سياحة الجزائر , صور سياحيه من الجزائر
كثيرة هي مرافق السياحة الترويحية والعائلية في مختلف مدن ومناطق الجزائر ولكل منها نكهته الخاصة فمن الشواطئ المتوسطية حيث المسابح والمنتجعات البحرية إلى المرتفعات الجبلية الخضراء حيث تنتعش الخدمات السياحية صيفاً وفي الشتاء حيث التزلج على الجليد، وإلى الكورنيش والأرصفة البحرية وصولاً إلى بعض المدن الجزائرية المتميزة بعراقة الموسيقى الأندلسية، وصولاً إلى الصحراء التي تحيي المخيلة بشروق شمسها وغروبها.
وبلغ عدد السياح الأجانب الذين زاروا الجزائر خلال العام 2012 نحو 250 ألف سائح حسب وزير السياحة والصناعات التقليدية، محمد بن مرادي، وذلك مقارنة بـما يقارب 10 ملايين بالمغرب لنفس الفترة و5.5 ملايين لتونس .
بنية تحتية
لا نقصد هنا البنية التحتية العادية، بل تلك التي قد يستعملها السائح في زيارته، ولنبدأ من باب المطار، فبعد خروجه مباشرة، خصوصاً إذا كان قادماً من أوروبا أو من الدول المتقدمة في هذا المجال، فسيصدم بالواقع المؤلم، حيث إنه لا يوجد وسيلة نقل عامة للتوجه نحو العاصمة أو إلى أي وجهة أخرى فلا قطار..
ولا مترو ولا حتى ترومواي، وسيكون بين خيارين لا ثالث لهما، الأول الاستعانة بأصحاب السيارات الخاصة الذين يتراصون على جنبات مخارج المطار، حيث تعرفهم بتلويحهم بمفاتيح السيارات والسعر طبعاً يعتمد على نزاهة السائق، أم الحل الثاني فيتثمل في سيارات الأجرة الخاصة بالمطار ..
والتي لا تمتلك أية أداة لحساب تكلفة الرحلة، والموضع في الأخير يرجع لتقدير السائق. وبعد وصولك للوجهة المطلوبة ستجد نفس المعضلة فسيارات الأجرة لا تعتمد نفس الطريقة التي تعمل بها سيارات الأجرة في باقي البلدان، فالسائق هو صاحب القرار، سواءً في قبولك أو حتى في تقدير تكلفة الرحلة.
إمكانات
تملك الجزائر كل الإمكانات المالية والبشرية لتحقيق التقدم السياحي، فحجم اقتصادها خلال العام 2012 فاق 210 مليارات دولار، وتعدادها السكاني فاق 35 مليون نسمة. كما أنها تملك أهم من ذلك بكثير، ألا وهي المقومات السياحية التي تتعدد ما بين السواحل الشاطئية الجميلة، والحضارات المتعاقبة ما بين الرومانية والبيزنطية والإسلامية والعثمانية، هذا بالإضافة إلى امتلاكها صحراء ملأى بمناجم سياحية قل وجودها على البسيطة.
بعض المقومات السياحية الجزائرية: الجزائر العاصمة
هي أكبر مدن البلاد وتقع على شاطئ المتوسط في منتصف الطريق الساحلي الذي يربط تونس شرقاً بالمغرب، وهي اجمل مدن ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتنتشر احياؤها ومبانيها فوق مجموعة من التلال المطلة على البحر، كما تنتشر على منحدراتها وسفوحها وفي السهل المنبسط تحتها غابات النخيل واشجار الليمون والبرتقال والزيتون.
شاطئ سيدي فرج
على بعد خمسة وأربعين كلم من مطار هواري بومدين الدولي يقع المركب السياحي الذي أصبح وجهة السياح من كل حدب وصوب من داخل الوطن وخارجه، إنه سيدي فرج أكبر منطقة سياحية ساحلية معروفة في الجزائر. وهو مجمع سياحي اقيم على منطقة كانت ممراً للاحتلال الفرنسي، وهو الآن عامر بالمرافق الترويحية والسياحية، والفنادق والمطاعم واماكن للترفيه والألعاب المائية ....
كما يضم مسرحاً مفتوحاً ومرافق خاصة للعلاج الطبيعي باستخدام مياه البحر. ويتوفر الشاطئ على ساحل رائع الجمال، ومركبات سياحية ومرافق هامة بنيت على الطريقة الغرداوية، وتم تصميم المركب السياحي لسيدي فرج من قبل المهندس الفرنسي "فرناند بويون" بطلب من السلطات الجزائرية.
الجسور الُمعلّقة بقسنطينة
من مميزاتها الكثيرة هي انها واحدة من مراكز الموسيقى الأندلسية كما يشار إلى تميز مطبخها بالوجبات التقليدية الشهيرة بالاضافة الى منتوجاتها من الصناعات الحرفية التقليدية كالنحاسيات والتطريز بخيوط الذهب...
وهو الفن المعروف باسم «القندورة» ويمكن مشاهدة الحرفيين وهم يقومون به في دكاكينهم في اسواق المدينة القديمة. كما تتميز أيضاً بامتلاكها لأجمل الجسور المعلقة في العالم، والتي يزيد جمالها في فصل الشتاء عندما تتغطى بالثلوج، وستبقى منحوثة للتاريخ في "ذاكرة جسد" أحلام مستغانمي.
وهران الباهية
أو "الباهية" كما يطيب لأهلها أن يسموها وهي ثاني أكبر مدينة في الجزائر وعاصمة الغرب الجزائري وهي واقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط في اقصى غرب البلاد. ومدينة وهران تجمع بين طرازين للمعمار احدهما حديث على ايدي الفرنسيين والثاني قديم على الطراز الأندلسي الإسباني وهي محاطة بكروم العنب، وطقسها لطيف ويسود المعيشة فيها جو من الهدوء، أما شوارعها فتمتلئ بالحركة والنشاط.
ومن معالم المدينة حي الدرب وحي المدينة الحديثة وساحة الأول من نوفمبر وجامع الباشا المبني عام 1796م وهناك على الشاطئ ارصفة يحلو فيها التنزه عصراً ومساء، وفي منطقة وهران توجد عين الترك السياحية التي تتوافر فيها الفنادق وفيها مجمع الأندلس السياحي المطل على المتوسط، وفيه برج سانتا كروز الذي اسسه الإسبان.
التراث الأندلسي بمستغانم وعنابة
ومن المدن المجاورة لوهران مدينة مستغانم الساحلية التي تعد مزيجاً من التراث الاندلسي والتركي وتشتهر هذه المدينة بكونها منبعاً للفنون والموسيقى والثقافة وفيها مسرح مكشوف. أما عنابة فتوجد على مرتفعاتها مرافق سياحية تضم منتجعاً للاستجمام وممارسة الرياضة، وتعتبر عنابة اليوم مركزاً تجارياً وصناعياً.
كهوف جيجل
تتميز جيجل بجبالها وكهوفها المدهشة وحولها غابات كثيفة تشكل بخضرتها مع زرقة مياه البحر مشهداً خلاباً وتزخر بمعالم أثرية كثيرة تجعل منها مقصداً لآلاف السياح الذين يفدون اليها، حيث يجدون المرافق والخدمات السياحية المتميزة ومن معالمها الكورنيش البحري المطل على مناظر غاية في الروعة وكذلك توجد بها حديقة كبرى تضم اصنافاً نادرة من الحيوانات والطيور.
البليدة مدينة الورود
مدينة تقع في شمال الجزائر على سفوح جبل الأطلسي، وهي مركز إداري وتجاري وتشتهر بمنتجاتها الزراعية وهي محاطة بالحدائق وكروم البرتقال والزيتون واشجار اللوز وحقول القمح والشعير والتبغ وشتى اصناف الفاكهة وتشتهر بإنتاجها لمستخلصات الأزهار، وفيها مرتفعات الشريعة المشهورة بمرافق التزلج على الثلوج خلال فصل الشتاء.
شواطئ بجاية
تقع على ساحل المتوسط وشاطئها مطل على خليج في مشهد فائق الجمال يجمع بين الغابات الخضراء ومياه البحر وتزدهر فيها الخدمات السياحية للمدن البحرية، حيث المسابح والشواطئ والرمال النظيفة والمطاعم التي تقدم أشهى الوجبات من ثمار البحر وأسماك المتوسط.
صحراء الهقار
من مقاصد المنطقة السياحية المهرجان السنوي الذي تشهده الهقار، وهو تقليد يبرز تراث وثقافة الصحراء الى جانب نشاطاته ذات الطابع الاقتصادي والتجاري التبادلي بين البلدان الصحراوية المجاورة مثل النيجر ومالي.
وأصبحت هذه المناسبة تستقطب السياح الراغبين في معايشة اجوائها الخاصة المفعمة بالنشاطات الثقافية والفنية والفلكلورية واستعراضات الإبل. ويوجد في منطقة الهقار «الاسيكرام» وهو ممر مشهور يعتبر من اجمل مقاصد السياح وبخاصة للتمتع بالمشهد الفريد هناك لشروق وغروب الشمس.
تجربة خيالية داخل قصور وقصبات الصحراء
تعرف صحراء الجزائر نمطاً عمرانياً خيالياً تتملكك منه الدهشة لقصورها الكثيرة المنتشرة عبر ولاياتها (محافظاتها) الصحراوية، هي ليست قصور أمراء ولا ملوك، ولكنها تسمى كذلك هنا لأنها فعلاً قصور لملوك الصحراء من الناس البسطاء، والذين بفضلهم تحس بمتعة الحياة الطبيعية الهادئة والاجتماعية البسيطة، هي قصور بتنوعها وجمالها وهندستها المعمارية التي تُشكّل عمقاً تاريخياً وثقافياً يؤكد أصالة وحضارة هذا الشعب العظيم.
وتطلق تسمية القصر على تجمع سكاني يشبه القرية، لكنه تجمع منظم محاط بصور خارجي ضخم فردي أحياناً ومزدوج أحياناً أخرى، هذه التجمعات المعروفة في العمارة الإسلامية تسمى أيضاً بالقصبات لدى المجتمعات الإسلامية المغاربية إلا أنها في الثقافة التواتية تسمى قصوراً، أصبحت معالم تاريخية مصنفة على مستوى الجزائر، ومعالم سياحية عالمية يتوافد عليها السياح كل عام من مختلف بقاع العالم، احتفاء بمهرجانات تقام بها ومناسبات تعودت عليها هذه القصور وخاصة مناسبة المولد النبوي الشريف.
القصور وما جاورها من واحات وطبيعة فريدة من نوعها هي ملاذ للسياح على اختلاف مشاربهم، فمحبو البيئة والطبيعة سيصيبهم الذهول لحظات اكتشاف نظام السقي الشهير والمعروف بـ«الفقارات» ..
وكذا الوديان والبحيرات وما تجمعه من طيور مهاجرة تبحث عن المناطق المعتدلة خلال فصل الشتاء تضاف إلى قائمة الحيوانات صحراوية البرية كالغزلان والثعالب والفنك والورل وغيرها، أما رواد سياحة المغامرات والرياضات والصيد فسيجدون ضالتهم في ممارسة رياضات المشي والماراثون وحتى التزحلق على الكثبان الرملية الشامخة وصيد الغزلان والطيور.
تراث
وعشاق الثقافة في سياحتهم سيجدون متعتهم الفائقة بدون شك في اكتشاف التراث العظيم في صحراء الجزائر، بين تراث مادي وغير مادي، بين آثار ومعالم عمرانية، وبين فلكلور شعبي وطرق عيش الإنسان هناك، وحتى محبو الفن والموسيقى سيجدون ضالتم في المهرجانات الدولية للفلكلور والغناء بمشاركة فرق وطنية وعربية وأجنبية أوروبية وإفريقية.
بعد زيارتك لأي من هذه القصور، لن تخرج فارغ اليدين بالتأكيد، فلابد لك من شراء أشياء كتذكارات سفر، فسكان القصور الصحراوية هذه يمارسون الصناعات النسيجية التقليدية من زرابي وأفرشة وأغلفة أرائك ووسائد وخيم وغيرها وكذلك الألبسـة التقليديـة، الحلي التقليدي، الأواني الفخاريـة النحت على الخشب، رسم اللوحات الفنية بأنواع الرمــال صناعة الأدوات والأواني المتنوعـة بمشتقات النخيل (السعف، العرجون، والكرناف) النقش على النحاس النحت على الجبس.. وغيرها أيضــاً ممــا يُستعمــل للزينــة.