“نطاح الثيران” سياحة بنكهة التراث
الفجيرة : سياحة الإمارات
** تشتهر إمارة الفجيرة برياضة “نطاح الثيران” التى تكتسب شهرة كبيرة بين أبناء الإمارات ودول الخليج والسياح الأجانب الذين يقصدونها كل أسبوع خلال موسم المباراة.
** حلقات نطاح الثيران بدون أية جوائز مادية على الاطلاق ، لكنها للتسلية والمتعة فقط وفرصة للقاء الأصدقاء الذين يتبادلون الحكايات والأخبارعن كل ما يدور في حياتهم.
تشتهر إمارة الفجيرة موسمها السياحي الترفيهي ذائع الصيت “نطاح الثيران” الذي يكتسب شهرة كبيرة ليس بين أبناء الإمارات ودول الخليج فحسب، بل بين سياح يقصدونها كل أسبوع خلال الموسم ويأتون إليها من مختلف بقاع الأرض، مما دفع الفنادق والشركات السياحية للترويج لها ضمن المعالم والبرامج المميزة للإمارة. ورغم تناقص اصحاب هذه المهنة الا أن هذه الحلقات لا تزال قائمة وتجذب الكثيرين لمتابعتها وبخاصة القادمين إلى المنطقة في عطلات نهاية الأسبوع ويأتي السياح الأجانب في مقدمة المتابعين ومعظمهم يحرص على تسجيلها بالصوت والصورة.
سرعة الفصل بين الثيران المتصارعة
ورغم أنه ليس معروفا على وجه الدقة متى بدأت إقامة الحلقات التي يتناطح وسطها الثيران لكن المشهور أنها تعود لزمن بعيد، حيث عرفت الفجيرة ( النطاح ) منذ القدم وكان ميدان التنافس القديم موجودا في منطقة مدينة الفجيرة القديمة، وكانت الساحة عبارة عن أرض ترابية وعندما يشتد وطيس “النطاح” بين الثيران تتصاعد أعمدة التراب لتغطي الجمهور، ويزيد القلق على «الفتاك»، وهو الاسم الذي يطلق على الشخص الذي يفصل بين الثيران المتناطحة، وكانت بعض الثيران تفر من المعركة وسط متابعة واستهجان الحضور من هذا الثور الذي يلقب بالمغلوب أو المنهزم ، ويؤكد أحد المواطنين المشاركين فى الصراع والذي يقتني 15 ثوراً إن الصراع لا يدوم عادة لفترة طويلة بما يسمح لثور بإصابة الآخر بجروح خطرة، لكن قرون الثور الحادة تؤدي رغم ذلك إلى إصابات .وآخر يملك ستة ثيران يشير إلى أنه في بعض الأحيان تصاب رؤوسها بجروح وتنزف دماء في المصارعة”، لكن المشاهدين يحرصون على الفصل بين الثيران إذا اشتد الصراع .
تسلية فقط لأهل القرى
إنها تسلية ممتعة لأهل القرى الذين امتهنوا الزراعة وامتلكوا الثيران لتساعدعم في أعمالهم داخل مزارعهم “هذا ما قاله الحاج عبيد راشد الكعبي المزارع القديم في منطقة القرية بإمارة الفجيرة قبل أن يضيف بفخر” بعض شبابنا لديه شغف بحلقات النطاح ويقيمونها في كل جمعة ويدعون إليها أصدقاءهم وهذا شيء مفرح لأنهم بذلك يحفظون ما توارثناه عن آبائنا وأجدادنا ويربطهم بالمزارع التي رويناها بعرقنا ويذكرهم بزمن البساطة في العيش والقناعة بالرزق وأيضا بوسائل التسلية البريئة التي تجمع الأهل والجيران فتقوى الروابط بينهم.
بدون جوائز مادية
أما محمد خاتم وهوصاحب مزرعة ومن أشهر أصحاب الثيران المشاركة في حلقات النطاح فقال: أهلنا القدامى أوجدوها ونحن شغفنا بها وعشقناها بعد أن نشأنا بينهم فتعلمنا منهم مهنة الزراعة وورثنا عنهم هذه المزارع التي تمدنا بخيرات الأرض الطيبة وتؤمن لنا احتياجاتنا. ويستطرد قائلا: كانت حلقات النطاح تنظم في موسم القيظ عندما يصعب العمل في حرارة الصيف لتكون تسلية للمزارعين في أوقات فراغهم الطويلة وهم ينتظرون موسم حصاد ما غرسوه قبل اشتداد القيظ وبذلك فهي أهم وسائل التسلية بل الوسيلة الوحيدة في زمن لم تكن فيه أجهزة التليفزيون قد دخلت حياتنا ولا عرفت الكهرباء طريقها إلى قرانا وبيوتنا. ويؤكد أحد المشاركين الدائمين في حلقات نطاح الثيران المملوكة له أن دوافع المشاركة ليست مادية على الاطلاق لأن” حلقات النطاح عبارة عن منافسات بين ملاك الثيران وليس لها شارة أو ناموس (أي جائزة) لكنها تسلية ممتعة يتحلق حولها الأصدقاء الذين يأتون من كل صوب وحدب، ويتبادلون الحكايات والأخبارعن كل ما يدور في حياتهم.