مهرجان سلطان بن زايد للتراث

دعاء

:: مسافر ::
18 يناير 2017
500
5
0
41
مصر
مهرجان سلطان بن زايد للتراث يفتح كنوز الماضي
0110_1891809996_n-copy.jpg


** تحتضنه سويحان في أجواء شتوية دافئة ضمن سياحة فكرية وتراثية فريدة من نوعها

** في جنبات السوق الشعبي تفوح رائحة الهال والبخور والزعفران والبهارات العربية والعطور والأواني الفخارية والحرف اليدوية بأنواعها المختلفة

** تهدف المزاينة إلى إبراز القيم الجمالية للمحليات الأصايل ، وحفز الملاك على إقتنائها ، كذلك المحافظة على سلالات الإبل الأصايل وحمايتها من التهجين

منذ سنوات طويلة ومهرجان سلطان بن زايد للتراث يتصدر مشهد المهرجانات التراثية في الدولة ومنطقة الخليج إلى أن وصل إلى ذروة التألق فأصبح حديث الجميع، إذ رسخ لمكانته من خلال صون الموروث الشعبي لدولة الإمارات، وإبراز ثقافتها الإنسانية والحضارية والتارخية منذ القدم ، ويحظي المهرجان باهتمام كبير من قبل المقيمين في الدولة والزوار والسياح الأجانب من مختلف دول العالم والذي انطلق في 31 يناير 2016 ويستمر حتى 13 فبراير من الشهر الجاري 2016 ، ويعد المهرجان أيقونة التراث الإماراتي بشهادة الباحثين التراثيين والزوار الذين يأتون إليه من كل حدب وصوب، لكن اللافت أن المهرجان في هذا يقدم نقلاً مباشراً على مدار اليوم عبر المحطات التلفزيونية، وهو ما يؤكد قيمته ودوره في إحياء رياضة الهجن وسباقاتها، والنظرة إلى اقتصاديات الإبل بجدية بالغة، فضلاً عن وجوده في منطقة ارتبطت بالبدواة، وهو ما يجعل منه مركز إشعاع للإطلال على المنتوجات التراثية والاستمتاع بالشعر والغناء والتمثيل المسرحي، والتعرف إلى بيئات الإمارات القديمة في الماضي، فهو في نسخته الجديدة يولد من جديد ليظل شاباً في أعين الزوار في سياحة فكرية وتراثية فريدة من نوعها.

السوق الشعبي

يفسح مهرجان سلطان بن زايد نسخته الحالية مساحة كبيرة للسوق الشعبي الذي تنتشر دكاكينه التراثية في الخيم الكبيرة وهو ما يتيج لأصحاب هذه الدكاكين عرض منتجاتهم التي تعبر عن روح التراث وتبرز الموروث الشعبي الإماراتي في أبهي حلة ولهذه السوق لجنة معنية بتسكين رواده والاهتمام بمطالبهم وهو ما حدث بالفعل حيث استقرت هذه الدكاكين وازدهرت بالبضاعة المختلفة واللافت أن طريقة العرض تدل على نظرة كل عارض واهتمامه بإظهار معروضاته بشكل جذاب وفي كل دكان تجد من يتحدث إلى الزوار عن طبيعة ما يعرض من منتجات تراثية فأصبح المهرجان تعريف حقيقي بالموروث الشعبي الإماراتي الأصيل.

في جنبات هذا السوق الذي يتميز بغزارة منتجاته تفوح منها رائحة الهال والبخور والزعفران والبهارات العربية والعطور والأواني الفخارية والحرف اليدوية بأنواعها وخيوط التلي والعمل والسدو وهذه المنتجات تشكل حياة المواطنين الإماراتتين في الماضي إذ عاشوا في بيوتهم البسيطة يدبرون حياتهم ويصنعون أدواتهم المنزلية ويستغلون النخلة كأفضل ما يكون فصنعوا منها السرود والمخرافة والمهفة والجفير وغيرها من الأدوات الأخرى ويعرض هذا السوق كل هذه المنتجات ويبرزها للزوار فضلاً عن وجود دكاكين تعرض الملابس التراثية للأطفال في الماضي وللكبار أما وتزخر دكاكين أخرى في عرض مقتنيات تراثية قديمة من الأواني النحاسية والدلال والفخاريات والجلود والأسلحة القديمة والبراقع التي تعجب الزورا الأجانب على اختلافهم والذين يحرصون على شرائها.

ومن ضمن ما يتميز به السوق الشعبي في مهرجان سلطان بن زايد التراثي الأطعمة الشعبية التي تقدمها ورش الطبخ ويتاح للجمهور تناول هذه الأطعمة طوال اليوم حيث تخصص إدراة السوق أماكن للحرفيات الماهرات في تقديم نكهات تراثية أصيلة وأثناء وجود الزوار في السوق يقبلون على هذه الأطعمة ويجلسون بجوار الحرفيات ويشاهدون كيفية طهي هذه اللقيمات وخبز الجباب وغيرهما من الأطعمة الأخرى وهو ما يثري ساحة السوق الشعبي ويجعلها محطة لالتقاء كل عناصر الموروث الشعبي مع بعضها بعضا.

ويتابع الجمهور فعاليات السوق الشعبية هذا العام بحلّة جديدة ، بإشراف ( أحمد الحوسني ) رئيس قسم الأنشطة الشبابية في النادي ، رئيس لجنة السوق الشعبية

والأنشطة المصاحبة ، وتشتمل السوق على نشاطات خارجية تقدم للجمهور أمام المدخل ما بين الساعة 4 – 5 مساء كل يوم : ركوب الخيل ، ركوب الهجن ، الشراع الرملي . أما داخل السوق فقد تم إنشاء مسرح خاص تعرض على خشبته : مسابقات تراثية وثقافية للجمهور مع جوائز فورية للفائزين ، عروض مسرحية قصيرة ، عروض فرق الحربية والعيالة ، حفلات غنائية ، مسابقة الشعر ، مسابقة أفضل زي تقليدي ، عرس تراثي ، مسابقة في فنون اليولة ، مسابقة الشلاّت ، مسابقات الألعاب الشعبية وتحتوي السوق الشعبية هذا العام على نحو 80 دكانا ، تعرض أنواعاً مختلفة من البخور والهدايا التذكارية ، الأكلات الشعبية ، الملبوسات ، العطور ، أدوات وزينة الابل ، بالاضافة إلى أن السوق تضم المقهى الشعبي وركن البحر ، وركن البر ، ونشاطات ثقافية متنوعة .

المسابقات الشعرية

تقام الأمسيات الشعرية في منطقة سويحان وسط حفاوة الزوار الذي يحرصون على الحضور إذ تجرى المبارزات الشعرية على مسرح القرية التراثية وتحمل هذه الدورة مفاجآت حيث إن موضوعات المسابقة تدور حول مكارم الأخلاق ويتنافس فيها شعراء من كل أنحاء الوطن العربي وهذه الأمسيات يستمتع بها الجمهور خصوصاً وأن الشعر النبطي أرخ لمنطقة الخليج وبرز العديد من أبنائه في هذا الفن واللافت أن هناك أسماء شعرية كثيرة برزت على مستوى الوطن العربي من خلال مهرجان سلطان بن زايد التراثي الذي فتح أبوابه للشعراء فالتحم التراث بالكلمة الصادقة والمعبرة وعلى من المسابقة الشعرية بدأت منذ انطلاق المهرجان فإن كل شاعر يحلم بأن يقوز بالمركز الأول.

ويشرف مركز زايد للدراسات والبحوث التابع للنادي على المسابقة الشعرية المخصصة هذا العام التس تحمل اسم «مكارم الأخلاق» وحددت اللجنة المشرفة على المسابقة بإشراف الدكتور راشد المزروعي ، مدير المركز موعدا نهائيا لتسلم المشاركات المفتوحة أمام الجنسين من الامارات ودول مجلس التعاون حتى 8 فبراير الجاري 2016 ، ضمن شروط أهمها المشاركة بقصيدة نبطية واحدة لا تقل عن 15 بيتاً ، ولا تزيد على 20 بيتاً ، لم يسبق نشرها أو الاشتراك بها في أي مسابقة أخرى ، وستمنح للفائزين بالمراكز الخمسة الأولى جوائز نقدية قيّمة ، من بينها سيارة فاخرة تمنح للفائز بالمركز الأول .

شوط الانجاز

ضمن منافسات مزاينة الإبل الأصايل اعتمدت اللجنة العليا المنظمة إضافة شوط جديد إلى هذه فئة الحول ، تحت مسمى ( شوط الانجاز ) وجاءت هذه الإضافة بناء على توجهيات راعي المهرجان سمو الشيخ سلطان بن زايد ال نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات بهدف دعم ملاك ومربي الابل وتشجيعهم ، وتحقيق نوع من التنافس بينهم للارتقاء بمزاينات الابل وإنتاج أفضل السلالات والحفاظ عليها ، في إطار مشروع المهرجان الرّامي إلى تطوير رياضات الهجن ضمن الموروث الشعبي المحلي، وقد أجرت اللجنة المنظمة أجرت عدداً من التعديلات في أشواط المزاينة، بهدف تحقيق المزيد من التطوّر للمسابقة، فضلاً عن توفير المستلزمات الخدمية للمُشاركين وإبلهم وفق الأصول المتبعة، بغرض توفير فرص متساوية للفوز للجميع دون استثناء .

برامج متنوعة

يهدف مهرجان سلطان بن زايد التراثي الذي انطلق منذ يومين إلى الحفاظ على سلالات الإبل الأصايل وحمايتها من التهجين ، وتشجيع الملاك والمربين على اقتناء السلالات المحلية الأصيلة بوصفها ثروة وطنية مستدامة ، والعمل على إكثارها وفق برامج حديثة وكذلك إحياء التقاليد والمفردات المتعلقة برياضة الهجن ، واستعادة روح تلك التقاليد من خلال مكونات حياة مجتمع الآباء والأجداد ، سواء على مستوى إحياء ثقافة المجالس التراثية ، وإذكاء روح التكاتف من خلال تجمع المشاركين من أرجاء الدولة كافة ، ودول مجلس التعاون الخليجية في مكان واحد ، في إطار شعبي احتفالي يتحقق في هذا المهرجان الذي يعد أكبر تجمّع للابل على مستوى المنطقة .

ويهدف أيضاً المهرجان إلى تشجيع الشباب على ممارسة رياضة رياضات الهجن ، وبخاصة سباق الإبل التراثي الأصيل ، للمحافظة على تقالية وأصول هذه الرياضة وضمان تواصلها عبرالأجيال ، على سبيل أن فعاليات مهرجان سلطان بن زايد التراثي 2016 ، تمثل أحد أهم مقومات الحفاظ على هويتنا الوطنية ورصيدنا الحضاري، بالإضافة إلى الترويج للتراث الإماراتي الأصيل، وتعزيز جهود صونه والحفاظ عليه، والمساهمة في وضع مدينة سويحان الصحراوية ا على خارطة السياحة العالمية، مُعرّفاً بها وبتفاصيل ثقافتها وأصالتها وتقاليد أهل الإمارات ، حيث يعد المهرجان وجهة مهمة لجذب السياح والزائرين من مختلف الجنسيات للتعرف على برامجه ونشاطاته المتنوعة .

جمال الأبل

تهدف المزاينة إلى إبراز القيم الجمالية للمحليات الأصايل ، وحفز الملاك على إقتنائها ، كذلك المحافظة على سلالات الإبل الأصايل وحمايتها من التهجين ، وتركز لجنة تحكيم المزاينة في اختيارها للإبل الفائزة على جملة من المعايير القياسية من أهمها الرأس والرقبة وانتصاب الأذنين وشكل الأنف مع الهامة وطول الرقبة وارتفاعها وانسيابية الجسم والرشاقة وغيرها من المواصفات والشروط اللازمة لتحقيق الفوز ، ومن المظاهر اللافتة في المزاينة تسجيل السوق الشعبي المصاحب للحدث الذي يتوقع أن تشهد انتعاشاً ملحوظا وإقبالًا مميزاً على المنتجات التي تتمثل في مشغولات الزينة الخاصة بالإبل ، كذلك الإقبال على شراء الأدوات المخصصة لرياضة الهجن ويشتمل برنامج منافسات المزاينة على أشواط مخصصة لفئات (فطمان بكار ، مداني ، حقايق بكار ، زمول ، لقايا بكار ، عشار ، إيذاع بكار ، عزّف ، ثنايا ، حول .

مسابقة المحالب

يتسابق عديد من المتسابقين في مسابقة المحالب التي يشارك فيها عدد كبير من موطني الدولة ، وأبناء دول مجلس التعاون ، وفق شروط هذه المسابقة بحيث من الضروري أن تكون الناقة خالية من جميع الأمراض المعدية ، وخاصة مرض ( البورسلا ) وأن تكون خالية أيضاً من جميع ألمراض الفطرية مثل ( الجرب أو القرع ) كما يجب ألا تكون الناقة تحت تأثير أية ادوية مدرّة للحليب ، ومن ضمن المشاركات في مسابقة هذا العام فئات المحليات الأصايل ، الخواوير المحليات ، المجاهيم خواوير ، شوط المفتوح . ويمنح الفائز بالمركز الأول جائزة عينية ، عبارة عن سيارة ، ويمنح الحائزون على المراكز من الثاني إلى العاشر جوائز مالية قيّمة .

إبل التراث

أما سباقات الإبل التراثية الأصيلة ، فهي واحدة من الفعاليات الرئيسية التي تعتز إدارة نادي تراث الإمارات بإحيائها كتقليد سنوي ينسجم تماما مع توجيهات سمو راعي المهرجان بضرورة تطوير هذه الرياضة الشعبية التراثية والمحافظة على تقاليدها ومفرداتها من أجل المحافظة على مكونات الهوية الوطنية والموروث الشعبي وإحياء مظاهر الكرم العربي وإبراز قيمة الإبل في حياة أبناء البادية وسباق الإبل التراثي الأصيل تم تخصيصه لمواطني الدولة من أعمار 10 سنوات وحتى 70 عاما والسباق يجرى على مدار يومين، إذ خصص لكل يوم 9 أشواط. ، وتخصص إدارة النادي للفائزين بالمراكز العشرة الأولى جوائز مالية قيمة ، وينال الفائز بالمركز الأول جائزة عينية عبارة عن سيارة فاخرة ، وذلك تشجيعا لتواصلهم مع هذه الرياضة التراثية العريقة. ويشكل هذا النوع من السباقات ملتقى شعبياً يضم مئات الأشخاص من متسابقين وملاك ومربي الإبل من إمارات الدولة كافة ، بما يفتح نافذة للتعارف والإخاء الإنساني ، كذلك تطوير الجانب الاقتصادي في مدينة سويحان التي تعتز باحتضانها لهذا الحدث منذ انطلاقته الأولى ،وتمتاز إبل السباق برشاقة الجسم وطول العنق والقوائم والرأس الصغير والأذنين القصيرتين والوبر القصير والجلد الناعم . وعلى وجه العموم تعتبر النشاطات الخاصة بالهجن التراثية ، والتي يوليها النادي جل اهتمامه ، ركناً أساسياً من مشروعاته الوطنية للمحافظة على التراث الوطني ، كونها نشاطات تسجل حضوراً فاعلاً لهذه الرياضة على المستوى الرسمي والشعبي ، فهي ترتبط بالمظاهر المتعلقة بالعادات والتقاليد والأخلاق العربية وكرم الضيافة والمنافسة الشريفة ، حيث شكلت الإبل وما تزال دوراً مهما في الموروث الشعبي المحلي.

السلوقي العربي

خصصت منافسات هذا العام لمزاينة وسباق السلوقي العربي لفئتي ( الأسحك والأهدب ) ، بالتعاون مع مركز السلوقي العربي في الدولة ، بفعاليتين مميزتين الأولى مخصصة لسباق السلوقي العربي التراثي الذي يهدف إلى تشجيع ملاك السلوق على اقتناء هذه الفصيلة من الكلاب والعناية بها والحافظ على سلالتها وإشراكها في السباقات والمهرجانات المخصصة لها ، أما الفعالية الثانية فمخصصة لمزاينة السلوقي العربي الأصيل ، وتسعى اللجنة العليا المنظمة للمهرجان من خلال ذلك إلى المحافظة على سلالات السلوقي العربي الأصيل ، من خلال المهرجان الذي يعزز فكرة السياحة التراثية وتعزيز مشروعات صون التراث الثقافي لإمارة أبو ظبي ، كما يوفر فرصة للجمهور للتعريف بالسلوقي وما يتحلى به من صفات جمالية وقدرة على المشاركة في السباق والصيد ، كما تسعى اللجنة من خلال المزاينة والسباق إلى نقل الخبرات إلى الجيل الجديد للمحافظة على السلالة الأصيلة في الحاضر والمستقبل المنظور .

اهتمام شعبي

يحظى المهرجان باهتمام شعبي وإعلامي على درجة كبيرة ، حيث تستقبل ميادين ومرافق المهرجان في سويحان عديد من أبناء الوطن محبي تراثهم الأصيل ، إضافة إلى إعداد كبيرة من أبناء وأسر دول مجلس التعاون الذين يحضرون خصيصا لمتابعة نشاطات وبرامج الحدث ، إلى جانب حضور أعداد كبيرة من الوافدين وبخاصة أبناء الجاليات الأجنبية المقيمة في الدولة ، حيث يتوافدون إلى فعاليات المهرجان طيلة أيامه الزاخرة بعبق التراث الوطني بأشكاله المختلفة ، وعلى الصعيد الإعلامي فالمهرجان يلقى أصداء واسعة في الحقل الإعلامي المحلي والعربي والدولي ، حيث تقوم بمتابعة فعالياته الوسائل الإعلامية المسموعة والمقروءة والمرئية المحلية منها والعربية والأجنبية ، بالاضافة إلى البث الحي والمباشر لعديد القنوات الفضائية للفعاليات.

ليالي سويحان

اعتاد المهرجان سنوياً على استضافة عديد من الفنانين الإماراتيين والخليجيين والعرب حيث تقام حفلات غنائية يحضرها جمهور المهرجان في منطقة سويحان بالإضافة إلى أن الفنانين والمطربين الخليجين والعرب يسعدون بزيارة منطقة سويحان والتعرف إليها فهي ذات خصوصية نظراً لطبيعتها فهي تحتضن ملاك الإبل ويقام فيها المهرجان سنوياً وتحت أضوائه يتألق عديد من الفنانين في حفلات سويحان المميزة.