كانت لي جولة خاصة لمنطقة القصور الصحراوية بمدينة «تطاوين» المطلة على الصحراء التونسية وكذلك قصور شنني وغيرها بالمنطقة الصحراوية جنوب تونس، والقصور ظاهرة معمارية فريده يتميز بها أقصى الجنوب التونسي , وهي رمز ومعلم حضاري هام يدل على عمق تاريخ المنطقة,ومدى قدرة الإنسان على التأقلم في بيئة جافة صحراوية قاسية ,
موقع القصور الصحراوية بجنوب تونس
صورة جماعية لأولاد بني سليم من سكان قصر سلطان ألتقيت بهم
وقد عرفت هذه المعالم تطورات عديدة منذ العصر القديم الى الآن. لكن هذه المعالم ليست معزولة عن تقاليد معمارية انتشرت في منطقة المغرب العربي من الأراضي الليبية المتاخمة عبر مسالك جبال نفوسة وصولا الى المنطقة الجنوبية من سلسلة الأطلس المغربية مرورا بجبال مطماطة التونسية ومنطقة المراب الجزائرية, وترتكز القصور في الشرق التونسي بولايتي منين وتطاوين
صورة عامة لباحة وصحن قصر سلطان
تحتضن الصحراء هذه القصور بما تملكه من عادات وتقاليد مرتبطة بتاريخ أهل المنطقة ، لأواسط القرن السابع للميلاد، حين شهدت المنطقة الفتح الإسلامي المنطلق من سهل الجفارة. وبرزت بعد ذلك مجموعة من القرى الجبلية والقلاع وكذلك هذه القصورالتي احتلت قمم الجبال في شنني، والدويرات، وقرماسة، وسقدل، وحمدون.
صورة أخرى لقصر سلطان
ولعل الفتح الإسلامي كان له الدور الأكبر في التبادل الحضاري بين العنصر العربي بالسكان الأصليين، وهو ما جعل الجميع يتخلون تدريجيا عن حياة البداوة لصالح الاستقرار، وبالتالي، أدى إلى تشييد هذه القصور الصحراوية التي كانت لها أدوار كثيرة، من بينها السكن وخزن المنتجات الزراعية.
والقصور الصحراوية، باعتبارها أحد أهم معالم التراث الصحراوي على الإطلاق في الجزء الصحراوي من تونس، وهي قليلة النظير في منطقة بلدان المغرب العربي.