الحمد لله وحده لا شريك له , و الصلاة ز السلام على رسول الله ثم أما بعد , فأُوصيكم أيها الأحباب و نفسي
بتقوى الله سبحانه , قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) الحشر ,
أيُّها المؤمنون ، لم يترُكِ النبيُّ عليه الصلاة و السلام خيرًا إلا دلَّنا عليه ، و لا بابًا للجنَّةِ إلا أرشدنا طَريقَه ،
و في ذاتِ الوقت ربَّانا على لزوم السُّنن و الآدابَ ، و أرادَنا أن نكونَ على مُراد الله سبحانه في كلِّ الأحوال ,
في منامنا و يقَظَتنا ، في عباداتنا و أعمالنا الدنيوية ، و أن يكونَ حالُنا و مُنقلَبُنا لله تعالى ، قال سيحانه :
( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيَايَ وَ مَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الأنعام ، و هذه غايةُ العبودية ،
و العبوديَّة هي الغايةُ .
أيّها المؤمنون ، سنكون مع آية عظيمة من آيات ربنا سبحانه , ألا و هي النوم , قال تعالى : ( وَ مِنْ آيَاتِهِ
مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ ابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ) الروم , فالنومُ حالٌ عجيبٌ
من أحوالِ الإنسان ، و آيةٌ من آياتِ الله العِظام ، و يُشكِّلُ النَّومُ جزءًا كبيرًا من اهتِمام الناس ، فيتَّخِذون له
الفُرشَ و الوسائد و الأثاث ، و يتهيَّؤون له بالوسائل و الأحوال ، و الإنسانُ يُمضِي ثُلُثَ حياته في النوم ,
و تجده إذا اضطرب لديه النوم و اختلفَ عليه بزيادةٍ أو نَقصٍ أثَّر على صحّته بدنيًّا و نفسيًّا ، و عانى معاناة
ظاهرة في حياته , فسعى للحلول , و بذَلَ للعلاج الكثيرَ من الأموال و الأوقات , و مِن هنا جاءَت الآدابُ النبويَّة
و السنَن المحمديّة بالتوجيه و الإرشاد ، حتى يكون منامُنا طاعَةً و نومُنا عبادة ، و التزامُ هذه السّنَن سببٌ
للأجر ، و مُعينٌ على القيامِ لصَلاة الفَجر ، و النشاطِ في سائر اليوم ، و البُعد عن الوساوس و الأحلام المُزعِجة
و الأمراض النفسيّة , و هذه السننُ و الآداب على أهمّيَّتها و عظيم أجرِ فاعلها قد أعرض كثيرٌ من المسلِمين
عنها جهلاً أو تكاسُلاً ، أو زُهدًا فيما عند الله من ثوابٍ .
و إليكم أيّها المؤمنون طائفةً مما صحَّ عن النبيِّ عليه الصلاة و السلام من سُنن النومِ و آدابه ، فيها الخير و
السعادةُ في الدنيا و الآخرة :
فأوّل ذلك : ما ورد عنِ النبيّ عليه الصلاة و السلام من التبكير في النّوم , فعن أبي بَرزةَ رضي الله عنه :
( أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه و سلم كان يكرَه النومَ قبل العشاء و الحديثَ بعدها ) متفق عليه . ثمّ الوِتر قبل
النوم لمن خشِيَ أن لا يقومَ آخر الليل , عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( أوصاني خليلي صلى الله عليه و
سلم بثلاث , بصيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهر ، و ركعتَيْ الضُّحَى ، و أن أُوتِر قبل أن أرقُـد ) مسلم .
و من الآدابِ : عَدمُ النومِ على مكانٍ مُرتَفعٍ بلا حَواجز , عن عليِّ بن شيبانَ رضي الله عنه عن رسولِ الله صلى
الله عليه و سلم قالَ : ( من باتَ على ظَهر بيتٍ ليس له حِجارٌ فقد برِئَت منه الذِّمَّة ) أبو داود و له عدةُ شواهد .
و من الآداب : إطفاءُ النار و تخميرُ الإناءِ وإغلاقُ الأبواب , عن جابر رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه
و سلم قال : ( أطفِئوا المصابيحَ إذا رَقدتُم ، و غلِّقوا الأبوابَ، و أوكُوا الأسقِيةَ ، و خمِّروا الطعامَ و الشرابَ ،
و أحسِبُـه قال : و لو بعودٍ تعرضُه عليه ) متفق عليه ، و عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه
و سلم قال : ( لا تترُكوا النار في بيوتِكم حينَ تنامون ) متفق عليه ، و عن أبي موسَى رضي الله عنه قال :
( احترَق بيتٌ بالمدينَةِ على أهله من الليل ، فحُدِّث بشأنهم النبيُّ صلى الله عليه و سلم ، فقال : إنَّ هذه النارَ
إنما هي عَدوٌّ لكم ، فإذا نِمتُم فأَطفِئوها عَنكم ) متفق عليه .
و مِن الآداب : غسلُ اليَد و الفَم من أثرِ الأكل و الدَّسَم و نحوه , عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ( من نامَ و في يَده غَمَرٌ و لم يَغسِله فأصابَه شيءٌ فلا يلومنَّ إلا نفسَه ) أبو داود .
و ذِكرُ الله مَطلوبٌ عند النوم , فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن رسولِ الله صلى الله عليه و سلم أنّه
قال : ( من اضطَجَع مضجِعًا لا يذكرُ اللهَ فيه كانت عليه من الله تِرة ) أبو داود .
و منَ السنَن : الوضوءُ قبلَ النّوم , عن البراءِ بن عازبٍ رضي الله عنه قال : قال النبيُّ صلى الله عليه و سلم :
( إذا أتيتَ مضجعَك فتوضَّأ وضوءَك للصلاة ) أخرجه البخاري و مسلم . و يُسنُّ الوضوءُ أيضًا حتى و لو كان
الإنسان جُنُبًا , عن ابن عمر رضي الله عنه : ( أنَّ عمر بنَ الخطاب رضي الله عنه سأل رسولَ الله صلى الله عليه
و سلم : أيرقُد أحدُنا و هو جُنُب ؟ قال : نعم ، إذا توضَّأ أحدُكم فليرقُد و هو جُنُب ) متفق عليه .
ثم يجمع كفَّيْه ثم ينفُثُ فيهما فيقرأ : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، ثم يمسح
بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه و وجهه و ما أقبل من جسَده ، يفعل ذلك ثلاثَ مرات ، كما في
صحيح البخاري , و يقرأ آية الكرسي , ففي حديثِ أبي هريرةَ رضي الله عنه الطويل ، قال : ( إذا أويتَ إلى
فِراشِك فاقرأ آيةَ الكرسي , فإنه لن يزالَ عليك من الله حافظٌ و لا يقربُك شيطانٌ حتى تُصبِح ، فقال النبيُّ
صلى الله عليه و سلم : صدَقَك وهو كذوبٌ ، ذاك شيطان ) متفق عليه , و يقرأ آخر آيتين من سورة البقرة
من قوله تعالى : ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ ) إلى آخر الآيتين ، ( من قرأ بهما في ليلةٍ
كَفَتاه ) رواه البخاري و مسلم .
و يقول أيضًا: ( سبحان الله ثلاثًا و ثلاثين ، و الحمد لله ثلاثًا و ثلاثين ، و الله أكبر أربعًا و ثلاثين ) متفق عليه , و
فيه حديثُ عليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه وشكوى فاطمَة رضي الله عنها ما تلقى من الرَّحَى مما تطحَن ، و
طلبَت خادمًا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا أدلُّكما على خيرٍ مما سألتُماه؟ إذا أخذتُما مضاجِعكما
فكبِّرا اللهَ أربعًا وثلاثين، واحمدَا ثلاثًا وثلاثين وسبِّحا ثلاثًا وثلاثين فإنَّ ذلك خيرٌ لكما مما سألتُماه ) متفق عليه.
و مِن آدابِ النَّوم : نفضُ الفراشِ و التَّسمية فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبيُّ صلى الله عليه و
سلم : ( إذا أوَى أحدُكم إلى فراشِه فليأخُذ داخِلةَ إزاره ، فلينفُض بها فِراشَه و ليُسمِّ الله , فإنه لا يعلمُ ما خلَفَه
بعده على فِراشه ، ثم يقول : باسمك ربّي وضعتُ جنبي و بك أرفعُه ، إن أمسكتَ نفسي فارحمها ، و إن
أرسلتَها فاحفَظها بما تحفَظ به عبادَك الصالحين ) متفق عليه . و يحرِصُ المسلمُ على التَّستُّر حتى لا تَنكشِفَ
عورتُه و هو نائمٌ , عن جابرِ بنِ عبدِ الله أنَّ النبيَّ صلى الله عليه و سلم قال : ( لا يستلقِيَنَّ أحدُكم ثم يضعُ
إحدى رجلَيْه على الأخرى ) مسلم .
و مِن الآدابِ : تباعُد النائمين عن بَعضهم , عن عمرو بِن شُعيب عن أبيه عن جدِّه قال : قال رسول اللهِ صلى
الله عليه و سلم : ( مُروا أولادَكم بالصلاة و هم أبناءُ سبعِ سنين ، و اضرِبوهم عليها و هم أبناءُ عشرٍ ، و
فرِّقوا بينهم في المضَاجِع ) أحمد وأبو داود .
و من السننِ : كتابةُ الوصيَّة , فعن عبد الله بنِ عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال : ( ما حقُّ امرئٍ مسلمٍ له شيءٌ يُوصِي فيه يبيتُ ليلتَين إلا و وصيَّتُه مكتوبةٌ عنده ) متفق عليه .
بتقوى الله سبحانه , قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) الحشر ,
أيُّها المؤمنون ، لم يترُكِ النبيُّ عليه الصلاة و السلام خيرًا إلا دلَّنا عليه ، و لا بابًا للجنَّةِ إلا أرشدنا طَريقَه ،
و في ذاتِ الوقت ربَّانا على لزوم السُّنن و الآدابَ ، و أرادَنا أن نكونَ على مُراد الله سبحانه في كلِّ الأحوال ,
في منامنا و يقَظَتنا ، في عباداتنا و أعمالنا الدنيوية ، و أن يكونَ حالُنا و مُنقلَبُنا لله تعالى ، قال سيحانه :
( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيَايَ وَ مَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الأنعام ، و هذه غايةُ العبودية ،
و العبوديَّة هي الغايةُ .
أيّها المؤمنون ، سنكون مع آية عظيمة من آيات ربنا سبحانه , ألا و هي النوم , قال تعالى : ( وَ مِنْ آيَاتِهِ
مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ ابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ) الروم , فالنومُ حالٌ عجيبٌ
من أحوالِ الإنسان ، و آيةٌ من آياتِ الله العِظام ، و يُشكِّلُ النَّومُ جزءًا كبيرًا من اهتِمام الناس ، فيتَّخِذون له
الفُرشَ و الوسائد و الأثاث ، و يتهيَّؤون له بالوسائل و الأحوال ، و الإنسانُ يُمضِي ثُلُثَ حياته في النوم ,
و تجده إذا اضطرب لديه النوم و اختلفَ عليه بزيادةٍ أو نَقصٍ أثَّر على صحّته بدنيًّا و نفسيًّا ، و عانى معاناة
ظاهرة في حياته , فسعى للحلول , و بذَلَ للعلاج الكثيرَ من الأموال و الأوقات , و مِن هنا جاءَت الآدابُ النبويَّة
و السنَن المحمديّة بالتوجيه و الإرشاد ، حتى يكون منامُنا طاعَةً و نومُنا عبادة ، و التزامُ هذه السّنَن سببٌ
للأجر ، و مُعينٌ على القيامِ لصَلاة الفَجر ، و النشاطِ في سائر اليوم ، و البُعد عن الوساوس و الأحلام المُزعِجة
و الأمراض النفسيّة , و هذه السننُ و الآداب على أهمّيَّتها و عظيم أجرِ فاعلها قد أعرض كثيرٌ من المسلِمين
عنها جهلاً أو تكاسُلاً ، أو زُهدًا فيما عند الله من ثوابٍ .
و إليكم أيّها المؤمنون طائفةً مما صحَّ عن النبيِّ عليه الصلاة و السلام من سُنن النومِ و آدابه ، فيها الخير و
السعادةُ في الدنيا و الآخرة :
فأوّل ذلك : ما ورد عنِ النبيّ عليه الصلاة و السلام من التبكير في النّوم , فعن أبي بَرزةَ رضي الله عنه :
( أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه و سلم كان يكرَه النومَ قبل العشاء و الحديثَ بعدها ) متفق عليه . ثمّ الوِتر قبل
النوم لمن خشِيَ أن لا يقومَ آخر الليل , عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( أوصاني خليلي صلى الله عليه و
سلم بثلاث , بصيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهر ، و ركعتَيْ الضُّحَى ، و أن أُوتِر قبل أن أرقُـد ) مسلم .
و من الآدابِ : عَدمُ النومِ على مكانٍ مُرتَفعٍ بلا حَواجز , عن عليِّ بن شيبانَ رضي الله عنه عن رسولِ الله صلى
الله عليه و سلم قالَ : ( من باتَ على ظَهر بيتٍ ليس له حِجارٌ فقد برِئَت منه الذِّمَّة ) أبو داود و له عدةُ شواهد .
و من الآداب : إطفاءُ النار و تخميرُ الإناءِ وإغلاقُ الأبواب , عن جابر رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه
و سلم قال : ( أطفِئوا المصابيحَ إذا رَقدتُم ، و غلِّقوا الأبوابَ، و أوكُوا الأسقِيةَ ، و خمِّروا الطعامَ و الشرابَ ،
و أحسِبُـه قال : و لو بعودٍ تعرضُه عليه ) متفق عليه ، و عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه
و سلم قال : ( لا تترُكوا النار في بيوتِكم حينَ تنامون ) متفق عليه ، و عن أبي موسَى رضي الله عنه قال :
( احترَق بيتٌ بالمدينَةِ على أهله من الليل ، فحُدِّث بشأنهم النبيُّ صلى الله عليه و سلم ، فقال : إنَّ هذه النارَ
إنما هي عَدوٌّ لكم ، فإذا نِمتُم فأَطفِئوها عَنكم ) متفق عليه .
و مِن الآداب : غسلُ اليَد و الفَم من أثرِ الأكل و الدَّسَم و نحوه , عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ( من نامَ و في يَده غَمَرٌ و لم يَغسِله فأصابَه شيءٌ فلا يلومنَّ إلا نفسَه ) أبو داود .
و ذِكرُ الله مَطلوبٌ عند النوم , فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن رسولِ الله صلى الله عليه و سلم أنّه
قال : ( من اضطَجَع مضجِعًا لا يذكرُ اللهَ فيه كانت عليه من الله تِرة ) أبو داود .
و منَ السنَن : الوضوءُ قبلَ النّوم , عن البراءِ بن عازبٍ رضي الله عنه قال : قال النبيُّ صلى الله عليه و سلم :
( إذا أتيتَ مضجعَك فتوضَّأ وضوءَك للصلاة ) أخرجه البخاري و مسلم . و يُسنُّ الوضوءُ أيضًا حتى و لو كان
الإنسان جُنُبًا , عن ابن عمر رضي الله عنه : ( أنَّ عمر بنَ الخطاب رضي الله عنه سأل رسولَ الله صلى الله عليه
و سلم : أيرقُد أحدُنا و هو جُنُب ؟ قال : نعم ، إذا توضَّأ أحدُكم فليرقُد و هو جُنُب ) متفق عليه .
ثم يجمع كفَّيْه ثم ينفُثُ فيهما فيقرأ : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، ثم يمسح
بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه و وجهه و ما أقبل من جسَده ، يفعل ذلك ثلاثَ مرات ، كما في
صحيح البخاري , و يقرأ آية الكرسي , ففي حديثِ أبي هريرةَ رضي الله عنه الطويل ، قال : ( إذا أويتَ إلى
فِراشِك فاقرأ آيةَ الكرسي , فإنه لن يزالَ عليك من الله حافظٌ و لا يقربُك شيطانٌ حتى تُصبِح ، فقال النبيُّ
صلى الله عليه و سلم : صدَقَك وهو كذوبٌ ، ذاك شيطان ) متفق عليه , و يقرأ آخر آيتين من سورة البقرة
من قوله تعالى : ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ ) إلى آخر الآيتين ، ( من قرأ بهما في ليلةٍ
كَفَتاه ) رواه البخاري و مسلم .
و يقول أيضًا: ( سبحان الله ثلاثًا و ثلاثين ، و الحمد لله ثلاثًا و ثلاثين ، و الله أكبر أربعًا و ثلاثين ) متفق عليه , و
فيه حديثُ عليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه وشكوى فاطمَة رضي الله عنها ما تلقى من الرَّحَى مما تطحَن ، و
طلبَت خادمًا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا أدلُّكما على خيرٍ مما سألتُماه؟ إذا أخذتُما مضاجِعكما
فكبِّرا اللهَ أربعًا وثلاثين، واحمدَا ثلاثًا وثلاثين وسبِّحا ثلاثًا وثلاثين فإنَّ ذلك خيرٌ لكما مما سألتُماه ) متفق عليه.
و مِن آدابِ النَّوم : نفضُ الفراشِ و التَّسمية فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبيُّ صلى الله عليه و
سلم : ( إذا أوَى أحدُكم إلى فراشِه فليأخُذ داخِلةَ إزاره ، فلينفُض بها فِراشَه و ليُسمِّ الله , فإنه لا يعلمُ ما خلَفَه
بعده على فِراشه ، ثم يقول : باسمك ربّي وضعتُ جنبي و بك أرفعُه ، إن أمسكتَ نفسي فارحمها ، و إن
أرسلتَها فاحفَظها بما تحفَظ به عبادَك الصالحين ) متفق عليه . و يحرِصُ المسلمُ على التَّستُّر حتى لا تَنكشِفَ
عورتُه و هو نائمٌ , عن جابرِ بنِ عبدِ الله أنَّ النبيَّ صلى الله عليه و سلم قال : ( لا يستلقِيَنَّ أحدُكم ثم يضعُ
إحدى رجلَيْه على الأخرى ) مسلم .
و مِن الآدابِ : تباعُد النائمين عن بَعضهم , عن عمرو بِن شُعيب عن أبيه عن جدِّه قال : قال رسول اللهِ صلى
الله عليه و سلم : ( مُروا أولادَكم بالصلاة و هم أبناءُ سبعِ سنين ، و اضرِبوهم عليها و هم أبناءُ عشرٍ ، و
فرِّقوا بينهم في المضَاجِع ) أحمد وأبو داود .
و من السننِ : كتابةُ الوصيَّة , فعن عبد الله بنِ عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال : ( ما حقُّ امرئٍ مسلمٍ له شيءٌ يُوصِي فيه يبيتُ ليلتَين إلا و وصيَّتُه مكتوبةٌ عنده ) متفق عليه .