معلومات عن شــلالات أنـــطــالــيـا 2015
شلالات أنطاليا!!! من منحدرات جبال طوروس تنبع أنهارها
لتسير نحو أنطاليا حيث تتحول إلى شلالات طبيعية
تجتمع مياهها من جديد في أنهار
تتوق للوصول إلى مصبها في البحر المتوسط....
شلال كورشونلو (Kursunlu).. إنه ملاذ بحق!!!
أخيراً وجدت ضالتي، ففي هذا الوقت من السنة على عكس فصل الصيف
في هذا المحيط الفردوسي الرائع يمكنني أن أسود المكان
وأطلق العنان لمخيلتي الحرة،
إذ لا يتجاوز مكوث زائري المنطقة المرور بها
والإطلاع على المكان قبل متابعة التسلق إلى مناطق النزهات المكتظة بالمتنزهين
حيث يضيق النهر بين أشجار الأناناس.
فترى الكبار يشوون اللحم بينما الصبية يلعبون الكرة في فرق صغيرة.
أما أنا، فلا يمكنني أن أستذكر منذ متى وأنا هنا،
إذ سحرني المكان وأفقدني ارتباطي بالزمن،
حتى أنني نسيت الكاميرا التي لا زالت منذ ساعة منتظرة على حاملها
أن أرفع الغطاء وأضغط زر التشغيل.
لا بد أنها قد تجاوزت الظهيرة،
فأشعة الشمس التي تمر عبر الأغصان
وتحجب الشلال أصبحت أقل سطوعاً مما كانت عليه
عندما تملكني المكان وسيطر علي صوت شلاله الهادر؛ مرتفعاً كلما اقتربت منه،
فلم أعتده وحسب بل شعرت أن المشهد لم يكن ليكتمل دونه،
فهو يمثل تلك الموسيقى التي لم تعبث يد الإنسان بها.
إنه آذار، أو بكلمة أخرى الشهر الذي تبلغ فيه مياه الشلال أعلى منسوب لها،
لتندفع منحدرة بقوة شديدة من ارتفاع يتراوح بين 10-12م،
فتبدو كما لو أنها لا تنوي التوقف،
وتصفع بعنف الصخور التي ترد بدورها بقذف قطرات المياه
فتتغطى بالزبد مشكلة أقواس قزح تتماهى ألوانها معيقة عيني من تمييز كل منها على حدة.
قطعت الجسر ووصلت إلى الجانب الآخر من البحيرة الصغيرة المتشكلة من مياه الشلالات،
وكانت السلاحف التي تسبح بتراخ تحت الجسر
وتتجه إلى الشاطئ للحصول على حمام شمسي دافئ أشد ما لفت انتباهي،
إذ أنها المخلوقات الوحيدة التي فاقتني سعادة.
أردت أن أبقى في هذه المنطقة لمدة أطول،
غير أن الحارس نبهني إلى أن زيارة المنطقة
منذ أعلنت حديقة وطنية في عام1991م أصبحت مقتصرة على فترة النهار فقط.
شلال دودين (Duden) لا شيء سوى ضجيج المياه المرتفع!!!
ويتشكل من التقاء نبعي كيركغوزلر(Kirkgozler) وبينارباشي(Pinarbasi)
في نهر يسير 14 كم تحت الأرض في مدينة ببيكلي دودين (Biyikli Duden) حاملاً اسمها،
وبعد أن يتفجر في حفرة وارساك (Varsak)
مشكلاً أحد ينابيع المياه السطحية القصيرة،
يغوص مجدداً تحت الأرض لمسافة 2كم،
يظهر بعدها في منطقة دودين باشي(Dudenbasi)
ويطلق عليه اسم شلال دودين الذي يتميز بتيار أعلى شدة من تيار كورشونلو.
تفخر هذه المحمية الطبيعية بتعدد مناطق التنزه المحيطة بها،
حيث تغطي أشجار العنب الكثيفة المنطقة المحيطة بالشلالات
التي تنحدر من ارتفاع 10م متدفقة في الربيع بشدة، فتغطي أصواتها على جميع الأصوات.
وتقود الجسور الخشبية المبنية على فروع النهر الضيقة
إلى التراسات ذات المناضد الخشبية.
أما الدرجات المتجهة نحو الأسفل والواقعة بالقرب من الشلال،
فتمر في كهف قبل أن تضعك خلف غطاء ضبابي من المياه المتساقطةبغزارة من فتحة ضيقة،
وتصل بك إلى حافة البحيرة.
شلال مناف غات (Manavgat) هنا استحمت كليوباترا في طريقها إلى روما.
ضجيج هائل يصم أذني منذ دخلت الحديقة،
ويثير في داخلي إحساساً كبيراً بالفضول لأتبين مصدره.
مع اقترابي من حافة البحيرة، رأيت شلالاً إلى يساري.
لم يكن الضجيج ناتجاً عن ارتفاعه، فهو لا يتجاوز المترين،
وإنما عن القوة والغزارة الهائلة التي يندفع بها.
على بعد 80 كم من أنطاليا وعلى الطريق المؤدي إليها،
يقع شلال مناف غات (Manavgat)
حاملاً اسم قرية مناف غات الصغيرة،
ولأنه أكثر تعرضاً للشمس وأكثر شهرة من الشلالين السابقين،
فإنه أكثر اكتظاظاً بالناس،
حيث يمكنهم أن يجدوا فيه كل شيء من مطاعم ومقاهٍ ومتاجر للهدايا،
بالإضافة إلى بائعي المثلجات في الحديقة
التي يطغى عليها دائماً جو احتفالي حميمي.
وعلى الرغم من أن الزوار لم يتركوا موقعاً خالياً،
فتحت كل شجرة تجد عائلة تتنزه،
يبقى حوض الأمنيات، الذي يروى أن كليوباترا قد استحمت فيه، المكان الأكثر شعبية.