محمية رأس الخور

دعاء

:: مسافر ::
18 يناير 2017
500
5
0
41
مصر
محمية رأس الخور…بيئة سياحية تستقبل عدداً من الطيور المهاجرة
-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%88%D8%B1-e1466669055236.jpg

دبي – سياحة الإمارات

وسط سلسلة من الممرات المائية التي تتناثر فيها الجزر الخضراء، تقع محمية رأس الخور، مشكلة بذلك بيئة ملائمة للحياة الفطرية وموطناً مثالياً لآلاف الأنواع من الطيور المتواجدة داخل أسوارها.

تعتبر محمية رأس الخور للحياة الفطرية أول محمية عالمية لدولة الإمارات العربية المتحدة في منظومة “رامسر” للأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية. كما تٌعد موقعاً عالمياً للطيور حسب منظمة Birdlife International.

تقع المحمية في نهاية خور دبي، الذي يمتد بطول 14 كيلومتراً ضمن المنطقة التي تربط الخليج العربي بصحراء العوير. وتغطي المحمية مساحة قدرها 6,2 كيلومتر مربع، وتوجد بها حوالي 450 نوعاً من الحيوانات، منها 270 نوعاً من الطيور، كما تحوي قرابة 47 نوعاً من النباتات. وتشتهر المحمية بكثرة طيور النحام وأشجار القرم.

بيئة سياحية

تشكل محمية رأس الخور ملاذاً وبيئة سياحية تستقبل عدداً من الطيور المهاجرة على رأسها طائر الفلامنغو الجذاب، كما تمثل فرصة للأفواج التي ترغب في مراقبة حركة طيور الفلامنغو أو النحام، الذي يطلق عليه محلياً “الفنتير”، بالإضافة إلى الطيور المائية الأخرى.

هذا ويمكن للسياح التجوّل برفقة مرشدين خاصين في أنحاء المحمية، للتعرف على جمال البيئة الفطرية فيها، خاصة وأنها سجلت مؤخراً تكاثر وتعشيش طيور الزقزاق الإسكندراني كسابقة من نوعها خلال عام 2011، فقد وضعت الطيور بيوضها غير عابئة بالرطوبة المرتفعة أو حرارة الصيف، وسجل ضباط ومرشدو المحمية فقس بعض البيوض وبناء أعشاش في أماكن غير معتادة مثل السبخة ووسط الطريق.

أكثر من 60 ألف نوع في السنة

تستقطب المحمية، التي تأتي من حيث أهميتها في مقدمة المحميات الطبيعية، التي تشكل مركز تجمع ضخماً للطيور المهاجرة التي تعبر المنطقة، كل عام أكثر من 60 ألف نوع من فصائل الطيور خلال فصل الشتاء وحده، ومن بينها: طيور الفلامنجو، النسور الضخمة، الصقور المتنوّعة، النوارس، الطيور صائدة الأسماك، طيور البوم، غراب البحر، مالك الحزين، خطاف البحر، أسراب طيور الزقزاق الرملي وزحار الزمل وغيرها من الطيور التي تجعل سماء الإمارات في مثل هذا الوقت من كل عام إلى واحة رائعة ومحطة مهمة على خريطة موسم هجرة الطيور السنوية بين الشمال والجنوب.

الزقزاق الإسكندراني

تُعد محمية رأس الخور للحياة الفطرية، أحد الملاذات القليلة التي يتكاثر فيها طائر الزقزاق الإسكندراني، هذا الطائر يبدأ بالتكاثر في المحمية خلال وقت تشهد أعداده انخفاضاً ملحوظاً حول العالم، وهو الأمر الحري بالدراسة والتحري، خاصة وأنه يثبت قدرة المحمية على جذب الطيور النادرة.

أنواع الطيور المهاجرة

يعتبر أشهر أنواع الطيور المهاجرة في المحمية الفلامنجو، ويسمى محلياً “الفنتير” في إشارة لضخامة حجمه كطائر، وهو يعيش على الروبيان المحلي، الذي يعتبر وجبته الرئيسية في مواسم التكاثر، ويعتبر مهاجراً شتوياً محلياً وشاع تواجده بقرب الخيران والسبخات على ساحل الخليج العربي، أما البلشون بوخصيفي فإنه متواجد منذ مئات السنين والدليل على ذلك أن أجداد الإمارات يعرفونه باسم بوخصيفي، وهو يأتي كمهاجر في كل عام ويبقى من أغسطس وحتى أبريل، ويعيش في مجموعات متفرقة، ويبقى طويلاً في المياه الضحلة بحثاً عن الأسماك، ويعتبر صنفاً من مالك الحزين.

يوجد أيضاً نوع من البط يعرف “بالصواي” أي الذي يصدر صفيراً، وهو بط يهاجر إلى الإمارات بدءاً من الأشهر المعتدلة المناخ مثل مارس ويكثر في يناير، ويفضل المياه الضحلة والخيران، وحوالي 300 نوع من الحيوانات، ومثلما تمتاز الإمارات بالتنوع البيولوجي فإن هذا ينطبق على المحميات التي توجد على أرض الدولة ومنها هذه المحمية، التي تعتبر محمية نموذجية توفر الحياة الفطرية للكائنات والطيور المحلية والمهاجرة، من خلال وضع سياج آمن، وتوفير الحياة الفطرية الطبيعية بعيداً عن التلوث والتدمير.

كائنات أخرى

يعتبر المحيط المائي للمحمية فلتر يوفر الرطوبة الكافية التي تهيئ المناخ المناسب للتكاثر، مما يجعلها مأوى للأسماك والكائنات اللافقرية وكذلك للزواحف، ومن الطيور التي تتواجد في المنطقة مالك الحزين والزقزاق والنورس والنحام، ومن أهم الطيور التي ترتع الغطاس الصغير، الذي كان يتواجد في أوروبا وأجزاء من أفريقيا، ويشاهد كثيراً في الجزيرة العربية.

تطوير محمية رأس الخور

تم خلال السنوات الماضية العمل على تنفيذ الأعمال الهندسية والإنشائية التي لها علاقة بتطوير محمية رأس الخور، باعتباره مشروعاً سياحياً فريداً يعزّز المكانة السياحية، ولأن رأس الخور واحدة من أهم المحميات التي تعتبر نقلة للسياحة البيئية في إمارة دبي، وتوفر المحمية مجموعة من الأبراج المخصّصة لمراقبة ومشاهدة الطيور في المحمية، وهي مزوّدة بالمقاعد وأجهزة مكبرة للصوت إلى جانب أماكن لذوي الاحتياجات الخاصة، وتم وضع خطط لحمايتها من التلوث ومن المتسللين بالتعاون مع شرطة دبي، إلى جانب توفير العلماء الذين يعلمون على دراسة سلوك الطيور.

أنواع كثيرة

توفر مسطحات المد والجزر بيئة ملائمة لتكاثر الحيوانات اللافقارية مثل الديدان والرخويات، لذلك تعتبر المحمية محطة مهمة لتغذية وتكاثر العديد من الطيور العابرة في فصل الشتاء مثل طيور النحام “الفلامينغو”، حيث تم احتساب كثافة تصل إلى 25 ألف طائر في شهر يناير، إلى جانب الطيور الخواضة، وتجتمع في المحمية أنواع من الطيور تصل إلى 88 نوعاً، يظهر تسعة منها ضمن الأعداد المهمة عالمياً، ضمن الدراسات التي تجرى تم تسجيل 500 نوع من الحياة النباتية والحيوانية، ويتواجد في المحمية بشكل دائم حوالي 1000 طائر، إلى جانب تضاريس متنوّعة مثل المسطحات الطينية وأشجار القرم إلى جانب الشواطئ الرملية وهناك أيضاً الشعاب المرجانية، لذلك يعتبر ذلك مناخاً مناسباً لأنواع الحياة الفطرية.

أشجار القرم

حرصاً من بلدية دبي التي تشرف على المحمية عن طريق إدارة البيئة، على أن تكون محمية رأس الخور بيئة مناسبة لحفظ التنوّع، ومناخاً يشجع على تكاثر أنواع الفصائل المهددة سواءً النباتية أو الحيوانية، قامت البلدية بتوفير 45 ألف شتلة من أشجار القرم التي تعتبر ملجأ وغذاءً للكثير من الكائنات البحرية، وكذلك للتربة وسوراً لحماية خط الساحل.