في شبه جزيرة "داتشا" (Datça) زيارة الأطلال القديمة، والتي وصفها المؤرخ القديم سترابوس قائلا عنها: "كأنها مسرح يطل من شاطئ البحر"، فإن كنت تبحث عن الهدوء، والاستجمام، والتاريخ، والثقافة، فـ شبه جزيرة داتشا هي محطتك القادمة.
لا تفوت فيها زيارة واحد من حوالي 52 خليجًا خلابًا فى المنطقة، وأيضا ساحلها الساحر، والاستمتاع بالطعام البحري المطهو على طريقته الأصلية، والاستمتاع بالهواء النقي، والذي يقال إنه يحمل مزايا علاجية، وتتأكد ايضا من تذوقك للوز جزيرة داتشا المشهور عالميًا.
لا يخفى على أحد أن تركيا باتت من أهم المقاصد السياحية للشرق وللغرب، نظرا لقربها الحضاري من الشرق، وموقعها الجغرافي من الغرب، مما جلعها بؤرة جذب سياحية في مختلف الفصول، شتاءا وصيفا وربيعا وخريفا، فلكل فصل مدينته وجماله وطقوسه الخاصة في تركيا.
تقع شبه الجزيرة داتشا بمدينة "موغلا" التابعة لولاية مرمريس، في جنوب غرب تركيا، وتعد من أفضل الوجهات السياحية في العالم، لما تتضمنه من مناظر طببعية خلابة، وجبالها وشواطئها التي تقابل بحر إيجة مع البحر المتوسط، عند نهاية الجزء الغربى من شبه جزيرة داتشا.
هنا في داتشا يتقابل بحر إيجة مع البحر المتوسط، عند نهاية الجزء الغربي من شبه الجزيرة، ويعد هذا المكان الأكثر شهرة وشعبية للزوار، كما كان ميناؤه القديم ميناء "كيندوس" الجميل، يستقبل السفن منذ حوالي 4000 عام.
شاطئ "أوفابوكو" (Ovabuku)
من أشهر شواطئ شبه جزيرة"داتشا"، ويقع هذا الشاطئ الرائع بعيدًا عن ضجيج تركيا، إنه من أجمل شواطئ تركيا، والعالم كله، فهو جزء من سلسلة ثلاث خلجان رائعة، ورغم صغره، يوجد به العديد من المطاعم، وباقة من أجمل فنادق تركيا.
يمكنك هنا الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الموجودة فى المنطقة التى يقع فيها الشاطئ، والتنعم برحلة سياحية مليئة بالهدوء والسلام.
وإن كنت وصلت مارمريس الجميلة، فلا بد لك أن تكمل رحلتك وتصل إلى داتشا، ففي السابق، كان على غالبية السائحين سلوك طرق وعرة بين داتشا ومارماريس، لكن الآن وبفضل متعهدي بناء الطرق، الذين قاموا بإنشاء طريق جديد من الأسفلت، أصبح الوصول إلى المناطق النائية فى داتشا أكثر سهولة.
ويفسر ذلك انعزال هذه المنطقة سابقًا، وبعدها عن المسافرين المارين بالمدينة، مما جعلها مكانًا نقيًا، خاليًا من التلوث، وغنيًا بالألوان. المسافة بين داتشا و مارماريس تقارب الـ 70 كيلومتر، ويمكن قطعها فيما يقارب الساعة ونصف الساعة.
ويذكر أن شبه جزيرة داتشا تأسست من قبل "الدوريان"، الذين استقروا في جزر بحر إيجه، وتقع شبه الجزيرة بين بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط، في نهاية شبه الجزيرة، وعلى مسافة حوالي 38 كيلومترا من المدينة القديمة الكارية من "كنيدوس"، والتي وصفها عالم الجغرافيا سترابو باسم "مدينة بنيت للآلهة الأكثر جمالا" في شبه الجزيرة الأكثر جمالا.
ويعتقد أيضا أنه قبل حوالي 500 سنة، مر القراصنة الإسبان بالجزيرة، وتركوا مرضى الجذام ليموتوا فيها، ولكن الطقس المعتدل في شبه الجزيرة عافى المصابين بداء الجذام.
ومما يميز شبة جزيرة داتشا فنادقها الفخمة والرائعة، وإطلالتها الساحرة وخدماتها المميزة، حيث تُوجّ أحد فنادقها، وهو فندق "دي ماريس"، بجائزة "الستة نجوم الماسية" التي تمنحها "الأكاديمية الأمريكية لعلوم الضيافة"، اعترافًا بجودة الماركة. وتعد هذه الجائزة من أرقى الجوائز العالمية، حيث لم تمنح حتى الآن إلاّ لـ 14 فندق في العالم، وبذلك أصبح "دي ماريس" الفندق رقم 15 الذي يحصل على جائزة النجوم الماسية الست.
وتأخذ شبه جزيرة داتشا في تركيا، شكل الخنجر الأخضر، لما تكسوه من حدائق غناءة شائعة، وكونها نقطة التقاء بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط، وما تتسم به من مناظر رائعة، تضم النتوءات الصخرية الخلابة. يقول عالم الجغرافيا فيها سترابو: " إن الله أرسل أحب مخلوقاته إلى داتشا، لكي يتسنى لهم العيش فترة أطول".
وتتميز داتشا بمرتفعاتها الصخرية، المتوجة بتلال من الصنوبر وبساتين الزيتون التي لا نهاية لها، والوديان الفارغة، والحدائق المليئة بالنباتات، والخلجان الواسعة والشواطئ الزرقاء، والهواء المعطر برائحة الزعتر وإكليل الجبل والمريمية، كما تتميز بالقرى الهادئة، كما ينتشر الماعز على الطريق، وكبار السن الذين يفضلون الجلوس في المقاهي، التي تغطيها أشجار العنب.
وتعتبر شبه الجزيرة منعزلة، حيث تنحصر بين مدينة بودروم المأهولة في الشمال، ومدينة مارماريس إلى الجنوب، وتتسم بمداخلها من الطرق الوعرة وابتعادها عن المطارات، ويفضل السياح زيارة الجزيرة والبقاء في المجموعة التي تضمها من أرقى الفنادق، كما يفضل الأتراك شراء المنازل الثانية في الجزيرة.
ومن الجدير بالذكر انتشار ظاهرة "المنتجعات الاسلامية" في تركيا بشكل عام، حيث توفر للسائح المسلم إمكانية التمتع بسياحة حلال، وذلك من خلال مجموعة من الفنادق التي تراعي التعاليم الاسلامية والعادات الشرقية، والذي يوفر خدمات منفصلة لكلا الجنسين، ولا يقدم المشروبات الكحولية.