جزيره مصيره بعمان
هي جزيرة تقع جنوب شرق السلطنة ، وتتبع إدارياً المنطقة الشرقية ، وتربط حولها عدة جزر أخرى أهمها : مرصيص – شعنزي وكلبان . وتوجد في ولاية "مصيرة" أكثر من 12 قرية يسكنها حوالي 9 الآف نسمة .
وكانت مصيرة محطة إستراحة للسفن المتوفقة على شواطئها للتزود المياه العذبة.
جزيرة مصيرة إحدى كبرى الجزر العمانية الموجودة على طول الساحل العماني الممتد لمسافة أكثر من 1700 كيلومتر تقريباً. وتتمتع الجزيرة بمكانة تاريخية كبيرة وشهدت الكثير من الاحداث التاريخية المهمة في التاريخ العماني وكانت جسر العبور الذي وصل المنطقة الى كثير من المناطق والبلدان المطلة على بحر العرب والمحيط الهندي وغيرها من البلدان الممتدة الى ما وراء البحر والمحيط.وقد حبا الله الجزيرة وميزها بكثير من المميزات التي قلما نشاهدها في منطقة معينة.وأطلق عليها الكثير من التسميات عبر التاريخ منها داموج وداماسيرة وماكاجره وسيرا وماسرير ومارساريا وماشيز واورجانون وسيرابيس وسيرانيون. لكن التسمية الأشهر لجزيرة مصيرة كانت التسمية سيرابيس، وتعود شهرة هذا الاسم لكونه الاسم الذي أطلقه الاسكندر المقدوني عليها قبل الميلاد عندما جاء بأساطيله وجيوشه إليها واتخذها قاعدة وانطلق منها ينظم حملاته على بلاد فارس وغيرها من البلاد.
أما اسمها الحالي مصيرة فتفسره العديد من الروايات. احداها أن اسم مصيرة مشتق من مصير الانسان، حيث تخيل الناس قديماً أن هذه الجزيرة كانت موطناً للسحرة والجان كما ذكرت عنها كتب التاريخ القديمة وأن من يدخلها يكون مصيره النسيان والضياع ، لكن الاحتمال الاقرب للمنطق هو أن هذا الاسم جاء من كلمة “صيرة”، وهي المكان المرتفع في البحر.
وإن وجود قبر الملك الاغريقي “ادفياس” يدل على أن هذه الجزيرة كانت ذات أهمية كبيرة قديماً . وكانت أيضاً تتميز بموقع مرموق في الطرق البحرية القديمة ومن المحتمل أن مصيرة كانت مركزاً للتجارة بين الشرق والبرتغال عندما أصبحت “جوا” عاصمة البرتغاليين في الشرق حيث بقيت التجارة آمنة لحوالي قرن من الزمان حيث قام بعد ذلك هرمز بالسيطرة على منطقة الخليج في ذلك الوقت.
وعندما يسأل الشخص عن المعالم التاريخية في تلك الجزيرة يتذكر أن هذه الجزيرة هي مسار للرياح الشديدة والاعاصير التي لا تبقي ولا تذر وقد طمست هذه الاجواء المعالم التاريخية القديمة، أضف الى ذلك الاعصار الذي ضرب الجزيرة عام 1977 والذي دمر كل شيء تقريباً في هذه الجزيرة.
لكن هذا لا يعني أن طقس هذه الجزيرة ليس مميزاً بل هو طقس رائع وجميل صيفاً وشتاءً خاصة أنها تتمتع بشواطىء رائعة من الرمال الذهبية.
ومصيرة جزيرة مرتفعة عن سطح البحر بشكل واضح ويبلغ طولها حوالي 40 ميلاً من الشمال الشرقي وحتى الجنوب الغربي وتقع موازية للساحل الذي تبعد عنه حوالي عشرة أميال. ويبلغ عرضها حوالي عشرة أميال في بعض المناطق وتضيق الى حوالي اربعة في بعض المناطق الأخرى.
وتبلغ مساحة الجزيرة حوالي 640 كيلومتراً مربعاً ويبلغ طولها حوالي 95 كيلومتراً في اقصى نقطتين في حين يتراوح أقصى عرض لها ما بين 12 و14 كيلومتراً.
وتعد شواطئها بحد ذاتها من الأماكن السياحية ، فهي تتيح فرص لا مثيل لها لمشاهدة السلاحف البحرية وهي تتناسل وتتكاثر في بيئتها الطبيعية ، إضافة إلى إنتشار عدد من العيون المائية في الجزيرة ، أهمها : القطارة – وادي بلاد وغيرهما من العيون بالقرب من جبل "الحلم" في جنوب الجزيرة .
وتخلو الولاية من الأفلاج ، ويوجد بها بعض الآثار القديمة أهمها : حصنا مرصيص ودفيا ، ومقبرة أثرية يرجع تاريخها إلى ثلاثة الآف سنة قبل الميلاد . وفي وسط الجزيرة توجد سلسلة جبلية تعد بمثابة العمود الفقري لها .
ويعتبر النسيج من اهم الحرف التقليدية بالولاية . وكانت تشتهر بصناعة السفن التي كادت تنعدم حالياً ، لكنها لا تزال تحتفظ بشهرتها في صناعة شباك الصيد .
ومن فنونها التقليدية : الفنون الشعبية البحرية ، وخاصة فن "المسوبل" الذي يؤديه الصيادون عند رفع شباكهم من البحر وعندما يقومون بتنظيف سفنهم . أما فن "المغايض" فتؤديه النساء في الأعراس .
لكن الرزحة تبقى هي الفن الشعبي الرئيسي في ولاية مصيرة إلى جانب التغرود والهمبل من الفنون البدوية التي يؤدونها أثناء سباقات الإبل .