سواء كنا من هاويات الأكل أم لا، فإن أحد مفاتيح سعادتنا في تجربة طبق لذيذ في البلد الذي نزوره يشعرنا بالغبطة، سواء اعترفنا بذلك أم لا .
فغالبًا بعد تجوال طويل في المدينة التي نزورها، ننتظر موعد الغداء أو العشاء، على وقع معدتنا التي تعاتبنا أحيانًا، حسنًا امتلأت ذاكرتك بالصور الجميلة ... ماذا عني ! وبذلك يواكب تجربة سفرنا وما نعيشه خلالها من مغامرات لا ننساها، طبق لذيذ تذوّقناه ... وكما يقال إن غنى المطبخ يعكس المستوى المعيشي للمدينة أو البلد الذي نزوره، فضلاً عن مزاج سكانه في الطعام .
فمكوّنات الطبق تستحضر المناظر الطبيعية للبلد، ووصفاته تذكّر بالتاريخ، وبعض الأطباق يمكن أن تحلّ لغز جوهر المكان وسكانه . وتلبية لنداء المعدة خلال السفر من المطابخ العالمية، اخترت من الأرجنتين وجنوب أفريقيا وفيتنام والدنمارك وإيطاليا ...
كيب تاون، جمهورية جنوب أفريقيا
في الطرف الجنوبي من أفريقيا، استعاد الطهاة في كيب تاون تقاليد الأجداد في مشهد الطعام وأعادوا الاعتبار إلى محاصيلهم الزراعية الغنية.
هنا تقدّم أطباق الأسماك الطازجة والمأكولات البحرية مثل القريدس والكراب بنكهات الأجداد الحرّيفة. ولديهم وفرة من الفواكه والخضار استفاد الطهاة منها ليضيفوها إلى الأطباق، مثل أوراق وزهور الفينبوس، ومجموعة فريدة من النباتات التي تزدهر غربي كيب تاون. أما الحساء فهناك العديد من أنواعه اللذيذة جدًا، مثل حساء الباذنجان وحساء باتر ناتس.
في الطرف الجنوبي من أفريقيا، استعاد الطهاة في كيب تاون تقاليد الأجداد في مشهد الطعام وأعادوا الاعتبار إلى محاصيلهم الزراعية الغنية.
هنا تقدّم أطباق الأسماك الطازجة والمأكولات البحرية مثل القريدس والكراب بنكهات الأجداد الحرّيفة. ولديهم وفرة من الفواكه والخضار استفاد الطهاة منها ليضيفوها إلى الأطباق، مثل أوراق وزهور الفينبوس، ومجموعة فريدة من النباتات التي تزدهر غربي كيب تاون. أما الحساء فهناك العديد من أنواعه اللذيذة جدًا، مثل حساء الباذنجان وحساء باتر ناتس.
بوينوس آيرس، في الأرجنتين
يتّفق جميع الأرجنتينيين على أن بوينوس آيرس العاصمة تعكس الصورة الحقيقية للأرجنتين، إذ يسكنها 40 في المئة من إجمالي سكان البلاد. وكما كل عواصم العالم، تحضن بوينوس آيرس الكثير من التناقضات التي تجعل منها مدينة فريدة تضجّ بإيقاع التانغو الذي أبصر النور للمرة الأولى فيها عام 1880.
قد يكون التانغو ولعبة كرة القدم أشهر ما يمكن أن تعرّف به الأرجنتين، غير أن لعاصمتها مطبخًا يعكس تلاقح النكهات والحضارات التي مرّت عليها. فقد شكلت تربية الماشية لرعاة «الغوشو» وموجات المهاجرين الأوروبيين مشهد المطبخ الأرجنتيني، وراهنًا مطبخ المدينة هو مزيج انتقائي من التقاليد التي حملها المهاجرون الأوروبيون معهم: فالإيطاليون حملوا معهم الآيس كريم والبيتزا... يظهر ذلك جليًا في ضاحية بوكا، والإسبان جلبوا الامباناداس، وهي فطائر محشوة إما باللحم أو السمك أو السبانخ، ولكن على الطريقة الأرجنتينية، أما الألمان فعلّموهم أسرار مكوّنات النقانق وطهوها وإنتاج الجبن.
ورغم ذلك فإن طبق اللحم المشوي هو الأكثر شعبية عند سكان بوينوس آيرس، لذلك فهي مدينة ذات مستوى عالمي لمحبي أطباق اللحوم.
لذا فإن شيّ اللحوم أكثر ما يشتهر به سكان بوينوس آيرس المعروفون بالبورتينوس Portenos، أي سكان المرفأ، وله طقس يثير الشهية، فاللحوم سواء في البيوت أو المطاعم، يجب أن تشوى على لهب مفتوح على «باريللا»، وهي مصبع شواء ثقيل تُمد عليه شرائح اللحم.
يتّفق جميع الأرجنتينيين على أن بوينوس آيرس العاصمة تعكس الصورة الحقيقية للأرجنتين، إذ يسكنها 40 في المئة من إجمالي سكان البلاد. وكما كل عواصم العالم، تحضن بوينوس آيرس الكثير من التناقضات التي تجعل منها مدينة فريدة تضجّ بإيقاع التانغو الذي أبصر النور للمرة الأولى فيها عام 1880.
قد يكون التانغو ولعبة كرة القدم أشهر ما يمكن أن تعرّف به الأرجنتين، غير أن لعاصمتها مطبخًا يعكس تلاقح النكهات والحضارات التي مرّت عليها. فقد شكلت تربية الماشية لرعاة «الغوشو» وموجات المهاجرين الأوروبيين مشهد المطبخ الأرجنتيني، وراهنًا مطبخ المدينة هو مزيج انتقائي من التقاليد التي حملها المهاجرون الأوروبيون معهم: فالإيطاليون حملوا معهم الآيس كريم والبيتزا... يظهر ذلك جليًا في ضاحية بوكا، والإسبان جلبوا الامباناداس، وهي فطائر محشوة إما باللحم أو السمك أو السبانخ، ولكن على الطريقة الأرجنتينية، أما الألمان فعلّموهم أسرار مكوّنات النقانق وطهوها وإنتاج الجبن.
ورغم ذلك فإن طبق اللحم المشوي هو الأكثر شعبية عند سكان بوينوس آيرس، لذلك فهي مدينة ذات مستوى عالمي لمحبي أطباق اللحوم.
لذا فإن شيّ اللحوم أكثر ما يشتهر به سكان بوينوس آيرس المعروفون بالبورتينوس Portenos، أي سكان المرفأ، وله طقس يثير الشهية، فاللحوم سواء في البيوت أو المطاعم، يجب أن تشوى على لهب مفتوح على «باريللا»، وهي مصبع شواء ثقيل تُمد عليه شرائح اللحم.
آرهوس، الدنمارك
رغم أن آرهوس ثاني أكبر مدينة في الدنمارك، تشعرين بأنها مدينة كبيرة مريحة وصديقة، تعيش بخجل في ظل شقيقتها الكبرى البراقة، كوبنهاغن.
تضم المدينة المتاحف والمطاعم من الدرجة الأولى، في حين أن عدد الطلاب فيها كبير يشغلون حدائق آرهوس وشوارعها المرصوفة بالحصى. هناك عدد متزايد من المهرجانات الرائعة، وأعداد السياح في تزايد، نظرًا الى سحر المدينة.
أسس الفايكنغ آرهوس في شبه الجزيرة جوتلاند، لتبرز كوجهة أوروبية رائعة. انها المكان المثالي لمعرفة كيف، ولماذا تحولت الدنمارك من وجهة لمطبخ عتيق إلى وجهة رائعة لتذوق الأطباق اللذيذة التي تُقدم بذوق رفيع، وبأسلوب مترف.
يتطوّر فيها الطهو ويعمل شيفات المطبخ من دون كلل على ابتكار الأطباق اللذيذة بدعم من المنتجات المحلية الممتازة. تحيط آرهوس الغابات والحقول، فضلاً عن أنها مدينة ساحلية تغرف من البحر خيراته وتقطف من البر خضاره وأعشابه، وتستحوذ على لحم البقر، ومنتجات الألبان والخضروات الجذرية، والتوت والأعشاب البرية. تشتهر المدينة بالمأكولات العضوية، إذ إن المزارعين يزيدون محاصليهم العضوية وينافسون بائعي اللحوم والخبّازين.
رغم أن آرهوس ثاني أكبر مدينة في الدنمارك، تشعرين بأنها مدينة كبيرة مريحة وصديقة، تعيش بخجل في ظل شقيقتها الكبرى البراقة، كوبنهاغن.
تضم المدينة المتاحف والمطاعم من الدرجة الأولى، في حين أن عدد الطلاب فيها كبير يشغلون حدائق آرهوس وشوارعها المرصوفة بالحصى. هناك عدد متزايد من المهرجانات الرائعة، وأعداد السياح في تزايد، نظرًا الى سحر المدينة.
أسس الفايكنغ آرهوس في شبه الجزيرة جوتلاند، لتبرز كوجهة أوروبية رائعة. انها المكان المثالي لمعرفة كيف، ولماذا تحولت الدنمارك من وجهة لمطبخ عتيق إلى وجهة رائعة لتذوق الأطباق اللذيذة التي تُقدم بذوق رفيع، وبأسلوب مترف.
يتطوّر فيها الطهو ويعمل شيفات المطبخ من دون كلل على ابتكار الأطباق اللذيذة بدعم من المنتجات المحلية الممتازة. تحيط آرهوس الغابات والحقول، فضلاً عن أنها مدينة ساحلية تغرف من البحر خيراته وتقطف من البر خضاره وأعشابه، وتستحوذ على لحم البقر، ومنتجات الألبان والخضروات الجذرية، والتوت والأعشاب البرية. تشتهر المدينة بالمأكولات العضوية، إذ إن المزارعين يزيدون محاصليهم العضوية وينافسون بائعي اللحوم والخبّازين.
هانوي فيتنام
تحضن هانوي عاصمة فيتنام كل السحر الطبيعي، والتقاليد الأصيلة التي لم يتمكّن الاستعمار أو الحروب من محو جمال وجهها، أو اجتياحها بتجاعيد الزمن القاسي الذي مرّ عليها. هنا في هانوي للطعام طقوسه الفريدة في هذه المدينة الهند- صينية.
فالإجازة فيها تعني استيقاظًا صباحيًا عند الفجر الذي يتحدّى مزارعيها وهم يبدأون بافتراش بسطاتهم حاملين معهم من قراهم بضاعتهم، تشاركينهم فطورهم من النودلز، أو تمارسين معهم تمارين «التاي تشي» (هي تمارين رياضية تدمج بين العقل والجسم بحركات بطيئة ولطيفة قوامها التنفس، ليحصل ممارسها على مجموعة متنوعة من المكوّنات المعرفية، بما في ذلك التركيز، والتخيل، وتعدد المهام، يمارسها الصينيون منذ قرون)... أو تلعبين الشطرنج مع كبار السن ذوي اللحى الرفيعة والمشذبة بدقة على ضفة بحيرة هوان كييم Hoan Kiem Lake.
تناول الطعام في البرية الرائعة في كل زواياها، أو التجول في السوق، والكشف على المشاهد الفنية الساحرة... اجتمعي بالسكان، وخوضي معهم في ماضي هانوي واشهدي على صحو المدينة حين تدب الحركة فيها ببطء.
أهمية هانوي على المسرح الفيتنامي تكمن في الطهو الذي لا مثيل له. بعد قرون من الهيمنة الأجنبية عليها، أرخت بظلالها على المدينة فعاشت في كواليس العالم حتى العقدين الأخيرين من القرن الماضي، ها هي اليوم عاصمة أنيقة مدمجة مسقط رأس بعض الأطباق التي أصبحت مرادفًا للطعام الفيتنامي في جميع أنحاء العالم، مثل كعكة فو وتشا. من الغزاة المغول جاءت أطباق لحوم البقر، وتعلم سكان هانوي من الصينيين الذين احتلوا المدينة تقنيات القلي السريع.
فيما جلب الفرنسيون الباغيت والشبت والقهوة. وصل الفلفل، المعكرونة المسطحة، وحليب جوز الهند من كمبوديا ولاوس وتايلاند. هذا المزيج من المؤثرات في الطهو، إضافة إلى وفرة الأعشاب الطازجة، ودمجها في المطبخ، جعل لهانوي مطبخًا فريدًا من نوعه. في جوهرها، هانوي مدينة الذواقة، وهي أفضل مدينة في فيتنام لطعام الشارع.
تحضن هانوي عاصمة فيتنام كل السحر الطبيعي، والتقاليد الأصيلة التي لم يتمكّن الاستعمار أو الحروب من محو جمال وجهها، أو اجتياحها بتجاعيد الزمن القاسي الذي مرّ عليها. هنا في هانوي للطعام طقوسه الفريدة في هذه المدينة الهند- صينية.
فالإجازة فيها تعني استيقاظًا صباحيًا عند الفجر الذي يتحدّى مزارعيها وهم يبدأون بافتراش بسطاتهم حاملين معهم من قراهم بضاعتهم، تشاركينهم فطورهم من النودلز، أو تمارسين معهم تمارين «التاي تشي» (هي تمارين رياضية تدمج بين العقل والجسم بحركات بطيئة ولطيفة قوامها التنفس، ليحصل ممارسها على مجموعة متنوعة من المكوّنات المعرفية، بما في ذلك التركيز، والتخيل، وتعدد المهام، يمارسها الصينيون منذ قرون)... أو تلعبين الشطرنج مع كبار السن ذوي اللحى الرفيعة والمشذبة بدقة على ضفة بحيرة هوان كييم Hoan Kiem Lake.
تناول الطعام في البرية الرائعة في كل زواياها، أو التجول في السوق، والكشف على المشاهد الفنية الساحرة... اجتمعي بالسكان، وخوضي معهم في ماضي هانوي واشهدي على صحو المدينة حين تدب الحركة فيها ببطء.
أهمية هانوي على المسرح الفيتنامي تكمن في الطهو الذي لا مثيل له. بعد قرون من الهيمنة الأجنبية عليها، أرخت بظلالها على المدينة فعاشت في كواليس العالم حتى العقدين الأخيرين من القرن الماضي، ها هي اليوم عاصمة أنيقة مدمجة مسقط رأس بعض الأطباق التي أصبحت مرادفًا للطعام الفيتنامي في جميع أنحاء العالم، مثل كعكة فو وتشا. من الغزاة المغول جاءت أطباق لحوم البقر، وتعلم سكان هانوي من الصينيين الذين احتلوا المدينة تقنيات القلي السريع.
فيما جلب الفرنسيون الباغيت والشبت والقهوة. وصل الفلفل، المعكرونة المسطحة، وحليب جوز الهند من كمبوديا ولاوس وتايلاند. هذا المزيج من المؤثرات في الطهو، إضافة إلى وفرة الأعشاب الطازجة، ودمجها في المطبخ، جعل لهانوي مطبخًا فريدًا من نوعه. في جوهرها، هانوي مدينة الذواقة، وهي أفضل مدينة في فيتنام لطعام الشارع.
بييمونتي، إيطاليا
تشتهر إيطاليا بمطبخها اللذيذ: الباستا والبيتزا، والخبز المغمس بزيت الزيتون، في هذا البلد الذي يصرّ على الأناقة والترف في كل شيء: الأزياء، المعمار والطعام... تبرز بييمونتي ثاني أكبر منطقة في إيطاليا، ويمكن القول إنها الأكثر أناقة. تبدأ معظم الرحلات في بييمونتي انطلاقًا من تورينو، الشهيرة بمصنع سيارة الفيات وفريق كرة القدم، ولكن وراء صناعة السيارات تفاجئ بييمونتي بمطبخها الشهي الذي يحتوي على كل شيء من الأرز إلى الكمأة البيضاء والمناظر الطبيعية الريفية التي تنافس توسكانا.
بييمونتي التي تقع شمال غربي إيطاليا هي مسقط رأس «الأغذية البطيئة»، والتحرك للاحتفال بمتعة ومذاق الطعام يكون بسرعة زائدة ومريحة في الوقت نفسه.
غالبًا ما توصف بأنها «توسكانا من دون سياح»، وحدهم الذوّاقة يتوجهون رأسًا إليها لتذوق طبقها التقليدي Risotto alla Piemontes (أرز مع الزبدة والجبن)، و«تاجارين» tajarin (تاغلياتيلي رفيعة) و VITELLO «فيتيلو» (لحم العجل مع صلصة التونة)، وحليب وجبن الماعز اللذيذة مع الكمأة البيضاء النادرة، وأرز لأربوريو، والبوظة والبندق... كل هذه الأطباق تقدّم في مطاعم مترفة، تجعلك تمضين فترة في تناول وجبة طعام بأسلوب مخملي. من السهل أن نرى لماذا بييمونتي هي واحدة من المناطق الأكثر جذبًا لهواة الطهو في إيطاليا اليوم.
تشتهر إيطاليا بمطبخها اللذيذ: الباستا والبيتزا، والخبز المغمس بزيت الزيتون، في هذا البلد الذي يصرّ على الأناقة والترف في كل شيء: الأزياء، المعمار والطعام... تبرز بييمونتي ثاني أكبر منطقة في إيطاليا، ويمكن القول إنها الأكثر أناقة. تبدأ معظم الرحلات في بييمونتي انطلاقًا من تورينو، الشهيرة بمصنع سيارة الفيات وفريق كرة القدم، ولكن وراء صناعة السيارات تفاجئ بييمونتي بمطبخها الشهي الذي يحتوي على كل شيء من الأرز إلى الكمأة البيضاء والمناظر الطبيعية الريفية التي تنافس توسكانا.
بييمونتي التي تقع شمال غربي إيطاليا هي مسقط رأس «الأغذية البطيئة»، والتحرك للاحتفال بمتعة ومذاق الطعام يكون بسرعة زائدة ومريحة في الوقت نفسه.
غالبًا ما توصف بأنها «توسكانا من دون سياح»، وحدهم الذوّاقة يتوجهون رأسًا إليها لتذوق طبقها التقليدي Risotto alla Piemontes (أرز مع الزبدة والجبن)، و«تاجارين» tajarin (تاغلياتيلي رفيعة) و VITELLO «فيتيلو» (لحم العجل مع صلصة التونة)، وحليب وجبن الماعز اللذيذة مع الكمأة البيضاء النادرة، وأرز لأربوريو، والبوظة والبندق... كل هذه الأطباق تقدّم في مطاعم مترفة، تجعلك تمضين فترة في تناول وجبة طعام بأسلوب مخملي. من السهل أن نرى لماذا بييمونتي هي واحدة من المناطق الأكثر جذبًا لهواة الطهو في إيطاليا اليوم.