اثار مدينة البحرين

منى1

Junior Member
5 سبتمبر 2015
211
1
0
آثار مملكة البحرين
01.jpg

تاريخ مملكة البحرين تميز بالغنى والعراقة منذ القدم، و تم الكشف عن كثير من الآثار التي حكت فصل من تاريخ الإنسانية في تلك المنطقة، ويرى علماء الآثار أن مملكة البحرين كانت مهد لحضارات متعاقبة منذ فجر التاريخ حيث أثبتت الدراسات والاكتشافات أن مملكة البحرين هي موطن حضارة دلمون التي ازدهرت في الألف الثالث قبل الميلاد، وكذلك وجدت فيها آثار تعود للعصور التاريخية مثل حضارة "تايلوس وأرادوس" كما سماها اليونانيون، أعقب تلك الحضارة ازدهار آخر في العهد الإسلامي وما قبله والذي سميت فيه بأسم "أوال"حتى عرفت فيما بعد بأرض البحرين وهذا مسماها حتى وقتنا الحالي وفي السطور التالية سنتحدث عن حضارة دلمون وكذلك بشكل مختصر حضارتي تايلوس وأوال بالإضافة لأهم المواقع الأثرية لتلك الحضارات
أولاً: حضارة دلمون

116f7961-0f96-407e-b422-9c4141bf88b7_top.jpg

حضارة دلمون التي تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد وقد عرفت من خلال الكتابات المسمارية القديمة والتي وجدت في بلاد الرافدين و في موقع ايبلا في شمال سوريا و حاول العلماء معرفة مكان دلمون التي وصفت بأرض الخلود و بأنها تقع حيث تشرق الشمس، ووصفت "بالجنة " في ملحمة جلجامش. وقد ورد ذكر أرض دلمون مراراً في المخطوطات السومرية والبابلية والآشورية على أنها ميناء هام بين بلاد ما بين النهرين ووادي السند وكانت حلقة الوصل للاتصالات الحضارية والتجارية بين تلك المراكز الحضارية. وأثبتت التنقيبات الأثرية أن مملكة البحرين هي دلمون المفقودة والمشار إليها في النصوص القديمة والتي كانت تضعها في إطار جغرافي بين بلاد الرافدين وبلاد ما يسمى ماجان وملوخا في جنوب الخليج العربي وكانت جزر البحرين الأقرب لهذا الموقع ومن خلال المكتشفات الأثرية مثل ماعثر عليه بكثرة وهي الأختام الدائرية والتي عرفت بها الحضارة الدلمونية نستطيع القول أن مملكة البحرين هي المركز الرئيسي لتلك الحضارة، بل هي مركزها النابض بالنشاط و الحيوية ففيها أيضاً تم العثور المستوطنات من مدن وقرى تعج بحياة القصور و الدور و الأسواق و العيون الطبيعية و القنوات و فيها المعابد المقدسة وفيها مئات الآلاف من المدافن على مختلف الأشكال و الأحجام وتدل الأواني الفخارية و الحجرية واللقى الأثرية الأخرى على تطور نمط الحياة و تقدم الصناعة و التجارة.
ومن أهم المواقع الأثرية التي تعود لحضارة دلمون وأيضاً تلك التي استمر الاستيطان فيها لعصور لاحقة مايلي

1- معبد باربار
10.jpg


أطلق عليها هذا الأسم نسبة إلى القرية التي أكتشفت بها وتم العثور في هذا الموقع معبد مبنى بكتل من الحجارة الضخمة، وأتضح من خلال أعمال الحفر والتنقيب أنه يتكون من ثلاث طبقات بنائية كل طبقة تشكل فترة زمنية يختلف المعبد من ناحية التصميم بين مرحلة وأخرى واتضح لدى المنقبين أن بقايا أبنية المعبد تعرضت خلال الفترات التاريخية إلى الهدم والتدمير الذي أدى إلى تشويه معالمه.
ومن دراسة تفاصيل المعبد الهندسية الخاصة في المرحلة الأولى والثانية اتضح أنه يشابه نظائر له اكتشف في بلاد الرافدين وخاصة معبد تل العبيد السومري والمعبد البيضاوي في خفاجي. ويتكون المعبد من ساحة رئيسية يتوسطها حجارة مصفوفة بشكل دائري هي عبارة عن مكان تقديم القرابين ( المذبح) ويوجد بالقرب منه حجارة وضعت على مسافات متقاربة استخدمت لربط الحيوانات المعّدة للذبح وعلى الجانب الغربي من المذبح توجد غرفة الإله المعبود ويتصل بهذه الغرفة درج يؤدي إلى بئر يحتوي على ماء عذب لعب دوراً كبيراً في طقوس العبادة خلال مراحل المعبد الثلاثة وهذا البئر يتصل بعبادة آلهة المياه العذبة والحكمة وهو الآلة (أنكي) الإله دلمون الرئيسي. وهذا الإله من الآلهة المقدسة التي آمن بها السومريون في بلاد الرافدين والذين أعتقدوا أن موطن عبادته وسكنه في دلمون ( البحرين ) والآلهة ننهر ساج زوجته وكانا يعبدان في هذا المعبد.
وفي الزاوية الجنوبية الشرقية من مصطحبة المعبد يوجد ممر يؤدي إلى ساحة منخفضة بيضاوية الشكل مبنية بقطع صغيرة من الحجارة وأرضيتها مغطى بطبقة سميكة من الرماد تحتوي على عظام محروقة للحيوانات المضحى بها. وفي الجانب الجنوبي يوجد جدار المعبد الثاني بيضاوي الشكل مبني بكتل من الحجارة المقطوعة والمصفوفة بشكل منتظم.
ومن أهم اللقي الأثرية التي اكتشفت في مراحل المعبد الثلاثة رأس ثور مصنوع من البرونز يحتمل أن يكون قد أستخدم لتزيين صندوق القيثارة الخشبية التي كانت تستخدم كآلة للعزف خلال الاحتفالات الدينية.وإعداد كبيرة من الأختام الدلمونية المصنوعة من الحجر الصابوني والتي تمثل نقوشها وضعيات تتصل بطقوس العبادة.
2- مستوطنة سار



wol_error.gif
هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 952x489 الابعاد 101KB.
19_11239609482.gif


تقع في الجهة الجنوبية من منطقة سار وهو محصور ما بين سار من الشمال وشارع الشيخ عيسى بن سلمــــان ( المتصل بجسر الملك فهد ) من الجنوب. ولهذا الموقع أهمية تاريخية كبيرة جداً لما يحويه من آثار هامة تمتد حوالي أربعة الآف سنة تقريباً وتتمثل هذه الآثار في مقبرة متميزة وفريدة ولا يوجد مشابه لها في البحرين أو منطقة الخليج إذ هي عبارة عن مجموعة من المدافن تحيط بها جدران قوسيه متشابكة تشكل سلسة من الحلقات المتداخلة والمتصلة مع بعضها البعض بشكل دقيق ومنتظم. بالإضافة إلى تلال المدافن المقببة تضم مستوطنة سار مدينة تعود لحوالي 2000 ق.م، وهي نموذج متكامل للمدينة الدلمونية إذ أنها تضم معبداً يعود لفترة دلمون وآخر يعود لفترة تايلوس ومجموعة من المساكن والدكاكين والشوارع الواسعة الرئيسية والممرات الضيقة التي ما بين البيوت وبئرين ماء. وعثر أثناء التنقيب على مجموعة من اللقى الأثرية التي كانت تستخدم في تلك الفترة ومن أهمها الأختام الدلمونية والأواني الفخارية ، والأوزان الحجرية والأصداف البحرية ، والحلي البرونزية ، اللؤلؤ وبقايا عظام الأسماك والحيوان وبعض بذور الحبوب والخرز المصنوع من الأحجار الكريمة وغيرها.
3- معبـــد الدراز

26004b1955.jpg


يقع في الجهة الجنوبية الشرقية من منطقة الدراز على شارع البديع مباشرة وهذا المعبد له أهمية خاصة حيث يختلف في تصميمه عن معبدي باربار وسار ويعود تاريخه إلى فترة دلمون الأولى ( 2200 ق.م ) وتم اكتشافه من قبل بعثة الآثار البريطانية وهو عبارة عن صفين من الأعمدة (أسطوانية الشكل) وبينهما مذبح كما استخدم جزء منه ومجموعة من الخرز وإناء وختمين من الحجر الصابوني.
4- قلعة البحرين
x1pbglk-vqL4Bvi8k-6EqdmysUn3LDcMprReKjdBP4-g3uzxltKyAEDthbdOH_9k5boZR_NFKFgpNkdxKaCYmxzwQS1CBPoXBZCdyKgpMVaNTR8RgVzJLD0xgn8Gs2_kIWFZsveDuBjgnZ6OuL_NbZIBw


bahrain2g.jpg



تقع على شاطئ البحر في الجهة الشمالية من جزيرة البحرين وهو محصور ما بين قرية كرباباد من الشرق وقرية حلة عبد الصالح من الجنوب والغرب. وقد تم البناء فيه والتجديد فيه في العصور الحديثة ومن تلك التجديدات ما قام به عدد من الحكام العرب المحليين في القرن الرابع عشر الميلادي ثم تم تجديد وإضافات في عهد حكام عرب آخرين وكان آخر تلك الإضافات ما قام به البرتغاليون في الفترة 1521 – 1602 م.
يوجد في الموقع على عدد من الآثار المعمارية التي نوردها بحسب تاريخها من الأقدم للأحدث
الميناء الدلموني
IMG_4395.JPG

يقع هذا الميناء في الجهة الشمالية من سور المدينة والذي يعتبر في الواقع البوابة الرئيسية لدلمون إذ أن السفن التجارية القادمة من الشرق والشمال والغرب لابد أن تمر بهذا الميناء المتصل بقناة عميقة تمتد إلى وسط البحر. ولقد وصلت إلى هذا الميناء السفن الشراعية القادمة من بلاد وادي السند وفارس ووادي الرافدين وعمان والكويت والمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية .
في هذا الميناء تم اكتشاف مجموعة من الأوزان والأختام المستخدمة في ختم البضائع وفي الجهة الجنوبية من البوابة توجد مكاتب الجمارك وغرف التخزين ومواقف خاصة للنقل وبئر المياه.
ونظراً لأهمية هذا الميناء فإنه جدد أضيفت عليه بعض التعديلات وهو يعاصر المدن الدلمونية .
المدن الدلمونية
تشكل هضبة قلعة البحرين مجموعة من المدن مبنية فوق بعضها البعض ويحيط بها سور ضخم طول الجدار من الشرق إلى الغرب 750 متراً وطوله من الشمال إلى الجنوب 360 متراً ويبلغ أقصى نقطة ارتفاع عن مستوى سطح البحر حوالي 12 متراً . وتعتبر في الواقع إحدى عجائب الدنيا لما تحتويه من مباني ضخمة مبنية فوق بعضها البعض . ولقد تمكن علماء الآثار من خلال دراسة الطبقات ومقارنة الفخار المكتشف بفخار وادي الرافدين من تمييز خمس مدن تعود لست فترات تاريخية.
المدينة الأولى
تضم هذه المدينة المبنية على الأرض البكر فترتين زمنيتين هما الفترة المبكرة والتي يرجع تاريخها من 2800 ق.م –2300 ق .م حيث تم اكتشاف مجموعة من الكسر الفخارية ربما أن الجزء المنقب لم يكتشف فيه بقايا المباني أو أنها كانت مبنية بسعف النخيل .
أما الفترة الأخرى فهي دلمون الأولى والتي يرجع تاريخها للفترة المحصورة ما بين 2300 قزم – 1800 ق.م
ولقد تم العثور على كسر فخارية مختلفة وبعض الجدران المبنية بالحجارة والطين.
المدينة الثانية
تضم هذه المدينة فترة دلمون المتوسطة وتؤرخ في الفترة المحصورة ما بين 1800ق.م –750ق.م . وفي هذه الفترة وصلت حضارة دلمون إلى قمة ذروتها في الازدهار ولعبت دوراً ولعبت دوراً نشطاً في التجارة والعلاقات الخارجية مع الحضارات الأخرى العريقة وتركت لنا بصمات هذا النمو الحضاري واضحاً على المباني الضخمة والتي استخدمت في بنائها الحجارة الكبير جداً والمقطوعة على شكل قوالب والمصفوفة بشكل منتظم والممسوحة بمادة الجص، ولقد تم اكتشاف معبد له بوابة روعة في فن البناء ويتوسطه قاعة في وسطها قاعدتين لعمودين وبعض الغرف بالإضافة إلى مدبسة لتخزين التمور.
المدينة الثالثة
بنيت هذه المدينة في فترة دلمون المتأخرة والتي تؤرخ في الفترة المحصورة ما بين 750 ق.م – 325 ق.م ولقد تم اكتشاف مجموعة من المباني الممسوحة جيداً بالجص وأهم المباني هو قصر ملك المسمىِ ( قصر اوبيرى) كما تم اكتشاف مجموعة من الأواني الفخارية التي تضم عظام أوالأفاعي وهي مدفونة في أرضيات الغرف. هذا بالإضافة إلى بعض الغرف والحمامات. كما تم العثور على مجموعة من التوابيت المستخدمة كمدافن.
المدينة الرابعة
بنيت هذه المدينة في فترة تايلوس والتي تؤرخ في الفترة المحصورة ما بين 325 ق.م – 622 م وهي تعتبر مزيج لمجموعة من الحضارات الشرقية والحضارة الغربية والحضارة المحلية ولقد تم اكتشاف مجموعة من الغرف المبنية بالحجارة والممسوحة بمادة الجص كما تم أكتشاف مجموعة من العملات الفضية التي تعود للإسكندر المقدوني.