الدراسة في مالطا

غردقاوي

Junior Member
5 سبتمبر 2015
247
0
0
[h=4]جامعة مالطا[/h] [h=4][/h]
7%D9%84%D8%B7%D8%A7+%D9%85%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7.jpg
[h=4][/h]

مما لا شك فيه ان مستقبل افضل للابناء هو الشغل الشاغل للاب والام والدولة على حد سواء. فلذا ضمان نجاح الابناء وعدم اعطاء فرصة للفشل يعتبر المشروع الحيوي لكل مواطن في السلطنة من اجل البناء والتقدم والتحضر. وعليه فالتعليم مشروع دائمي وافر الانتاج اذا تمكنا من تتبع الاسس العلمية الاساسية لانجاحه. فحين يكمل الطالب المرحلة التي تؤهله لدخول الجامعة تقوم مؤسسات الدولة بدراسة الطلبات وترشح من هو كفء لاكمال دراسته في التخصص المراد منه. وكما هو معروف ان تلك المقاعد محدودة ولا يمكن ان تغطي كل المتخرجين توا من الدراسة الثانوية؛ وعليه ان امر الترشيحان لبعثة حكومية او عدمه لا يمكن ان يوقف طموح الاهل في ايجاد فرصة لاولادهم؛ ليكونوا مستقبلا اداة نافعة ومشاركة في بناء السلطنة. فلذا نود هنا ان ننوه ممن يود ارسال ولده او ابنته للدراسة الى ضرورة دراسة الموضوع من كل جانب؛ بغية تذليل العقبات المستقبلية. ولعل الخطوة الاولى في ذلك هو ضرورة مناقشة الامر مع الاولاد من عدة جوانب قد يتخللها ضرورة تحمل المسؤولية وكيفية التعايش مع مجتمع غريب في اسلوبه الحياتي والاجتماعي عن السلطنة. وبعد التأكد من تلك الناحية هناك ضرورات اخرى اهمها مدى امكانية ولي امر الطالب في تحمل الاجور الدراسية والمعيشية طيلة فترة الدراسة خارج السلطنة. وهو امر مهم اذ بدونه تنقطع دراسة الابن او البنت مما يسبب ارباكا دراسيا.
اذا كانت تلك الامكانية المادية؛ متوفرة فعلى ولي امر الطالب او الطالبة البحث عن الاختصاص الذي يرغب الابن او البنت التخصص فيه؛ شرط ان يكون موافقا للنهضة العمانية بغية توفر عمل بعد الانتهاء من الدراسة. وعليه يستوجب البحث عن بدائل عديدة وليس الاستناد الى جامعة واحدة او اختصاص واحد وفي بلد واحد. وهو امر سهل جدا اذ يمكن معرفته اما عن طريق الانترنت او مراسلة الجامعة لتزويدكم بكتيبات عنها؛ لغرض الاطلاع ومعرفة الاختصاصات المتوفرة وشروط القبول فيها. ناهيك عن اعطاء معلومة عن مستوى الجامعة وكفائتها؛ وبهذا الصدد تعرب الملحقية الثقافية عن استعدادها لمساعدة اولياء الامور بذلك. اذ يمكنهم الاتصال بمكتبها في لندن لمناقشة الامور وايضاحها وفق ما متوفر لديها من معلومات اكاديمية عن الجامعات والاختصاصات وكيفية التقديم وغيرها من الامور التي يحتاجها من يروم الدراسة. وستجدون راحبة الصدر والاصغاء والتفاهم وابداء الرأي شعارا فعالا لدى منتسبي الملحقية الثقافية في لندن. ايمانا منها بضرورة اتباع السبل الصحيحة في معالجة اي امر قبل البدء في تنفيذه او الاقدام عليه؛ لكي تكون نتائجه مجدية وصائبة وخالية ولو نسبيا من المشاكل التي ربما تعرقل سير دراسة الطالب.
ان من اهداف الملحقية الثقافية عدم التمييز بين طالب واخر سواء كان مبتعث او دارس على حسابه الخاص. ونحن على استعداد للاشراف الاكاديمي على جميع الطلبة الخاصين ان ارادوا. اذ يتم ذلك من خلال فتح ملف في وزارة التعليم العالي وتقوم الوزارة بدورها في مفاتحتنا لاجراء اللازم. ولغرض تسهيل المهمة يجد الطالب الدارس على حسابه الخاص في نهاية هذا الكتيب استمارة يمكن تعبئتها وارفاقها مع اوراقه الثبوتية وتقديمها للوزارة لغرض اشعاره بالشروط التي يستوجب اتباعها مسبقا قبل الاشراف عليه.
(1) نبذة عامة
قبل الشروع في الدخول بتفاصيل الدراسة الجامعية وغيرها من العلوم الأكاديمية لا بد لنا من التعرف أولا على مالطا ولو بصورة مختصرة جدا. فمالطا جزيرة صغيرة تقع وسط حوض البحر الأبيض المتوسط أمام الساحل الجنوبي الغربي لأوربا قبالة الساحل الذي تمتد على طوله دول المغرب العربي. وتبعد مالطا عن المغرب العربي بحوالي 290 كيلومتر (180 ميل)؛ في حين تبعد عن جزيرة صقلية الإيطالية (Sicily) من ناحية الشمال بحوالي 93 كم (58 ميل). وتبلغ مساحة مالطا الكلية ما يقارب 316 كيلومتراً مربعاً (122 ميل مربع)؛ يشغلها حوالي 378.518 ألف نسمة وذلك حسب إحصائية 1998م. أي بكثافة سكانية تقدر بحوالي 1198 لكل كيلومتر مربع؛ يتركز معظمهم في عاصمتها فليتا Valletta اذ يقطنها 7100 نسمة حسب إحصائيات عام 1998.
هناك جزيرتان صغيرتان تتبعان لسلطة جزيرة مالطا هما جزيرة كوز Gozo ويقطنها 30 ألف نسمة وجزيرة كومينو Comino التي لا يتجاوز عدد سكانها ثلاثة آلاف نسمة فقط. وكنتيجة للأصول العربية التي شغلت تلك الجزيرة والجزر التابعة لها؛ فمع بدايات القرن الحادي عشر الميلادي وحتى أوائل القرن الخامس عشر الميلادي كان الأثر العربي واضحا ناجزا جدا على اللغة المالطية الأصلية. والتي بجمعها يمكن أن تكون خليطا من العربية والفرنسية والأسبانية. ويبدو أن طيلة الفترة التي حكم فيها العرب مالطا قد أثرت بصورة مباشرة على حياتهم ولغتهم. ففي عام 870م تمكنت الدولة العربية في الأندلس من أن تحتل مالطا بقيادة الخليفة الأموي عبد الله بن عبد الرحمن الثاني وتخضعها لسيطرتها حتى عام 1090م حين سقطت بأيدي الإغريقيين وحكمت من قبلهم حتى عام 1122م. و تمكن بعدها معز الدين الفاطمي من العبور لمالطا عن طريق تونس والحاقها بالدولة العربية الفاطمية الإسلامية في المغرب اذ طالت فترة حكمها حتى عام 1144م.
لم ينتهي المد الإسلامي في مالطا وصقلية عند هذا الحد ففي عام 1194م تمكنت الدولة الفاطمية من إعادة احتلالها حتى عام 1266م إذ بعدها سقطت بيد الفرنسيين. وحاولت الدولة العثمانية احتلالها على يد ارين كمال بك مع إطلالة عام 1429م ففشلت في إلحاقها. إلا إن الأثر الإسلامي العربي بقي ليومنا هذا موجود في نواحي مالطا الحياتية واللغوية .
خضعت مالطا للاستعمار البريطاني مع بداية عام 1761م ونالت استقلالها عام 1964م ؛ وأصبحت تسمى بجمهورية مالطا منذ صيف 1972م. وعليه فالاحتلال البريطاني الطويل للجزيرة هيأ لها أن تأخذ عن بريطانيا النظام الإداري والتعليمي والمدني بحذافيره وبكل ما هو معهود في بريطانيا من قوانين. فالتأثير البريطاني في الحياة المالطية يبدو واضحا جدا وذلك من خلال اعتبار اللغة الرسمية التي تتعامل بها الجمهورية المالطية هي اللغة الإنكليزية؛ علاوة على الأسلوب الحياتي الذي يمكن أن يلمس حتى من خلال قيادة السيارة بمقبضها الأيمن المعهود في بريطانيا دون غيرها.