كل يوم فيه حاجة بتطور في كل مجال من مجالات الحياة. كل اللي وصلنا له النهارده ما حصلش من يوم وليلة؛ ده كان نتيجة أن واحد في زمن ما طلع بفكرة اشتغل عليها لحد ما طلّعت نتيجة، علشان يجيء يوم وواحد ثاني يطور النتيجة اللي وقف عندها اللي قبله، وهكذا. قيس على كده كل المجالات، هتلاقي كل حاجة إحنا وصلنا لها النهاردة كان لها بداية. الفن من ضمن الحاجات اللي حصل لها تطور كبير؛ بدأت بنقوش على حيطان الكهوف ووصلت لاستخدام أي خامة ممكن تقع في إيد الفنان. يعني من الآخر تطور في الشكل والمضمون والخامة وحتى الغرض الوظيفي منه.
وبما أن الفنانين زي أي مبتكر بيدوّروا على تقديم كل ما هو جديد، هنلاقي أن معظمهم بيقدموا الأعمال اللي بتتميز بالحداثة والتجريد؛ خطوط مجنونة ومساحات لونية وأشكال مجردة وغامضة، وبقت اتجاهات الفنون اللي سبقت الاتجاه الحالي تعتبر أكاديمية أو كلاسيكية. مع أن الفن يعتبر تقريبًا المجال الوحيد اللي ممكن ببساطة ترجع بالزمن فيه لوراء، وتعمل عمل فني متأثر بالفنون القديمة، بعكس مجالات كثيرة زي الطب مثلًا اللي استخدام الأساليب التقليدية فيه هيكون عيب مش ميزة، وعيب مضحك واحتمال كوارثي كمان.
معرض الفنانين ألفونس لويس وسركيس طوسونيان في جاليري سفرخان في الزمالك كسر قاعدة إدمان الفنانين للفن الحديث، وأثبت لنا أن مهما تطور الفن، هتفضل الفنون اللي سبقت هي الأصل والأساس لكل اللي وصلناه له النهارده؛ بيضم المعرض مجموعة من الأعمال النحتية للفنان سركيس طوسونيان، وقطع فنية متنوعة متعددة الخامات للفنان ألفونس لويس. وعلشان نسهل عليكم الموضوع، هنحكي عن كل فنان لوحده.
مجموعة الفنان سركيس طوسونيان عبارة عن تماثيل من البرونز، وهي مستوحاة من طراز العصر اليوناني- الروماني. المجموعة غلب عليها مجموعة كبيرة من التماثيل اللي خامتها معالجة بطريقة توحي بأنها قطع أثرية متآكلة من قعدتها في قاع البحر -زي أغلب القطع الأصلية اللي المكتشفين بيلاقوها من العصر ده.
التماثيل مقسمة لنوعين بيجمع بينهم أن حجمهم صغير؛ النوع الأول عبارة عن Busts (اللي بتصور رأس الإنسان كتافه فقط) وتماثيل لأجسام بشرية كاملة. من النوع الأول عجبنا عمل اسمه "زورا II" وهو رأس لسيدة تفاصيل وشها مجردة لحد ما، أما شعرها واللي كان الغالب في تفاصيل التمثال ككل كان سطحه معالج بحيث يكون فيه مساحات من البرونز اللامع. اللي عجبنا فيه أن شكلها ككل بسيط ولكن مش خالي من التفاصيل الجمالية. نقدر نقول أن التمثال ده فيه نوع من التأثر بالحضارة المصرية القديمة، واللي حسسنا بده كانت ملامح وجه التمثال وشكل شعرها.
أما التماثيل الأجسام البشرية الكاملة، فعجبنا منها المجموعة اللي صور فيها الفنان فتايات وهي لابسة أوشحة -سطحها من البرونز اللامع- تشبه لحد كبير ملابس الزمن اللي استوحى منه أعماله، أكثر تمثال عجبنا كان اسمه "المراهقة II". المعروف أن الفنان بيحرص على أنه يدخل الوشاح الذهبي في الأعمال اللي بيصور فيها المرأة، كنوع من التأكيد على دورها في نهضة أي حضارة وكتكريم لها.
أما مجموعة الفنان ألفونس لويس فكانت بتجمع بين عصور كثيرة؛ ما بين الفن القبطي والإسلامي حتى الفرعوني. القطع المعروضة للفنان كان داخل فيها كذا خامة مع بعض؛ أبرزها الخشب والمعادن القديمة. أكثر عمل عجبنا في المجموعة كان موجود على بوستر المعرض، وهو اللي حمسنا أننا نزوره. العمل –والمتأثر بالفن القبطي- عبارة عن قطع من الخشب المجمع اللي بيوحي لشكل مبسط للمراكب، ومعلق في القطعة دي مجموعة من المثلثات المعدنية القديمة وحلقة معدينة في كل جنب. أما رأس المركب –لو هتقول عليها مركب- فقطعة الخشب منحوت عليها بشكل سيمتري زخارف نباتية وإنسانية وفي الوسط في صليب. القطعة منفذة بحرفية شديدة لدرجة أننا مش مصدقين أنها مصنوعة في وقتنا الحالي.
لاحظنا برضه أن كل قطعة فنية للفنان مجمعة أكثر من طراز فني، فممكن ضمن التفاصيل الصغيرة تلمح رمز من رموز كل طراز؛ أشكال هندسية وهلال من الطراز الإسلامي، طيور وزخارف نباتية من القبطي، وتيجان من أغصان الزيتون والنباتات من الطراز اليوناني. واللي كلها بقت رموز مستخدمة في الفن الشعبي المصري.
صحيح الموسم الفني لسه ما خلصش؛ قدامه حوالي شهر كمان وتبدأ المعارض أجازاتها، إلا أن المعرض ده بالذات بنعتبره من أهم المعارض اللي زرناها السنة دي. مش بس لأنه بيقدم حاجة جديدة ومختلفة عن السائد، ده كمان منفذ بطريقة ممتازة أثبتت أن المثل المشهور "من فات قديمه تاه" صح جدًا.
وبما أن الفنانين زي أي مبتكر بيدوّروا على تقديم كل ما هو جديد، هنلاقي أن معظمهم بيقدموا الأعمال اللي بتتميز بالحداثة والتجريد؛ خطوط مجنونة ومساحات لونية وأشكال مجردة وغامضة، وبقت اتجاهات الفنون اللي سبقت الاتجاه الحالي تعتبر أكاديمية أو كلاسيكية. مع أن الفن يعتبر تقريبًا المجال الوحيد اللي ممكن ببساطة ترجع بالزمن فيه لوراء، وتعمل عمل فني متأثر بالفنون القديمة، بعكس مجالات كثيرة زي الطب مثلًا اللي استخدام الأساليب التقليدية فيه هيكون عيب مش ميزة، وعيب مضحك واحتمال كوارثي كمان.
معرض الفنانين ألفونس لويس وسركيس طوسونيان في جاليري سفرخان في الزمالك كسر قاعدة إدمان الفنانين للفن الحديث، وأثبت لنا أن مهما تطور الفن، هتفضل الفنون اللي سبقت هي الأصل والأساس لكل اللي وصلناه له النهارده؛ بيضم المعرض مجموعة من الأعمال النحتية للفنان سركيس طوسونيان، وقطع فنية متنوعة متعددة الخامات للفنان ألفونس لويس. وعلشان نسهل عليكم الموضوع، هنحكي عن كل فنان لوحده.
مجموعة الفنان سركيس طوسونيان عبارة عن تماثيل من البرونز، وهي مستوحاة من طراز العصر اليوناني- الروماني. المجموعة غلب عليها مجموعة كبيرة من التماثيل اللي خامتها معالجة بطريقة توحي بأنها قطع أثرية متآكلة من قعدتها في قاع البحر -زي أغلب القطع الأصلية اللي المكتشفين بيلاقوها من العصر ده.
التماثيل مقسمة لنوعين بيجمع بينهم أن حجمهم صغير؛ النوع الأول عبارة عن Busts (اللي بتصور رأس الإنسان كتافه فقط) وتماثيل لأجسام بشرية كاملة. من النوع الأول عجبنا عمل اسمه "زورا II" وهو رأس لسيدة تفاصيل وشها مجردة لحد ما، أما شعرها واللي كان الغالب في تفاصيل التمثال ككل كان سطحه معالج بحيث يكون فيه مساحات من البرونز اللامع. اللي عجبنا فيه أن شكلها ككل بسيط ولكن مش خالي من التفاصيل الجمالية. نقدر نقول أن التمثال ده فيه نوع من التأثر بالحضارة المصرية القديمة، واللي حسسنا بده كانت ملامح وجه التمثال وشكل شعرها.
أما التماثيل الأجسام البشرية الكاملة، فعجبنا منها المجموعة اللي صور فيها الفنان فتايات وهي لابسة أوشحة -سطحها من البرونز اللامع- تشبه لحد كبير ملابس الزمن اللي استوحى منه أعماله، أكثر تمثال عجبنا كان اسمه "المراهقة II". المعروف أن الفنان بيحرص على أنه يدخل الوشاح الذهبي في الأعمال اللي بيصور فيها المرأة، كنوع من التأكيد على دورها في نهضة أي حضارة وكتكريم لها.
أما مجموعة الفنان ألفونس لويس فكانت بتجمع بين عصور كثيرة؛ ما بين الفن القبطي والإسلامي حتى الفرعوني. القطع المعروضة للفنان كان داخل فيها كذا خامة مع بعض؛ أبرزها الخشب والمعادن القديمة. أكثر عمل عجبنا في المجموعة كان موجود على بوستر المعرض، وهو اللي حمسنا أننا نزوره. العمل –والمتأثر بالفن القبطي- عبارة عن قطع من الخشب المجمع اللي بيوحي لشكل مبسط للمراكب، ومعلق في القطعة دي مجموعة من المثلثات المعدنية القديمة وحلقة معدينة في كل جنب. أما رأس المركب –لو هتقول عليها مركب- فقطعة الخشب منحوت عليها بشكل سيمتري زخارف نباتية وإنسانية وفي الوسط في صليب. القطعة منفذة بحرفية شديدة لدرجة أننا مش مصدقين أنها مصنوعة في وقتنا الحالي.
لاحظنا برضه أن كل قطعة فنية للفنان مجمعة أكثر من طراز فني، فممكن ضمن التفاصيل الصغيرة تلمح رمز من رموز كل طراز؛ أشكال هندسية وهلال من الطراز الإسلامي، طيور وزخارف نباتية من القبطي، وتيجان من أغصان الزيتون والنباتات من الطراز اليوناني. واللي كلها بقت رموز مستخدمة في الفن الشعبي المصري.
صحيح الموسم الفني لسه ما خلصش؛ قدامه حوالي شهر كمان وتبدأ المعارض أجازاتها، إلا أن المعرض ده بالذات بنعتبره من أهم المعارض اللي زرناها السنة دي. مش بس لأنه بيقدم حاجة جديدة ومختلفة عن السائد، ده كمان منفذ بطريقة ممتازة أثبتت أن المثل المشهور "من فات قديمه تاه" صح جدًا.