وجهة العائلات ومتعة الصغار
لم يبق شاعر لم يتغن بها ولم يبخل عليها فنان ورسام بزيارة. ولطالما كانت ملجأ لسكان الجزيرة البريطانية الهاربين من صخب المدن الى المناطق النائية والطبيعية ذات التاريخ السحيق المانح للهدوء والطمأنينة. انها منطقة «الليك ديستريكت» او ما يمكن ان يطلق عليه «منطقة البحيرات» حقا. وهذه المنطقة الغنية جدا بالمناظر الطبيعية المذهلة والأخاذة، اهم ثاني المناطق السياحية في بريطانيا، إذ تجذب الملايين منذ عشرات السنين. قبل السياحة، كانت منطقة «الليك ديستريكت» او «منطقة البحيرات» قديما، مصنعا كبيرا للفؤوس الحجرية، ومقلعا للحجارة الكبيرة والصغيرة، خصوصا ان المنطقة تضم عدة انواع من الصخور، منها صخور بركانية وصخور اردوازية او ما يصنع منها الالواح الاردوازية التي تستخدم لكسوة السقوف. لكن منذ ان وطأ الرومان المنطقة، اصبحت تربية الماشية والغنم بشكل خاص والزراعة اهم مصادر الدخل وعلى رأس القطاعات المهمة (الاجبان والالبان واللحوم والجلود).
ومن القرن السادس عشر الى القرن التاسع عشر، انتعش في المنطقة قطاع المناجم على انواعها: النحاس والقصدير والفضة والغرافيت (منطقة كزويك). ولهذا السبب بالذات انتشرت صناعة اقلام الرصاص التي اصبحت لاحقا ظاهرة عالمية. لكن منذ منتصف القرن التاسع عشر، انتشرت صناعة الاقمشة الخاصة بالتصدير الى الخارج ومنها اسماء شهيرة مثل ماركة «بوبين». وبعدها ثبتت السياحة كمصدر دخل رئيسي لسكان المنطقة على اختلاف بلداتهم. ومع هذه المنطقة، جذبت منذ سنوات طويلة الكثير من السياح والاسماء المعروفة، وكانت اول الشواهد على هذه الزيارات في كتاب سيليا فيينيس عن رحلتها حول انجلترا عام 1698. وكانت هذه الزيارة للمتعة والثقافة أي التعلم والاستكشاف. كما كانت المنطقة جزءا من كتاب دينيل دفو بداية القرن الثامن عشر «جولة في جميع انحاء الجزيرة البريطانية». وخص الشاعر وليام ووردز ورث المنطقة بكتاب عام 1810 وهو من الكتب المعروفة عن المنطقة في اوساط المؤرخين. ويعرف ان ووردز ورث ترعرع في المنطقة وعاد اليها بعد سنوات واصبح منزله هناك مزارا لمحبي وعشاق الشاعر الرومانسي. كما ان بياتريس بوتر المعروفة بقصص الاطفال، تملك بيتا هناك، أصبح معرضا خاصا بقصصها التي حولتها هوليوود الى الأفلام الشهيرة وابطال هذه القصص.
وخلال الحروب الاوروبية نهاية القرن الثامن عشر انتعش القطاع السياحي وتأسس كقطاع حديث بعد ان وضع الاب توماس وست اول دليل سياحي لـ «منطقة البحيرات». يعتقد الكثير من المؤرخين ان وصل المناطق ببعضها بعضا عبر سكة الحديد والقطارات منذ عام 1840 ساهم بربط «منطقة البحيرات» بالمناطق البريطانية الاخرى وبالتالي العالم مما ادى الى انتعاش القطاع بشكل لم يسبق له مثيل. وبعد وصول السيارات، ازداد وارتفع عدد السياح، مما ادى الى تفكير السلطات بحماية المنطقة بيئيا واصدار بعض القوانين والقرارات بهذا الصدد ( عام 1951). ومنذ الخمسينات يعتمد السياح بشكل عام على الكتاب او الدليل المفصل والمدعوم بالخرائط، الذي وضعه الفرد وينرايت Pictorial Guide to the Lakeland Fells. وفي الكتاب وصف لما لا يقل عن 214 قمة جبل من قمم جبال المنطقة. تقول الارقام حاليا، إن «منطقة البحيرات» تستقبل سنويا ما لا يقل عن 14 مليون سائح او اكثر من داخل بريطانيا ومن الخارج والمغتربين البريطانيين، خصوصا من الولايات المتحدة واليابان والمانيا واستراليا والصين والمانيا ونيوزيلندا وكندا وغير ذلك. وتعتبر المنطقة من اكثر المناطق السياحية المحبوبة في بريطانيا. تقع «منطقة البحيرات» في مقاطعة كمبريا شمال غرب انجلترا. وهي على حدود البحر الايرلندي غربا وشرقا على حدود منطقة نوثامبريا ونيوكاسل وداراهم وجنوبا مع منطقة لانكشر وشمالا مع دامفريس في جنوب اسكوتلندا، أي انها قريبة من كثير من العوالم والبيئة البريطانية الطبيعية المختلفة. والمنطقة من المناطق الجبلية القليلة في انكلترا. ولذا تضم المنطقة معظم الجبال الانجليزية التي تعلو عن 3 آلاف قدم ومنها اعلى جبل في انجلترا وهو جبل «سكافل بايك».
الطبيعة في «منطقة البحيرات»: تبلغ مساحة المنطقة حوالي 885 ميلا مربعا ( 2.2 الف كلم مربع) ويبلغ عرض المنطقة حوالي 34 ميلا ( 55 كلم )، وهي عبارة عن شاهد على جبروت وقوة الطبيعة والانهار الجليدية التي اجتاحت اوروبا قبل اكثر من 15 الف عام. إذ شقت هذه الانهار الجليدية الزاحفة زحفا هائلا الكثير من الوديان التي تحولت لاحقا الى برك للمياه. ومن هنا جاء اسم المنطقة. وتنتشر في المنطقة حاليا اشجار السنديان والصنوبر، ولا تزال تعتبر من اكثر المحميات الطبيعية اكتظاظا بالسكان، حيث يصل عدد سكانها تقريبا الى 220 الف نسمة. الاحوال الجوية في «منطقة البحيرات»، بريطانية الطبيعة بشكل عام أي كثيرا من الشتاء وكثيرا من الرطوبة وتعتبر منطقة «سيثوايت» (Seathwaite) اكثر المناطق رطوبة في جميع انحاء بريطانيا. وفيما يعتبر شهري مارس (آذار) ويونيو (حزيران) اكثر الاشهر جفافا في المنطقة على مدار العام، فإن الفترة من اكتوبر (تشرين الاول) الى يناير (كانون الثاني) هي اكثر الفترات رطوبة وهطولا للامطار. وتتعرض المناطق للرياح العاتية احيانا لعشرين يوما او اكثر في السنة، لكن معدل درجات الحرارة يتراوح بشكل عام بين 3 درجات و18 درجة مئوية ما عدا المناطق العالية والشاهقة.
رغم ان الطبيعة الخلابة والجميلة جدا هي الجاذب الرئيسي للمنطقة، خصوصا الوديان والجبال والسهول والمراعي والبحيرات، لأن المنطقة تضم عددا من النشاطات القيام بها والامكنة التي يمكن زيارتها والتعرف إليها. وعلى صعيد الأمكنة يمكن زيارة متحف «تولي» (Tullie House Museum and Art Gallery ) الذي حاز الجائزة الوطنية وجائزة منطقة كمبريا كأهم مكان لاستقطاب السياح العام الماضي. ويضم المتحف الذي يعود تاريخه الى نهاية القرن الثامن عشر، ويحاط بالحدائق، مجموعة مهمة من الاعمال الفنية، بالإضافة الى صالة كبيرة للعرض والنشاطات الفنية المختلفة. وهناك متحف خاص بصناعة وعالم مشروب الـ «روم»، يدعى The Rum Story 27 Lowther Street, Whitehaven, Cumbria, CA28 7DN. ويأخذ هذا المتحف الزائر الى عالم الجزر الكاريبية حيث يعود اصل الروم ويشرح تاريخ صناعته وسبلها وتاريخ الناس الذين عملوا فيها. كما يمكن للزائر اكتشاف حدائق قلعة «منكاستر» (Muncaster Castle) الرائعة، والتعرف على عالم الحدائق الانجليزية التقليدية والقديمة.
اما على صعيد النشاطات فيمكن القيام بالكثير من الفعاليات مثل: الإبحار والتزلج وركوب الدراجات الهوائية والسير على الاقدام وتسلق الجبال والتسوق والمشاركة في الاحتفالات المحلية الموسمية. ويمكن الوصول الى المنطقة والى بحيرة «وندرمير» من محطة القطار في هيوستن في وسط لندن ولا تستغرق الرحلة اكثر من 4 ساعات ونصف الساعة.
ومن القرن السادس عشر الى القرن التاسع عشر، انتعش في المنطقة قطاع المناجم على انواعها: النحاس والقصدير والفضة والغرافيت (منطقة كزويك). ولهذا السبب بالذات انتشرت صناعة اقلام الرصاص التي اصبحت لاحقا ظاهرة عالمية. لكن منذ منتصف القرن التاسع عشر، انتشرت صناعة الاقمشة الخاصة بالتصدير الى الخارج ومنها اسماء شهيرة مثل ماركة «بوبين». وبعدها ثبتت السياحة كمصدر دخل رئيسي لسكان المنطقة على اختلاف بلداتهم. ومع هذه المنطقة، جذبت منذ سنوات طويلة الكثير من السياح والاسماء المعروفة، وكانت اول الشواهد على هذه الزيارات في كتاب سيليا فيينيس عن رحلتها حول انجلترا عام 1698. وكانت هذه الزيارة للمتعة والثقافة أي التعلم والاستكشاف. كما كانت المنطقة جزءا من كتاب دينيل دفو بداية القرن الثامن عشر «جولة في جميع انحاء الجزيرة البريطانية». وخص الشاعر وليام ووردز ورث المنطقة بكتاب عام 1810 وهو من الكتب المعروفة عن المنطقة في اوساط المؤرخين. ويعرف ان ووردز ورث ترعرع في المنطقة وعاد اليها بعد سنوات واصبح منزله هناك مزارا لمحبي وعشاق الشاعر الرومانسي. كما ان بياتريس بوتر المعروفة بقصص الاطفال، تملك بيتا هناك، أصبح معرضا خاصا بقصصها التي حولتها هوليوود الى الأفلام الشهيرة وابطال هذه القصص.
وخلال الحروب الاوروبية نهاية القرن الثامن عشر انتعش القطاع السياحي وتأسس كقطاع حديث بعد ان وضع الاب توماس وست اول دليل سياحي لـ «منطقة البحيرات». يعتقد الكثير من المؤرخين ان وصل المناطق ببعضها بعضا عبر سكة الحديد والقطارات منذ عام 1840 ساهم بربط «منطقة البحيرات» بالمناطق البريطانية الاخرى وبالتالي العالم مما ادى الى انتعاش القطاع بشكل لم يسبق له مثيل. وبعد وصول السيارات، ازداد وارتفع عدد السياح، مما ادى الى تفكير السلطات بحماية المنطقة بيئيا واصدار بعض القوانين والقرارات بهذا الصدد ( عام 1951). ومنذ الخمسينات يعتمد السياح بشكل عام على الكتاب او الدليل المفصل والمدعوم بالخرائط، الذي وضعه الفرد وينرايت Pictorial Guide to the Lakeland Fells. وفي الكتاب وصف لما لا يقل عن 214 قمة جبل من قمم جبال المنطقة. تقول الارقام حاليا، إن «منطقة البحيرات» تستقبل سنويا ما لا يقل عن 14 مليون سائح او اكثر من داخل بريطانيا ومن الخارج والمغتربين البريطانيين، خصوصا من الولايات المتحدة واليابان والمانيا واستراليا والصين والمانيا ونيوزيلندا وكندا وغير ذلك. وتعتبر المنطقة من اكثر المناطق السياحية المحبوبة في بريطانيا. تقع «منطقة البحيرات» في مقاطعة كمبريا شمال غرب انجلترا. وهي على حدود البحر الايرلندي غربا وشرقا على حدود منطقة نوثامبريا ونيوكاسل وداراهم وجنوبا مع منطقة لانكشر وشمالا مع دامفريس في جنوب اسكوتلندا، أي انها قريبة من كثير من العوالم والبيئة البريطانية الطبيعية المختلفة. والمنطقة من المناطق الجبلية القليلة في انكلترا. ولذا تضم المنطقة معظم الجبال الانجليزية التي تعلو عن 3 آلاف قدم ومنها اعلى جبل في انجلترا وهو جبل «سكافل بايك».
الطبيعة في «منطقة البحيرات»: تبلغ مساحة المنطقة حوالي 885 ميلا مربعا ( 2.2 الف كلم مربع) ويبلغ عرض المنطقة حوالي 34 ميلا ( 55 كلم )، وهي عبارة عن شاهد على جبروت وقوة الطبيعة والانهار الجليدية التي اجتاحت اوروبا قبل اكثر من 15 الف عام. إذ شقت هذه الانهار الجليدية الزاحفة زحفا هائلا الكثير من الوديان التي تحولت لاحقا الى برك للمياه. ومن هنا جاء اسم المنطقة. وتنتشر في المنطقة حاليا اشجار السنديان والصنوبر، ولا تزال تعتبر من اكثر المحميات الطبيعية اكتظاظا بالسكان، حيث يصل عدد سكانها تقريبا الى 220 الف نسمة. الاحوال الجوية في «منطقة البحيرات»، بريطانية الطبيعة بشكل عام أي كثيرا من الشتاء وكثيرا من الرطوبة وتعتبر منطقة «سيثوايت» (Seathwaite) اكثر المناطق رطوبة في جميع انحاء بريطانيا. وفيما يعتبر شهري مارس (آذار) ويونيو (حزيران) اكثر الاشهر جفافا في المنطقة على مدار العام، فإن الفترة من اكتوبر (تشرين الاول) الى يناير (كانون الثاني) هي اكثر الفترات رطوبة وهطولا للامطار. وتتعرض المناطق للرياح العاتية احيانا لعشرين يوما او اكثر في السنة، لكن معدل درجات الحرارة يتراوح بشكل عام بين 3 درجات و18 درجة مئوية ما عدا المناطق العالية والشاهقة.
رغم ان الطبيعة الخلابة والجميلة جدا هي الجاذب الرئيسي للمنطقة، خصوصا الوديان والجبال والسهول والمراعي والبحيرات، لأن المنطقة تضم عددا من النشاطات القيام بها والامكنة التي يمكن زيارتها والتعرف إليها. وعلى صعيد الأمكنة يمكن زيارة متحف «تولي» (Tullie House Museum and Art Gallery ) الذي حاز الجائزة الوطنية وجائزة منطقة كمبريا كأهم مكان لاستقطاب السياح العام الماضي. ويضم المتحف الذي يعود تاريخه الى نهاية القرن الثامن عشر، ويحاط بالحدائق، مجموعة مهمة من الاعمال الفنية، بالإضافة الى صالة كبيرة للعرض والنشاطات الفنية المختلفة. وهناك متحف خاص بصناعة وعالم مشروب الـ «روم»، يدعى The Rum Story 27 Lowther Street, Whitehaven, Cumbria, CA28 7DN. ويأخذ هذا المتحف الزائر الى عالم الجزر الكاريبية حيث يعود اصل الروم ويشرح تاريخ صناعته وسبلها وتاريخ الناس الذين عملوا فيها. كما يمكن للزائر اكتشاف حدائق قلعة «منكاستر» (Muncaster Castle) الرائعة، والتعرف على عالم الحدائق الانجليزية التقليدية والقديمة.
اما على صعيد النشاطات فيمكن القيام بالكثير من الفعاليات مثل: الإبحار والتزلج وركوب الدراجات الهوائية والسير على الاقدام وتسلق الجبال والتسوق والمشاركة في الاحتفالات المحلية الموسمية. ويمكن الوصول الى المنطقة والى بحيرة «وندرمير» من محطة القطار في هيوستن في وسط لندن ولا تستغرق الرحلة اكثر من 4 ساعات ونصف الساعة.