ألفي بك - Alfi Bek

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع menna
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

menna

:: مسافر ::
18 يونيو 2016
867
2
0
32
cairo
، مفيش حاجة أحلى من المطاعم صاحبة التاريخ والقصة الفريدة. على شارع الألفي في وسط البلد، تاريخ الكنز ده يرجع لسنة 1938، ويعتبر من المعالم الأثرية هناك باعتباره ملتقى الُكتّاب، السياسيين، الفنانين والعلماء.

بعد افتتاحه على يد عبد القوي عبد ربه، ألفي بك ظهر في جرنال الأهرام في نسخة 12 ديسمبر 1938 - وقتها الأهرام كانت عبارة عن صفحة واحدة - وأشادوا فيها بقدرته الهائلة على جذب أرقى الطبقات الإجتماعية ساعتها بعد ما فتح بشهر واحد بس، والسبب يرجع للأكل الجامد، الخدمة الممتازة والنظافة في كل حاجة.
article_standard_8258_20150309_54fdcbb48c717.jpg

دلوقتي، المطعم لسه بـ تديره الأسرة تحت إشراف حفيد عبد القوي عبد ربه. بعد ما عدّى عليه كذا جيل، المطعم لسه محافظ على سحره والموظفين هناك بـ يقدموا أحسن خدمة. من هنا، حسّينا بنوع من الزعل بعد ما شوفنا العدد القليل من الزبائن في مكان كان يوم من الأيام من أشهر المطاعم وأكثرها حيوية.

أول ما وصلنا ألفي بك، ومن الشبابيك الزجاج الكبيرة، شوفنا النجف اللامع بـ يرفرف فوق مساحة المطعم الكبيرة المجهزة بترابيزات وحوائط مُزيّنة بمنسوجات شرقية ولوحات عليها مشاهد مصرية قديمة. في آخر المطعم، هـ تشوف صفحة الجرنال اللي تكلمنا عليها وفيها صورة لما فتح المطعم.

الجرسونات بالجواكيت الحمراء على الطراز القديم فوق قمصان بيضاء كانوا هائلين، وبـ يرشحوا لنا حاجات من المنيو وعرّفونا على أشهر الأطباق وأحسن أنواع اللحوم.

نروح على المُقبّلات، واللي طلبنا منها: سلاطة زبادي (7 جنيه) مع طبق سمبوسك جبنة (15 جنيه). بعد كده دخلنا على الأطباق، واختيارنا كان طلب أرز باللحم (13 جنيه) وربع كيلو كفتة (30 جنيه). طلبنا كمان طبق محشي (15 جنيه).

أول حاجة وصلت سلاطة الزبادي، بقوامها الخفيف وطعمها المنعش، بس المشكلة كانت مع السمبوسك الجافة نوعاً ما.

كمان كمية الأرز باللحم كانت قليلة شوية؛ اللحم مع الصلصة كان مزز ولذيذ، بس ثقيل شوية على المعدة. لو قررت تطلب الطبق ده، أنصحك تطلب طبق تاني معاه.

المشاكل دي محصلتش – أو مفيش مشاكل أصلًا – مع الكفتة. الأسياخ الكبيرة فوق فرش من البقدونس كانت عصارية وطعمها روعة، والفضل يرجع للتبيلة والشوي المضبوط. كمان، طعم المحشي الحادق شوية مع خلطة الأرز بتاعته كان ممتاز، ومن هنا، نقدر نقول أن المحشي هو كمان في الامتحان.

الأكل عند ألفي بك أكيد تجربة مميزة، خصوصًا لما تتأمل في تاريخ المكان العريق. الكميات ممكن تشوفها قليلة لكن المكوّنات الثقيلة شبعتنا جدًا ومفيش مكان لنفس زيادة. عمومًا، مفيش تغيير في روح المطعم من وقتها، وكده أحسن طبعًا. الأماكن اللي لها تاريخ وروح للأسف بـ تنقرض سريعًا من القاهرة.