في إسطنبول آلاف المساجد، خصوصا مساجد العصر العثماني الإسلامي التي بنيت في عهد السلطنة العثمانية، ومعظم هذه المساجد كانت تقوم بدور تعليمي وتدريسي، واستضافة الطلبة والمشايخ والعلماء، ومن أشهر مساجد إسطنبول التي تستحق الزيارة:
1- مسجد "أبو أيوب الأنصاري" Eyup Sultan Camii:
أثناء فتح إسطنبول عسكر المسلمون عند ما يعرف بقبر الصحابي "أبو أيوب الأنصاري"، الذي توفي أثناء محاولة المسلمين الأولى لفتح "القسطنطينية". وتقول الرواية أن الشيخ المرافق للجيش الفاتح قد رأى رؤيا؛ بأن هذا الموضع هو قبر "أبو أيوب الأنصاري" رضي الله عنه، فكانت أوامر بناء المسجد بجوار القبر، وتذكر رواية أخرى أسبابًا استراتيجية لبناء المسجد.
وبعد بناء المسجد كان المسجد يستقبل مراسم تتويج السلاطين العثمانيين؛ حيث يدخلون ليتم تتويجهم كسلاطين وخلفاء في احتفال ديني، وينتظرهم سفراء الدول الغربية خارج باحة المسجد، باعتبار المسجد أرضاً مقدسة لا يجوز أن يدخلها غير المسلمين. خلف المسجد تقع هضبة "بيير لوتيه" الشهيرة التي تعتبر مقبرة قديمة أيضاً، فمنذ فتح "القسطنطينية" بدأت كمقبرة للجنود المسلمين في محاولات الفتح المختلفة، وانتهت كمقبرة للوزراء والأدباء والقادة والكتاب، ولا تزال تعتبر مقبرة حتى الآن بالنسبة للأرستقراطيين الأتراك.
2 – "مسجد العرب" Arap Camii:
يقع هذا المسجد بالقرب من برج "غالاطا"، وهو كنيسة قديمة، ويختلف نمطه ككنيسة تحولت إلى مسجد عن معظم المساجد الأخرى التي تحولت من كنائس؛ لأنه يقع داخل المستعمرة الجنوبية "البندقية" للتجار البنادقة القادمين، الذين بنو برج "غالاطا" أيضًا.
بعد فتح إسطنبول مباشرة تحول إلى مسجد للفرسان والقادة العرب في الوحدات العربية للجيش العثماني، ويقع في منطقة "بيوغلو".
3– مسجد "آيا صوفيا الصغير" Küçük Ayasofya Camii:
مسجد "آيا صوفيا" يقع في حي مسجد "آيا صوفيا الصغير"، وقد كان كنيسة قبل فتح إسطنبول، وهو نسخة مصغرة من كنيسة "آيا صوفيا" ولكنه أصغر منه.
4- مسجد "السلطان أحمد" Sultanahmet Camii:
من أهم المساجد التي يقصدها السياح، ويعتبر رمزًا لتركيا باعتباره منافس لكنيسة "آيا صوفيا" التاريخية المقابلة له. اشتهر باسم "المسجد الأزرق"؛ بسبب التصميم الداخلي الذي غلب عليه اللون الأزرق.
5– "مسجد الفاتح" Fatih Camii:
يقع في قلب منطقة "الفاتح"، ويضم قبر السلطان "محمد الفاتح"، وبجواره المباني القديمة التي كانت خدمية؛ كالجامعة والمدرسة، التي أغلقت مباشرة بعد إنهاء الخلافة العثمانية. ويعتبر تحفة معمارية ورمزًا لمنطقة الفاتح الإسلامية. وقد تعرض المسجد للعديد من الحرائق، وتأثر بالزلازل، وأعيد ترميمه عدة مرات.