تعد السياحة إحدى أهم مكونات الاقتصاد البحريني، حيث ساهمت إجمالاً بحوالي 10.2% من الناتج المحلي الإجمالي للعام 2013، ويتوقع أن تزداد هذه النسبة بحوالي 7.6% في 2014
*
. ومع ما تشهده المملكة من توافد مئات الآلاف من الزوار كل أسبوع مع الأخذ في الاعتبار الحجم الصغير نسبياً لسكان البحرين، فإن ذلك يعكس بجلاء ما تشكله البحرين من جاذبية للسياحة سواء من داخل المنطقة أو من خارجها وهو يشكل عنصراً مهماً في مستقبل الرفاهية الاقتصادية.
ولعل ما يجذب العديد من الزوار إلى البحرين حالياً هو ثقافتها الحديثة، ومناخها المنفتح اجتماعيا،ً والعديد من فرص الترفيه المتاحة بدءً من صالات السينما وحتى المجمعات التجارية والمطاعم المصنفة عالمياً، وهو ما جعل من المملكة وجهة ذات شعبية كبيرة لقضاء إجازة نهاية الأسبوع بالنسبة لسكان المنطقة.
وعلاوة على كل ذلك تعقد في المملكة العديد من الفعاليات الكبيرة التي تساهم في زيادة استقطاب الزوار إلى المملكة، ومن بين هذه المهرجانات البارزة مهرجان "بحرين نور العين" الذي يستعرض المواهب والمنتجات البحرينية في مختلف أنحاء المملكة، ويساهم في توفير المنصة اللازمة للتعريف بالفنانين الطامحين ورواد الأعمال.
ويحتفل مهرجان ربيع الثقافة هذا العام بالذكرى العاشرة لانطلاقته، ويشتمل برنامجه الذي يمتد على مدى شهرين على العديد من العروض والمعارض الفنية والورش، وهو يساهم في استقطاب العديد من القامات الفنية ليجمعها إلى جانب أفضل المبدعين البحرينيين، حيث استضاف مهرجان ربيع الثقافة 2015 المغني جون ليجند الحائز على جائزة أوسكار، ومغنية الجاز جوس ستون، والموسيقار المصري المعروف عمر خيرت إلى جانب فرقة الفنان محمد بن فارس البحرينية، إلى جانب العديد من المجموعات الفنية الأخرى. كما وتعد سباقات الفورمولا 1 أبرز تظاهرة سنوية تشهدها البحرين، حيث يحظى السباق عالمياً بمشاهدة أكثر من 500 مليون من الجماهير ويجتذب حوالي 100 ألف زائر إلى المملكة سنوياً.
ومن المهم معرفة أن جاذبية البحرين لا تتوقف عند ما تتميز به من وسائل الراحة الحديثة وإنما تتجذر في الثقافة العريقة والتاريخ الذي يمتد لآلاف السنين، فلطالما عرفت دلمون بأنها أرض العطاء والخلود في آداب الحضارة السومرية وحضارة وادي الرافدين القديمة، وكانت تعتبر في تلك الأيام من بين أكثر الحضارات تقدماً في العالم القديم. وفي أوج عصورها برزت دلمون مركزاً للتحكم في جميع الطرق التجارية في فارس والتي تمتد إلى منطقة وادي السند وخارجها، وبالتالي شكلت نقطة التقاء للمسافرين من كل ركن من أركان المعمورة، لذا فيمكن القول بأن البحرين تحوي مزيجاً من التراث والحداثة الذي يقع في طليعة استراتيجية المملكة للسياحة 2015-2018.
واستحقت البحرين أن تكون لوحدها حاضنة للصروح التاريخية المهمة إلى جانب الفعاليات الرياضية الكبرى، وبما أن صناعة السياحة رفيعة المستوى تتطلب البنية التحتية الملائمة لدعمها، فإن البحرين وبما تتميز به من سهولة إمكانية الوصول إليها جواً وبحراً وبراً فإنها تحظى بموقع مثالي يؤهلها تاريخياً لتواصل دورها التاريخي كقطب جاذب للسياح من مختلف أنحاء العالم. ومع التعديلات الأخيرة في إجراءات التأشيرة "الفيزا" فقد أصبحت زيارة البحرين الأمر الأكثر سهولة، كما وتوفر الفنادق الفخمة ومن ضمنها فندق "فورسيزون" الذي تم افتتاحه مؤخراً محفزاً إضافياً للسياحة في المملكة إلى جانب العديد من المشروعات التي يجرى العمل فيها في المحافظة الجنوبية بالمملكة وذلك بهدف تعزيز سياحة المنتجعات في البحرين.
ونحن في البحرين نحظى بتراث نفتخر به ومع أخذنا في الاعتبار لاتجاهات النمو في السكان وحركة رؤوس الأموال في المنطقة فإن هناك تطوير السياحة في المملكة مقبل على المزيد من التطوير للاستفادة من جميع ذلك.