإعلامية، على إثر التوسع في نشر فقراته الغنائية، ليحصد آلاف الاستجابات المتنوعة (ما بين مشاهدات وإعجابات وتعليقات) أجمعت على المطالبة برعاية الموهبة الاستثنائية وتنميتها قبل أن يجرفها طوفان الإسفاف.
عمر أرناؤوط تجاوب مع متابعيه على صفحته الشخصية على الإنترنت، قائلاً: «إنها موهبة أعطاني الله إياها بقدرته، فأنا لم يعلمني أحد العزف، ولم أتلقَّ ضِمن مقررات المدرسة أي علم موسيقي، وإن كانت المدرسة دعمتني بطرق أخرى، لكن العنصر الأهم أنني اعتمدتُ على نفسي، وتعلمت العزف (سماعياً)، حيث تعلمت نغمات الصوت ومشيت عليها، وذهبت إلى قصر الثقافة ونمَّيت موهبتي، وتعلمت العزف والتلحين والتأليف الموسيقي، بل أبدعت في ذلك المجال بحمد الله»، مردفاً: «لقد حصلت على الكثير من شهادات التقدير في مجال الموسيقى والفن».
عمر أرناؤوط، الذي لم يتجاوز بعدُ الخامسة عشرة، يملك مهارة المحترفين في الطرب والعزف، فحين تشاهده ترى أنامله تتنقل بخفة ورشاقة، لتخرج الأنغام مضبوطة ودقيقة، كي تجد طريقها إلى الآذان فالقلوب التي تتأثر بها إلى حد أنها تذرف الدموع.
الحضور الطاغي الذي جسده أرناؤوط في مهرجان ألبانيا الأخير أظهر فيه الثقة بنفسه، وبدا في عيون المشاهدين والحكام حاملاً سمات الفنان الخبير بأسرار العزف والغناء واللغة، وأدهش الجمهور بإعطائه كل نغمة يعزفها بُعدها التعبيري، وكل كلمة يغنيها نصيبها من الإحساس المرهف والفهم العميق!
وإذا كان أرناؤوط أذهل الجماهير العادية، وسرّع من دقات قلوبهم، وأسال دموعهم بأدائه المميز، فقد حاز أيضاً إعجاب الفنانين المحترفين الكبار، فها هو مطرب الراب الأول في أوروبا الشرقية «ببا» يذرف الدمع دهشة وفرحاً بهذه الموهبة.
الوجه الآخر من الشهرة والبريق هو المشاكل التي يواجهها النجوم الصغار، حيث يُجمع اختصاصيون وعاملون في هذا المجال على أن الصغار المشاهير الذين ينغمسون في الأضواء، يعانون الافتقار إلى مهارات حياتية ومهنية تؤهلهم للعيش كأطفال عاديين، إذ يمرون بتجارب قبل أوانها، فضلاً عن الحصار الذي يطوّقهم بحكم الشهرة.
غير أن والد عمر يرد على هذه المخاوف بقوله: «أنا حصَّنت ابني بالإيمان النابع من قيم ديننا الإسلامي الحنيف، وعلمتُه أن الإنسان مهما بلغ من المجد والعظمة فإنه لن يخرق الأرض ولن يبلغ الجبال طولاً، لذلك هو - بشهادة زملائه في المدرسة وأساتذته وجيرانه - قمة في التواضع والخلق»!
واستطرد: «نحاول في البيت معالجة أي تصرف طارئ مثل الغرور والتكبر، والإجابة عن أي استفسار يصدر عنها في ما يخص الكبار».
«الراي» تنفرد بحيثيات فوز أرناؤوط
تنفرد «الراي» بنشر التقرير الفني عن الحالة الإبداعية للمغني أرناؤوط، بعد إحرازه قصب السبق في برنامج «ذا فويس»، والذي جاء فيه: «كانت بداية الغناء مثيرةً للدهشة وأجمل ما فيه أن حضوره على المسرح كان فوق الرائع. بعض مخارج ألفاظه غير واضحة في نهاية كل جملة موسيقية، لأنه كان يركز أحياناً في الحركات على المسرح أكثر من الأداء الغنائي، وذلك بسبب الاستعراضات التى كان يؤديها على المسرح، وكان ذلك يؤثر بالسلب في قوة النفس، حيث كان يستلزم مجهوداً بدنياً كبيراً».
التقرير أضاف: «إن القدرات الخاصة للطفل قد بهرت لجنة التحكيم، وأعطته المركز الأول، بداية من الجملة الجواب لمقام كرد (ري) التى تعتمد عليه الأغنية والفواصل الموسيقية لمقام الحجاز هي من رؤية مدرب الطفل (والده)، وقد تفوق على ملحن أغنية (العالم الله) الفنان عمرو مصطفى والموزع الموسيقي طارق مدكور». وأثنى التقرير على الحضور الطاغي للمطرب الصغير الذي راق كثيراً لجنة التحكيم عندما شدا بجمل يصعب أن يؤديها طفل في عمره، لكنه تفوّق على نفسه، وعلى ما هو طبيعي في مثل هذه الحالات، فوصل إلى الدرجة الصوتية (فا) جواب». وختم التقرير بقوله: «في نهاية المطاف أرناؤوط موهبة فذة، أضاف إلى العمل الذي يؤديه، وتفوّق على مقام الكرد الذي ليس به (ربع تون)، حيث يظهر قدرات المطرب مثل المقامات الشرقية، ومنها الراست والبياتي والصبا والهزام».
المُغنّي الحكيم
* عندما أهدى الموهوب الصغير نسخةً مترجمةً من القرآن الكريم إلى مقدم برنامج «ذا فويس»، سأله الأخير: ما الفرق بين الإنجيل والقرآن؟ وسرعان ما تبدت بديهية ولماحية الصبي، حين قال: «كلاهما كتاب نزل من السماء لإيجاد حياة أفضل للبشر»، ليزداد الحضور انبهاراً بالمطرب الحكيم!
* عندما سُئل عن مكانة المرأة في الإسلام، قال أرناؤوط: «الجنة تحت أقدام الأمهات»، فدمعت عينا أمه كريستينا الرومانية التي اعتنقت الإسلام.
* يقدم المغني الاستثنائي حالياً برنامجين في القناة الأولى الرومانية: الأول يلتقي فيه مع نجوم رومانيا في مختلف التخصصات من فن وأدب وثقافة وسياسة وصناعة وغيرها، أما البرنامج الثاني فهو خاص بالأطفال.
* أرناؤوط لم يقتصر في غنائه على أغنيات عمرو دياب، بل غنّى لسيدة الغناء العربي أم كلثوم والراحل الكبير وديع الصافي وجورج وسوف
منقول
خبر الحضور المرتقب لأرناؤوط أدلى به لـ «الراي»، في تصريح خاص، سفير رومانيا لدى الكويت فاسيلي سوفينيتي الذي كشف عن «ترتيبات تجري على قدم وساق لدعوة المغني الروماني - اللبناني عمر أرناؤوط (الطفل الذي أذهل الكبار) الروماني المعجزة، لكي يغني في الكويت، في حفل يقام له خصيصاً، لكي يسعد جماهير الكويت»، معرباً «أن هذا الحفل سيكون بمنزلة مشاركة رومانية في احتفالات الكويت بأعيادها في شهر فبراير، تجسيداً للعلاقات الجيدة بين البلدين».
الطفل أرناؤوط، الذي حاز لقب «نجم نجوم منطقة البلقان في الغناء»، متجاوزاً بقدراته حدود بلده رومانيا، كان له نصيب كبير من إطراء سفير بلاده، الذي واصل حديثه لـ «الراي» مفتخراً: «أهم ما يميز عمر أنه يغني باللغة العربية ببراعة، حيث ترجع أصول والده إلى لبنان، بالتألق والقدرة نفسهما اللذين يشدو بهما الأغاني الرومانية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية، ما سيجعل حفلته في الكويت ذات مذاق خاص»، حيث تعوَّد الطفل أن يضع جمهوره على حافة الذهول!
وأوضح السفير سوفينيتي «أن انتزاع أرناؤوط لقب (نجم نجوم البلقان) بعد فوزه بالمركز الأول في المسابقة التي أُجريت خلال الأسبوع الماضي في ألبانيا، حوَّل المغني الأعجوبة إلى مطرب عالمي بمعنى الكلمة، حيث تهافتت عليه كبريات القنوات التفزيونية المتخصصة في الموسيقى والغناء، وأيضاً المؤسسات الشهيرة بصناعة النجوم في مجال الفن من مختلف دول العالم، للتعاقد معه من أجل احتكار موهبته»، لافتاً إلى «حفل غنائي كبير أُقيم للطفل في العاصمة القطرية الدوحة قبل فترة غير قصيرة وشهد حضوراً لا يقل عما يحظى به المطربون العالميون، كما لقي المطرب الطفل تكريماً بجائزة قيمة تقديراً لموهبته التي لا تتكرر كثيراً».
«الراي» بادرت بالاتصال بوالد الطفل، وهو روماني من أصل لبناني، ويُدعى أحمد عبدالحميد أرناؤوط، فقال: «أُرحب بأي عرض جاد لدعوة نجلي عمر للغناء في أي بلد عربي»، نائياً بابنه عما سماه «مؤسسات النصب والاحتيال التي تحصر همها في استغلال موهبته وجني الأرباح من حنجرته الذهبية»!
وتابع الأب: «تلقيتُ، نيابةً عن ابني، العديد من العروض لاحتكار صوته منذ العام الماضي، عقب فوزه بالمركز الأول في النسخة الرومانية من البرنامج العالمي (ذا فويس)، وكانت العروض من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية وإنكلترا وألمانيا»، معقباً: «لكنني رفضتُ كل هذه العروض من أجل أن يعيش نجلي حياته الطبيعية - كصبيّ على أعتاب المراهقة - ويكمل مسيرته التعليمية»، مشيراً إلى أن «المطرب الأسطورة لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، ولا يزال يدرس في الصف التاسع».
أرناؤوط الكبير أضاف: «إن الرفض لم يقتصر على عروض الغناء فقط، بل امتد ليشمل التمثيل أيضاً»، كاشفاً عن أن ابنه تلقى عرضاً من شركة إنتاج عربية لتمثيل شخصية المطرب المصري عمرو دياب في مرحلة الطفولة، في مسلسل يحمل اسم النجم نفسه، كما اتصل به أحد المخرجين المصريين، للتعاقد معه من أجل القيام ببطولة فيلم يحكي وقائع مخالفة لواقع عمر، مؤكداً أنه رفض كل العروض لمصلحة أن يعيش ابنه مراحل حياته كبقية أقرانه.
وعن موهبة عمر، قال إنها منحة من الله، مبيناً أنه اكتشف ميله إلى الغناء والعزف منذ كان في السابعة من عمره، وعكفت الأسرة كلها على مساعدته لتطوير قدراته، لافتاً إلى أن جينات الميول الموسيقية حاضرة بقوة في أفراد العائلة. وأشاد الأب بدور المدرسة، مشيراً إلى أنها أسهمت في صقل مواهبه، حتى أصبح الآن يجيد العزف على خمس آلات موسيقية بشكل احترافي، وهي البيانو والكمان والطبلة والأكورديون والغيتار.
أرناؤوط الأب أفصح عن أنه هو الذي يضطلع بتأليف وتلحين الأغاني التي غناها عمر خلال الفترة الماضية، كما أن له بصماته في إعادة تفصيل بعض الجمل في أغاني عمرو دياب، الذي يعشقه نجله الموهوب، والذي غنى له أكثر من أغنية ومنها «حبيبي يا نور العين»، في الدور نصف النهائي من البرنامج العالمي الشهير «ذا فويس»، متابعاً: «أجريتُ تعديلاتٍ أيضاً على أغنية (العالم الله) في النهائي، لكي تتلاءم مع مساحة حنجرة ابني عمر التي تتفوق كثيراً على نظيرتها لدى النجم المصري دياب في الجواب والقرار» (وفقاً لتعبيره).
وزاد الأب: «من أجل هذا تجنب عمرو دياب نفسُه أن يصاحبه عمر في الغناء أثناء حفل رأس السنة الماضية الذي أحياه دياب في العاصمة الرومانية بوخارست، متحججاً بأنه لم يتدرب معه في بروفات قبل الحفلة، بالرغم من أن المغني المصري الكبير حرص قبل الحفل على الالتقاء به بعد غنائه لأغانيه بأسلوب بهر حكام ومتابعي برنامج (ذا فويس)، ولفت أنظار المجتمع العربي بعد انتشار مقاطع البرنامج على الوسائل الإعلامية»!
وكتب دياب بعدها في صفحته على «فيس بوك» أنه سعيد بلقاء الطفل عمر أرناؤوط خلال حفل رأس السنة الذي جمعهما في رومانيا، والذي حظي بتغطية إعلامية خاصة من القنوات الرسمية في رومانيا، وسط حضور عدد كبير من المصريين والجاليات العربية، وعدد كبير من أهل البلد الذين تفاعلوا مع دياب، الذي غنى في هذه الدولة للمرة الأولى.
يُذكر أن عمر أرناؤوط لم تقتصر شعبيته الطاغية على التجاوب الجماهيري معه في الحفلات العربية، فضلاً عن إحرازه الألقاب الغنائية الرفيعة من جراء إدهاشه لجان التحكيم في برامج المسابقات، بل إنه حقق تواصلاً واسعاً على الوسائل الإعلامية، على إثر التوسع في نشر فقراته الغنائية، ليحصد آلاف الاستجابات المتنوعة (ما بين مشاهدات وإعجابات وتعليقات) أجمعت على المطالبة برعاية الموهبة الاستثنائية وتنميتها قبل أن يجرفها طوفان الإسفاف.
عمر أرناؤوط تجاوب مع متابعيه على صفحته الشخصية على الإنترنت، قائلاً: «إنها موهبة أعطاني الله إياها بقدرته، فأنا لم يعلمني أحد العزف، ولم أتلقَّ ضِمن مقررات المدرسة أي علم موسيقي، وإن كانت المدرسة دعمتني بطرق أخرى، لكن العنصر الأهم أنني اعتمدتُ على نفسي، وتعلمت العزف (سماعياً)، حيث تعلمت نغمات الصوت ومشيت عليها، وذهبت إلى قصر الثقافة ونمَّيت موهبتي، وتعلمت العزف والتلحين والتأليف الموسيقي، بل أبدعت في ذلك المجال بحمد الله»، مردفاً: «لقد حصلت على الكثير من شهادات التقدير في مجال الموسيقى والفن».
عمر أرناؤوط، الذي لم يتجاوز بعدُ الخامسة عشرة، يملك مهارة المحترفين في الطرب والعزف، فحين تشاهده ترى أنامله تتنقل بخفة ورشاقة، لتخرج الأنغام مضبوطة ودقيقة، كي تجد طريقها إلى الآذان فالقلوب التي تتأثر بها إلى حد أنها تذرف الدموع.
الحضور الطاغي الذي جسده أرناؤوط في مهرجان ألبانيا الأخير أظهر فيه الثقة بنفسه، وبدا في عيون المشاهدين والحكام حاملاً سمات الفنان الخبير بأسرار العزف والغناء واللغة، وأدهش الجمهور بإعطائه كل نغمة يعزفها بُعدها التعبيري، وكل كلمة يغنيها نصيبها من الإحساس المرهف والفهم العميق!
وإذا كان أرناؤوط أذهل الجماهير العادية، وسرّع من دقات قلوبهم، وأسال دموعهم بأدائه المميز، فقد حاز أيضاً إعجاب الفنانين المحترفين الكبار، فها هو مطرب الراب الأول في أوروبا الشرقية «ببا» يذرف الدمع دهشة وفرحاً بهذه الموهبة.
الوجه الآخر من الشهرة والبريق هو المشاكل التي يواجهها النجوم الصغار، حيث يُجمع اختصاصيون وعاملون في هذا المجال على أن الصغار المشاهير الذين ينغمسون في الأضواء، يعانون الافتقار إلى مهارات حياتية ومهنية تؤهلهم للعيش كأطفال عاديين، إذ يمرون بتجارب قبل أوانها، فضلاً عن الحصار الذي يطوّقهم بحكم الشهرة.
غير أن والد عمر يرد على هذه المخاوف بقوله: «أنا حصَّنت ابني بالإيمان النابع من قيم ديننا الإسلامي الحنيف، وعلمتُه أن الإنسان مهما بلغ من المجد والعظمة فإنه لن يخرق الأرض ولن يبلغ الجبال طولاً، لذلك هو - بشهادة زملائه في المدرسة وأساتذته وجيرانه - قمة في التواضع والخلق»!
واستطرد: «نحاول في البيت معالجة أي تصرف طارئ مثل الغرور والتكبر، والإجابة عن أي استفسار يصدر عنها في ما يخص الكبار».
«الراي» تنفرد بحيثيات فوز أرناؤوط
تنفرد «الراي» بنشر التقرير الفني عن الحالة الإبداعية للمغني أرناؤوط، بعد إحرازه قصب السبق في برنامج «ذا فويس»، والذي جاء فيه: «كانت بداية الغناء مثيرةً للدهشة وأجمل ما فيه أن حضوره على المسرح كان فوق الرائع. بعض مخارج ألفاظه غير واضحة في نهاية كل جملة موسيقية، لأنه كان يركز أحياناً في الحركات على المسرح أكثر من الأداء الغنائي، وذلك بسبب الاستعراضات التى كان يؤديها على المسرح، وكان ذلك يؤثر بالسلب في قوة النفس، حيث كان يستلزم مجهوداً بدنياً كبيراً».
التقرير أضاف: «إن القدرات الخاصة للطفل قد بهرت لجنة التحكيم، وأعطته المركز الأول، بداية من الجملة الجواب لمقام كرد (ري) التى تعتمد عليه الأغنية والفواصل الموسيقية لمقام الحجاز هي من رؤية مدرب الطفل (والده)، وقد تفوق على ملحن أغنية (العالم الله) الفنان عمرو مصطفى والموزع الموسيقي طارق مدكور». وأثنى التقرير على الحضور الطاغي للمطرب الصغير الذي راق كثيراً لجنة التحكيم عندما شدا بجمل يصعب أن يؤديها طفل في عمره، لكنه تفوّق على نفسه، وعلى ما هو طبيعي في مثل هذه الحالات، فوصل إلى الدرجة الصوتية (فا) جواب». وختم التقرير بقوله: «في نهاية المطاف أرناؤوط موهبة فذة، أضاف إلى العمل الذي يؤديه، وتفوّق على مقام الكرد الذي ليس به (ربع تون)، حيث يظهر قدرات المطرب مثل المقامات الشرقية، ومنها الراست والبياتي والصبا والهزام».
المُغنّي الحكيم
* عندما أهدى الموهوب الصغير نسخةً مترجمةً من القرآن الكريم إلى مقدم برنامج «ذا فويس»، سأله الأخير: ما الفرق بين الإنجيل والقرآن؟ وسرعان ما تبدت بديهية ولماحية الصبي، حين قال: «كلاهما كتاب نزل من السماء لإيجاد حياة أفضل للبشر»، ليزداد الحضور انبهاراً بالمطرب الحكيم!
* عندما سُئل عن مكانة المرأة في الإسلام، قال أرناؤوط: «الجنة تحت أقدام الأمهات»، فدمعت عينا أمه كريستينا الرومانية التي اعتنقت الإسلام.
* يقدم المغني الاستثنائي حالياً برنامجين في القناة الأولى الرومانية: الأول يلتقي فيه مع نجوم رومانيا في مختلف التخصصات من فن وأدب وثقافة وسياسة وصناعة وغيرها، أما البرنامج الثاني فهو خاص بالأطفال.
* أرناؤوط لم يقتصر في غنائه على أغنيات عمرو دياب، بل غنّى لسيدة الغناء العربي أم كلثوم والراحل الكبير وديع الصافي وجورج وسوف
منقول