تقرير مصور عن مراكش 2015
مراكش هي مدينة رئيسية في المغرب ، والتي تقع في شمال غرب افريقيا ، وهي رابع أكبر مدينة في الدوله بعد الدار البيضاء والرباط وفاس ، وهي عاصمة المنطقة ، كما تمتد إلى الشمال مع سفوح جبال أطلس التي تغطيها الثلوج ، وتقع برا علي بعد 580 كم جنوب غرب طنجة ، و 327 كم إلى الجنوب الغربي من العاصمة المغربية الرباط ، و 239 كم جنوب الدار البيضاء ، و 246 كم شمال شرق مدينة أغادير .
ربما تكون مراكش هي أهم مدينه من الأربع مدن في الامبراطورية السابقة في المغرب ، وهي احد المدن التي بنيت من قبل الإمبراطوريات البربرية المغربية . كانت هذه المنطقة يسكنها البربر المزارعين في العصر الحجري الحديث ، ولكن المدينة الفعلية تأسست في عام 1062 م ، وعلي يد الزعيم أبو بكر بن عمر ، وابن عم ملك المرابطين يوسف بن تاشفين . في القرن 12 بني المرابطين للعديد من المدارس ” المدارس القرآنية ” والمساجد التي تحمل التأثيرات الأندلسية ، وهناك مختلف المباني التي شيدت خلال هذه الفترة من الحجر الرملي الأحمر ، وسميت المدينة خلال هذه الفترة بـ “المدينة الحمراء” أو “مغرة المدينة”.
الصورة مصغرة, إضغط عليها لمشاهدتها بحجمها الطبيعي.
الصورة مصغرة, إضغط عليها لمشاهدتها بحجمها الطبيعي.
نمت مراكش بسرعة وأصبحت مركزاً ثقافياً ، ودينياً ، للتداول بين المغرب العربي وأفريقيا في جنوب الصحراء الكبرى ؛ وساحة جامع الفنا وهو أكثر الميادين ازدحاما في أفريقيا . بعد فترة من التراجع ، تفوقت المدينة علي المدن الأخري ، و في أوائل القرن ال16، أصبحت مراكش مرة أخرى هي عاصمة المملكة ، واستعادت المدينة تفوقها في ظل السلاطين السعديين ” القائم بأمر الله السعدي وأحمد المنصور الذهبي ” والذي كان ينمق المدينة بالقصور الفخمة مثل قصر البادي ، واستعادت مراكش للعديد من الآثار المدمرة ، وفي بداية القرن ال17 ، أصبحت المدينة تحظى بشعبية كبيرة بين الحجاج الصوفييين ، وفي عام 1912 أعلنت الحماية الفرنسية علي المغرب حتى تم استقلال المغرب وإعادة النظام الملكي في عام 1956 . وفي عام 2009 ، أصبحت فاطمة الزهراء المنصوري هي عمدة مراكش وهي ثاني امرأة تنتخب كرئيس بلدية في المغرب . وتضم مراكش المدينة القديمة المحصنة والمكدسه بالبائعين والأكشاك الخاصة بهم حيث يطلق عليها اسم “المدينة المنورة” ، والتي تحدها الأحياء الحديثة ، وأبرزها “كليز” ، وهي اليوم واحدة من أكثر المدن ازدحاما في أفريقيا والتي تتميز كمركز اقتصادي كبير له واجهة سياحية .
دعى العاهل المغربي محمد السادس للسياحة ، وذلك بهدف مضاعفة عدد السياح الذين يزورون المغرب إلى 20 مليون نسمة بحلول عام 2020 ، وعلى الرغم من الركود الاقتصادي بها ، ونمو قطاع العقارات وتطور الفنادق في مراكش بشكل كبير في القرن 21 . ارتبطت مراكش بشعبية خاصة مع الفرنسيين ، ومع العديد من المشاهير الفرنسيين بما لهم الحق في تملك المدينة .
مراكش لديها أكبر سوق للبربر التقليدي في المغرب ، مع وجود نحو 18 سوق لبيع الأواني ، والتي تتراوح ما بين السجاد البربري التقليدي إلى الإلكترونيات الاستهلاكية الحديثة ، وتخصص نسبة كبيرة من السكان لبيع منتجاتهم وبخاصة للسياح . يتم تعريف مراكش بالمنارة الدولية عن طريق مطار ومحطة السكك الحديدية ، والتي تربط بين مدينة الدار البيضاء و شمال المغرب . مراكش لديها أيضاً العديد من الجامعات والمدارس ، بما في ذلك جامعة القاضي عياض ، كما يوجد عدد من أندية كرة القدم المغربية هناك ، بما في ذلك نجم دي مراكش، وشركة الخطوط الجوية الكويتية لمراكش ، والمولودية دي مراكش ونادي أولمبيك مراكش .
الصورة مصغرة, إضغط عليها لمشاهدتها بحجمها الطبيعي.
الصورة مصغرة, إضغط عليها لمشاهدتها بحجمها الطبيعي.
تاريخياَ
يسكن منطقة مراكش للبربر المزارعين منذ العصر الحجري الحديث ، كما تم اكتشاف العديد من الأدوات الحجرية في المنطقة ، وتأسست مراكش في 1062 وعلي يد الزعيم أبو بكر بن عمر ، وابن عمه الثاني من المرابطين يوسف بن تاشفين ، وتحت قيادة المرابطين تعلم المحاربين من الصحراء ، وتم بناء العديد من المساجد والمدارس الدينية ” الكتاتيب” ، وتطور المجتمع كمركز تجاري لمنطقة المغرب العربي وأفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى ، ونمت مراكش بسرعة وأصبحت مركزاً ثقافياً ودينياَ ، ومركزاَ يجمع الحرفيين الأندلسيين من قرطبة وإشبيلية حيث شيدت وزينت العديد من القصور في المدينة ، وتطور الأسلوب الأموي الذي تميز بالقباب والأقواس المنحوتة ، وتم دمج هذا التأثير الأندلسي مع تصاميم من الصحراء وغرب أفريقيا ، لخلق نمط فريد من العمارة الذي يتلاءم مع البيئة في مراكش .
وبعد انتهاء يوسف بن تاشفين من بناء مسجد بن يوسف في المدينة، وقام ببناء المنازل وسك العملات ، وجلب الذهب والفضة إلى المدينة عن طريق القوافل ، أصبحت المدينة عاصمة لإمارة المرابطين ، التي تمتد من شواطئ السنغال إلى وسط اسبانيا ومن ساحل المحيط الأطلسي إلى الجزائر .
مراكش هي قلعه من قلاع العالم الإسلامي الكبيرة ، حيث تم تحصين المدينة من قبل ابن تاشفين ، وعلي بن يوسف ، الذي بني الأسوار حولها والتي لا تزال موجوده حتى يومنا هذا ، وأكمل المزيد من المساجد والقصور ، وضخ المياه الجوفية في المدينة المعروفة باسم rhettara لري حديقته الجديدة .
الصورة مصغرة, إضغط عليها لمشاهدتها بحجمها الطبيعي.
الصورة مصغرة, إضغط عليها لمشاهدتها بحجمها الطبيعي.
وفي أوائل القرن ال16، عادت مراكش مرة أخرى كعاصمة للمملكة ، ثم استعادت مكانتها بسرعة وخصوصا خلال عهد السلاطين السعديين للقائم بأمر الله السعدي ، وأحمد المنصور الذهبي ، وبفضل الثروة التي جمعتها السلاطين ، نمقوا مراكش بتشييد القصور الفخمة ، ومن ثم استعادة آثارها المدمرة . واستعادت مراكش لموقفها السابق كنقطة اتصال لطرق القوافل من المغرب العربي والبحر المتوسط وجنوب الصحراء الأفريقية . وخلال أوائل القرن ال 20، خضعت مراكش لعدة سنوات من الاضطرابات ، بعد وفاة الوزير الأكبر أحمد ، وكانت البلد تعاني من الفوضى ، والثورات القبلية ، والتآمر من الإقطاعيين ، والمؤامرات الأوروبية ، وفي عام 1907 ، تم إعلان مراكش للخليفة مولاي عبد الحفيظ السلطان من قبل القبائل القوية من الأطلس الكبير والعلماء الذين أنكروا شرعية شقيقه عبد العزيز ، وقامت فرنسا بارسال قواتها إلي البلدة المغربية الشرقية إعتبارها الرائده وذات مركز لعاصمة الدار البيضاء في الغرب ، وواجه الجيش الاستعماري الفرنسي ذو المقاومة الشديدة من أحمد الهيبة ، وهو ابن الشيخ ماء العينين القلقمي ، الذين وصلوا من الصحراء برفقة البدو المحاربين للقبائل ، في يوم 30 مارس في عام 1912 ، أعلنت الحماية الفرنسية علي المغرب ، بعد معركة سيدي بوعثمان ، والتي شهدت انتصار الفرنسيين بقيادة مانجن على قوات حركة هبة في سبتمبر لعام 1912 ، واستولى الفرنسيون علي مراكش .
وبعد عودة محمد بن يوسف من المنفي إلى المغرب في نوفمبر عام 1955 ، وضع حد للحكم الأستبدادي الكلاوي على مراكش والمنطقة المحيطة بها ، حيث سمح البروتوكول بمنح الاستقلال للمغرب وبعد ذلك وقعت الأتفاقيه بين وزير الخارجية الفرنسي كريستيان بينو ومبارك بن باكاي في 2 مارس 1956 . ومنذ استقلال المغرب ، ازدهرت مراكش كوجهة سياحية ، خلال 1960 و 1970 ، وأصبحت مراكش هي المدينة العصرية التي اجتذبت العديد من النجوم الغربيين ، الموسيقيين والفنانين والمخرجين ، مما أدى إلى مضاعفة عائدات السياحة في المغرب بين 1965 و 1970 ، وتم تجديد المباني القديمة في المدن القديمة، و بناء مساكن جديدة والقرى في الضواحي ، وإنشاء فنادق جديدة .
وأصبحت وكالة الأمم المتحدة هي الوكالة العاملة في مراكش ابتداء من عام 1970 ، لتعمل علي النمو السياسي والدولي في المدينة ، وفي عام 1985 ، أعلنت منظمة اليونسكو أن منطقة البلدة القديمة من مدينة مراكش تعد من مواقع التراث العالمي لليونسكو ، وتم رفع الوعي الدولي من التراث الثقافي للمدينة.
وفي القرن ال21، ازدهرت وتطورت العقارات في المدينة ، مع زيادة كبيرة في الفنادق الجديدة ومراكز التسوق ، وتغذيتها بسياسات المغربي محمد السادس ، الذي كان يهدف إلى زيادة عدد السياح الذين يزورون المغرب سنويا إلى 20 مليون بحلول عام 2020 .
الصورة مصغرة, إضغط عليها لمشاهدتها بحجمها الطبيعي.
الصورة مصغرة, إضغط عليها لمشاهدتها بحجمها الطبيعي.
الجغرافيا والمناخ
من الطريق البري ، تقع مراكش علي بعد 580 كيلومتر جنوب غرب طنجة ، و 327 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من العاصمة المغربية الرباط ، و 239 كيلومتر جنوب غرب الدار البيضاء ،و 196 كيلومتر جنوب غرب بني ملال ، و 177 كيلومتر شرق مدينة الصويرة ، و 246 كيلومترا شمال شرق مدينة أغادير .
يقع وادي نهر أوريكا علي بعد حوالي 30 كيلومترا إلى الجنوب من مدينة مراكش ، ” وهو وادي فضي للنهر أوريكا وتقع التقوس شمالا نحو مدينة مراكش، و هناك مرتفعات جبل الحمراء Yagour المتوج بالثلوج” . يصف ديفيد بريسكوت مراكش بأنها “أغرب مدينة” في المغرب ، والمليئة بالمناظر الطبيعية في العبارات التالية . مراكش هي واحة غنية بالأصناف النباتية ، طوال فصول السنة ، من أشجار البرتقال العطرة ، والتين والرمان والزيتون والفواكه التي توجد في أرجاء الحديقة ، وحديقة المنارة وحدائق أخرى في المدينة . بما في ذلك الخيزران العملاق ، yuccas ، وورق البردي ، وأشجار النخيل وأشجار الموز ، والسرو والصنوبر وأنواع مختلفة من نباتات الصبار .
المناخ في مراكش هو مناخ البحر المتوسط حيث يتميز الشتاء بأنه معتدل ورطب والصيف حار جاف وتتراوح متوسط درجات الحرارة من 12 درجة مئوية في فصل الشتاء إلى 32-45 درجة مئوية في فصل الصيف ، مع هطول الأمطار في فصل الشتاء ، أما المناطق الداخليه من المدينة فمناخها شبه الجاف لتتلقى كميات أقل من المطر ، وكثيرا ما توصف منطقة مراكش بأنها المنطقة الصحراوية ، ولكنها تختلف عن أي منطقه أخري ، فعلى الجانب الشمالي لمراكش توجد جبال أطلس التي تخفض الحرارة في الشتاء ويغطيها الثلوج وتغزر الأمطار ، وتنمو الأشجار علي منحدرات الجبال ، وفي الصيف تكون معتدله ، أما في الجنوب فترتفع درجة الحرارة وتقل الأمطار ويمكن وصفها بأنها مدينة الصحراء . التركيبة السكانية : وفقا لتعداد عام 2004 ، بلغ عدد سكان مراكش 843575 .
الصورة مصغرة, إضغط عليها لمشاهدتها بحجمها الطبيعي.
الصورة مصغرة, إضغط عليها لمشاهدتها بحجمها الطبيعي.
اقتصادياً
تعتبر مراكش عنصر حيوي للاقتصاد والثقافة المغربية ، وقد أدى إدخال تحسينات على الطرق السريعة من مراكش إلى الدار البيضاء وأكادير والمطار المحلي إلى جذب السياح بنسبه كبيرة إلي المدينة ، حيث تستقطب مراكش لأكثر من مليوني سائح سنويا ، ونظرا لأهمية السياحة في الاقتصاد المغربي ككل ، تعهد الملك محمد السادس لجذب 20 مليون سائح سنويا إلى المغرب بحلول عام 2020 ، ومضاعفة عدد السياح من عام 2012 .
المدينة لها شعبية كبيره مع الفرنسيين ، وهناك العديد من الفرنسيين الذن اشتروا عقارات في المدينة ، بما في ذلك اقطاب الأزياء إيف سان لوران وجان بول غوتييه .
أصبحت مراكش من المراكز الهامة للكثير من الدول الأوروبيه ، وعلى الرغم من ازدهار السياحة ، إلا ان الغالبية العظمى من سكان المدينة لا تزال فقيرة ، واعتبارا من عام 2010 ، نجد أن حوالي 20،000 أسرة ما زالوا لا يحصلون على المياه أو الكهرباء ، وهناك العديد من المؤسسات في المدينة الذين يواجهون مشاكل الديون الهائلة . وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت منذ عام 2007 ، تقدمت الاستثمارات في القطاع العقاري بشكل كبير في عام 2011 سواء في مجال الإيواء السياحي أو الإسكان الاجتماعي ، وكانت التطورات الرئيسية في المرافق للسياح بما في ذلك الفنادق والمراكز الترفيهية مثل ملاعب الجولف والمنتجعات الصحية ، باستثمارات 10.9 مليار درهم .
وقد شهدت البنية التحتية للفنادق في السنوات الأخيرة النمو السريع ، وفي عام 2012 ، كان من المقرر إنشاء 19 فندق جديد لتنمية وازدهار المدينه .
ومن المقرر تخصص مساحة 940 فدانا ، لأقامة منتجع في الضواحي ومنتجعات الفروسية ، ومن المتوقع أن تسهم إسهاما كبيرا في الاقتصاد المحلي والوطني ، وخلق العديد من فرص العمل وجذب الآلاف من الزوار سنويا .
الصورة مصغرة, إضغط عليها لمشاهدتها بحجمها الطبيعي.
الصورة مصغرة, إضغط عليها لمشاهدتها بحجمها الطبيعي.
التعليم
مراكش لديها العديد من الجامعات والمدارس ، بما في ذلك جامعة القاضي عياض ” المعروفة أيضا باسم جامعة مراكش ” ، والمدرسة الوطنية للعلوم ، الذي تم إنشاؤها في عام 2000 من قبل وزارة التعليم العالي و المتخصصة في الهندسة والبحث العلمي ، كما توجد المدرسة العلي لتجارة دي مراكش ، ويتبعها المدرسة العليا للتجارة في تولوز ، فرنسا ، ومنذ عام 1995 وقعت المدرسه على برامج الشراكة مع العديد من الجامعات الأمريكية بما في ذلك جامعة ديلاوير ، وجامعة سانت توماس ، وجامعة ولاية أوكلاهوما، والجامعة الوطنية لويس .
الصورة مصغرة, إضغط عليها لمشاهدتها بحجمها الطبيعي.
الصورة مصغرة, إضغط عليها لمشاهدتها بحجمها الطبيعي.
الصورة مصغرة, إضغط عليها لمشاهدتها بحجمها الطبيعي.
الصورة مصغرة, إضغط عليها لمشاهدتها بحجمها الطبيعي.
الصورة مصغرة, إضغط عليها لمشاهدتها بحجمها الطبيعي.