«بيننا وبين محطة بحمدون عشق متواصل، لا يمكن أن يشيخ أو يتراجع منذ الخمسينات وحتى الآن»، هكذا يصف السائح الكويتي محمد الحوطي، علاقة السياح الكويتيين ببلدة بحمدون الجبلية، وهو يسير ليلا في شارعها الرئيسي برفقة عائلته.
والمعروف أن بحمدون باتت تسمى «بحمدون الكويتية»، لكثرة السياح الكويتيين، ناهيك بنظرائهم السعوديين والقطريين والإماراتيين.
«ورشات التحضيرات شارفت على الانتهاء، شأنها شأن التحضيرات في الفنادق، فيما أصحاب الأملاك جهزوا بيوتهم، في وقت باشر فيه المصطافون تكليف وكلائهم بإنجاز ما يحتاجونه من أثاث، أما أصحاب الشقق فقد أتموا كل شيء، ونحن ننتظر موسم اصطيافي واعدا»، يقول أسطا أبو رجيلي رئيس بلدية بحمدون المحطة في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن بلدته استعادت دورها كأبرز مصايف لبنان، رغم صغر مساحتها 2 كم (بحجم سوليدير، أو مونتي كارلو الفرنسية)، وباتت تضم 12 فندقا أهمها: «السفير الكارلتون»، و«شيراتون».
ويؤكد أبو رجيلي أن كل ما يُتداول عن تأثر الموسم السياحي بالأوضاع السياسية لا أساس له من الصحة، لأن الأمن ممسوك، ولا حوادث أمنية تذكر، والفضل يعود إلى القوى الأمنية وشرطة البلدية. «أنا متفائل بالموسم السياحي هذا العام، بعد ما سمعته من الإخوة السعوديين والقطريين والكويتيين خصوصا؛ والخليجيين عموما، خلال زياراتي الخليجية عن حركة السياح الذين سيزوروننا هذا الصيف»، يوضح أبو رجيلي، معولا على الجو العائلي الخليجي المحصن بجهاز بحمدون البلدي، الذي يراقب عن كثب كل شاردة وواردة على مدار الساعة.
وانسجاما مع خصوصيات المصطاف، فإن بحمدون تمتاز بظاهرة الجهاز النسائي البلدي المكون من 40 فتاة، معظمهن من خريجات الجامعات، ويقمن بمهام متعددة (شرطة رصيف، سير، تحر، مكافحة غش، ملاحقة المخالفات)، سيما أن الشارع بأغلبيته من النساء (70%)، والأطفال 20%، والرجال 10%.
والسبب أن أغلب السياح، يرسلون عائلاتهم إلى بحمدون، ويذهبون إلى أعمالهم داخل وخارج لبنان.
وزراء ودبلوماسيون كويتيون وسعوديون تراهم من وقت لآخر يجوبون الشارع، وكأنهم أناس عاديون، تاركين وزاراتهم وأعباءهم قاصدين النقاهة وراحة البال، ولا يكتمل المشهد إلا عند جلوسهم في الديوانية، يتسامرون مع سفراء ورعايا بلدهم، يشربون الشاي والقهوة ويحدثون أبو رجيلي عن ملاحظاتهم.
ومن أشهر الديوانيات الكويتية، في البلدة التي تبعد 22 كم عن العاصمة بيروت وتقع على ارتفاع 1000 متر عن سطح البحر: ديوانية الراشد، والغانم، والفليكاوي، والصقعبي.
وعلى بعد كيلومترات من بحمدون، استعادت عروس المصايف عاليه الكثير من تقاليدها الشعبية، بحسب ما يشير رئيس بلديتها وجدي أبو مراد، معلنا أن الشارع الرئيسي في البلدة، سيتحول إلى «café trotoire»، وسيكون معلما سياحيا بكل معنى الكلمة.
ويكشف عن إقامة مهرجانات سياحية متنوعة، إضافة إلى حدث كبير، ليس على مستوى عاليه فحسب؛ بل على مستوى لبنان، يكمن في إقامة القرية العالمية، التي سيشارك فيها 14 دولة كتجسيد مصغر للقرية العالمية في دبي، حيث ستعرض هذه الدول، أحدث ما عندها من مطاعم وملاه وعادات وتقاليد وفنون سياحية على مساحة 60000 متر مربع.
وانتقالا إلى محبي التسوق، فهم على موعد قريب لافتتاح مشاريع عملاقة، مثل المول الضخم عند مدخل البلدة، وآخر بالقرب من السرايا، فضلا عن 3 فنادق من فئتي 4 و5 نجوم.
والمميز في التحضيرات، هو وضع اللمسات الأخيرة على قصر أمير قطر في عاليه، والذي سيكون جاهزا خلال فترة وجيزة لتمضيته فصل الصيف فيه.
«عاليه بمثابة الدوحة، وهذا ما نلمسه على الأرض منذ سنوات. لبنان بلدي الثاني، أنا لا أشعر بأي غربة، فالاهتمام ممتاز، وكل شيء متوفر، نحن نشعر بالراحة والسعادة والأمن، وحريصون على قضاء شهر رمضان هنا»، يؤكد محمد العطية (قطري)، بعد لحظات من تناوله العشاء في أحد المطاعم اللبنانية برفقة صديق له.
أما أحمد العنيزي (سعودي) فله أسبابه الخاصة، لاختيار عاليه دون غيرها: «الشعب اللبناني شعب مضياف، لقد اصطاف جدي ووالدي هنا، وها أنا اليوم على الطريق ذاته، لأنها مدينة فريدة ومحببة إلينا وأهلها كرام، ورئيس بلديتها شاب ديناميكي، نعتبره أخا لنا، فهو يتفقدنا باستمرار، ويتابع أمورنا كأي مسؤول سعودي».
أمن المصطافين على رأس أولويات مراد، حيث لديه شرطة رصيف يشبهون الناس العاديين في لباسهم، وهم متخصصون بمكافحة ظاهرة السرقة والنشل. «الخليجي متل ابن البلد، ما يصيبه يصيبنا، وهذا ينسحب على أمور كثيرة منها مراقبة الأسعار، والمحافظة على النظافة، وراحة الساهرين» يقول مراد، معتبرا أن فصل الاصطياف سيكون واعدا وقويا.
أجواء الاصطياف اجتاحت أيضا منبت المشاهير، العروس الأولى في قضاء الشوف بلدة الباروك، المشهورة بينابيعها وبساتينها الغناء.
بلدة كانت تستهوي معظم الكتاب والشعراء والفنانين، خاصة المصريين منهم؛ «لقد أعددنا العدة لاستقبال الموسم، ونجتهد للفوز برضا المصطاف والسائح على حد سواء، وقد قمنا بتأمين جميع مستلزماته، ضمن شروط النظافة، والمراقبة الصحية، والأسعار المدروسة»، يؤكد أمين نخلة رئيس بلدية الباروك - الفريديس، مشددا على أن بلدته مشهورة بمقاهيها ومطاعمها المتراصة، على ضفاف ينبوع الباروك، حيث يجلس السائح مستمتعا بصوت الينبوع المشهور تاريخيا ببرودته صيفا.
ويتوقف نخلة عند المنتجات البيئية «المونة»، التي تنتجها محمية الباروك، إضافة إلى العسل، وجميع المنتجات البلدية التراثية والصحية.
ومما يعزز موسم الاصطياف هذا العام، مهرجانات بيت الدين التي تستضيف أهم الفنانين العرب والعالميين، وهي تعتبر مهرجانات عالمية، مما يضفي أجواء حماسية بين معظم المصطافين، الذين يصطحب بعضهم عادة أقاربه، أو أصدقاءه معه لمشاهدتها.
«إذا دقت فاكهة الباروك علقت»، مثل شائع يذكرنا به نخلة، وهو يتعلق بفاكهتها كالتفاح والإجاص والدراق.
وفي جولة على أحد المتنزهات على ضفاف نهر الباروك رافقنا فيها نخلة، التقينا س. الجوعان (كويتية)، التي حدثتنا بابتهاج عن زيارتها إلى البلدة لأول مرة: «لم أر بلدة بمواصفات سياحية كما رأيتها في الباروك. تناولت الغداء هنا، ثم صعدت إلى جبل الباروك لأتنشق هواءه العليل، وأستمتع برؤية أرزه في محمية أرز الباروك، إحدى أهم المحميات في الشرق الأوسط، أما صديقاتي فاختاروا ممارسة رياضة المشي داخل المحمية لساعات طويلة».
والمعروف أن بحمدون باتت تسمى «بحمدون الكويتية»، لكثرة السياح الكويتيين، ناهيك بنظرائهم السعوديين والقطريين والإماراتيين.
«ورشات التحضيرات شارفت على الانتهاء، شأنها شأن التحضيرات في الفنادق، فيما أصحاب الأملاك جهزوا بيوتهم، في وقت باشر فيه المصطافون تكليف وكلائهم بإنجاز ما يحتاجونه من أثاث، أما أصحاب الشقق فقد أتموا كل شيء، ونحن ننتظر موسم اصطيافي واعدا»، يقول أسطا أبو رجيلي رئيس بلدية بحمدون المحطة في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن بلدته استعادت دورها كأبرز مصايف لبنان، رغم صغر مساحتها 2 كم (بحجم سوليدير، أو مونتي كارلو الفرنسية)، وباتت تضم 12 فندقا أهمها: «السفير الكارلتون»، و«شيراتون».
ويؤكد أبو رجيلي أن كل ما يُتداول عن تأثر الموسم السياحي بالأوضاع السياسية لا أساس له من الصحة، لأن الأمن ممسوك، ولا حوادث أمنية تذكر، والفضل يعود إلى القوى الأمنية وشرطة البلدية. «أنا متفائل بالموسم السياحي هذا العام، بعد ما سمعته من الإخوة السعوديين والقطريين والكويتيين خصوصا؛ والخليجيين عموما، خلال زياراتي الخليجية عن حركة السياح الذين سيزوروننا هذا الصيف»، يوضح أبو رجيلي، معولا على الجو العائلي الخليجي المحصن بجهاز بحمدون البلدي، الذي يراقب عن كثب كل شاردة وواردة على مدار الساعة.
وانسجاما مع خصوصيات المصطاف، فإن بحمدون تمتاز بظاهرة الجهاز النسائي البلدي المكون من 40 فتاة، معظمهن من خريجات الجامعات، ويقمن بمهام متعددة (شرطة رصيف، سير، تحر، مكافحة غش، ملاحقة المخالفات)، سيما أن الشارع بأغلبيته من النساء (70%)، والأطفال 20%، والرجال 10%.
والسبب أن أغلب السياح، يرسلون عائلاتهم إلى بحمدون، ويذهبون إلى أعمالهم داخل وخارج لبنان.
وزراء ودبلوماسيون كويتيون وسعوديون تراهم من وقت لآخر يجوبون الشارع، وكأنهم أناس عاديون، تاركين وزاراتهم وأعباءهم قاصدين النقاهة وراحة البال، ولا يكتمل المشهد إلا عند جلوسهم في الديوانية، يتسامرون مع سفراء ورعايا بلدهم، يشربون الشاي والقهوة ويحدثون أبو رجيلي عن ملاحظاتهم.
ومن أشهر الديوانيات الكويتية، في البلدة التي تبعد 22 كم عن العاصمة بيروت وتقع على ارتفاع 1000 متر عن سطح البحر: ديوانية الراشد، والغانم، والفليكاوي، والصقعبي.
وعلى بعد كيلومترات من بحمدون، استعادت عروس المصايف عاليه الكثير من تقاليدها الشعبية، بحسب ما يشير رئيس بلديتها وجدي أبو مراد، معلنا أن الشارع الرئيسي في البلدة، سيتحول إلى «café trotoire»، وسيكون معلما سياحيا بكل معنى الكلمة.
ويكشف عن إقامة مهرجانات سياحية متنوعة، إضافة إلى حدث كبير، ليس على مستوى عاليه فحسب؛ بل على مستوى لبنان، يكمن في إقامة القرية العالمية، التي سيشارك فيها 14 دولة كتجسيد مصغر للقرية العالمية في دبي، حيث ستعرض هذه الدول، أحدث ما عندها من مطاعم وملاه وعادات وتقاليد وفنون سياحية على مساحة 60000 متر مربع.
وانتقالا إلى محبي التسوق، فهم على موعد قريب لافتتاح مشاريع عملاقة، مثل المول الضخم عند مدخل البلدة، وآخر بالقرب من السرايا، فضلا عن 3 فنادق من فئتي 4 و5 نجوم.
والمميز في التحضيرات، هو وضع اللمسات الأخيرة على قصر أمير قطر في عاليه، والذي سيكون جاهزا خلال فترة وجيزة لتمضيته فصل الصيف فيه.
«عاليه بمثابة الدوحة، وهذا ما نلمسه على الأرض منذ سنوات. لبنان بلدي الثاني، أنا لا أشعر بأي غربة، فالاهتمام ممتاز، وكل شيء متوفر، نحن نشعر بالراحة والسعادة والأمن، وحريصون على قضاء شهر رمضان هنا»، يؤكد محمد العطية (قطري)، بعد لحظات من تناوله العشاء في أحد المطاعم اللبنانية برفقة صديق له.
أما أحمد العنيزي (سعودي) فله أسبابه الخاصة، لاختيار عاليه دون غيرها: «الشعب اللبناني شعب مضياف، لقد اصطاف جدي ووالدي هنا، وها أنا اليوم على الطريق ذاته، لأنها مدينة فريدة ومحببة إلينا وأهلها كرام، ورئيس بلديتها شاب ديناميكي، نعتبره أخا لنا، فهو يتفقدنا باستمرار، ويتابع أمورنا كأي مسؤول سعودي».
أمن المصطافين على رأس أولويات مراد، حيث لديه شرطة رصيف يشبهون الناس العاديين في لباسهم، وهم متخصصون بمكافحة ظاهرة السرقة والنشل. «الخليجي متل ابن البلد، ما يصيبه يصيبنا، وهذا ينسحب على أمور كثيرة منها مراقبة الأسعار، والمحافظة على النظافة، وراحة الساهرين» يقول مراد، معتبرا أن فصل الاصطياف سيكون واعدا وقويا.
أجواء الاصطياف اجتاحت أيضا منبت المشاهير، العروس الأولى في قضاء الشوف بلدة الباروك، المشهورة بينابيعها وبساتينها الغناء.
بلدة كانت تستهوي معظم الكتاب والشعراء والفنانين، خاصة المصريين منهم؛ «لقد أعددنا العدة لاستقبال الموسم، ونجتهد للفوز برضا المصطاف والسائح على حد سواء، وقد قمنا بتأمين جميع مستلزماته، ضمن شروط النظافة، والمراقبة الصحية، والأسعار المدروسة»، يؤكد أمين نخلة رئيس بلدية الباروك - الفريديس، مشددا على أن بلدته مشهورة بمقاهيها ومطاعمها المتراصة، على ضفاف ينبوع الباروك، حيث يجلس السائح مستمتعا بصوت الينبوع المشهور تاريخيا ببرودته صيفا.
ويتوقف نخلة عند المنتجات البيئية «المونة»، التي تنتجها محمية الباروك، إضافة إلى العسل، وجميع المنتجات البلدية التراثية والصحية.
ومما يعزز موسم الاصطياف هذا العام، مهرجانات بيت الدين التي تستضيف أهم الفنانين العرب والعالميين، وهي تعتبر مهرجانات عالمية، مما يضفي أجواء حماسية بين معظم المصطافين، الذين يصطحب بعضهم عادة أقاربه، أو أصدقاءه معه لمشاهدتها.
«إذا دقت فاكهة الباروك علقت»، مثل شائع يذكرنا به نخلة، وهو يتعلق بفاكهتها كالتفاح والإجاص والدراق.
وفي جولة على أحد المتنزهات على ضفاف نهر الباروك رافقنا فيها نخلة، التقينا س. الجوعان (كويتية)، التي حدثتنا بابتهاج عن زيارتها إلى البلدة لأول مرة: «لم أر بلدة بمواصفات سياحية كما رأيتها في الباروك. تناولت الغداء هنا، ثم صعدت إلى جبل الباروك لأتنشق هواءه العليل، وأستمتع برؤية أرزه في محمية أرز الباروك، إحدى أهم المحميات في الشرق الأوسط، أما صديقاتي فاختاروا ممارسة رياضة المشي داخل المحمية لساعات طويلة».