المزارات والأماكن السياحية العائلية في فيينا

تنتشر في أنحاء مدينة فيينا العديد من المزارات العائلية المتميزة الجديرة بالزيارة ومنها سينيماجيك التي تجدها عبارة عن صالة للعرض السينمائي تستهدف الأطفال والشباب بالتحديد، حيث تعرض الأفلام المناسبة للصغار من جميع أنحاء العالم في عطلة نهاية الأسبوع. تأسست في عام 1985 بمبادرة من مدينة فيينا بهدف الترفيه عن الأطفال وتستضيف العديد من الفعاليات في شهر نوفمبر من كل عام كجزء من مهرجان سينما الأطفال. يجدر عليك أيضاً عدم تفويت فرصة زيارة بيت البحار الذي يضم مختلف الأقسام التي تحوي أسماك البحار وأسماك المياه العذبة، وكذلك فصائل البحر الأبيض المتوسط والبحيرات النمساوية. تأوي الحديقة أيضاً الطيور والقردة والتماسيح وغيرها من الحيوانات. أما قسم الزواحف فتسكنه الثعابين الضخمة والسامة والسحالي والعناكب والنمل. هذا وتنتظرك في الشرفة العليا إطلالات رائعة على ربوع مدينة فيينا، من على ارتفاع 35 متراً تقريباً. يوفر المزار أيضاً جلسات إطعام الحيوانات والجولات الموجهة التي تشمل لمس أسماك القرش وثعبان الكوبرا والاقتراب من أسماك البيرانا المتوحشة والأسماك اللاذعة بأمانٍ تام. أما منتزه مينوبوليس الترفيهي الفريد فيتخذ شكل مدينة كاملة مُصغرة لتناسب الأطفال، حيث يقع على مساحة 6000 متر مربع ويضم الشوارع والأبنية والسيارات والمنتزهات. يسمح المزار للأطفال باستكشاف 25 منطقة مختلفة وتجربة بعض المتاجر والمؤسسات العامة والمرافق التي يجدونها في أي مدينة حقيقية، فضلاً عن إمكانية تجربة بعض المهن مثل الصحافة والطب ومكافحة الحريق وقيادة القطار وغيرها. يُمثل المنتزه مكاناً رائعاً للتعلم والتسلية ويستقبل الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين 4-12 عاماً. ونذكر أيضا عجلة رايسينراد الدوارة التي تم بناؤها في 1897 للاحتفال بالذكرى الخمسين لتولي الإمبراطور فرانز جوزيف الحكم. تم تصميمها على يد المعماري الإنجليزي والتر باسيت وتستقبل الزوار على مدار العام، حيث تُعد من أحب المزارات الكائنة بمنطقة الدانوب. يبلغ باعها 200 متر وتتكون من 15 كابينة منفصلة. كانت قد تعرضت لحريق خلال الحرب العالمية الثانية ولكن تم إعادة بنائها في عام 1945، حتى أنها ظهرت في عددٍ من الأفلام السينمائية. ومن المزارات والأماكن السياحية العائلية الأخرى في فيينا منتزه براتر الترفيهي المثير، موطن العجلة الدوارة العملاقة التي هي رمز مدينة فيينا، بالإضافة إلى 250 نقطة جذب أخرى مثل أكشاك الرماية والقطارات الأفعوانية وحتى أجهزة محاكاة الطيران، بجانب ألعاب الأطفال والعروض وقطار الكهف. يتمتع المنتزه بتاريخٍ عريق، حيث كان يُمثل أراضي الصيد الإمبراطورية منذ القرن الـ 12. تضم ربوعه المقاهي والمطاعم ومنافذ بيع المثلجات والوجبات الخفيفة.
(منتزه براتر الترفيهي)
أما منطقة جرين براتير المحيطة بالمزار فتزخر بالمراعي الخضراء والأشجار الظليلة والممرات الهادئة والبِرك البديعة. يُعد هذا المكان أكثر من كونه مجرد منتزه ترفيهي، لا سيما مع انتشار العديد من الأبنية التاريخية في أنحائه واستضافته الفعاليات الثقافية المنعقدة بالمدينة على مر القرون. أمامتحف زوم التفاعلي للأطفال فيتيح للصغار فرصة التعلم من خلال الاستكشاف ولمس ومشاهدة وسماع ما يدور حولهم. تبلغ مساحته الإجمالية 1600 متر مربع ويتكون من أربع مناطق مختلفة هي زوم أوشين الذي يرحب بالأطفال دون سن السادسة ليستمتعوا بمنطقة ألعاب مستوحاة من أعماق البحار، وزوم لاب للأطفال حتى سن 14 سنة ممن يرغبون في تجربة التكنولوجيا السمعية، ثم زوم ستوديو حيث العمل مع الفنانين المحترفين، وأخيراً ذا إكسبيشن الذي يضم العروض التفاعلية متعددة المجالات. يُعنى المتحف بالعديد من المواضيع المختلفة مثل الفنون والعلوم والثقافة، بالإضافة إلى الحواس الخمس وتطوير المهارات اللغوية للأطفال دون سن السادسة من العمر. تجده بالتأكيد مزارٌ عائلي مثالي يُنصح به كأفضل المزارات العائلية الكائنة في مدينة فيينا. وبالطبع لا تكتمل زيارة أي مدينة دون المرور على حديقة الحيوان التي تحويها، ولن تجد أعرق من حديقة حيوان شونبرونالتي تُعتبر أقدم حديقة للحيوان في العالم، حيث تأسست أصلاً عام 1752 كعرضٍ خاص لحيوانات للإمبراطور. أما اليوم، فهي مركز حيوي للمحافظة على الحيوانات ومصدراً تثقيفياً ثرياً لسُكان المدينة. تُعد أبنيتها رائعة على وجه الخصوص، إذ تم تشييد العديد منها على طراز الباروك. وقد استقبلت المدينة في عام 2003 حيوان الباندا وشهدت ولادة ثاني جرو فقط للباندا في كامل القارة الأوروبية، بجانب احتوائها على القرود والأسماك والقوارض وكائنات الغابات الممطرة والحشرات والطيور والزواحف والثدييات الصغيرة وغيرها الكثير. تقع الحديقة ضمن نطاق أراضي قصر شونبرون الإمبراطوري وقد تم تشييدها بأمرٍ من الإمبراطور فرانز الأول. لا تزال تستقبل أعداداً غفيرة من الزوار من شتى أنحاء العالم لما تتميز منه من عراقة وحداثة في آنٍ واحد.