رحلة الى الدومينكان.. أفضل عطلة سياحية بتكلفة ملائمة
قبل أن تستقل طائرتك متوجها إلى سانتو دومينغو، ستبدأ أحلام اليقظة عن جمهورية الدومينكان تراودك، حيث تتخيل صخرة “سيوداد كولونيال” المفتتة والمساحات الخضراء الناعمة المنتشرة في جميع أنحاء البلاد والمرتفعات والسواحل ومزارع البن ومصائد الأسماك، فضلاً عن مناخها الرائع الذي يمكنك من قضاء أفضل العطلات السياحية هناك.
تقع جمهورية الدومنيكان في جزيرة هيسبانيولا في منطقة البحر الكاريبي، ويوجد في الثلث الغربي من الجزيرة دولة هايتي، وتعد جمهورية الدومنيكان ثاني أكبر دولة في منطقة الكاريبي (بعد كوبا) سواء من حيث المساحة أو تعداد السكان، كما تعرف بالوجهة السياحية الأكبر في منطقة “الكاريبي”، لما تمتلكه من ملاعب الجولف المفتوحة طوال العام.
تتمتع الدومنيكان بالمناخ الذي يمكن وصفه بالقياسي على مدار العام، حيث تعتبر كل شهور السنة أوقات ذروة سياحية في هذا البلد، إلا أن في موسم الأمطار يمكن أن يستمر هطول الأمطار لنصف يوم، لذا يجب أخذ الحذر، وكغيرها من بقية دول الكاريبي تستقبل الدومينكان أكبر عدد من الزوار في شهور الشتاء من ديسمبر وحتى أبريل لأن أصحاب الإجازات يهربون من الطقس السيئ في بلادهم.
من شواطئ شبه جزيرة سامانا
وعندما تنظر إلى خريطة الجزيرة سيجذبك موقع شبه جزيرة سامانا “Samana” في الزاوية الشمالية الشرقية من الدومينكان، وفيها ستندهش من عدة أمور أنها تتميز بزمرة من الشواطئ التي تمنحك عزلة وانفراد يبعث السعادة والهناء كما لا تزدحم الجزيرة بالطرق الكثيرة، وحتى تدهشك المساحات البينية التي تفصل بين سانتو دومينغو العاصمة الممتدة والمترامية الأطراف وحتى البلدة الساحلية لاس جاليراس “Las Galeras” الواقعة في أقصى طرف للجزيرة.
أما الساحل الشمالي الشهير في جمهورية الدومينكان فيعرف بالعديد من المطارات الإقليمية؛ حيث يوجد فيها سبعة مطارات، وتوفر خطوط سانتو دومينيغو الجوية رحلات داخلية إلى مناطق السياحة الرئيسية بأسعار جيدة، وتعرف سانتو دومينغو بأنها أول مستوطنة أوروبية في العالم الجديد، وتأسست في 1496 على أيدي شقيق كولومبوس الأصغر بارثولوميو، وفيها يمكنك أن تستكشف المدينة القديمة الأسبانية، وفيها كذلك تشعر بأن الاستعمار ما زال كائناً ولا سيما المحلات التجارية التي تنتشر في البلاد في شكل محلات فيراغامو، وكلاء بي إم دبليو وماكدونالدز، كما تحتضن واحداً من أكبر بازارات التسوق في الكاريبي.
بانوراما لمدينة سانتو دومينغو عاصمة الدومنيكان
وبرغم 500 عام من الزلازل والأعاصير والمعارك من أجل الاستقلال (أسبانيا، فرنسا، وأخيرا من هايتي عام 1844) فإن البلاد يوجد بها بنية حضرية لا بأس بها واستطاعت أن تحافظ على هدوئها الأصلي، فالأزقة تجدها مرصوفة بالحصى والباحات المزهرة والوردية التي تنطلق بك بخفة ورشاقة إلى قرون مضت، كما أن البنايات الباستلية أو فاتحة اللون تخط على جانبي الطريق، التي يتلاطم فيها الشرفات المزخرفة كالموج.
كما تتميز جمهورية الدومينكان بأن عاصمتها مدينة “أول” كل شيء في العالم الجديد، حيث يوجد بها أول كاتدرائية، وأول جامعة وأول مستشفى، وأول قلعة عسكرية وأول قصر ملكي وأول شارع مرصوف، كما أنها غارقة في مزيج من التناقضات والتباينات المذهلة، فيها يوجد الجمال والقبح سويا بشكل لا يمكن تجاهله، وخلال ذهابك إلى حي جازيكيو ” Gazcue” سترى السور البحري منتزه الواجهة البحرية، كما تشاهد الكبار والشباب يتشاطرون المقاعد إلى جانب أقطاب الصيد المتواجدين على الرصيف، وعلى الطرف الغربي للمدينة توجد مجموعة رائعة من الفنادق، أما عن التجارة الجديدة التي توجد في المدينة فهي تتركز على متاجر لبيع الخمور وصناديق اللبن والقهوة.
شواطئ الرمل الأبيض النظيفة في بونتا كانا
لأكثر من 1600 كيلومتر، يحيط بالدومينيكان شريط ساحلي، من الرمال الذهبية وأشجار النخيل ومياه البحر الصافية الدافئة والتي تفتح آفاق العثور على الشاطئ المناسب لك للاستجمام دون عناء، ولا يفوتك أن تزور حديقة جزيرة أيلا كابريتوس القومية حيث تجد أكبر تجمع للتماسيح الأمريكية، والأفضل أن يكون وقت مشاهدة التماسيح في الصباح الباكر أو المساء عندما تدفئ نفسها في الشمس.
وفي المساء تستطيع أن تحصل على أفضل أمسية في منطقة بونتا كانا “Punta Cana” وهي من أكثر المناطق التي يزورها السياح وتتألف شواطئها من الرمل الأبيض ويتركز فيها العديد من النوادي الليلية الكبرى، أما أطفالك فلهم قسط في هذه العطلة حيث الرحلات النهارية الممتعة للأطفال زيارة حديقة مناتي بارك لمشاهدة الحياة البرية بما فيها الدلافين المحببة للجميع.
وتجدر الإشارة إلى أن الدومينكان تعتبر من أفضل مناطق الكاريبي لممارسة رياضة الغوص حيث تتمتع بمياه محمية ودافئة، لذلك لم تعد جمهورية الدومينيكان إحدى المقاصد السياحية المحببة والرائعة الجمال بوصفها من أكبر الجزر فحسب، بل إنها كذلك وجهة هؤلاء الذين يرغبون بقضاء شهر عسل رائع ويمكنهم ذلك بتكاليف اقتصادية زهيدة ولا ينقص هذا من أجازتهم شيء، فالشواطئ البيضاء والمشاهد الطبيعية الجميلة وإيقاعات موسيقى أمريكا اللاتينية ترحب بهم والسباحة والغطس في انتظارهم.