تعد سنغافورة من أكثر المناطق السياحية شهرة في العالم. رغم أنها لم تكن فيما مضى سوى مجرد جزيرة صغيرة تتحسس طريقها على خريطة آسيا.
وتقع سنغافورة في أقصى جنوب شرق القارة الآسيوية، عند الطرف الجنوبي من شبه جزيرة ملايو، ويفصلها عن ماليزيا مضيق جوهور وعن جزر رياو الاندونيسة مضيق سنغافورة.
ورغم أنها تعتبر رابع أهم مركز مالي في العالم، ومدينة عالمية تلعب دورا مهما في الاقتصاد العالمي، ويعد مرفأها هو خامس مرفأ دولي من ناحية النشاط، إلا أن السياحة فيها تساهم بنصيب كبير في الإقتصاد الوطني لما تتميز به من جذب كبير، حيث استقبلت في العام 2014م أكثر من 13 مليون سائح، وهو ما يمثل ضعف عدد سكان الدولة.
الأكثر عولمة
وعلى الرغم من أن سنغافورة تبدو كدولة عبارة عن مدينة واحدة نظرا لصغر مساحتها، إلا أنها تتمتع بهذا النشاط الاقتصادي الكبير، كما تعد من أدنى الدول من حيث معدل الجرائم فيها، وهو ما يعد من أكثر أسباب جذبها السياحي، بالإضافة إلى إمكانية زيارتها في أي وقت من السنة بسبب مناخها الاستوائي، إلا أن أفضل شهور الزيارة وأكثرها كثافة هي شهور يونيو ويوليو وأغسطس.
ولسنغافورة تاريخ حافل بالمهاجرين. فسكانها الذين يصل تعدادهم نحو 6 ونصف مليون نسمة، وهم خليط من الصينيين والملايويين والهنود والآسيويين من ثقافات مختلفة والقوقازيين، كما يعتبر 42% من سكان الجزيرة من الأجانب الوافدين للعمل أو للدراسة، ولذلك تعد سنغافورة ثالث دولة في العالم من ناحية الكثافة السكانية بعد ماكاو وموناكو.
وفي عام 2006م، حظت جمهورية سنغافورة بلقب «المدينة الأكثر عولمة» في العالم حسب مؤشر العولمة، رغم أنها قبل الاستقلال في عام 1969م، كان الناتج المحلي الإجمالي هو 511 دولارا، وكان يعتبر ثالث أعلى ناتج في آسيا الشرقية في ذلك الزمن. وبعد الاستقلال أدت سياسة الاستثمار وتشجيع الصناعة إلى تحديث اقتصادها، حتى أصبحت تمتلك تاسع أعلى احتياطي في العالم.
الأجود أسيويا
وفي مؤشر جودة الحياة الذي تنشره مجلة «الايكونوميست»، حصلت سنغافورة على الدرجة الأولى في آسيا والمرتبة الحادية عشرة على مستوى العالم، ووفق مؤشر القيود «هينلي فيزا» عام 2014م، احتل جواز السفر السنغافوري المركز السادس على مستوى العالم، حيث يمكن لحامله أن يدخل 167 دولة من دون الحصول على تأشيرة مسبقة.
وعلى الرغم من صغر مساحتها (710 كليومتر مربع) إلا أن سنغافورة تتمتع بالعديد من أماكن الجذب السياحي، مثل حديقة الحيوانات وطريق الثمرة والسفاري الليلي ومتنزه جورونغ للطيور النادرة والبرية، وجزيرة سينتوسا التي زارها نحو 20 مليون سائح في 2014م، ويوجد في سنغافورة من 20 إلى 30 مَعلَما سياحيا مثل حصن سيلوسو الذي تحصنت به القوات اليابانية في الحرب العالمية الثانية وبرج سكاي لاين، ولوج سينتوسا، وتلفريك وكازينوهات ساندوز، وخليج مارينا.
وتمتلك سنغافورة ما يجعلها مكانا لعطلتك بسبب العديد من مناطق الجذب السياحي والمتعة في هذا البلد. فقد سجلت سنغافورة بين السياح الأجانب كوجهة سياحية جذابة. فلديها صناعة سياحية متطورة، باعتبارها مدينة عالمية تبرز الانسجام العرقي والثقافي، كما تعتبر مركزا لرجال الأعمال في جنوب شرق آسيا. فسنغافورة تشتهر بمنطقة التسوق المزدهرة التي تقع في منطقة شارع البستان، والمليئة بالعديد من مراكز التسوق، وتذخر بالعديد من الفنادق الفاخرة.
يونيفرسال ستوديوز سنغافورة
ومن أشهر مناطق الجذب الأخرى في سنغافورة يوجد «يونيفرسال ستوديو» الذي أصبح أعلى مناطق الجذب السياحي هناك. حيث يقع يونيفرسال ستوديوز في منتجع سنتوسا العالمي، الذي يتضمن منتجعا متكاملا حديثا افتتح رسميا في أبريل من عام 2010م.
وينقسم يونيفرسال ستوديوز سنغافورة إلى 7 مناطق تعد الأولى من نوعها في العالم، وتضم عوالم مختلفة، مثل عالم الديناصورات، وعالم الماء، ومصر القديمة وأسرار العلوم والمومياوات الفرعونية، والخيال العلمي؛ وهي مدينة للمستقبل. فيونيفرسال ستوديوز سنغافورة بها ما يزيد على 30 مطعما وعربة طعام تنتشر حول الحديقة الفريدة من نوعها.
حدائق ومطاعم
حديقة حيوان سنغافورة هي واحدة من مناطق الجذب السياحي الرئيسية للصغار والكبار معا من زوار تلك الدولة الصغيرة، حيث تضم آلاف الحيوانات النادرة، وهي تجتذب الزوار والسياح نهارا، كما تجتذب عشاق السفاري ليلا، كما توفر حديقة الحيوان في سنغافورة «الغابات المطيرة» كوسيلة للعب الأطفال إلى جانب منطقة اللعب بالمياه والمحميات والحياة البرية.
وفي وسط المدينة تقع منطقة الحدائق النباتية، فيما يشبه الغابة الصغيرة بجوار مستشفى «غلين إيغلز». وحدائق سنغافورة النباتية لديها مجموعة كاملة نسبيا من النباتات، وتبلغ مساحتها حوالي 64 فدانا، وتعد أعلى مناطق الجذب السياحي، لما تتمتع به من مناظر خلابة وأشجار مورقة وبحيرة للبجع وحديقة لزهور الأوركيدا الوطنية والتلال وبساتين الفاكهة.
وعلى الشاطئ يوجد رصيف القوارب والعديد من المطاعم والحانات والنوادي في جو مبهج ومفعم بالموسيقى الصاخبة والأضواء، وهو المكان الأكثر جذبا للسياح من الشباب والمتزوجين، حيث يتمتع بأجواء مرحة، وكذلك أجواء رومانسية تجذب إليها آلاف الزوار والسياح يوميا.
الطيران والعجلة الدوارة
وتقدم سنغافورة خدمة فريدة لزائريها، حيث تمكنهم من تذوق ركوب أو قيادة طائرة بوينغ 737 وهي من الطائرات الأكثر شعبية والأكثر نجاحا في العالم، فيمكنك أن تشعر بالرحلة مع مدرب من ذوي الخبرة داخل قمرة قيادة بصرية تعد الأكثر تطورا في العالم.
كما تحظى سنغافورة بأكبر عجلة دوارة في العالم، والتي تعد من أشهر معالمها الرئيسية منذ افتتاحها عام 2008م، حيث يصل ارتفاعها إلى 165 مترا، وتتيح رؤية 360 درجة بانورامية من سنغافورة والمنطقة، وتقع في خليج مارينا، مع مجموعة واسعة من المحلات التجارية والمطاعم، وهناك «الأذين المركزي» الذي يؤدي إلى الغابات الاستوائية المورقة، ومسرح الهواء الطلق، والطائرة التي تتيح إطلالات رائعة على شارع خليج مارينا.
المتحف الوطني
ويعد المتحف الوطني هو أقدم متاحف سنغافورة مع تميزه بروح الابتكار والتطور والتنوع، فقد صمم ليكون متحفا مبتكرا يقدم طرقا لإعادة تعريف تجربة المتحف التقليدية. فهو أكثر من مجرد غرفة لتنظيم المعارض والمصنوعات اليدوية، فهو عبارة عن مبنيين مستطيلين، مع قبة في الجزء الأمامي من المبنى، ليتميز أيضا بالمهرجانات والفعاليات التي من شأنها تعزيز الطاقة الإبداعية في الثقافة والتراث.
مارينا باي ساندز
مارينا باي ساندز هو ثاني منتجع متكامل في سنغافورة، بعد منتجع سنتوسا العالمي المعروف. ويقع في منطقة مارينا باي، حيث انضم إلى رموز سنغافورة التي وقفت بالفعل مثل تمثال الميرليون، والمتنزه والعجلة.
ومارينا باي ساندز بناء رائع يعد الأغلى فى العالم بتكلفة تصل إلى 5.72 بليون دولار أمريكى، حيث إنتزع اللقب من فندق قصر الإمارات بأبوظبى والذى تكلف 3 بليون دولار أمريكى، ويتضمن هذا البناء فنادق بسعة 2560 غرفة ومركز للمؤتمرات على مساحة 120 ألف متر مربع، ومركز للتسوق، وستة مطاعم، ومتحف للفنون والعلوم، ومسرحين، وكازينو بسعة 500 طاولة.
ويضم مارينا باي ساندز مرافق كاملة تضمن كل ما يحتاجه النزيل دون الحاجة للخروج من هذه المنطقة مثل الكازينو، سكاي بارك الرمال، الفندق، المطعم، المقهى. وهناك أيضا كشك الأغذية الذي يوفر أطعمة بنكهات محلية. بالإضافة إلى ذلك فمنتجع مارينا باي يعد من الأماكن المحببة لمحبي التسوق، حيث تم تجهيزه بمراكز فاخرة للتسوق، ومجموعة متنوعة من تجار التجزئة والمطاعم ذات المستوى العالمي تجعل من هذا المكان هو أكبر مركز تجاري فخم في سنغافورة.
أما الجوهرة الحقيقية لهذا البناء الغريب فتكمن في «تاجه». فهو مكون من ثلاثة أبراج ترتفع لـ200 متر يعلوهم «السكاى بارك» بمساحة 9941 مترا مربعا، ويعمل كمرصد عام، وبه مسارات للركض، والحدائق والمطاعم والصالات.، بالإضافة لحمام سباحة مذهل بمساحة 1396م مربع، يتيح للضيوف في الفندق ان يتمتعوا بمناظر تحبس الأنفاس، تطل على مدى أفق سنغافورة، ليحول تجربة السباحة فيه إلى سباحة في السماء، حيث يتربع تاج البرج فوق واحد من أكبر الأعمدة في العالم بطول 65م، ويمكن أن تتسع الحديقة الرائعة لـ3900 شخص، وهو أطول من برج إيفل.
قطار الشرق السريع
ويتاح لزائر سنغافورة بعد قضاء رحلته الحافلة فيها أن يستقل إحدي عربات قطار الشرق السريع البراقة الذي يصل بين سنغافورة وبانكوك، ويتوقف في بنانغ وكوالالمبور، إنها رحلة في الزمن الماضي حينما كان السفر مغامرة مثيرة تتم على مهل في مركبات فارهة.
يتسع هذا القطار الفاخر لـ132 راكباً يجلسون في عربات باذخة الترف، يعيد ديكورها المميز الذاكرة إلى صورة العهد الاستعماري، حيث كان زمن الرخاء ومصابيح الغاز تشيع أجواء من المتعة في رحلة الليل الفريدة بين بنانغ وسنغافورة، حيث يستعيد الراكب ذكريات الماضي، والتي تكمل رونقها فخامة الأثاث الداخلي وديكور التبطينات الخشبية، وكذلك الخدمة الراقية التي تقدم من العاملين، عبر مطعم متخصص في الوجبات المحلية اللذيذة لتمتزج الرحلة الوثيرة بسحر الشرق وغموضه، وكذلك بطبيعته الساحرة حينما يمر القطار بالريف الماليزي والغابات الخضراء وحقول الأرز، ويمكن الاستمتاع بتلك المناظر الخلابة عبر عربة المشاهدة المكشوفة أثناء مروره بالحقول على الجانبين بعمل المزارعين، والبيوت المقامة على الركائز، والأطفال يمرحون في مياه النهر، كما يمكن أيضا مشاهدتها جميعاً عبر مقعد مريح داخل القطار، وأيضا وهو يمر بالخط الساحلي الجميل
يتسع هذا القطار الفاخر لـ132 راكباً يجلسون في عربات باذخة الترف، يعيد ديكورها المميز الذاكرة إلى صورة العهد الاستعماري، حيث كان زمن الرخاء ومصابيح الغاز تشيع أجواء من المتعة في رحلة الليل الفريدة بين بنانغ وسنغافورة، حيث يستعيد الراكب ذكريات الماضي، والتي تكمل رونقها فخامة الأثاث الداخلي وديكور التبطينات الخشبية، وكذلك الخدمة الراقية التي تقدم من العاملين، عبر مطعم متخصص في الوجبات المحلية اللذيذة لتمتزج الرحلة الوثيرة بسحر الشرق وغموضه، وكذلك بطبيعته الساحرة حينما يمر القطار بالريف الماليزي والغابات الخضراء وحقول الأرز، ويمكن الاستمتاع بتلك المناظر الخلابة عبر عربة المشاهدة المكشوفة أثناء مروره بالحقول على الجانبين بعمل المزارعين، والبيوت المقامة على الركائز، والأطفال يمرحون في مياه النهر، كما يمكن أيضا مشاهدتها جميعاً عبر مقعد مريح داخل القطار، وأيضا وهو يمر بالخط الساحلي الجميل