جوله الى المسجد الكبير في سيفاس او سيواس ( معالم تركيا السياحيه )
تقع سيفاس بين العاصمة أنقرة ومنطقة كارس .. فيها العديد من الاماكن للقيام بالرياضه مثل الركض والتخييم والتزلج على الثلج في فصل الشتاء.
تتمتع سيفاس بمناخ قاس نسبياً.. فالشتاء بارد ( تصل درجة الحرارة المئوية الى ما دون الصفر)
وتبقى المدينه تحت الثلوج لمدة تترواح بين ال4و5 اشهر.. أما صيفها حار وجاف ولكن ليس لفترة طويله
(تترواح الحرارة المئوية بين 30 و38 درجه).
ولكن الأهم في هذه المنطقه انها تعج بالمرضى وبسياح من اوروبا الشماليه, اذ بها عيون معدنية يمتاز ماءوها بصفة علاجية لأمراض الصدفية والبهاق وبطريقة طبية غريبة، حيث تحتوي هذه الأحواض المائية على نوع من السمك الصغير لونه رمادي يعيش في مياه معدنية حرارتها ثابتة صيفا وشتاء (حول 36-37 درجة مئوية)، أي مماثلة لحرارة الجسم البشري، وتأكل هذه الأسماك البثور الجلدية وتنظف فقط الجروح حتى يخرج الدماء منها فتتركها فترة ثم تنظفها أخرى في اليوم التالي، ويتم شفاء هذه الأمراض الجلدية خلال أسبوع واحد. وقد أشرفت وزارة الصحة التركية على هذه المراكز العلاجية وأنشأت مجمعاً صحياً مزوداً بأطباء من جميع الاختصاصات، وتقع هذه المراكز الصحية في مدينة كانكال التابعة لولاية سيفاس، واستغلت هذه المنطقة سياحياً، حيث انتشرت فيها الفنادق والعمارات المؤثثة لاستقبال المرضى والسياح من داخل تركيا وخارجها. وبجوار هذه المنطقة العلاجية هناك مركز يعالج المرضى المصابين (بداء الفيل) بواسطة لدغات أفاعي غير سامة لامتصاص مسببات هذا الداء عن طريق اللدغ لساق المريض، ويتم شفاؤهم خلال أيام.. والذي لا يصدَّق في صفات هذه الأسماك والأفاعي أنها لا يمكن أن تعيش إلا في مياه هذه الأحواض ذات الحرارة الثابتة، وباءت كل محاولات مراكز طبية أوروبية بالفشل في محاولة لنقل هذه الأسماك لمياه مشابهة لمواصفات مياهها الأصلية، ولكنها تنفق خلال دقائق!
نعود الآن لموضوعنا الاساسي .. المسجد
بني هذا المسجد عام 1228 ميلاديا وهو من أروع آثار العمارة على الأرض على الإطلاق فقد بني بطريقة تركيب الحجارة كقطع التركيب دون استخدام طين ولا أي مادة مثبتة.. نتوءات في الحجارة تجعلها تحمل بعضها البعض..آلاف الزخارف المختلفة على جدران المسجد
انشئت المنطقة والجامع معاً من قبل الشاه ملك توران في السنوات 1228 – 1229 ابان حكم ابناء منغوجاك. ويتكون هذا الاثر الكبير الذي يتميز بفن العمارة الاسلامية من ضريح بقبتين ومستشفى الى جانبه مباشرة. واضافة الى الخصائص المعمارية لهذا المكان الاثري فإنه يتميز بعمالة الحجارة التقليدية الخاص بمنطقة الاناضول، وهو مدرج في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي..
نقوش ارابيسك نباتي
بذل المهندسين المعماريين والحرفيين الذين بنوا المسجد جهد لا يصدق من اجراء حسابات دقيقة جداً
مع الأخذ بالاعتبار شروق الشمس وغروبها لابراز صورة ظلية لرجل يقرأ القرآن..
هذا المسجد من داخله
هذه الصورة التقطت سنة 1932 ..