صورشينجيانغ المقصد السياحي في الصين 2015
يخترق طريق الحرير منطقة شينجيانغ على الخطوط الثلاثة؛ الجنوبي والأوسط والشمالي. وتنتشر جنوب وشمال جبل تيانشان جبال ثلجية وبحيرات ومروج تتناثر بينهما معالم التراث الثقافي المميز لما كان يسمى قديما "الأراضي الغربية".
وخلال الخمسين سنة الماضية قامت منطقة شينجيانغ، التي كانت درة لامعة على طريق الحرير القديم، باستعادة بهائها المفقود طويلا وأصبحت بين أكثر المقاصد السياحية ازدهارا في البلاد بفضل مناظرها الطبيعية اللامحدودة ومعالم حضارتها الباهرة.
في عام 1978 وفي مدينة كاشغر النائية في جنوبي المنطقة استقبل أبناء القوميات الأقلية الذين يعيشون بها أول فوج من السياح الأجانب. كان وصول هؤلاء الضيوف الـ88 من وراء البحار بمثابة تدشين لتوافد السياح الأجانب على شينجيانغ منذ إنشاء الصين الجديدة عام 1949.
أن ذلك الرقم قد شهد تغيرات هائلة حتى الآن. ففي عام 1978 وهو عام الانطلاق لم يزد الدخل من السياحة في شينجيانغ عن 46 ألف دولار أمريكي. ولكن مع توسع انفتاح المنطقة حقق قطاع السياحة في شينجيانغ تطورا سريعا ومستقرا وموفقا لمدة 27 سنة على التوالي.
وفي عام 2004 تجاوزت عوائد منطقة شينجيانغ من السياحية المحلية لأول مرة في التاريخ 10 مليارات يوان حيث بلغت 10.9 مليار يوان. يعني ذلك أن 12.42 مليون سائح محلي شاهدوا المناظر الطبيعية المتميزة والمشاهد القومية الخاصة في شينجيانغ. وفي الوقت نفسه استقبلت المنطقة 316.9 ألف سائح أجنبي حققوا لها أكثر من 90 مليون دولار أمريكي. وعلى وجه الإجمال حققت المنطقة عوائد سياحية قيمتها 11.65 مليار يوان بزيادة قدرها %25 عن الرقم عام 2003. وبهذا بلغت مساهمة العوائد السياحية في إجمالي الناتج المحلي %5.7 وأصبح قطاع السياحة قطاعا حيويا في المنطقة.
ويتوقع مدير مصلحة السياحة بالمنطقة بأن تصبح شينجيانغ أكثر المناطق السياحية المتميزة الواعدة في الصين خلال القرن الحالي. وقال إن سياحة المنطقة قد شكلت خارطة تنمية تتمثل في "الخطوط الثلاثة والدوائر الخمس" هي الخط الجنوبي والأوسط والشمالي لطريق الحرير ودائرة السياحة الإيكولوجية حول بحيرة قاناس ودائرة تيان تشي (البركة السماوية) وبحيرة سالم وبحيرة بوستن ودائرة سياحة الأطلال الثقافية في منطقتي توربان وكوتشه ودائرة السياحة الفولكلورية في منطقة كاشغر ودائرة المناظر المشابهة لجنوبي نهر يانغتسي في منطقة ييلي.
وفي ظل الخطة الوطنية الشاملة لاستثمار المناطق الغربية تبدي سياحة شينجيانغ التي كانت ذا حجم محدود في الماضي الزخم الأقوى بين القطاعات الرئيسية للمنطقة حيث تجذب سياحا ومستثمرين من أنحاء العالم متماشية مع العصر الجديد بخصوصياتها الفريدة.
وعلى أرض شينجيانغ المترامية الأطراف التي تبلغ مساحتها 1.66 مليون كيلومتر مربع تنتشر الجبال الشواهق والمروج المنبسطة والصحارى الشاسعة والواحات الناضرة والبحيرات العميقة والأنهار الفياضة والجليد العجيب والمعابر الحدودية وهنا تجد الكثير من الأشياء الأكثر في العالم أو في الصين.
وإضافة إلى كل ذلك تحتضن منطقة شينجيانغ مشاهد إنسانية نابضة بالحياة والجاذبية. فعلى خط طريق الحرير القديم الذي يمتد لنحو خمسة آلاف كيلومتر داخل شينجيانغ تجد مئات المواقع للمدن البائدة وأبراج الإنذار والمغارات البوذية والمباني الأثرية ومقار الاستصلاح الزراعي علما بأن هذه المناطق الممتدة على خط طريق الحرير القديم تستحق لقب "متحف المدن البائدة في العالم" نظرا لكمية المدن الأثرية الموجودة فيها وحالة حفظها الممتازة.
تتعايش في شينجيانغ قوميات عديدة ترسي سويا أسسا راسخة للثقافات القومية. وتكتسب سياحة شينجيانغ جمالا إضافيا من الطراز المعماري والأزياء والغناء والرقص والعادات والأطعمة المتنوعة لمختلف القوميات، وتحمل ألقابا "موطن الفواكه" و"موطن الخيول" و"بلد الأحجار الكريمة" و"مملكة البساط والحرير". وجملة القول إن شينجيانغ مقصد سياحي مثالي لقضاء الإجازة ومناجاة الأشياء القديمة أو اكتشاف الأشياء الجديدة.
وانطلاقا من وفرة الموارد السياحية في شينجيانغ بدأت مصلحة سياحة الدولة وحكومة المنطقة صياغة ماركة ذهبية باسم "سياحة شينجيانغ" أملا في خلق فردوس سياحي في المنطقة التي تتميز بالأرض الواسعة والقوميات المختلطة والمناظر الفريدة.