تاريخ الزيارة شهر ربيع الثاني 1430هـ / نهاية أبريل 2009م.
أستطيع القول بعد مشاهداتي لكثير من المساجد في بعض الدول الإسلامية ، إن من أكثر الدول اهتماما بالمساجد والحرص عليها ، ونظافتها ، وفرشها ، والحرص على راحة مصليها ، والعاملين فيها ، هي دولة الكويت ، وهذه ليست مبالغة ، فمن زار الكويت ، وشاهد المساجد فيها ، والخدمات التي تقدم للمصلين ، جزم بأنه لا يوجد في العالم على حد علمي دولة تخدم المساجد كما هو الحال في الكويت .
فمن مظاهر ذلك :
أن الداخل إلى أي مسجد فيها يجد أمام المصلين على امتداد الصف الأول ، يجد العطور من شتى الأصناف ، يُعطر بها المسجد ، ويتعطر بها المصلون ..
كذلك يتم تبخير المسجد يوميا أو شبه يومي ، بواسطة عامل المسجد ، حيث لكل مسجد عامل يقوم بالاهتمام بالمسجد ، وتنظيفه وتبخيره وتشغيل تكييفه ، ويقوم أيضا بفتح المسجد وإغلاقه في الوقت المناسب حفظا له من أيدي العابثين والمتسورين ، وعمل العامل هذا خاص به ، أما الإمام فإنه مفرغ تماما للصلاة بالناس وإعطاء الدروس للناس إلزاما له من الأوقاف ، ليس له عمل إلا هذا ، وهكذا المؤذن فإن عمله الأذان والإقامة فقط ، أما فتح المسجد وإضاءته ، وغلقه فهذا من عمل عامل المسجد .
ومن مظاهر ذلك :
أنه يوجد على امتداد الصف الأول ، وفي مؤخرة المسجد ، وعلى الطاولات علب للكلينكس (مناديل الورق ) .
كذلك من الأمور الجيدة المريحة للمصلين وجود مساند متصلة طويلة على امتداد الصف الأول يستند لها مصلو الصف الأول يقرؤون القرآن لحين الإقامة ، والمصاحف بفضل الله عزوجل متوافرة ، سواء المصاحف السعودية التي قام على طباعتها الملك فهد – رحمه الله تعالى - ، أو المصاحف التي قامت بطباعتها وزارة الأوقاف الكويتية .، والوزارة بفضل الله - عز وجل -.
تهتم جدا بالإمام والمؤذن ، بتطوير وضعه العلمي والمادي ، العلمي بإقامة الدورات العلمية المكثفة ، وبتوزيع الكتب العلمية التأصيلية ، وبتوزيع الموسوعة الفقهية الكويتية مجانا ، وبتوفير مكتبة علمية شرعية فيها أمّات الكتب في كل مسجد ؛ والمادي بزيادة رواتب الأئمة والمؤذنين ، وتوفير الدشاديش – القُمُص – والشمغ ( عمائم الرأس) .
ومن مظاهر ذلك :
أنه يوجد فرق نظافة خاصة تقوم عليها شركات خاصة تتعاقد معها الوزارة ، تقوم شهريا بتنظيف المسجد تنظيفا شاملا ، وتنظيف حمّاماته تنظيفا شاملا ، إضافة إلى توفير مواد التنظيف الشاملة شهريا ، ويتم فيها أيضا توفير النعال الخاصة بالوضوء ، وتوفير الكلينكس الخاص بتنشيف الأعضاء في حمامات كل مسجد ، بحيث إذا توضأ المصلي يجد عند المتوضأ الكلينكس الذي يتنشف به !.
ومن مظاهر ذلك :
وجود مرايات في كل مسجد عند الأبواب يهيئ المصلي نفسه بها.
ومن مظاهر ذلك :
السكن المتميز للإمام والمؤذن ، حيث تقوم الوزارة بتوفير شقة لكل من الإمام والمؤذن ، و صيانتها مجانية ، واسعة مزودة بوحدات التكييف .
في الختام نحمد الله على يسر هذا الإهتمام لبيوته ويبقى الأهم أن تعمر بعبادته وحمده وشكره ...