[h=2]سريلانكا .. (سياحة ليس لها مثيل)[/h]
اعتدت في رحلاتي السياحية أن أقرأ وأبحث كثيرا عن البلد الذي أود زيارته، لكي أصل الى صورة كاملة عنه قبل أن أصل اليه، وعندما دعتنا جمعية الصحافيين الى زيارة سريلانكا.. بحثت في الكثير من المراجع عنها، فوجدت أن أجمل وصف لهذا البلد الرائع ما قرأته في كل مكان هناك وهو « سريلانكا.. أرض ليس لها مثيل» Sri Lanka.. a land like no other.
استغرقت الرحلة من الكويت الى مطار بندرنايك في كولومبو ست ساعات مع التوقف في مطار دبي على الخطوط الجوية السريلانكية، ولأن الرحلة كانت ليلا ولم تكن هناك فرصة لمشاهدة المحيط الهندي والحيتان والدلافين التي اعتاد السياح أن يشاهدوها على أمواجه.. وجدنا وقتا كافيا للتعرف على أفراد فريق الرحلة من الزملاء الصحافيين، كما أن المضيفة سانشيا وأنجيليا أعطيتانا صورة واقعية حقيقية عن جاذبية وجمال وثقافة المرأة السريلانكية.
مع اطلالة الشمس خرجنا من قاعة المطار.. الأمور اذن تبشر بخير، فالصباح الباكر يعني التفاؤل والخير البشر، أول مفاجآت الرحلة كان درجة الحرارة والبرودة المعتدلة التي استقبلتنا وكأنها تقول لنا ان قضاء أيام في كولومبو تعني فرصة للراحة والاستجمام، بعيدا عن هموم العمل والجهد الذي لا ينتهي بالنسبة للصحافيين.
وصلنا الفندق بعد ساعة من الزمان، لم تظهر خلال الطريق شبه السريع، (لا توجد في سريلانكا طرق سريعة HIGHWAY)، ملامح كافية لتعرفنا على هذا البلد الجميل، كان الفندق – 5 نجوم- فخما وجميلا، وبعد لحظات قليلة كنا في الغرف المخصصة لنا،(لم أتوقع أن يتم مثل هذا الاجراء بهذه السرعة).
ولأن من عادتي أن أحاول اكتشاف الفندق الذي أقيم فيه منذ البداية، فضلت أن أغير ثياب الرحلة وأبدأ رحلة التجول في أنحاء الفندق ثم التحول الى الشارع المقابل للفندق. ( يقولون ان أول اكتشاف للبلد الطريق المقابل للفندق).
الجولة الأولى لا تحتاج في كولومبو الىالتلويح للتاكسي اذا كنت تود الذهاب الى أي مكان، فكل ما عليك أن تفعله هو الوقوف على الطريق لتجد أمامك أكثر من أربعة أو خمسة تكتكات (دراجة نارية مغطاة وتسير على ثلاث عجلات تشتهر بها منطقة جنوب شرق آسيا كلها) تدعوك للركوب. الجميل في هذا المنظر أن هذه التكتكات ملونة وزاهية ترسم ابتسامة على شفتي السائح تجعله يركب في أول تكتك يقف أمامه، وهذا ما حدث معي عندما وقفت والزميل عادل دشتي من جريدة الدار على الطريق، فتوقف أمامنا العديد من التكتكات لنجد أنفسنا فجأة ومن دون مقدمات نجلس في أحدها وصاحبه يطوف بنا في شوارع كولومبو في أول جولة لنا فيها.
يعتبر أصحاب التكتكات الخط الأول للسياحة في سريلانكا، فهم يعرفون كل المناطق السياحية الظاهرة والخفية، ويتكلمون اللغة الانكليزية والفرنسية والروسية بطلاقة كما يعرف بعضهم اللغة العربية أيضا، الى جانب معرفتهم بـ «دواعيس» كولومبو التي لا يعرفها سواهم ولكل تكتك أماكن خاصة لا يعرفها سواه.
قلب واحد
توقف سائق التكتك ـ اسمه عجيب وهو اسمه وليس لقبه ـ عند مبنى لونه أخضر فستقي وقال «تفضلا.. هذا مسجد وبجواره معبد بوذا وبجواره كنيسة، انها من أهم معالم السياحة في كولومبو»، ثم أطفأ التكتك ونزل يتقدمنا لزيارة المسجد، لم نطلب منه أن نزور شيئا ولكن يبدو أنه مبرمج على هذا العمل ويحفظ برنامج الزيارة عن ظهر قلب، مررنا عليها جميعها من الخارج كانت متلاصقة، وفي كل واحدة منها هناك فريق للاستقبال وشرح المبنى بالكامل للزائر وتاريخ بنائه والأحداث التي مر بها، وعندما ينتهي الزائر منها يجلس أصحابها معا على دكة واحدة بقرب المباني الثلاثة يشربون الشاي وينتظرون الزائر التالي، انه حقا نموذج للقلب الواحد الذي تجمعه أرض واحدة ونموذج للتسامح والتعايش السلمي والديني معا.
القهوة السوداء
طلبت من السائق عجيب أن يأخذنا الى أقرب مقهى لشرب الشاي، فطاف بنا أكثر من خمسة شوارع، ودخل بنا من حارة الى أخرى الى أن استقر أخيرا أمام مبنى تحيط به أشجار جوز الهند (الكوكونت) دخلنا المبنى الذي كان يبدو من بابه الخشبي أنه مصنوع قبل أكثر من مائتي عام، استقبلنا الجرسون وأجلسنا على طاولات خشبية في حوش المبنى صنعت أيضا قبل مائتي عام وما تزال تقوم بواجبها الى اليوم، طلبت منه فنجانا من القهوة التركية فقال لنا مبتسما «لدينا شاي وقهوة سريلانكية!»، فأحببت أن أجرب القهوة السريلانكية لأنني أسمع عنها لأول مرة وطلب زميلي شايا، وبعد لحظات قدم لي الجرسون قهوة سوداء blackcoffie وقدم لزميلي حليبا، كان الأمر مفاجئا لنا فطلبت منه تفسيرا للموضوع فقال انهم يسمون القهوة السوداء في سريلانكا قهوة سريلانكية، أما اذا أردت شايا فعليك أن تقول شايا أسود black tea.
كان المقهى عبارة عن تحفة فنية، يزدحم فيه السياح الأجانب من كل مكان، بني قبل 250 سنة على يد أحد العسكريين الألمان كما تقول أقوى الروايات، وكان عبارة عن مكان لجمع وتخزين المواد الغذائية ثم تحول الى مقهى، وما يزال الى اليوم على نفس التصميم الهندسي الذي بني فيه أول مرة.
المساج الحار أيقظتنا القهوة السريلانكية من تعب ركوب التكتك وتنفس الديزل منه، وعندما شعر السائق عجيب بأننا استيقظنا من سكرة الديزل، أخبرنا بأنه يحضر لنا مفاجأة من النوع الثقيل (!) فعرج بنا في احدى السكك الضيقة، وسار فيها الى أن وصل الى شاطئ البحر، يا سلام.. ما أروع منظر المحيط وأمواجه التي تتلاطم على الشاطئ وكأنها امرأة تسقط في حضن زوجها فيحتضنها برقة ويضمها الى صدره، ولم نكد نبحر في هذا المنظر الجميل حتى قطع هيجان الموج مرور قطار مليء بالركاب وكأنه حقيبة أحد أبنائنا في المدرسة يسير بمحاذاة الشاطئ اعتقدنا في البداية أن هذا المنظر هو المفاجأة التي وعدنا بها، ولكنه لم يلتفت الى هذا المنظر والمشهد البديع، بل دخل أحد المنازل المطلة مباشرة على المحيط وأوقف التكتك وقال «تفضلوا.. المفاجأة في انتظاركم».
«ما هذا؟» أجاب: «انه مكان خاص للمساج.. يأتي السياح الى هنا من كل أنحاء العالم من أجله، انه المساج السريلانكي الصحي بأفضل أنواع الزيوت الطبيعية والتدليك الطبي على أسس التراث السريلانكي القديم» كان يبدو أنه يحفظ هذه الكلمات عن ظهر قلب من كثرة زيارته له، كان المكان عبارة عن جزء من التراث السريلانكي تظهر معالمه واضحة من اللحظة الأولى لدخوله، وهناك مكان مخصص للنساء وآخر للرجال، ولا يأتي السياح اليه طلبا للتدليك أو المساج بقدر ما هو مكان مناسب لمشاهدة شيء من السياحة السريلانكية.
كاريوكا
خرجنا من المساج وكان الظلام قد خيم على كولومبو.. كان الهدوء يخيم على الشوارع والطرقات، كان مشهدا ملفتا للنظر فسألنا السائق عجيب عن الأمر ولماذا اختفى الناس فأجاب بأن يوم السريلانكيين ينتهي بانتهاء النهار، فما ان تغيب الشمس حتى يغيبوا معها، طلبت منه أن يأخذنا الى مكان جميل نتعشى فيه فابتسم وقال «سآخذكم الى كاريوكا» يقع هذا المطعم في شارع ضيق جدا لا يكاد يتسع لتكتك واحد ومع ذلك كانت التكتكات تسير فيه بكل مهارة، وصلنا اليه فاستقبلنا مدير المطعم بحرارة وكأننا على موعد معه، جلسنا على طاولة في طرف المكان وأنا لا أستطيع أن أسمع صوت زميلي دشتي بسبب صوت الموسيقى المرتفع، تناولنا عشاءنا وعدنا الى الفندق استعدادا لليوم التالي.. فهناك برنامج آخر ينتظرنا في مدينة أخرى في سريلانكا.
القهوة السوداء
طلبت من السائق عجيب أن يأخذنا الى أقرب مقهى لشرب الشاي، فطاف بنا أكثر من خمسة شوارع، ودخل بنا من حارة الى أخرى الى أن استقر أخيرا أمام مبنى تحيط به أشجار جوز الهند (الكوكونت) دخلنا المبنى الذي كان يبدو من بابه الخشبي أنه مصنوع قبل أكثر من مائتي عام، استقبلنا الجرسون وأجلسنا على طاولات خشبية في حوش المبنى صنعت أيضا قبل مائتي عام وما تزال تقوم بواجبها الى اليوم، طلبت منه فنجانا من القهوة التركية فقال لنا مبتسما «لدينا شاي وقهوة سريلانكية!»، فأحببت أن أجرب القهوة السريلانكية لأنني أسمع عنها لأول مرة وطلب زميلي شايا، وبعد لحظات قدم لي الجرسون قهوة سوداء blackcoffie وقدم لزميلي حليبا، كان الأمر مفاجئا لنا فطلبت منه تفسيرا للموضوع فقال انهم يسمون القهوة السوداء في سريلانكا قهوة سريلانكية، أما اذا أردت شايا فعليك أن تقول شايا أسود black tea.
كان المقهى عبارة عن تحفة فنية، يزدحم فيه السياح الأجانب من كل مكان، بني قبل 250 سنة على يد أحد العسكريين الألمان كما تقول أقوى الروايات، وكان عبارة عن مكان لجمع وتخزين المواد الغذائية ثم تحول الى مقهى، وما يزال الى اليوم على نفس التصميم الهندسي الذي بني فيه أول مرة.
المساج الحار أيقظتنا القهوة السريلانكية من تعب ركوب التكتك وتنفس الديزل منه، وعندما شعر السائق عجيب بأننا استيقظنا من سكرة الديزل، أخبرنا بأنه يحضر لنا مفاجأة من النوع الثقيل (!) فعرج بنا في احدى السكك الضيقة، وسار فيها الى أن وصل الى شاطئ البحر، يا سلام.. ما أروع منظر المحيط وأمواجه التي تتلاطم على الشاطئ وكأنها امرأة تسقط في حضن زوجها فيحتضنها برقة ويضمها الى صدره، ولم نكد نبحر في هذا المنظر الجميل حتى قطع هيجان الموج مرور قطار مليء بالركاب وكأنه حقيبة أحد أبنائنا في المدرسة يسير بمحاذاة الشاطئ اعتقدنا في البداية أن هذا المنظر هو المفاجأة التي وعدنا بها، ولكنه لم يلتفت الى هذا المنظر والمشهد البديع، بل دخل أحد المنازل المطلة مباشرة على المحيط وأوقف التكتك وقال «تفضلوا.. المفاجأة في انتظاركم».
«ما هذا؟» أجاب: «انه مكان خاص للمساج.. يأتي السياح الى هنا من كل أنحاء العالم من أجله، انه المساج السريلانكي الصحي بأفضل أنواع الزيوت الطبيعية والتدليك الطبي على أسس التراث السريلانكي القديم» كان يبدو أنه يحفظ هذه الكلمات عن ظهر قلب من كثرة زيارته له، كان المكان عبارة عن جزء من التراث السريلانكي تظهر معالمه واضحة من اللحظة الأولى لدخوله، وهناك مكان مخصص للنساء وآخر للرجال، ولا يأتي السياح اليه طلبا للتدليك أو المساج بقدر ما هو مكان مناسب لمشاهدة شيء من السياحة السريلانكية.
كاريوكا
خرجنا من المساج وكان الظلام قد خيم على كولومبو.. كان الهدوء يخيم على الشوارع والطرقات، كان مشهدا ملفتا للنظر فسألنا السائق عجيب عن الأمر ولماذا اختفى الناس فأجاب بأن يوم السريلانكيين ينتهي بانتهاء النهار، فما ان تغيب الشمس حتى يغيبوا معها، طلبت منه أن يأخذنا الى مكان جميل نتعشى فيه فابتسم وقال «سآخذكم الى كاريوكا» يقع هذا المطعم في شارع ضيق جدا لا يكاد يتسع لتكتك واحد ومع ذلك كانت التكتكات تسير فيه بكل مهارة، وصلنا اليه فاستقبلنا مدير المطعم بحرارة وكأننا على موعد معه، جلسنا على طاولة في طرف المكان وأنا لا أستطيع أن أسمع صوت زميلي دشتي بسبب صوت الموسيقى المرتفع، تناولنا عشاءنا وعدنا الى الفندق استعدادا لليوم التالي.. فهناك برنامج آخر ينتظرنا في مدينة أخرى في سريلانكا.
أوديل توجد في كولومبو العديد من المجمعات التجارية، ولكنها تختلف عن المجمعات التجارية الضخمة في الكويت، فهي مغلقة وصغيرة الحجم، ولكن هناك مجمع وحيد حديث البناء اسمه «أوديل» يعتبر الأحدث في كولومبو وهو جميل وفخم ويحتوي على العديد من البضائع الحديثة والماركات المشهورة ويستحق الزيارة.