صور جامع السلطان أحمد أو الجامع الأزرق ( مساجد تركيا )

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع alyaa
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

alyaa

مراقبة عامة
16 يونيو 2012
7,679
22
0
malaysia

صور جامع السلطان أحمد أو الجامع الأزرق ( مساجد تركيا )


إسطنبول مدينة التاريخ، وهي القسطنطينية و«الباب العالي» والدولة العثمانية بسلاطينها ونياشينها، ولا يمكن أن تصحو على صوت الأذان في اسطنبول وتغفل أو ترجئ زيارة صروحها الدينية التاريخية، مثل جامع السلطان أحمد أو الجامع الأزرق. وبعد تحويل كاتدرائية آيا صوفيا إلى متحف عام 1934، بات مسجد السلطان أحمد هو الجامع الرئيسي في اسطنبول وأحد أكبر صروحها الدينية، وهو أحد الأمثلة المذهلة على روعة العمارة العثمانية، وانتهى العمل في بنائه قبل عام واحد من وفاة السلطان أحمد.
هو مسجد تاريخي في اسطنبول، أكبر مدينة في تركيا وعاصمة الدولة العثمانية.والداخل إلى صحن مسجد السلطان أحمد يتساءل عن سبب تسميته بالجامع الأزرق المسجد يشتهر باسم المسجد الأزرق نسبة إلى البلاط الأزرق الذي يزين حوائطه، حيث تغطي جدران المسجد 21043 بلاطة خزفية المستقدمة من مدينة إيزنيك (على مسافة ساعة من اسطنبول) بحيث تجمع أكثر من خمسين تصميماً، وتشغل الزخارف المدهونة كل جزء من أجزاء المسجد، وقد أضفى لونها الأزرق على جو المسجد من الداخل إحساسًا قويًا بسيطرة هذا اللون.


arab_travelers_tours_photo_1409212122_728.jpg
arab_travelers_tours_photo_1409212118_140.jpg
arab_travelers_tours_photo_1409212121_468.jpg
arab_travelers_tours_photo_1409212121_112.jpg
، وفي يوم الجمعة من عام 1617م، تم الانتهاء من بناء الجامع بعد أن وضع السلطان أحمد آخر حجرة في قبته. والجامع يطل على مضيق البوسفور الذي يفصل القارة الأوروبية عن القارة الآسيوية، وهو ما يمنحه بعداً جمالياً إضافياً.
وهو يوجد داخل مجمع بناء كبير، يشمل السوق المغطى والحمام التركي والمستشفى والمدارس وتربة (ضريح) السلطان أحمد. والفضاء الداخلي للجامع عبارة عن مكان واحد فسيح. وتقوم القبة الرئيسية والقباب الفرعية الجانبية على أربعة أعمدة ضخمة، ويبلغ قطر القبة الرئيسية 23.5 متر، بينما ينير القسم الداخلي من الجامع 260 نافذة. أما ارتفاع قبته فهو 43 مترا. وقد أنشئت المنارات وفق الأسلوب التركي التقليدي، ويتم الصعود إلى الشرفات بواسطة مدرجات حلزونية الشكل».
ميدان هيپودروم القسطنطينية القديم -ميدان السلطان أحمد حاليًا-
ما زال المسجد تؤدى فيه الصلوات، وهو من أهم المعالم التي تجذب السياح لتركيا .
بمآذنه الست يجاور مسجد السلطان أحمد كنيسة آيا صوفيا التي تحولت إلى مسجد ثم متحف، وباتت ثامنة عجائب الدنيا. خطوات معدودة ويطالعك قصر «الباب العالي» أو توب كابي الذي يكتنز الأمانات المقدسة التي استقدمت من مصر في تاريخ فتحها، وسيوف الصحابة ومقتنيات مهد النبوة وأقفال الكعبة المقدسة، وحيث تتواصل في «الأمانات المقدسة» غرفة التلاوة القرآنية ليلا نهارا.
والمساجد العظيمة في تركيا العثمانية تأسر القلوب والعقول، وتدل على ما وصل إليه المسلمون من حضارة ورقي في الفكر والعلم وفنون الزخرفة والهندسة
arab_travelers_tours_photo_1409212125_679.jpg

أهم عنصر بداخل المسجد هو المحراب المُذهب المصنوع من رخام منحوت بشكل رفيع، حيث يزين أعلاه مقرنصات ولوحتين عليهما آيات من القرآن الكريم. الجدران المجاورة للمحراب مكسوة ببلاط السيراميك، ولكن العديد من النوافذ المحيطة بها جعلتها تبدو أقل روعة.
arab_travelers_tours_photo_1409212120_441.jpg
على يمين المحراب نجد المنبر الذهبي المزخرف بأناقة الذي يعلوه شكل مخروطي. المسجد مصمم بطريقة بحيث يستطيع كل المصلين حتى في أوقات احتشاد المسجد وامتلائه بالكامل أن يروا ويسمعوا الإمام.
arab_travelers_tours_photo_1409212124_796.jpg
وبالعودة إلى الجامع الأزرق أو «السلطان أحمد»، الذي أطلق اسمه على المنطقة المحيطة به، فقد بناه المعماري محمد آغا تلميذ المعماري الأشهر سنان باشا الذي توجد بصماته المعمارية في اسطنبول والقاهرة، حيث يوجد مسجد سنان باشا في حي بولاق، وأعمال سنان متنوعة تشمل الجوامع والكليات التي تعني في العمارة العثمانية مجموعة المنشآت الخيرية والمدارس المحيطة بالجامع، والحمامات وبيوت القوافل، والكبّاري والجسور والطرق وسبل المياه والأضرحة، غير أن الأعمال التي طيرت شهرته وحفرت اسمه بين عباقرة العمارة في التاريخ هي جامع شهرزاده، وجامع السليمانية في اسطنبول، وجامع السليمية في أدرنة.
arab_travelers_tours_photo_1409212125_153.jpg
العديد من المصابيح بداخل المسجد مغطاة بالذهب والأحجار الكريمة و بين السلطانيات الزجاجية تستطيع أن تجد بيض النعام و الكرات الكريستالية. كل هذه الزينة قد تم إزالتها أو سُلبت لتوضع في المتاحف.
الأقراص الكبيرة الموجودة على الجدران منقوش عليها أسماء الخلفاء الراشدين وبعض آيات من القرآن الكريم وذلك بواسطة أعظم خطاطي القرن السابع عشر أحمد قاسم غباري وتم إعادة ترميمهم مرات كثيرة.
arab_travelers_tours_photo_1409212117_623.jpg
وحول الجامع فناء مغطى بثلاثين قبة مطوقة بالشرفات ونافورة تنضفر فيها القناطر المنقوشة بالقرنفل والتوليب النافر وزخارف الخط الإسلامي وأسماء الصحابة الأجلاء أبي بكر وعمر وعلي وعثمان (رضوان الله عليهم أجمعين). وكل مئذنة بالمسجد تحتوي على 3 شرفات، وحتى وقت قريب كان على المؤذن أو الداعي للصلاة أن يتسلق سلما ضيقا خمس مرات في اليوم للإعلان عن وقت الصلاة، واليوم يتم استعمال مكبرات الصوت للإعلان عن الصلاة، ويصل صوت المكبر إلى الأحياء القديمة في المدينة. يوميا وعند غروب الشمس يجتمع حشد كبير من الأتراك والسياح في الحديقة المقابلة للمسجد لسماع صوت الأذان مساء وللتمتع بمنظر غروب الشمس.
arab_travelers_tours_photo_1409212119_397.jpg
وجامع السلطان أحمد يعتبر أحد أضخم الأعمال المعمارية، ويعتبر من المساجد السلطانية وله ست مآذن. وترتكز قبته على أربع دعائم أسطوانية يبلغ قطر الواحدة منها 5 أمتار، ويطلق على الدعائم اسم أرجل الفيل، وتشغل بالزخارف المدهونة باللون الأزرق من الداخل، وهو سبب تسميته بالجامع الأزرق. أما سمته الهندسية والجمالية فهي غاية في الروعة، بعشرين ألف قطعة خزف من ازنيك تكسو جدرانه من الداخل، ويتخللها اللون الأصفر للزهور التقليدية. وتطل 260 نافذة على باحة المسجد الخارجية، ويبرز به فن الخط الإسلامي الذي نسخه وشبكه سيد قاسم غوباري، أعظم الخطاطين الأتراك آنذاك، وهو يعطي لمسات روحانية للمصلين.
arab_travelers_tours_photo_1409212123_135.jpg
وللجامع سور مرتفع يحيط به من جهاته الثلاث، وله خمسة مداخل اثنان منها يؤديان إلى القبلة مباشرة، وثلاثة مداخل تؤدي إلى صحن الجامع الواسع ليكون مركز تجمع المصلين قبل أدائهم الصلاة، وبني المسجد من عدة مستويات إذ تقع في أعلى المستوى الأولى القبة ويبلغ ارتفاعها 33 مترا وقطرها 43 مترا، أما داخل المسجد فإنه مبني على 20.000 عامود من السيراميك صنعت باليد، أما الطبقة العليا فإنها مرسومة بأكثر من 200 لون، والزجاج صمم بشكل يضفي ضوءا طبيعيا على المسجد. وتتم الاستعانة اليوم بالشمعدانات. وبمجرد دخولك إلى المسجد يلاحظ أن التصميم الداخلي يتضمن آيات من القرآن الكريم، والعنصر الأكثر أهمية في المسجد هو المحراب المصنوع من الرخام المنحوت بشكل مميز، والجدران المتاخمة للمحراب مغلفة بالسيراميك، وإلى يمين المحراب هناك المنبر حيث يقف الإمام ويخطب خطبة الجمعة أو خطبة صلاة العيد،و المسجد صمم بطريقة تسمح للجميع بأن يرى الإمام حتى في الأيام التي يكون فيها الجامع مزدحما بالمصلين. تم يأتي تغليف القباب والمنارات بالرصاص، أما شكل الهلال الموجود في أعلى المنارات والقبة فقد غلف بالنحاس بلون ذهبي. وهذا الجامع يقبل على زيارته كل عام الآلاف من الزوار المحليين والأجانب. وفي المناسبات الدينية، خاصة يوم الجمعة وفي شهر رمضان يضيق بمرتاديه على اتساعه فتُفرش السجادات في ساحات الجامع الداخلية والخارجية. وإذا كانت اسطنبول تفخر قبل الفتح الإسلامي لها على يد السلطان محمد الفاتح بأعظم كنيسة بنتها الأيدي البشرية على الأرض، وهي كنيسة آيا صوفيا (بنيت في قمة روعتها عام 537، في عهد الإمبراطور جوستيان، بعد أن جمع لها ورثة الإمبراطورية الرومانية كافة، من معماريين وآثار وأموال).. فإن الخلفاء العثمانيين والأمة الإسلامية نجحوا في تحدي الإمبراطورية الرومانية، وجوستيان بالذات، فأقاموا على أرض اسطنبول روائع أكبر وأعظم وأبقى من آيا صوفيا، مثل مسجد السلطان أحمد، ومسجد السليمانية، ومسجد الفاتح وغيرها من آثار مدهشة باهرة فاقت آيا صوفيا سعة ورقة ودقة وزخرفة وفنا.
arab_travelers_tours_photo_1409212116_250.jpg
arab_travelers_tours_photo_1409212117_234.jpg
وأراد السلطان أحمد أن يبالغ في تعظيم شأن مسجده فأمر ببناء ست مآذن له تناطح السحاب، وكإشارة منه إلى تواضعه أمام بيت الله الحرام في مكة المكرمة، الذي كانت فيه ست مآذن حينذاك، ورغبة منه في أن تتميز الكعبة الشريفة وحدها دون سواها على مسجده، فقد أمر أن تضاف إلى مآذن المسجد الحرام البديعة مئذنة سابعة هدية منه لبيت الله المعظم، كما أمر بكسوة الكعبة بصفائح من الذهب، وركب لسطح الكعبة ميزابا من الذهب وأحاط أعمدة الحرم بحلقات مذهبة، ورمم جميع قباب المسجد الحرام وعددها آنذاك 260 قبة. وقد بدأ العمل في مسجد السلطان أحمد كما ذكرنا عام 1609، واستمر ذلك طيلة سبع سنين إلى أن انتهى وافتتح عام 1616، قبيل وفاة السلطان أحمد بعام واحد، وأصبح معلما من معالم العمارة الإسلامية، يلوح في الأفق بمآذنه الرشيقة للناظرين من بعيد، خاصة للقادمين على سطح بحر مرمرة أو مضيق البوسفور كأوسع مجمعات اسطنبول الإسلامية، وأرحب ما أنشئ من المساجد السلطانية وأكثرها مآذن.
والصورة العامة لمسجد السلطان أحمد: قاعة للصلاة يسبقها صحن من حوله أروقة من ثلاث جهات، وتحيط بالمسجد هذا أبنية ملحقة به منها مدرسه للتعليم الابتدائي (الأولي) ومستشفى متخصص في علاج الأمراض، وسوق، ودار للمرق (أي مطعم) للفقراء، وسبيل ماء للعطشى، ومحلات تدر ريعا وموردا ماليا للمسجد، وضريح السلطان أحمد يرقد فيه إلى يوم الدين، هذا كله وسط حديقة غناء تغمر أرضها الخضرة وتظللها الأشجار الباسقة وتزينها الورود الملونة
arab_travelers_tours_photo_1409212119_425.jpg
وأصبحت اسطنبول بعد الفتح الإسلامي لها على أيدي العثمانيين عام 1453 متحفا واسعا للمساجد الفخمة النادرة المثال. تلك المساجد التي لا يزال معظمها شامخا في سماء اسطنبول بمآذنه الرشيقة العالية وقبابه الفخمة الواسعة، والملاحق والساحات التابعة له، مما يأخذ بألباب الناظرين من جهة ويشهد ببراعة المعماريين المسلمين من جهة أخرى. واسطنبول هي أكبر مدن الجمهورية التركية، وقد كانت في السابق تعرف باسم القسطنطينية عاصمة للإمبراطورية البيزنطية، وغُيّر اسمها بعد الفتح الإسلامي لها إلى إسطنبول، وجُعلت عاصمة للخلافة الإسلامية العثمانية، وتقع على مضيق البوسفور. هي إحدى المدن الضخمة القلائل في العالم التي تقع على قارتي أوروبا وآسيا.
نعم إن اسطنبول عاصمة الخلافة الإسلامية خير شاهد على قدرات وإبداع المهندس المسلم، وجمعه بين الجمال والمهابة، وقدرته على التجديد مع الأصالة، ومزجه أطراف الدين بالحياة المتطورة، والتعبير بالبناء والحجر والطين عما يعجز القلم عن وصفه والإحاطة به بالحرف والكلمة والعبارة..