داخل القطار
قطار روكي ماونتينير
عند الوصول
لا يختلف اثنان على أن السفر في الطائرة والتحليق في الفضاء كسب للوقت، ولكن تبقى تجربة السفر عبر القطار فريدة. فهي تدخلك في متاهات الطبيعة الخلابة، لتباغتك صور، بعضها لا تستطيع تخزينها في ذاكرتك أو ربما تبقى ولكنها تشبه الشريط السينمائي السريع جدًا الذي إذا ما ضغطت زر التشغيل تتحرك صور لا ترى منها إلا شذرات ألوان سريعة تنهال على بصرك كسرعة البرق، تليها صور رائعة تتحرك ببطء وكأنها تعبت من سباق أزلي مع الوقت لترتاح عند محطات مدن بقيت رغم كل المتغيرات التاريخية والجغرافية متشبثة بجمالها الطبيعي لتلهب الخيال الإنساني الذي يعجز عن إدراكها. وفي مدن العالم قطارات تحوّل السفر فيها إلى أسطورة تعيشها بكل حواسك، فتتمنى لو أنك لا تنزل في آخر محطاتها.
خلال يومين يعيش ركّاب قطار روكي ماونتينير مغامرة فريدة حيث يجدون أنفسهم في قطار يخترق جبالاً صخرية وأودية تأخذ الألباب، والأنهار الدنيا الزمردية، والبحيرات الجليدية البلورية. ينطلق القطار من فانكوفر والساحل الشرقي لكندا، وما على المسافر سوى أن يحدق عبر زجاج النافذة إلى قمم جبال كولومبيا البريطانية المهيبة، لتنكشف بعد ذلك الجبال الصخرية عند عبور متنزّه جاسبر أند بانف، ثم كالغاري وصولاً إلى ألبرتا.