2016
كيف سيؤثر التفجير الإرهابي الذي وقع يوم السبت الماضي في إسطنبول وقتل فيه ثلاثة إسرائيليين، وجرح 13 آخرون، على تدفق السياح الإسرائيليين إلى ِتركيا؟ سؤال طرحته الملاحق الاقتصادية للصحف الإسرائيلية في اليوم التالي للحادث، واستطلعت فيه آراء وكالات السفر والسياحة.
وبحسب موقع بيزبورتال المتخصص في الشؤون الاقتصادية، لم تسجل حتى الآن حالات من الهلع وطلبات لإلغاء الرحلات، فضلا عن أن معظم الوكالات السياحية لا تزال متفائلة تجاه مستقبل السياحة إلى مدينة أنطاليا الساحلية التي تختلف عن إسطنبول، وتعد أكبر وجهة للسياح الإسرائيليين.
تقول جاليت زكاي مديرة التسويق في شركة إيشيت توريس إن هناك اختلافا بين إسطنبول وأنطاليا، حيث ينظر للأخيرة على أنها مدينة توفر حمامات الشمس، والنوادي ومكانا للعزلة والترفيه مع الأطفال. وفي المقابل فإن إسطنبول تمثل مركزا لرجال الأعمال، وعدد المسافرين إليها لقضاء الرحلات الترفيهية قليل، ولذلك أعتقد أن السياحة إلى أنطاليا لن تتأثر.
ويتفق معها في الرأي رونين كارسو نائب مدير التسويق في شركة إيستا الذي قال لصحيفة زا ماركر الاقتصادية أن إسطنبول تعد هدفا هامشيا بالنسبة للسياح الإسرائيليين، وأن المجموعة السياحية التي أصيبت في حادث إسطنبول أول أمس كانت استثناء، لأن معظم الزيادة في رحلات السياح الإسرائيليين كانت إلى أنطاليا.
وتقارن زكاي الوضع الحالي في تركيا بالفترة التي تلت الهجوم الإرهابي في باريس العام الماضي، حينها انخفض الطلب لمدة شهر واحد فقط ثم بدأت الأمور في العودة تدريجيا إلى وضعها الطبيعي، ولم يمنع هجوم باريس الناس من السفر إلى هناك.
ويقول إيلان شيلو مدير إحدى الشركات السياحية إنه لم يمر على الحادث المؤسف وقت كاف، ولذلك فمن الصعب معرفة هل هناك اتجاه نحو انخفاض الطلبات على الرحلات إلى تركيا، ولكن إجمالي الطلبات حتى الآن يتجاوز إلغاء الحجوزات.
ويلفت شيلو إلى ضرورة التفرقة بين الوسط العربي واليهودي في إسرائيل، حيث استمر العرب في إسرائيل في السفر إلى تركيا حتى بعد أزمة السفينة مرمرة .ولا يرى شيلو أن الأزمة الحالية سوف تؤدي إلى انحفاض في الحجوزات، فقد سبق أن عاد الإسرائيليون قبل عامين إلى التدفق على أنطاليا من جديد، مشيرا إلى أن لديه كثير من الحجوزات لقضاء عطلة الصيف وعيد الفصح اليهودي، ولم تسجل لديه موجة من إلغاء الحجوزات.
أما دانا لافي مديرة مجموعة الدقيقة 90 السياحية ، فتقول إن الشركة لم تتلق حتى الآن سوى بضعة اتصالات هاتفية لإلغاء الحجوزات إلى تركيا أو للسؤال عن كيفية استرجاع مقدم الحجز، ومعظم هؤلاء يرغب في تغيير وجهته من تركيا إلى بلد آخر في حوض البحر المتوسط ، مضيفة أن الأيام القادمة ستكشف عن مدى تأثير الهجوم الإرهابي في إسطنبول على السائح الإسرائيلي.
يذكر أن موسم السياحة الشتوية في تركيا شهد ارتفاعا في أعداد السائحين الوافدين من إسرائيل مقارنة بالفترة نفسها في العام الماضي، ففي شهر يناير الماضي سجل ارتفاع وصل إلى 67% في عدد السائحين الإسرائيليين الذي أمضوا عطلتهم في تركيا . وخلال هذا الشهر زار تركيا ما يقرب من 12 ألف إسرائيلي، مقابل 7 آلاف فقط في المدة نفسها من العام الماضي.
وووفقا لروني كارسو فقد كان عام 2008 عاما قياسيا للسياحة الإسرائيلية إلى تركيا حيث زارها قرابة 540 ألف إسرائيلي، وفي عام 2011 الذي وقع فيه حادث الاعتداء على السفينة مرمرة انخفض عدد السياح الإسرائيليين ليصل إلى 80 ألف فقط. ومنذ عام 2012 سجلت زيادة مطردة في عدد السياح إلى تركيا ليصل إلى 85 ألف، وفي عام 2013 ارتفع العدد ليصل إلى 161 ألف، وفي العام الماضي إلى 250 ألف، وكانت التوقعات بأن يرتفع العدد خلال العام الحالي بنسبة15% مقارنة بالعام الماضي، لكن حادثة إسطنبول جاءت لتخلط الأوراق تماما.