مياهها علاج القلب، وأمراض الروماتيزم، هذا ما يقوله الأتراك عن ينابيعهم وحماماتهم الساخنة، حيث تمتاز تركيا بينابيعيها الحارة، والتي تقدم لزوارها علاجًا ثنائيًا مثاليًا يجمع بين ترفيه النفس، وعلاج الجسد بطرق وأساليب نادرة.
وبذلك يختلط في تركيا الاستشفاء من أمراض الجسد، مع الترويح عن النفس، ويوفر كافة وسائل الراحة والاستجمام.
وتُعدّ ينابيع المياه الساخنة المنتشرة في عدة مدن بتركيا، أداة طبيعية للاستجمام؛ حيث تخرج مياهها مصحوبة بفقاعات هواء من باطن الأرض، في درجة حرارة تتراوح بين (60-55) درجة مئوية، فتكون ملاذا للسكان الأتراك، وللسياح في ظل قسوة فصل الشتاء، وموجة الثلج التي تعيشها البلاد في هذه الآونة، ما جعل تلك الينابيع محط اهتمامهم وارتيادهم، لتصبح وسيلة الاستجمام الشتوية المفضلة، والأكثر ارتيادًا.
ومن أكثر هذه المنتجعات شهرة وجمالاً، المنتجعات التي تقع بالقرب من بحر مرمرة، وبحر أيجه، فى الجزء الغربى من تركيا، ومن الممكن الوصول إليها بكل سهولة، من المدن الرئيسية التركية مثل إسطنبول، وإزمير، وأنقرة.
يزيد عدد الحمامات المعدنية في ولاية بورضة على 3000 حمام ذات مياه ينابيع ساخنة، ما يكسب المدينة سحرًا ريفيًا، وفرصة ذهبية للسياح للتوجه إلى الحمامات في المدينة الصغيرة "تيرمال"، الواقعة على بعد 12 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من يلوا، الميناء الهام على بحر مرمرة.
يالوفا، أو "يلوا" باللفظ العربي، تحتضن الغابات بها مدينة تيرمال، والمنتجع الريفي المشهور بينابيعه المعدنية، فـ"تيرمال" مدينة الينابيع المعدنية منذ أيام الرومان، وترتفع عن سطح البحر ما يقارب العشرة أمتار.
تقع ينابيع يلوا، إلى الجنوب من بحر مرمرة وعلى بعد 13 كيلومترا شمال شرق مركز ولاية يلوا، وفي منطقة ذات طبيعة خضراء رائعة الجمال.
يوجد في هذه المنطقة عدد من المغاطس التاريخية الشهيرة ومنها، مغطس "السلطان "، و"حمام الوالدة"، و"حمام قورشونلو"، ويتضمن حمام "قورشونلو" التاريخي حوضًا للسباحة في الهواء الطلق، بالإضافة إلى الأحواض الداخلية والحمام البخاري (الساونا). و"الحمام القروي".
وتعد زيارة الحمامات في المجتمع التركي التقليدي، مناسبة اجتماعية ذات أهمية لكلا الجنسين، فهي فرصة لالتقاء الأصدقاء والأقرباء، وتبادل الأحاديث المختلفة وتناول الشاي.
وعند تبديل الملابس في هذه الحمامات، يتم بالعادة ارتداء لباس سباحة، أو وضع منشفة معدّة للسياح، ومصممة من قبل مؤسسات مختصة، تُعنى بذلك، ثم الاتجاه إلى الحمام، وحجرة المياه الساخنة، حيث سيفتح البخار المتصاعد فيها مسام جلدك فتحًا بطيئًا، مزيلًا طبقة الأوساخ التي غطت سطح الجلد، وبعد تعرّق طويل ومريح، يمكنك أن تنظف نفسك باستخدام الصابون مع الإسفنج الطبيعي والماء، أو أن تختار قيام أحد العاملين في الحمام بذلك، وهو الخيار المفضل.
وبعد هذا الاغتسال الكامل، سيكون أمامك خيار التدليك (المساج)، وهو ما يجب أن يجربه الزوار والسياح، ويجده غير المعتادين عليه قاسيًا قليلًا، ويشبهه بعضهم بالمرور في غسالة ثياب.
وتتوافر في يلوا مواقع مثلى للتنزه، وممارسة الهرولة، وركوب الدراجات. وعلى طول بعض الحمامات خارج المدينة، يمكنك الاستمتاع بالصوت اللطيف لخرير مياه الجداول والشلالات الصغيرة، وقد هيئت للأسر المصطافة في المناطق المشجرة، طاولات تنزه ومواقد صغيرة (مناقل من أجل الشواء التركي).
أما الزوار الذين لديهم الاستعداد للمضي أبعد في الريف، فالعديد من الفنادق، تنظم رحلات إلى شلال "صودوشان" (Sudüşen) القريب، وإلى هضبة "دلمجه" (Delmece)، وكلا الموقعين، يستحق الزيارة وقضاء بضعة أيام فيهما، وتنظم معظم الفنادق أيضًا نزهات على ظهور الخيل في الريف للمهتمين بهذا النشاط.
خواص الحمامات الساخنة في مركز يلوا
هي مياه معدنية فاترة ومنخفضة التوتر، تحتوي على الكبريت، وعدد من المركبات الأخرى، كأملاح الصوديوم والكالسيوم. ويستفاد من خواص ينابيع مركز يلوا بأنها تعالج أمراض المعدة والأمعاء، وأمراض القرحة والاثنى عشر المزمنة، وأمراض القولون النازل، وداء الشلل التشنجي، وأمراض الإفرازات المعوية، والطفيليات المعوية، وأمراض الباسور والناسور، والتهابات الجهاز الهضمى والجهاز العصبي، وحالات الروماتيزم المتفسخة، وحالات روماتيزم الأنسجة الغضة والدقيقة.
يلوا ترمال (الينابيع الحارة)
تتدفق ينابيع يالوا ذات المياة الحارة، بمقدار (12 لتر/ ثانية)، أما عن الخصائص الفيزيائية والكيميائية لهذه المياه وتأثيرها على الأمراض: تمتاز مياه ينابيع "يلوا" بوجود عناصر مهمة فيها مثل كلوريد الصوديوم، وكبريتات الكاليسيوم، وفلوريد الكاليسيوم. ودرجة حرارتها تتراوح ما بين (57 – 60) درجة، والقيمة الصحية من (6.3 إلى 7.6)، والقيمة الكلية لكمية المعادن المذابة فيها تقدر بـ(1435 ملغم/ لتر)، وهي مناسبة للشرب وللاستحمام فى آن واحد.
المعالجات ووسائل الراحة الموجودة فى يلوا
يوجد فى مراكز "يلوا" الصحية، أحواض سباحة صحية، منها ما هو داخلي، والآخر منها فى الهواء الطلق، وحمامات خاصة للتدليك، والتدليك فى داخل الماء، إضافة إلى وصفة صحية لشرب هذه المياه، ويتوافر فيها الفنادق الراقية، وكذلك مطاعم من الدرجة الأولى، ومنتزهات، ومنطقة غابات جميلة جدا للتنزه.