تملك باريس ثقافة وحضارة عميقة تعود لعدة قرون مضت. يتمثل تاريخ باريس بالقصور والمدارج وقلعة اللوفر وجامعة باريس التي بنيت في 1200 قبل الميلاد. تحولت الجزيرة المركزية في باريس إلى الميدان الحكومي واشتملت على عدة مؤسسات واحتوى الجزء الشمالي منها على الجامعة بينما أصبح الجزء اليميني مركز التجارة. سوق ليس هولز كان المركز التجاري للمدينة وقد اعتبرت المدينة إحدى أهم المدن في ذلك الوقت.
خلال الحرب التي أستمرت مئات الأعوام ، فقدت باريس مركزها كعاصمة لفرنسا بسبب احتلال الحلفاء الإنجليز لها أثناء الحرب. وقد استردت من قبل تشارلز السابع في 1437 ومنذ ذلك الحين أصبحت تحت حكم الحزب الكاثوليكي بقيادة الملك هنري الرابع. وقد كانت كذلك المرحلة المركزية للثورة الفرنسية.
وبسقوط الباستيل عام 1789، دخلت باريس عصراً جديداً في التاريخ الفرنسي. وفي القرن 19 دخلت باريس في الثورة الصناعية حيث ظهرت السكك الحديدية بها وتطورت الصناعات في مختلف أنحاء المدينة مما جعلها مركزاً للعمالة المهاجرة من مختلف أنحاء القارة الأوروبية.
أثناء حكم نابليون الثالث لباريس، استكمل ترميم المدينة وتم تحويل الشوارع الضيقة في عهد القرون الوسطى إلى شوارع عريضة تمثل باريس الحديثة على الرغم من أن هذا التطوير أجري لغرض شرير ألا وهو السيطرة على الثورات والحشود المستقبلية. منذ ذلك الحين، مرت المدينة بتقلبات عدة كالوباء الذي قتل الآلاف والحصار الذي أعاد أرشيفات الحكومة التي فقدت في النيران.
لقد تعافت باريس من هذه الأحداث بصورة سريعة. وقد بني برج إيفل في 1889 كأطول عمارة في العالم حتى عام 1930 وهو يعد مفتاح لجذب السياح للمدينة.
وقد أطلق قطار باريس للأنفاق (الميترو) وأصبح وجهة رائعة للسياح كذلك. بالإضافة إلى ذلك، فقد لَعبت معارض المدينة العالمية أدواراً رئيسيةَ أيضاً لتَطوير السياحة في المدينة ولعبت كذلك دوراً محورياً لتطوير المدينة. منطقة لي ديفانس، منطقة عمل المدينة، كانت موقعاً لاستعراض النصر ولإجراء العديد من مفاوضات السلام.
عززت المدينة سمعتها كمجتمع ثقافي وفني واشتهرت أيضاً بالحياة الليلية. وقد أتى الفنانون من مختلف أنحاء العالم للمدينة كالرسامين الإسبانيين بابلو بيكاسو ودالي، والكاتب الأمريكي إنرست همنغواي.
في يونيو 1940 سقطت باريس ضحية للقوات الألمانية ولكنها حررت في أغسطس عام 1944. ومنذ ذلك الوقت، شهدت المدينة الكثير من التطور. توسعت الضواحي الباريسية إلى حدٍ كبير في نفس الوقت الذي شهدت به المدينة تطوراً من ناحية بناء الأنفاق والطرق السريعة التي تحيط بالمدينة. حولت هذه التطورات مدينة باريس إلى مدينة آمنة ومعاصرة للثقافة والصناعات التقنية المتطورة. تمتلك المدينة أحد أعلى الدخول في أوروبا على مستوى الفرد كما وتعد باريس مساهماً اقتصادياً أساسياً في اقتصاد العالم.