السياحة في عمان

براءة الورد

:: مسافر ::
21 مارس 2016
3,500
80
0
40
img_1459151088_220.jpg

تـعـود إقامة الإنسان في عمان إلى أقدم عصور التاريخ. ففي هذا الموقع الذي يتوافر فيه الماء و الدفء والطبيعة الملائمة للحياة والنمو, كان ألانسان الأول يجد ما يناسبه حياته البدائية من كهوف و مغائر يلجأ اليها ايام الشتاء ,ومن غابات شجر كثيفة تكثر فيها حيوانات الصيد و يكثر فيها الحطب و الغابات الكثيفة.


تـعود إقامة الانسان في عمان و المنطقة المحيطة بها الى ثمانية الآف سنة . اما اقامة الابنية الضخمة فتعود الى العصر الحجري الحديث الذي ينتهي سنة 4500 ق .


img_1459151087_400.jpg


دلّت المكتشفات الأثرية على حضارة عمان في العصر الحجري الحديث في الذي يبدأ حوالي الالف التاسع قبل الميلاد , و يعتبر موقع"عين غزال" في عمان من النماذج الحية لهذا التطوروالتحول في التاريخ البشري.


كما اشارت الحفريات الأثرية المكتشفة في جبل القلعة وسط عمان , انها كانت مأهولة بالسكان طوال العصر البرونزي (3000-1200 ق.م) ,كذلك تم الكشف عن كهوف في منطقة ابو نصير الواقعة شمالي عمان, وعثر فيها على رسومات لحيوانات برية و ادوات صوانية تعود للعصر الحديدي .

و قــد تعاقبت العديد من الحضارات على عمان على مدى العصور الخالية و اهمها ما يلي :

العمـونيــون

اليونـــان

الرومـــان

الحضارة الإســلامية

عمــان في العصر الحديث

____________________________

تــقع مدينة عمان على خط طول 32ْ درجة شمالا و خط عرض 37ْ درجة شرقا ، و يشتمل موقعها على مجموعة من الجبال و السهول و الاودية ، حيث يبلغ ارتفاع هذه الجبال ما بين 850-1000 متر فوق سطح البحر ، و تتفاوت جبال عمان في الارتفاع ، حيث تصل الى 1000 متر في جبال الجوفة و الاشرفية و النظيف و المريخ و الشميساني و تلاع العلي .

و هذه الجبال ما هي الا جزء من سلسلة جبال البلقاء التي تمتد ما بين نهر الزرقاء شمالا الى نهر الموجب جنوبا ، و هناك العديد من الاودية التي تتخلل هذه الجبال و يصل منسوب الارض فيها ما بين 550-800 متر فوق سطح البحر ، و من اشهر هذه الاودية : وادي
عمان ( السيل ) ، وادي عبدون و يمر الى الشرق من منطقة عبدون، وادي الملفوف و بمر الى الغرب من جبل عمان ، وادي صقرة و يمتد بين جبلي عمان و اللويبدة ، وادي الحدادة و يمتد بين جبلي الحدادة و القصور ،وادي الرمم ، وادي السلط و يمتد بين جبلي اللويبدة و الحسين ، وادي ماركا يمتد الى الجنوب من ماركا الجنوبية ، وادي الذراع و يمتد بين جبلي نزال و راس العين ، وادي المربط و يمتد بين الهاشمي الشمالي و الهاشمي الجنوبي

img_1459151085_145.jpg


طبوغرافية
عمان :

توصف طبوغرافية
عمان بالتفاوت و الاختلاف ، و تتوزع على اربعة مناطق و هي :
1- المنطقة الشماليـة ، و تتشكل من جبال متموجة قليلا .
2- المنطقة الوسطى ، تتميز بانها ملتقى الاودية الرئيسية مع سيل
عمان ، و هي اودية شديدة الانحدار تتخللها نتوءات صخرية بارزة و طبقات صخرية متموجة على سفوح الجبال التي تمر من خلالها .
3- المنطقة الغربية , تمتد على جانب وادي الاردن ، يتجاوز ارتفاعها حوالي الالف متر ، كما في الشميساني و تلاع العلي و عبدون .
4- المنطقة الجنوبية الشرقية ، يتميز سطحها بالتموج ، و تعد من الاراضي الصحراوية الممتدة الى الصحراء الاردنية , و ذات تربة صحراوية لا تصلح للزراعة بسبب قلة المياه كما في منطقة ماركا الجنوبية

img_1459151085_322.jpg


يتميز موقع
عمان بجودة المنـاخ و خصوبة التربة ، و توافر المياه ، حيث مناخ البحر الابيض المتوسط ، و توافر التربة الخصبة الصالحة للزراعة التي تمتد على سهول عمان ، و بيادر وادي السير ، و سهل حسبان و قاع القسطل ، و الجيزة و مرج الحمام ، و كانت هذه السهول معدن الحبوب ، و بجودتها ضرب المثل ، كذلك توافرت المياه الجارية في سيل عمان ، و وادي السير و ناعور ، و التي استخدمت في ري المحاصيل و المزروعات و سقي الماشية طوال العام و لكن اغلب هذه المناطق و صلها الزحف العمراني و السكاني المتزايد

إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 640x480 وحجمها 45 كيلو بايت .

img_1459151083_437.jpg


يتأثر مناخ عمان بالبحر الأبيض المتوسط من ناحية الغرب و الشمال و بالصحراء من ناحية الشرق و الجنوب . و يمتاز هذا المناخ بأنه حار و جاف في فصل الصيف ومعتدل و بارد في فص الشتاء . و في بعض الأحيان تتعرّض المدينة لموجات حر تأتي من الصحراء , كما تتعرّض لموجات برد تأتي من اوروبا و سبيريا .


يمتد فصل الشتاء في العادة من منتصف شهر تشرين ثاني الى منتصف شهر آذار , و اكثر الشهور برودة هو شهر كانون الثاني , حيث يكون معدل الحرارة فيما بين 9,7 درجات مئوية و 3,5 درجات مئوية . أما اقل درجة حرارة صغرى فهي 7,5ْ تحت الصفر , وقد سجلت بتاريخ 2 كانون الثاني 1973. و يعتبر شهر تموز و آب من أشد الأشهر حرارة , إذ يبلغ معدل درجة الحرارة العظمى 32،5ْ درجة مئوية أما أعلى درجة حرارة عظمى تم تسجيلها في فهي 42،8ْ درجة مئوية و كان ذلك في يوم 25 آب 1932 ، وتدل المقارنات الإحصائية أن درجات الحرارة في وسط عمان تكون أعلى بدرجة إلى درجتين من هضبة ماركا و الهضاب المرتفعة الأخرى ، و أعلى بدرجتين إلى أربع درجات مئوية من مناطقعمان الغربية و الشمالية الغربية و الجنوبية الغربية , و الرسم البياني هذا يظهر درجات الحرارة و معدل سقوط الامطار في عمان على مدار اشهر السنة كاملة .


يبدأ هطول الامطار عادة في تشرين الاول و ينتهي في اواخر شهر نيسان , و تتفاوت كمية الامطار بين سنة و أخرى , فقد كان اغزر المواسم بالامطار موسم 1979-1980 بينما كان اسوأ المواسم هو موسم 1959-1960 و من الملاحظ ان معدل هطول الامطار في وسط البلد و عمانالشرقية يزيد عن معدل الامطار في عمان الشرقية .


و للدلالة على تفاوت معدل هطول الامطار نجد ان معدل هطول الامطار في احد المواسم السابقة في منطقة جبل اللويبدة هو 527 ملم بينما سجل هطول المطر في جبل الحسين 422ملم و في منطقة ماركا 363ملم , يبلغ عدد الايام التي يزيد هطول المطر فيها عن 1,0ملم 55 يوما في عمان , اما اطول فترة استمر فيها هطول الامطار فقط كانت خلال ايام 13-26 من شهر آذار في عام 1943م اي استمر هطول المطر 14 يوما متواصلة .


تتساقط الثلوج على عمان عادة في فصل الشتاء , و يبلغ معدل تساقط الثلوج من يوم الى ثلاثة ايام , و لكن يحدث احيانا ان يزيد عدد الايام التي تتساقط فيها الثلوج , كما حدث سنة 1983م اذ وصل الى 12 يوما , و حدث ان تساقطت الثلوج لمدة ثمانية ايام كما في عام 1927 و ذلك من يوم 10-17 شباط و هذه حالة نادرة حيث اطلق عليها المعمرون اسم الثلجة الكبيرة .


و تزداد كثافة الثلوج المتساقطة في المناطق الرتفعة و خاصة في مناطق عمان الغربية و المناطق الشمالية الغربية حتى اها تبلغ احيانا حوالي 60 سم من الثلوج . يترواح المعدل اليومي للرطوبة النسبية من 70-80% وقد يصل ال 100% اثناء هطول الامطار و اثناء الليل , اما في فصل الصيف فالمعدل اليومي للرطوبة النسبية يبلغ نحو 40 % و في الاحوال الخماسينية تهبط الرطوبة الى اقل من 10% , هذا و تسود الرياح الغربية على اجواء عمان معظم شهور السنة و التي تساعد على تلطيف الجو كما ان عمان لا تعاني من هبوب الرياح الشرقية العاصفة التي تنقل الغبار الكثيف , و لذلك تعتبر عمان من بين العواصم الظيفة من ناحية البيئة .


img_1459151089_313.jpg


يعتبر الشركس من مؤسسي عمان الحديثة , ثم تبعهم الى الاستقرار فيها عائلات مختلفة قدمت من المناطق المجاورة لها كالسلط و سحاب و الفحيص و من مناطق اخرى من الاردن , ثم وفدت اليها عائلات من سوريا و فلسطين , و كذلك من نجد و الحجاز و القفقاس خلال الفترة 1900-1908 و قد شجعتهم الى الاستقرار في عمان الدولة العثمانية من اجل اعمار المنطقة , و مرور خط سكة حديد الحجاز من
عمان 1905 فظهرت تجمعات سكنية حول المحطة اتخاذها عاصمة لأمارة شرق الاردن
وذلك في عام 1921م فتوافرت فيها فرص العمل و الاستثمار , كل هذه العوامل جذبت الناس من شتى البلاد العربية القريبة و البعيدة للسكن فيها , فمارس الوافدون التجارة و الحرف اليدوية و المهن الدقيقة كالصياغة و الطب و الميكانيك .
في عام 1878م زار
عمان احد الرحالة الاجانب و قد قدّر عدد سكانها حوالي 150 نسمة , و لكن هناك تفاوت فالرحالة (روبنسون ليس ) قدر سكانها في عام 1893م حوالي 1000 نسمة من الشراكسة بالاضافة الى اصحاب الدكاكين من السلط . و قدرت سجلات الدولة العثمانية عدد سكانعمان سنة 1898م بـ 400 اسرة .
في اوائل سنة 1914م زار
عمان اثنان من الفرنسيين فقدروا عدد سكانها بحوالي 1800 نسمة و قدر مصدر الماني سكان عمان سنة 1915م بخمسة الآف نسمة , هذا و قد كلن و صول الامير عبدالله بن الحسين الى عمان سنة 1921م بداية مرحلة جديدة , اذ اخذ عدد السكان يتزايد باستمرار منذ ذلك التاريخ . و قامت نيابة العشائر في ايلول 1922م بأحصاء تقديري للسكان فتبين ان سكان عمان كانوا آنذاك 6400 نسمة .
واخر احصائيه كانت عام 2000 وكان عدد سكان
عمان حوالي مليونين نسمه
img_1459151088_309.jpg

تزخر
عمان و المناطق التابعة لها إداريا ضمن محافظة العاصمة ، على العديد من المعالم الاثرية و السياحية التي تشير الى عراقة عمان و ازدهارها في سالف الازمان ، و على الرغم من التوسع العمراني المذهل الذي ساهم الى حد كبير في اندثار تلك المعالم و المواقع الاثرية و اختفائها عن معاول الباحثين و الاثريين ، الا ان المعالم الباقية ، تسلط الضوء على المطقة المزدهرة حينذاك .
و هذه المعالم الاثرية في
عمان و جوارها ترجع الى الحضارات و الامم السابقة التي سكنتها خلال تاريخها الطويل مثل : العمونيين و اليونان , الرومان , الدول الاسلامية المتعاقبة .
و ابرز هذه المعالم : المدرج الروماني ، الاديون ، جبل القلعة ، هيكل هرقل ، القصر الاموي ، بقايا سور القلعة ، الابراج العمونية الكهف و الرقيم ، عراق الامير ، وادي السير و ذلك كما يلي :
المدرج الروماني :
يعتبر المدرج الروماني من اعظم معالم
عمان الاثرية ، و من اضخم المدرجات الرومانية الباقية في بلاد الشام ، بناه الامبراطور انطونيوس بيوس ( 138-161م) على احد التلال المقابلة لقلعة عمان ، و قد بني على شكل نصف دائري من حجارة ضخمة قسمت قواعد هذا المدرج الى ثلاثة اقسام عرضية و تفصل بين كل طبقة و اخرى عتبة تقارب المترين ، كما يتخلل الطبقات ممرات يبلغ عددها ثمانية ، كما زود المدرج بثلاثة مداخل ضخمة و هي المداخل التي تفضي الى شارع الاعمدة ، و يتسع هذا المدرج لحوالي عشرة الاف متفرج ، و قد اقيم في موضع تزحف اليه الظلال بعد الظهيرة بوقت قصير ، مما يسهل اقامة الحفلات عليه بين ساعات العصر الباكرة في فصل الصيف .
إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 702x488 وحجمها 60 كيلو بايت .
img_1459151085_148.jpg

كانت تقام فيه الحفلات العامة , و المسرحيات و التمثيليات الدرامية , من اجل تسلية المواطنيين الرومان و نشر الوعي و الثقافة بينهم ، اما شارع الاعمدة الذي يفضي اليه المدرج من بواباته الثلاث فقد كان سابقا يمتد من مسافة 800م من جنوب المسجد الحسيني الى نقطة تقع بالقرب من جسر رغدان الحالي ، بعرض ثمانية امتار و نصف و كانت الاعمدة تحيط به على الجانبين و يعلوها تيجان كورنثية ، و كانت لهذا الشارع ***** شرقية , و لم يبق لهذا الشارع اي اثر سوى بعض الامتار بجانب المدرج الروماني .
__________________________
قلعة عـمـان :
كانت قلعة
عمان تقوم على جبل القلعة الحالي ، و كانت محاطة بسور عالي و ضخم و يمكن مشاهدة جوانب منه على الجهة الشمالية الغربية ، و كانت تقوم عليه ابراح للمراقبة ترتفع حوالي عشرة امتار . و جبل القلعة ذو مزايا عسكرية و استراتيجية و قد دلت الحفريات الاثرية بأن الاثار المكتشفة تعود الى العصر البرونزي المتوسط و العصر الحديدي و العصر الهلينستي و العصر الروماني حتى العصر الاسلامي
img_1459151086_900.jpg

من اهم المعالم الاثرية التي لا تزال قائمة على جبل القلعة : هيكل هرقل و الذي يقع في الجهة الجنوبية من القلعة بناه الامبراطور الروماني اوريليوس ، و نصب تمثال له في مدخل الهيكل و هناك روايات تقول ان هذا الهيكل كرس لهرقل اله فيلادلفيا و قد عثر بقايا هيكل هرقل حيث و جد عمودين من المرمر و يبلغ ارتفاعهما ثلاثين قدما ، و يخضع الهيكل اليوم الى برنامج ترميم ، حيث تم بناء بعض الاعمدة .
توجد ايضا على جبل القلعة ايضا بقايا كنيسة بيزنطية و ترجع الى القرن السادس الميلادي ، و يوجد ايضا في الجهة الشمالية الغربية من القلعة بقايا للقصر الاموي حيث يرتفع بناء مربع الشكل يتوسطه ايوان مصلب كانت تعلوه قبة ، و يقال ان القصر بني على اساسات رومانية ، الا ان البناء الحالي يرجع الى العصر الاموي في القرن السادس او السابع الميلادي .

كما يوجد في جبل القلعة بركة تقع بجانب القصر الاموي و هي مستديرة و واسعة حفرت في الصخر و كانت معدة لجمع المياه في فصل الشتاء ، و تزود سكان القلعة بالماء في وقت الحاجة
______________________________
مدرج الاوديون :
توجد بقاياه اليوم قبالة المدرج الروماني من الجهة الشمالية ، و يحتوي على حوالي خمسمائة مقعد ، و قد اعد كقاعة للموسيقى او كمسرح مدرج ، و كانت تقام فيه المسرحيات و التمثيليات و المبارزة و المصارعة ، و يعتقد بأنه كان مسقوفا ، و يرجح انه قد بني في القرن الثاني للميلاد في العصر الروماني ، و يعتقد انه بني لطبقات المجتمع العليا .

img_1459151089_225.jpg

___________________________
قصر النويجيس :
يـقع هذا المعلم الاثري قرب مثلث طبربور في منطقة طارق ، وهذ القصر عبارة عن ضريح يعود الى عائلة رومانية ، و يرجع تاريخه الى القرن الثالث الميلادي ، و تبلغ مساحته مع الارض التي يقوم عليها حوالي اربعين دونما .

و قد بني الضريح بايدي فنية بارعة ، فهو مزدان بالزخارف و النقوش ، و مبني على الحجارة المشذبة ، وله اربعة اقواس داخلية و ثلاث طاقات للتهوية ، و تغطي سقفه قبة الفلك التي تشبه قبة قصر عمرة ، و هناك تمثال يقبع على اعلى الواجهة الامامية للضريح ، لكن عوادي الايام نالت منه ، كما لحق الخراب معظم اجزائه ، لكنه رغم ذلك مكان يستحق الزيارة .
img_1459151087_139.jpg

_________________________
اثار الكهوف :
تقع هذه الكهوف في قرية الرجيب في الجهة الجنوبية الشرقية من
عمان بمسافة عشرة كيلو مترات ، و قد امتد العمران اليها حتى اصبحت ضاحية من ضواحي عمان ، و تشتهر هذه القرية بالكهوف و المدافن الاثرية حيث احتوت على ثلاثة كهوف و يعتقد ان احد هذه الكهوف هو الكهف الذي ورد ذكره في القرآن الكريم حيث و جد فوقه مسجدان يعودان الى العصر الاموي ، و قد اكتشفت
هذه الكهوف اثناء شق طريق الحزام الاخضر الذي يحيط بعمان.