بروم

جنى

:: مسافر ::
31 يناير 2017
499
8
0
40
مصر
image.jpg


image.jpg


image.jpg


image.jpg


image.jpg



يمكن للسيّاح في مدينة بروم الواقعة غرب أستراليا الاستمتاع بمناظر طبيعية خلابة؛ حيث إنها تعتبر واحدة من أجمل مناطق اللآلئ في العالم. وبفضل حركات الجزر الكبيرة يظهر الكثير من قطع اللؤلؤ الرائعة، إضافة إلى التمتع بمنظر بديع للقمر أو الظاهرة، التي تعرف باسم «سُلّم الحبل إلى القمر».

400

سفينة متخصصة حتى بداية الحرب العالمية الأولى.
جودة استثنائية
عندما تمتلئ خزانات التجميع بماء البحر، فإنه يتم نقل هذه البضائع الثمينة إلى مزارع المحار في الشمال. وهناك مئات الأميال من السواحل البرية غير المأهولة، التي توفر أفضل الظروف لنمو اللؤلؤ، علاوة على أن المياه الصافية الرقراقة تضمن جودة استثنائية للّؤلؤ، الذي يعتبر من أجمل وأجود أنواع اللؤلؤ في العالم. وخلال جولة الطيران بمحاذاة الساحل يشاهد السياح الألوان البديعة للرمال والشعاب المرجانية.
جولات سياحية
بفضل العمل في صناعة اللؤلؤ تمكن نيفيلا بيولينا من جمع المال اللازم لبدء تنظيم جولات سياحية في المنطقة؛ حيث يستقبل هو وزوجته جوانا السيّاح من جميع أنحاء العالم. وتمر الجولات على شواهد القبور وتلال النمل الأبيض وتجوب الصحراء، التي يغلب عليها اللون الأحمر، وبعد فترة يتغير المشهد الطبيعي نحو ظهور الأشجار بشكل أكثر كثافة، مثل أشجار الكافور والتين والشاي الأسترالي والكروم.

وبينما اختفت الشمس وراء الأفق، كان هناك مئات من السياح لايزالون يجلسون على شاطئ المانجروف بمدينة بروم، يستمتعون بمشاهدة الغروب، وبعد فترة من الوقت بدأ القمر يظهر باللون الذهبي وسط الظلام الحالك ويرمي بأشعته فوق سطح الماء المظلم، وفي خلال دقائق معدودة لاحظ السياح الظاهرة البديعة؛ حيث تنعكس أشعة القمر على سطح الماء كأنها سُلّم إلى القمر. ولا تبدو هذه الظاهرة إلا عندما يكون القمر بدراً في الفترة ما بين مايو وأكتوبر، عندما يكون الجزر كبيراً؛ حيث يتراجع ارتفاع مياه البحر بما يصل إلى 13 متراً.

وتعتبر عمليات المد والجزر في نصف الكرة الجنوبي بمثابة أكسير الحياة لمحار اللؤلؤ، التي قد يصل حجمها إلى 30 سم بفضل توافر العديد من العناصر الغذائية، وبالتالي فإن اللؤلؤ يمتاز بأحجام كبيرة وقوة خاصة، وقد اشتهرت مدينة بروم باعتبارها مدينة اللآلئ في العالم.

وأشار نيفيلا بيولينا إلى أهمية اللؤلؤ قديماً بقوله: «حتى قبل إنشاء المستوطنات الأوروبية في أستراليا بفترة طويلة كان أجدادي يعتمدون على اللؤلؤ كوسيلة للتبادل التجاري»، وقد عمل نيفيلا غواصاً في صناعة اللؤلؤ لمدة 22 عاماً، ويعيش في المناطق النائية، التي تقع على مسافة 200 كلم إلى الشمال الشرقي من مدينة بروم. ومن خلال زيارة المتحف التاريخي بمدينة بروم يتعرف السياح إلى أن المدينة كانت حتى مطلع القرن توفر نحو 80% من محار اللؤلؤ البحري «بينكتادا ماكسيما»، وكان يتم الاعتماد على نحو 400 سفينة متخصصة لصيد اللؤلؤ حتى بداية الحرب العالمية الأولى، من أجل استخراج اللؤلؤ الثمين من المحار العملاق. وأكد نيفيلا بيولينا أن إمكانية العثور على اللؤلؤ كانت تمثل 1 من 5000.

شهرة عالمية

اكتسب اللؤلؤ المستخرج من بروم شهرة عالمية لتزيين الأزرار وأدوات المائدة وقطع الحُلي والمجوهرات، وأصبح يُطلب في جميع أنحاء العالم، ولايزال بإمكان المرء شراء قطع اللؤلؤ من الأسواق حالياً.

ولم تبدأ زراعة اللؤلؤ في مدينة بروم إلا مع حلول حقبة الخمسينات من القرن المنصرم؛ حيث كان الغواصون يجمعون المحار العملاق من قاع البحر، من أجل نقله إلى مزارع المحار، التي تم تجهيزها بنواة صغيرة، والتي تنمو ببطء لتصبح لؤلؤة كبيرة.

أجمل اللآلئ في العالم

وللتعرف إلى المزيد من الحقائق التاريخية يسلك السيّاح درب التجول عبر المتحف التاريخي؛ حيث يمر هذا الدرب على الشاطئ، ويشاهد السياح مجموعة من اللوحات والنصب التذكارية، ويصل مسار التجول بالسياح إلى متحف آخر صغير. وعلى مسافة بضعة أمتار يوجد غاليري معروض به أجمل اللآلئ في العالم، والتي يمكن الاستمتاع بمشاهدتها أو شراؤها.

ودائماً تتوقف الرحلة في بعض المناطق لالتقاط الصور الفوتوغرافية، ويقوم نيفيلا بيولينا بشرح الفوائد الطبية للأزهار والفواكه والأوراق واللحاء وجذور النباتات المنتشرة في المنطقة. وأضاف مبتسماً: «هذه النباتات تعتبر بمثابة صيدليتي». ويقود نيفيلا بيولينا سيارة الدفع الرباعي نحو بحيرة سيليكتون. وبعد رحلة استمرت يومين ونصف اليوم يعود السياح إلى مدينة بروم؛ حيث يستعد الشباب على متن السفينة «باسبالي الرابع» للانطلاق في الجولة المقبلة، وتزخر هذه السفينة بالعديد من التجهيزات العصرية، وتوجهت إلى شاطئ (80 ميلاً في الجنوب)، حيث كان يتم جمع المحار في الأوقات السابقة.