تـعـود إقامة الإنسان في عمان إلى أقدم عصور التاريخ. ففي هذا الموقع الذي يتوافر فيه الماء و الدفء والطبيعة الملائمة للحياة والنمو, كان ألانسان الأول يجد ما يناسبه حياته البدائية من كهوف و مغائر يلجأ اليها ايام الشتاء ,ومن غابات شجر كثيفة تكثر فيها حيوانات الصيد و يكثر فيها الحطب و الغابات الكثيفة.
تـعود إقامة الانسان في عمان و المنطقة المحيطة بها الى ثمانية الآف سنة . اما اقامة الابنية الضخمة فتعود الى العصر الحجري الحديث الذي ينتهي سنة 4500 ق .
دلّت المكتشفات الأثرية على حضارة عمان في العصر الحجري الحديث في الذي يبدأ حوالي الالف التاسع قبل الميلاد , و يعتبر موقع"عين غزال" في عمان من النماذج الحية لهذا التطوروالتحول في التاريخ البشري.
كما اشارت الحفريات الأثرية المكتشفة في جبل القلعة وسط عمان , انها كانت مأهولة بالسكان طوال العصر البرونزي (3000-1200 ق.م) ,كذلك تم الكشف عن كهوف في منطقة ابو نصير الواقعة شمالي عمان, وعثر فيها على رسومات لحيوانات برية و ادوات صوانية تعود للعصر الحديدي .
و قــد تعاقبت العديد من الحضارات على عمان على مدى العصور الخالية و اهمها ما يلي :
العمـونيــون
اليونـــان
الرومـــان
الحضارة الإســلامية
عمــان في العصر الحديث
____________________________
تــقع مدينة عمان على خط طول 32ْ درجة شمالا و خط عرض 37ْ درجة شرقا ، و يشتمل موقعها على مجموعة من الجبال و السهول و الاودية ، حيث يبلغ ارتفاع هذه الجبال ما بين 850-1000 متر فوق سطح البحر ، و تتفاوت جبال عمان في الارتفاع ، حيث تصل الى 1000 متر في جبال الجوفة و الاشرفية و النظيف و المريخ و الشميساني و تلاع العلي .
و هذه الجبال ما هي الا جزء من سلسلة جبال البلقاء التي تمتد ما بين نهر الزرقاء شمالا الى نهر الموجب جنوبا ، و هناك العديد من الاودية التي تتخلل هذه الجبال و يصل منسوب الارض فيها ما بين 550-800 متر فوق سطح البحر ، و من اشهر هذه الاودية : وادي عمان ( السيل ) ، وادي عبدون و يمر الى الشرق من منطقة عبدون، وادي الملفوف و بمر الى الغرب من جبل عمان ، وادي صقرة و يمتد بين جبلي عمان و اللويبدة ، وادي الحدادة و يمتد بين جبلي الحدادة و القصور ،وادي الرمم ، وادي السلط و يمتد بين جبلي اللويبدة و الحسين ، وادي ماركا يمتد الى الجنوب من ماركا الجنوبية ، وادي الذراع و يمتد بين جبلي نزال و راس العين ، وادي المربط و يمتد بين الهاشمي الشمالي و الهاشمي الجنوبي
طبوغرافية عمان :
توصف طبوغرافية عمان بالتفاوت و الاختلاف ، و تتوزع على اربعة مناطق و هي :
1- المنطقة الشماليـة ، و تتشكل من جبال متموجة قليلا .
2- المنطقة الوسطى ، تتميز بانها ملتقى الاودية الرئيسية مع سيل عمان ، و هي اودية شديدة الانحدار تتخللها نتوءات صخرية بارزة و طبقات صخرية متموجة على سفوح الجبال التي تمر من خلالها .
3- المنطقة الغربية , تمتد على جانب وادي الاردن ، يتجاوز ارتفاعها حوالي الالف متر ، كما في الشميساني و تلاع العلي و عبدون .
4- المنطقة الجنوبية الشرقية ، يتميز سطحها بالتموج ، و تعد من الاراضي الصحراوية الممتدة الى الصحراء الاردنية , و ذات تربة صحراوية لا تصلح للزراعة بسبب قلة المياه كما في منطقة ماركا الجنوبية
يتميز موقع عمان بجودة المنـاخ و خصوبة التربة ، و توافر المياه ، حيث مناخ البحر الابيض المتوسط ، و توافر التربة الخصبة الصالحة للزراعة التي تمتد على سهول عمان ، و بيادر وادي السير ، و سهل حسبان و قاع القسطل ، و الجيزة و مرج الحمام ، و كانت هذه السهول معدن الحبوب ، و بجودتها ضرب المثل ، كذلك توافرت المياه الجارية في سيل عمان ، و وادي السير و ناعور ، و التي استخدمت في ري المحاصيل و المزروعات و سقي الماشية طوال العام و لكن اغلب هذه المناطق و صلها الزحف العمراني و السكاني المتزايد
إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 640x480 وحجمها 45 كيلو بايت .
يتأثر مناخ عمان بالبحر الأبيض المتوسط من ناحية الغرب و الشمال و بالصحراء من ناحية الشرق و الجنوب . و يمتاز هذا المناخ بأنه حار و جاف في فصل الصيف ومعتدل و بارد في فص الشتاء . و في بعض الأحيان تتعرّض المدينة لموجات حر تأتي من الصحراء , كما تتعرّض لموجات برد تأتي من اوروبا و سبيريا .
يمتد فصل الشتاء في العادة من منتصف شهر تشرين ثاني الى منتصف شهر آذار , و اكثر الشهور برودة هو شهر كانون الثاني , حيث يكون معدل الحرارة فيما بين 9,7 درجات مئوية و 3,5 درجات مئوية . أما اقل درجة حرارة صغرى فهي 7,5ْ تحت الصفر , وقد سجلت بتاريخ 2 كانون الثاني 1973. و يعتبر شهر تموز و آب من أشد الأشهر حرارة , إذ يبلغ معدل درجة الحرارة العظمى 32،5ْ درجة مئوية أما أعلى درجة حرارة عظمى تم تسجيلها في فهي 42،8ْ درجة مئوية و كان ذلك في يوم 25 آب 1932 ، وتدل المقارنات الإحصائية أن درجات الحرارة في وسط عمان تكون أعلى بدرجة إلى درجتين من هضبة ماركا و الهضاب المرتفعة الأخرى ، و أعلى بدرجتين إلى أربع درجات مئوية من مناطقعمان الغربية و الشمالية الغربية و الجنوبية الغربية , و الرسم البياني هذا يظهر درجات الحرارة و معدل سقوط الامطار في عمان على مدار اشهر السنة كاملة .
يبدأ هطول الامطار عادة في تشرين الاول و ينتهي في اواخر شهر نيسان , و تتفاوت كمية الامطار بين سنة و أخرى , فقد كان اغزر المواسم بالامطار موسم 1979-1980 بينما كان اسوأ المواسم هو موسم 1959-1960 و من الملاحظ ان معدل هطول الامطار في وسط البلد و عمانالشرقية يزيد عن معدل الامطار في عمان الشرقية .
و للدلالة على تفاوت معدل هطول الامطار نجد ان معدل هطول الامطار في احد المواسم السابقة في منطقة جبل اللويبدة هو 527 ملم بينما سجل هطول المطر في جبل الحسين 422ملم و في منطقة ماركا 363ملم , يبلغ عدد الايام التي يزيد هطول المطر فيها عن 1,0ملم 55 يوما في عمان , اما اطول فترة استمر فيها هطول الامطار فقط كانت خلال ايام 13-26 من شهر آذار في عام 1943م اي استمر هطول المطر 14 يوما متواصلة .
تتساقط الثلوج على عمان عادة في فصل الشتاء , و يبلغ معدل تساقط الثلوج من يوم الى ثلاثة ايام , و لكن يحدث احيانا ان يزيد عدد الايام التي تتساقط فيها الثلوج , كما حدث سنة 1983م اذ وصل الى 12 يوما , و حدث ان تساقطت الثلوج لمدة ثمانية ايام كما في عام 1927 و ذلك من يوم 10-17 شباط و هذه حالة نادرة حيث اطلق عليها المعمرون اسم الثلجة الكبيرة .
و تزداد كثافة الثلوج المتساقطة في المناطق الرتفعة و خاصة في مناطق عمان الغربية و المناطق الشمالية الغربية حتى اها تبلغ احيانا حوالي 60 سم من الثلوج . يترواح المعدل اليومي للرطوبة النسبية من 70-80% وقد يصل ال 100% اثناء هطول الامطار و اثناء الليل , اما في فصل الصيف فالمعدل اليومي للرطوبة النسبية يبلغ نحو 40 % و في الاحوال الخماسينية تهبط الرطوبة الى اقل من 10% , هذا و تسود الرياح الغربية على اجواء عمان معظم شهور السنة و التي تساعد على تلطيف الجو كما ان عمان لا تعاني من هبوب الرياح الشرقية العاصفة التي تنقل الغبار الكثيف , و لذلك تعتبر عمان من بين العواصم الظيفة من ناحية البيئة .
يعتبر الشركس من مؤسسي عمان الحديثة , ثم تبعهم الى الاستقرار فيها عائلات مختلفة قدمت من المناطق المجاورة لها كالسلط و سحاب و الفحيص و من مناطق اخرى من الاردن , ثم وفدت اليها عائلات من سوريا و فلسطين , و كذلك من نجد و الحجاز و القفقاس خلال الفترة 1900-1908 و قد شجعتهم الى الاستقرار في عمان الدولة العثمانية من اجل اعمار المنطقة , و مرور خط سكة حديد الحجاز من
عمان 1905 فظهرت تجمعات سكنية حول المحطة اتخاذها عاصمة لأمارة شرق الاردن
وذلك في عام 1921م فتوافرت فيها فرص العمل و الاستثمار , كل هذه العوامل جذبت الناس من شتى البلاد العربية القريبة و البعيدة للسكن فيها , فمارس الوافدون التجارة و الحرف اليدوية و المهن الدقيقة كالصياغة و الطب و الميكانيك .
في عام 1878م زار عمان احد الرحالة الاجانب و قد قدّر عدد سكانها حوالي 150 نسمة , و لكن هناك تفاوت فالرحالة (روبنسون ليس ) قدر سكانها في عام 1893م حوالي 1000 نسمة من الشراكسة بالاضافة الى اصحاب الدكاكين من السلط . و قدرت سجلات الدولة العثمانية عدد سكانعمان سنة 1898م بـ 400 اسرة .
في اوائل سنة 1914م زار عمان اثنان من الفرنسيين فقدروا عدد سكانها بحوالي 1800 نسمة و قدر مصدر الماني سكان عمان سنة 1915م بخمسة الآف نسمة , هذا و قد كلن و صول الامير عبدالله بن الحسين الى عمان سنة 1921م بداية مرحلة جديدة , اذ اخذ عدد السكان يتزايد باستمرار منذ ذلك التاريخ . و قامت نيابة العشائر في ايلول 1922م بأحصاء تقديري للسكان فتبين ان سكان عمان كانوا آنذاك 6400 نسمة .
واخر احصائيه كانت عام 2000 وكان عدد سكان عمان حوالي مليونين نسمه
تزخر عمان و المناطق التابعة لها إداريا ضمن محافظة العاصمة ، على العديد من المعالم الاثرية و السياحية التي تشير الى عراقة عمان و ازدهارها في سالف الازمان ، و على الرغم من التوسع العمراني المذهل الذي ساهم الى حد كبير في اندثار تلك المعالم و المواقع الاثرية و اختفائها عن معاول الباحثين و الاثريين ، الا ان المعالم الباقية ، تسلط الضوء على المطقة المزدهرة حينذاك .
و هذه المعالم الاثرية في عمان و جوارها ترجع الى الحضارات و الامم السابقة التي سكنتها خلال تاريخها الطويل مثل : العمونيين و اليونان , الرومان , الدول الاسلامية المتعاقبة .
و ابرز هذه المعالم : المدرج الروماني ، الاديون ، جبل القلعة ، هيكل هرقل ، القصر الاموي ، بقايا سور القلعة ، الابراج العمونية الكهف و الرقيم ، عراق الامير ، وادي السير و ذلك كما يلي :
المدرج الروماني :
يعتبر المدرج الروماني من اعظم معالم عمان الاثرية ، و من اضخم المدرجات الرومانية الباقية في بلاد الشام ، بناه الامبراطور انطونيوس بيوس ( 138-161م) على احد التلال المقابلة لقلعة عمان ، و قد بني على شكل نصف دائري من حجارة ضخمة قسمت قواعد هذا المدرج الى ثلاثة اقسام عرضية و تفصل بين كل طبقة و اخرى عتبة تقارب المترين ، كما يتخلل الطبقات ممرات يبلغ عددها ثمانية ، كما زود المدرج بثلاثة مداخل ضخمة و هي المداخل التي تفضي الى شارع الاعمدة ، و يتسع هذا المدرج لحوالي عشرة الاف متفرج ، و قد اقيم في موضع تزحف اليه الظلال بعد الظهيرة بوقت قصير ، مما يسهل اقامة الحفلات عليه بين ساعات العصر الباكرة في فصل الصيف .
إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 702x488 وحجمها 60 كيلو بايت .
كانت تقام فيه الحفلات العامة , و المسرحيات و التمثيليات الدرامية , من اجل تسلية المواطنيين الرومان و نشر الوعي و الثقافة بينهم ، اما شارع الاعمدة الذي يفضي اليه المدرج من بواباته الثلاث فقد كان سابقا يمتد من مسافة 800م من جنوب المسجد الحسيني الى نقطة تقع بالقرب من جسر رغدان الحالي ، بعرض ثمانية امتار و نصف و كانت الاعمدة تحيط به على الجانبين و يعلوها تيجان كورنثية ، و كانت لهذا الشارع ***** شرقية , و لم يبق لهذا الشارع اي اثر سوى بعض الامتار بجانب المدرج الروماني .
__________________________
قلعة عـمـان :
كانت قلعة عمان تقوم على جبل القلعة الحالي ، و كانت محاطة بسور عالي و ضخم و يمكن مشاهدة جوانب منه على الجهة الشمالية الغربية ، و كانت تقوم عليه ابراح للمراقبة ترتفع حوالي عشرة امتار . و جبل القلعة ذو مزايا عسكرية و استراتيجية و قد دلت الحفريات الاثرية بأن الاثار المكتشفة تعود الى العصر البرونزي المتوسط و العصر الحديدي و العصر الهلينستي و العصر الروماني حتى العصر الاسلامي
من اهم المعالم الاثرية التي لا تزال قائمة على جبل القلعة : هيكل هرقل و الذي يقع في الجهة الجنوبية من القلعة بناه الامبراطور الروماني اوريليوس ، و نصب تمثال له في مدخل الهيكل و هناك روايات تقول ان هذا الهيكل كرس لهرقل اله فيلادلفيا و قد عثر بقايا هيكل هرقل حيث و جد عمودين من المرمر و يبلغ ارتفاعهما ثلاثين قدما ، و يخضع الهيكل اليوم الى برنامج ترميم ، حيث تم بناء بعض الاعمدة .
توجد ايضا على جبل القلعة ايضا بقايا كنيسة بيزنطية و ترجع الى القرن السادس الميلادي ، و يوجد ايضا في الجهة الشمالية الغربية من القلعة بقايا للقصر الاموي حيث يرتفع بناء مربع الشكل يتوسطه ايوان مصلب كانت تعلوه قبة ، و يقال ان القصر بني على اساسات رومانية ، الا ان البناء الحالي يرجع الى العصر الاموي في القرن السادس او السابع الميلادي .
كما يوجد في جبل القلعة بركة تقع بجانب القصر الاموي و هي مستديرة و واسعة حفرت في الصخر و كانت معدة لجمع المياه في فصل الشتاء ، و تزود سكان القلعة بالماء في وقت الحاجة
______________________________
مدرج الاوديون :
توجد بقاياه اليوم قبالة المدرج الروماني من الجهة الشمالية ، و يحتوي على حوالي خمسمائة مقعد ، و قد اعد كقاعة للموسيقى او كمسرح مدرج ، و كانت تقام فيه المسرحيات و التمثيليات و المبارزة و المصارعة ، و يعتقد بأنه كان مسقوفا ، و يرجح انه قد بني في القرن الثاني للميلاد في العصر الروماني ، و يعتقد انه بني لطبقات المجتمع العليا .
___________________________
قصر النويجيس :
يـقع هذا المعلم الاثري قرب مثلث طبربور في منطقة طارق ، وهذ القصر عبارة عن ضريح يعود الى عائلة رومانية ، و يرجع تاريخه الى القرن الثالث الميلادي ، و تبلغ مساحته مع الارض التي يقوم عليها حوالي اربعين دونما .
و قد بني الضريح بايدي فنية بارعة ، فهو مزدان بالزخارف و النقوش ، و مبني على الحجارة المشذبة ، وله اربعة اقواس داخلية و ثلاث طاقات للتهوية ، و تغطي سقفه قبة الفلك التي تشبه قبة قصر عمرة ، و هناك تمثال يقبع على اعلى الواجهة الامامية للضريح ، لكن عوادي الايام نالت منه ، كما لحق الخراب معظم اجزائه ، لكنه رغم ذلك مكان يستحق الزيارة .
_________________________
اثار الكهوف :
تقع هذه الكهوف في قرية الرجيب في الجهة الجنوبية الشرقية من عمان بمسافة عشرة كيلو مترات ، و قد امتد العمران اليها حتى اصبحت ضاحية من ضواحي عمان ، و تشتهر هذه القرية بالكهوف و المدافن الاثرية حيث احتوت على ثلاثة كهوف و يعتقد ان احد هذه الكهوف هو الكهف الذي ورد ذكره في القرآن الكريم حيث و جد فوقه مسجدان يعودان الى العصر الاموي ، و قد اكتشفت
هذه الكهوف اثناء شق طريق الحزام الاخضر الذي يحيط بعمان.
عمان 1905 فظهرت تجمعات سكنية حول المحطة اتخاذها عاصمة لأمارة شرق الاردن
وذلك في عام 1921م فتوافرت فيها فرص العمل و الاستثمار , كل هذه العوامل جذبت الناس من شتى البلاد العربية القريبة و البعيدة للسكن فيها , فمارس الوافدون التجارة و الحرف اليدوية و المهن الدقيقة كالصياغة و الطب و الميكانيك .
في عام 1878م زار عمان احد الرحالة الاجانب و قد قدّر عدد سكانها حوالي 150 نسمة , و لكن هناك تفاوت فالرحالة (روبنسون ليس ) قدر سكانها في عام 1893م حوالي 1000 نسمة من الشراكسة بالاضافة الى اصحاب الدكاكين من السلط . و قدرت سجلات الدولة العثمانية عدد سكانعمان سنة 1898م بـ 400 اسرة .
في اوائل سنة 1914م زار عمان اثنان من الفرنسيين فقدروا عدد سكانها بحوالي 1800 نسمة و قدر مصدر الماني سكان عمان سنة 1915م بخمسة الآف نسمة , هذا و قد كلن و صول الامير عبدالله بن الحسين الى عمان سنة 1921م بداية مرحلة جديدة , اذ اخذ عدد السكان يتزايد باستمرار منذ ذلك التاريخ . و قامت نيابة العشائر في ايلول 1922م بأحصاء تقديري للسكان فتبين ان سكان عمان كانوا آنذاك 6400 نسمة .
واخر احصائيه كانت عام 2000 وكان عدد سكان عمان حوالي مليونين نسمه
تزخر عمان و المناطق التابعة لها إداريا ضمن محافظة العاصمة ، على العديد من المعالم الاثرية و السياحية التي تشير الى عراقة عمان و ازدهارها في سالف الازمان ، و على الرغم من التوسع العمراني المذهل الذي ساهم الى حد كبير في اندثار تلك المعالم و المواقع الاثرية و اختفائها عن معاول الباحثين و الاثريين ، الا ان المعالم الباقية ، تسلط الضوء على المطقة المزدهرة حينذاك .
و هذه المعالم الاثرية في عمان و جوارها ترجع الى الحضارات و الامم السابقة التي سكنتها خلال تاريخها الطويل مثل : العمونيين و اليونان , الرومان , الدول الاسلامية المتعاقبة .
و ابرز هذه المعالم : المدرج الروماني ، الاديون ، جبل القلعة ، هيكل هرقل ، القصر الاموي ، بقايا سور القلعة ، الابراج العمونية الكهف و الرقيم ، عراق الامير ، وادي السير و ذلك كما يلي :
المدرج الروماني :
يعتبر المدرج الروماني من اعظم معالم عمان الاثرية ، و من اضخم المدرجات الرومانية الباقية في بلاد الشام ، بناه الامبراطور انطونيوس بيوس ( 138-161م) على احد التلال المقابلة لقلعة عمان ، و قد بني على شكل نصف دائري من حجارة ضخمة قسمت قواعد هذا المدرج الى ثلاثة اقسام عرضية و تفصل بين كل طبقة و اخرى عتبة تقارب المترين ، كما يتخلل الطبقات ممرات يبلغ عددها ثمانية ، كما زود المدرج بثلاثة مداخل ضخمة و هي المداخل التي تفضي الى شارع الاعمدة ، و يتسع هذا المدرج لحوالي عشرة الاف متفرج ، و قد اقيم في موضع تزحف اليه الظلال بعد الظهيرة بوقت قصير ، مما يسهل اقامة الحفلات عليه بين ساعات العصر الباكرة في فصل الصيف .
إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 702x488 وحجمها 60 كيلو بايت .
كانت تقام فيه الحفلات العامة , و المسرحيات و التمثيليات الدرامية , من اجل تسلية المواطنيين الرومان و نشر الوعي و الثقافة بينهم ، اما شارع الاعمدة الذي يفضي اليه المدرج من بواباته الثلاث فقد كان سابقا يمتد من مسافة 800م من جنوب المسجد الحسيني الى نقطة تقع بالقرب من جسر رغدان الحالي ، بعرض ثمانية امتار و نصف و كانت الاعمدة تحيط به على الجانبين و يعلوها تيجان كورنثية ، و كانت لهذا الشارع ***** شرقية , و لم يبق لهذا الشارع اي اثر سوى بعض الامتار بجانب المدرج الروماني .
__________________________
قلعة عـمـان :
كانت قلعة عمان تقوم على جبل القلعة الحالي ، و كانت محاطة بسور عالي و ضخم و يمكن مشاهدة جوانب منه على الجهة الشمالية الغربية ، و كانت تقوم عليه ابراح للمراقبة ترتفع حوالي عشرة امتار . و جبل القلعة ذو مزايا عسكرية و استراتيجية و قد دلت الحفريات الاثرية بأن الاثار المكتشفة تعود الى العصر البرونزي المتوسط و العصر الحديدي و العصر الهلينستي و العصر الروماني حتى العصر الاسلامي
من اهم المعالم الاثرية التي لا تزال قائمة على جبل القلعة : هيكل هرقل و الذي يقع في الجهة الجنوبية من القلعة بناه الامبراطور الروماني اوريليوس ، و نصب تمثال له في مدخل الهيكل و هناك روايات تقول ان هذا الهيكل كرس لهرقل اله فيلادلفيا و قد عثر بقايا هيكل هرقل حيث و جد عمودين من المرمر و يبلغ ارتفاعهما ثلاثين قدما ، و يخضع الهيكل اليوم الى برنامج ترميم ، حيث تم بناء بعض الاعمدة .
توجد ايضا على جبل القلعة ايضا بقايا كنيسة بيزنطية و ترجع الى القرن السادس الميلادي ، و يوجد ايضا في الجهة الشمالية الغربية من القلعة بقايا للقصر الاموي حيث يرتفع بناء مربع الشكل يتوسطه ايوان مصلب كانت تعلوه قبة ، و يقال ان القصر بني على اساسات رومانية ، الا ان البناء الحالي يرجع الى العصر الاموي في القرن السادس او السابع الميلادي .
كما يوجد في جبل القلعة بركة تقع بجانب القصر الاموي و هي مستديرة و واسعة حفرت في الصخر و كانت معدة لجمع المياه في فصل الشتاء ، و تزود سكان القلعة بالماء في وقت الحاجة
______________________________
مدرج الاوديون :
توجد بقاياه اليوم قبالة المدرج الروماني من الجهة الشمالية ، و يحتوي على حوالي خمسمائة مقعد ، و قد اعد كقاعة للموسيقى او كمسرح مدرج ، و كانت تقام فيه المسرحيات و التمثيليات و المبارزة و المصارعة ، و يعتقد بأنه كان مسقوفا ، و يرجح انه قد بني في القرن الثاني للميلاد في العصر الروماني ، و يعتقد انه بني لطبقات المجتمع العليا .
___________________________
قصر النويجيس :
يـقع هذا المعلم الاثري قرب مثلث طبربور في منطقة طارق ، وهذ القصر عبارة عن ضريح يعود الى عائلة رومانية ، و يرجع تاريخه الى القرن الثالث الميلادي ، و تبلغ مساحته مع الارض التي يقوم عليها حوالي اربعين دونما .
و قد بني الضريح بايدي فنية بارعة ، فهو مزدان بالزخارف و النقوش ، و مبني على الحجارة المشذبة ، وله اربعة اقواس داخلية و ثلاث طاقات للتهوية ، و تغطي سقفه قبة الفلك التي تشبه قبة قصر عمرة ، و هناك تمثال يقبع على اعلى الواجهة الامامية للضريح ، لكن عوادي الايام نالت منه ، كما لحق الخراب معظم اجزائه ، لكنه رغم ذلك مكان يستحق الزيارة .
_________________________
اثار الكهوف :
تقع هذه الكهوف في قرية الرجيب في الجهة الجنوبية الشرقية من عمان بمسافة عشرة كيلو مترات ، و قد امتد العمران اليها حتى اصبحت ضاحية من ضواحي عمان ، و تشتهر هذه القرية بالكهوف و المدافن الاثرية حيث احتوت على ثلاثة كهوف و يعتقد ان احد هذه الكهوف هو الكهف الذي ورد ذكره في القرآن الكريم حيث و جد فوقه مسجدان يعودان الى العصر الاموي ، و قد اكتشفت
هذه الكهوف اثناء شق طريق الحزام الاخضر الذي يحيط بعمان.